الفصل 216
خرج آلبرت بلاك من المتجر بخطى ثابتة ووجه لا يعكس شيئًا من مشاعره.
خلفه، تبعه هاري ورون وهيرميون، الذين كانوا في حالة من الارتباك والدهشة. لم يستطيعوا تجاهل ما حدث للتو داخل الغرفة، ولم يكن لديهم خيار سوى مواجهة آلبرت بالأسئلة التي تملأ رؤوسهم.
"آلبرت !" قال هاري وهو يسرع في اللحاق به. "ما الذي حدث لريتا؟ لقد بدت وكأنها أصبحت تهتم بك فجأة في النهاية، رغم أنك... أعني، رغم أنك كنت السبب في حالتها تلك !"
توقف آلبرت للحظة، ثم استدار نحوهم بوجه جامد. قال بصوت هادئ لكنه حازم: "أزلت من عقلها كل الذكريات التي تتعلق بما حدث في الداخل. لم تعد تتذكر شيئًا عما جرى بيننا."
دهش هاري ورون عندما سمعا ذلك. "ماذا؟" قال رون وهو يحدق في آلبرت وكأنه يحاول التأكد من أنه جاد. "أنت تمزح، أليس كذلك؟ كيف... كيف يمكنك فعل ذلك؟"
ابتسم آلبرت ابتسامة صغيرة، وقال: "الأمر بسيط عندما تعرف التعويذة المناسبة. ليس فقط ريتا، بل الأقزام أيضًا. أزلت من عقولهم كل الذكريات المتعلقة بي أو بما حدث للتو. الآن لا أحد يستطيع استخدام تلك الحادثة ضدي."
وقف رون مذهولًا، ثم قال بحماس مفاجئ: "أوه، هذا رائع جدًا ! عليك أن تعلمني هذه التعويذة! تخيل كم يمكن أن تكون مفيدة في أشياء كثيرة... مثل، لا أعرف، حذف أخطائي من ذاكرة أمي أو شيء من هذا القبيل !"
ضحك آلبرت ضحكة خفيفة، لكنه هز رأسه. "الأمر ليس بهذه البساطة يا رون. هذه التعويذة ليست سوى جزء صغير مما يمكنك فعله في مجال سحر العقل. هناك تعاويذ أخرى أكثر تعقيدًا، مثل الأوكليمينسي."
حدقت هيرميون فيه باهتمام واضح، وسألت: "الأوكليمينسي؟ ما الذي تعنيه بالضبط؟"
نظر إليها آلبرت، ثم تابع بصوت أكثر جدية: "الأوكليمينسي هي فن حماية عقلك من التطفل. إنها تعويذة تهدف إلى تعزيز قوة العقل، بحيث يصبح من المستحيل على أي شخص قراءة ذكرياتك أو التلاعب بها. لو كانت ريتا تتقن الأوكليمينسي بمستوى عالٍ، لما استطعت الدخول إلى عقلها أو محو ذكرياتها."
وقف الثلاثة في صمت للحظة، بينما كانوا يحاولون استيعاب ما قاله ، رون، الذي بدا وكأنه لا يزال يفكر في كيفية استخدام تلك التعاويذ لصالحه، قال: "إذن... هل يمكننا تعلم الأوكليمينسي أيضًا؟"
ابتسم آلبرت، لكن ابتسامته كانت غامضة هذه المرة. "يمكن لأي شخص أن يتعلمها إذا كان لديه الصبر والإرادة الكافية. لكنها ليست سهلة. تحتاج إلى التحكم الكامل في أفكارك وعواطفك. وهذا... أمر ليس الجميع مستعدًا له."
استمر آلبرت في السير، بينما تبعه الثلاثة بصمت، كل واحد منهم غارق في أفكاره. كان واضحًا أن ما حدث في الداخل لم يكن مجرد حادثة عابرة.
و وصلوا الى كوخ هاجريد ، ليجدوا الستائر لا تزال مسدلة فطرقت هيرميون الباب بقوة و هي تصيح " هاجريد .. هاجريد .. هذا يكفي ، اننا نعرف انك بالداخل و لا احد هنا يهتم اذا كانت والدتك عملاقة ام لا ... هاجريد ... لا يمكن أن تدع هذه المرأة الحمقاء تفعل بك ذلك ... اخرج من هنا انك فقط ... "
و فتح الباب لتجد هيرميون نفسها وجها لوجه امام البس دمبلدور الذي ابتسم قائلا " مرحبا يا آنسة جرانجر "
قالت هيرميون في صوت منخفض " اننا .. لقد .. لقد جئنا لرؤية هاجريد "
اجابها " نعم ... لقد لاحظت ذلك ، لماذا لا تدخلون ؟!"
قالت هيرميون " اه .. نعم ... حسنا !"
و دخل الأربعة الى الكوخ ليجدوا هاجريد يجلس الى المائدة التي استقر فوقها كوبان من الشاي و كان منظر هاجريد فظيعا بالفعل ، اكثر من ما كان عليه عندما تحدث آلبرت معه داخل الكوخ ، فقد امتقعت عيناه و شعث شعر رأسه و لحيته بشكل غير عادي و قال هاري " مرحبا يا هاجريد !"
و نظر هاجريد لاعلى نحوه و لم ينطق بأي كلمة ، فقال الاستاد دمبلدور و هو يغلب الباب " سأحضر المزيد من الشاي "
إلى جانب هاجريد، جلس هاري، ورون، وهيرميون على مقاعد صغيرة، بينما وقف آلبرت بلاك بالقرب من النافذة، يراقب المشهد بهدوء.
"هاجريد..." بدأ آلبرت الحديث بنبرة هادئة، محاولًا تخفيف العبء عن العملاق الطيب. "أرى أنك لا تزال قلقًا بشأن ما كتبته ريتا سكيتر عنك. لكن لا داعي لذلك بعد الآن. لقد حليت الأمر بنفسي."
رفع هاجريد رأسه، ونظر إلى آلبرت بارتباك واضح. "حليت الأمر؟ ماذا تقصد يا آلبرت؟ ما الذي فعلتُه لتحله؟"
ابتسم آلبرت بهدوء واقترب من هاجريد، قائلاً: "التقينا بريتا اليوم، أنا، وهاري، ورون، وهيرميون. لقد تأكدت بنفسي من أن كل تلك الاشياء التي كتبتها عنك لن ترى النور مرة أخرى."
ظل هاجريد يحدق فيه، ولم تظهر على وجهه سوى المزيد من الحيرة. "لكن... كيف؟ ماذا فعلت يا ولد؟ ما الذي تعنيه بكلامك؟"
جلس آلبرت على أحد المقاعد وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يشرح: "ريتّا سكيتر كانت تستخدم ذكرياتها لتختلق القصص عنك وعن كل من تعرفهم. لكنني أزلت كل ما كانت تعرفه عنك من عقلها. محوت كل ذكرياتها المتعلقة بك وبحياتك، وكل ما يمكن أن تستخدمه ضدك."
بدت علامات الصدمة على وجه هاجريد، بينما كان يحاول استيعاب ما سمعه. "محوت ذكرياتها؟ كيف فعلت ذلك؟ هذا... هذا سحر قوي جدًا، أليس كذلك؟"
أومأ آلبرت بثقة. "نعم، لكنه كان ضروريًا. لم أستطع الوقوف مكتوف اليدين بينما تستمر في إيذائك بالكلمات المسمومة التي تنشرها. وأراهن الآن أنها ستغير موقفها في الأيام القادمة وتنفي كل ما قالته عنك. ستُجبر على ذلك لأنها لم تعد تملك أي دليل أو ذكريات تدعم قصصها."
تبادل هاري، ورون، وهيرميون النظرات، فقد كانوا بالفعل يعرفون ما فعله آلبرت، لكنهم لم يعتقدوا أنه سيكشف الأمر لهاجريد بهذا الوضوح.
أخذ هاجريد نفسًا عميقًا، وعيناه مليئتان بالتردد. "لكن يا آلبرت... ألا يعتبر هذا تجاوزًا؟ أعني، اللعب بعقل الناس... هذا ليس شيئًا بسيطًا."
ابتسم آلبرت بخفة، لكنه أظهر جدية واضحة في صوته. "أفهم ما تعنيه، هاجريد. لكن أحيانًا، يكون التصرف الحاسم هو الحل الوحيد لوقف الأذى. ريتا ليست مجرد صحفية؛ إنها مدمرة بحبر قلمها. لقد جعلت حياتك جحيمًا، وكان لا بد من وضع حد لذلك. الآن، أنت حر من تأثيرها."
ساد الصمت للحظة في الكوخ، قبل أن ينظر هاجريد إلى آلبرت بعينين ممتنتين، رغم أنه لا يزال يشعر ببعض الشكوك في أعماقه. "حسنًا، يا آلبرت... إذا كنت تعتقد أن هذا هو الصواب، فأنا أثق بك. لكن فقط تأكد أن هذا لن يؤذيك أنت أو الآخرين."
ابتسم آلبرت وأومأ برأسه. "لا تقلق، هاجريد. كل شيء تحت السيطرة."
أما هاري، ورون، وهيرميون، فقد صامتين، كل منهم غارق في أفكاره الخاصة، محاولين استيعاب مدى تعقيد شخصية آلبرت وقراراته الجريئة.
بعدما انهى آلبرت كلامه ، دخل دمبلدور مرة أخرى و في يده صينية بأكواب شاي ، و أشار بعصاه الهواء و خلال ثانية استقرت أمامهم اكواب الشاي و طبق من الكعك و جلس الجميع حول المنضدة في صمت قبل أن يتساءل دمبلدور " هل سمعت ما كان يقوله السيد آلبرت يا هاجريد ؟!"
تخضب وجه الثلاثي ، بحيث لم يكن يتوقعوا ان يكون دمبلدور قد سمع ما قاله آلبرت بالكامل ، لكن آلبرت قد توقع دالك ، بحيث كان يعرف جيدا ان دمبلدور قد يكون سمع كل ما قاله ، حتى لو كان دمبلدور لا يريد ان يسترق السمع ، فهو لن يستطيع
ابتسم دمبلدور لهم متابعا " هيرميون و هاري و رون و آلبرت لا زالوا يريدون مقابلتك بأي شكل "
قال هاري و هو يحدق في هاجريد " بالطبع لا نزال نريد مقابلتك ، فأنت لا يمكن ان تهتم بما كتبته هذه المخرفة المدعوة بريتا سكيتر "
بدت الدموع في عيني هاجريد و بدأت تتساقط في بطء ، على وجنتيه في حين عاد دمبلدور يقول " ها هو دليل حي على ما كنت أخبرك به يا هاجريد و قد عرضت عليك الخطابات التي يظن فيها الكثير من الآباء و الأمهات انك ابنهم و قد اخبرتك قبل ذلك انني عندما توليت إدارة هذه المدرسة كانت تصلني رسالة كل يوم على الاقل لتخبرني انني لا استطيع إدارتها ، و لكن ما الذي فعلته ! هل حبست نفسي في غرفتي و رفضت التحدث مع اي احد ؟!"
قال هاجريد بصوت مشروخ " و لكن .. و لكنك لست نصف عملاق "
قال هاري في حدة " هاجريد .. انظر لاقاربي .. انظر الى اسرة درسلي "
فقال دمبلدور " و ها هو دليل اخر ، لقد اتهم اخي بممارسة تعويدة غير شرعية على نعجة ، و نشر كل شيء على صفحات الطرائد و هل اختفى ؟ لا .. لم يختف ! رفع رأسه و مارس عمله كما هو معتاد عليه و بالطبع فهذا نوع من الشجاعة "
و قالت هيرميون في هدوء " عد الى التدريس يا هاجريد ،
.. ارجوك .. عد فإننا نفتقدك حقا "'
اغرورقت عينا هاجريد بالدموع مرة أخرى حتى اغرقت لحيته ثم نهض دمبلدور قائلا " لقد سمعت ما اخبرك عنه آلبرت ، هذا يعني ان موضوع هذا الامر امام الجميع قد تم حله ، و انا ارفض قبول استقالتك يا هاجريد ، و انتظر عودتك للعمل يوم الاثنين ، و سأنتظر مشاركتك لي في الافطار في الثامنة و النصف في البهو العظيم و لن اقبل اي عذر .. سأذهب الان "
اختفى دمبلدور من اعين الجميع ، ليترك هاجريد ينتحب و آلبرت ترب على دراعه حتى رفع عينيه
قال رون " نعم ، هل يمكن ان نتناول هذا الكعك يا هاجريد ؟"
اجاب هاجريد " نعم بالتأكيد ، تفضل .. لقد كنت على حق .. كنتم جميعا على حق لقد كنت احمق ، لقد كان والدي سيغضب من الطريقة التي تصرفت بها .. انني لم اريكم صورة ابي .. اليس كدالك ؟!"
و نهض هاجريد و سار نحو خزانته ليخرج منها صورة ساحر قصير له نفس عيني هاجريد و كان يجلس على كتف هاجريد بجوار شجرة تفاح و لكن وجه هاجريد في الصورة كان حليبا و أصغر سنا ، و كان لا يمكن ان يبدو اكثر من احد عشر عاما
.
و قال هاجريد مشيرا للصورة " لقد التقطت لنا بعد ان التحقت بهوجوورتس لقد كان ابي يظن انني لن اصبح ساحرا بسبب امي .. حسنا ... على كل حال فقد كنت ساحرا غير ناجح و قد كان يعرف ذلك و لكنني على الاقل لم اتعرض الاستبعاد في حياته فقد مات و انا في الصف الثاني "
" و لقد ساعدني دمبلدور على الاستمرار في هوجوورتس كحارس للالعاب و هو ما جعله على خلاف دائم مع الأخرين الا انت كان مقتنعا بأن يسند العمل لمن يملك الموهبة ، و لكنني كنت اعرف ان هناك من سيظل يضايقني مثلما كان يقول ابي ، و لكنني لن اسمح لها بدالك بعد الان .. و أعدكم ان ارد لها الصاع الصاعين !"
" هل تعرف يا هاري ؟ عندما قابلتك لأول مرة دكرتني بنفسي ، فقد مات والدي و والدتي كذالك فقد كنت اشعر انني لن الاقي نجاحا في هوجوورتس مثلما كنت تظن .... و لكنك اصبحت مشهورا يا هاري "
يتبع ...
( اظن انه يجب ان انشر فصلين كل يوم حتى يصل آلبرت الى متاهة التي ستؤديه إلى المقبرة فولدمورت أو ربما حتى ينتهي مهمة تالثة و اعود انشر فصل واحد كل يوم كما العادة ، ما رأيكم بدالك ؟)