الفصل 220
بعد انتهاء المهمة الثانية من البطولة الثلاثية، وقف بارتي كراوتش الأب يتحدث إلى آلبرت، الذي كان لا يزال يقطر ماءً من البحيرة.
كانت نبرة كراوتش الأب متزنة، ولكنه بدا أكثر لطفًا من المعتاد وهو يقول: "لقد أثبت شجاعة كبيرة يا آلبرت. لم تكتفِ بإنقاذ صديقتك هيرميون، بل خاطرْتَ بحياتك لإنقاذ الفتاة من بوباتون أيضًا. هذا تصرف نادر، ويُظهر روحًا نبيلة."
لكن قبل أن يُكمل حديثه، ظهر البروفيسور ألاستور مودي من الظلال، يمشي بعرجه المألوف. توقف ونظر إلى كراوتش الأب بنظرة حادة قبل أن يقول بصوته العميق الخشن: "هل تريد أن تجعل الفتى من أتباعك يا كراوتش؟ أتركه، إنه لا يزال يافعًا ولم يتخرج بعد." ثم، بعادته الغريبة، مرّر لسانه فوق شفتيه بطريقة غير مريحة.
تجمد كراوتش الأب فجأة، ونظر إلى مودي بذهول. كانت تلك العادة مألوفة لديه جدًا. ارتبطت في ذاكرته بآبنه، بارتي كراوتش جونيور، الذي كان يستخدم نفس الإيماءة كثيرًا.
ارتسمت ملامح توتر على وجه مودي عندما رأى كراوتش يقترب منه ببطء، عيناه متسعتان وكأن فكرة خطيرة بدأت تخطر في باله. كان بارتي كراوتش الأب على وشك قول شيء، لكن بدلًا من ذلك تراجع قليلاً، ثم قال ببرود: "يجب أن أخبر دمبلدور بذلك."
تجمدت الأجواء بين الثلاثة، لكن مودي حاول الحفاظ على رباطة جأشه، وأدار وجهه نحو آلبرت قائلاً بصوت عميق: "ادخل إلى القلعة، أيها الفتى. الجو هنا قارس، وأنت لا تزال مبتلًا من البحيرة. لا نريدك أن تصاب بالمرض."
وافق آلبرت على طلب مودي، وبدأ يمشي ببطء نحو القلعة، لكنه شعر بشيء غريب. التفت للخلف ليرى مودي يسير بسرعة باتجاه كراوتش الأب، متجاهلًا العرج المعتاد في مشيته. أثار ذلك فضول آلبرت، فبدأ يمشي خلفهما بخطوات هادئة كي لا يكتشف مودي وجوده.
عرف بعدها ان اللحظة التي ستكون نهاية بارتي كراوتش الاب قد بدأت
بينما اقترب أكثر، سمع آلبرت كلمات مودي بصوت منخفض وهو يتحدث إلى كراوتش بنبرة تحمل مزيجًا من التوتر والغضب.
كان واضحا أن مودي قد رأى أن بارتي كراوتش الاب قد اكتشف أمره بسبب تلك العادة ، لذلك اراد ان يحد له الامر ها هنا
كان بارتي كراوتش الأب يسير بخطوات سريعة، وجهه متجهم، وعيناه تلمعان بتصميم. لكنه توقف فجأة عندما سمع صوتًا خشنًا مألوفًا خلفه.
قال مودي: "ما الذي تريد أن تقوله لدمبلدور يا كراوتش؟"
التفت كراوتش الأب ببطء، وعيناه تلتقيان بعين مودي الوحيدة السحرية التي كانت تدور بلا توقف. بدا وكأن الرجل العجوز كان يتوقع ذلك. قال كراوتش بنبرة باردة: "أنت تتبعني، أليس كذلك؟"
وقف مودي بثبات، لكنه تحدث مع نفسه بصوت خافت، بالكاد مسموع: "هل بدأت تعويذة إمبريوس التي ألقيتها عليك تزول؟ هذا ليس جيدًا."
لكن كراوتش الأب قاطعه فجأة وبصوت هادئ لكنه حاد كالسكين: "لا حاجة لأن تخفي الأمر أكثر. أنا في طريقي لأخبر دمبلدور عنك. أنت لست ألاستور مودي الحقيقي... أنت ابني، أليس كذلك؟"
انحبست أنفاس مودي المزيف، وملأت الصدمة عينيه. تلك الكلمات التي خرجت من فم والده كانت تعني شيئًا واحدًا فقط: لقد اكتشف أمره. بارتي كراوتش الأب يعرف الآن أن الشخص الذي يقف أمامه ليس سوى بارتي كراوتش الابن، متنكرًا في هيئة ألاستور مودي.
عرف كراوتش الابن أن خططه بأكملها قد تنهار إن علم دمبلدور بالحقيقة. إذا تحقق ذلك، فسيُكشف كل شيء، من تعويذة النقل الآني التي أُلقيت على كأس النار، إلى الخطة الكاملة لإعادة فولدمورت إلى قوته الكاملة.
بلا تردد، رفع كراوتش الابن عصاه السحرية، لكن كراوتش الأب كان أسرع مما توقع، فقد أخرج عصاه بالفعل ووجهها نحو ابنه. للحظة، كان هناك صمت مشحون بين الأب وابنه. لكن خفة حركة بارتي الابن كانت أقوى. صرخ بصوت حاد: "إكسبليارموس!"، وانطلقت تعويذة نزع السلاح، لتطير عصا والده بعيدًا وتسقط على الأرض.
نظر بارتي الابن إلى والده، وكان في عينيه خليط من الغضب واليأس. رفع عصاه عاليًا، وقال بنبرة قاسية بلا ذرة رحمة: "أفادا كادافرا !". انطلقت الشعاع الأخضر القاتل باتجاه بارتي كراوتش الأب.
لكن قبل أن تصيب التعويذة هدفها، انطلقت تعويذة أخرى من بين الظلال، تصطدم بتعويذة الموت، وتوقفها في الوقت المناسب. التفت بارتي الابن بصدمة، ليجد آلبرت يقف هناك، عصاه موجهة إليه، ونظرة تحدٍّ في عينيه.
اقترب آلبرت ببطء، ويداه لا تزالان مرفوعتين، وعصاه تضيء بضوء سحري كان بلون احمر حيث قال بصوت ثابت: "هل نسيت يا بروفيسور؟ لقد أخبرتنا في درس الدفاع ضد فنون السحر الأسود أن هناك طريقتين لمواجهة تعويذة الموت. الأولى هي أن تباغت خصمك بتعويذة نزع السلاح قبل أن يلقيها. والثانية، أن تملك حاجزًا دفاعيًا قويًا مثل دمبلدور."
بدأت كلمات آلبرت تزعزع ثقة مودي المزيف. للحظة، بدت يده التي تحمل العصا قد بدأت ترتجف قليلاً. لكن كراوتش الابن لم يكن من النوع الذي يستسلم بسهولة. ابتسم بسخرية وقال: "أنت ذكي يا آلبرت... لكن الذكاء وحده لا ينقذ الأرواح."
في اللحظة التي انتهت فيها كلمات الاستور مودي المزيف، بدأ القتال، لم يكن هناك وقت للتفكير أو التردد ألقى مودي المزيف تعويذة "أفادا كيدافرا" نحو آلبرت، لكن آلبرت كان مستعدًا بحركة سريعة، استخدم النقل الآني ليختفي من مكانه في لمح البصر، لتصيب التعويذة فراعًا بدلا منه
ظهر آلبرت مجددًا خلف بارتي کراوتش الابن وصرخ: "إكسبليارموس !"، موجها تعويذة نزع السلاح نحو خصمه.
كان كراوتش الأب يراقب المشهد من خلف شجرة قريبة، جسده يرتجف من الخوف والصدمة، وعيناه تتابعان تبادل التعاويذ بين ابنه و آلبرت، التفت إليه آلبرت بسرعة وقال بصوت حازم: "اذهب من هنا الآن ! لا تبق !، سيكون وجودك خطراً عليك وعائقاً لي !" لقد كان آلبرت قد اكتشف ان اكثر شيء سيستغله جونيور هنا هو أباه ، و هذا سيكون عائقا له بحيث سيتوجب عليه بأي يحمي بارتي كراوتش الاب و القتال ضد جونيور
تردد كراوتش الأب للحظة، لكنه أدرك أنه إذا بقي فسيكون عبئاً بالفعل ، بدأ يركض نحو القلعة، خطواته متعثرة لكن عزمه على النجاة كان واضحاً.
كان القتال بين آلبرت و بارتي جونيور متكافئاً للغاية.
كل تعويذة هجومية كانت تُصدّ بتعويذة دفاعية، وكل خطوة محسوبة بدقة، لكن آلبرت، بذكائه ، لاحظ لحظة شرد فيها جونيور عندما رأى والده يركض مبتعداً.
لقد شعر جونيور بالرعب عندما رأى أن أباه قد بدأ في اقتراب للقلعة
استغل آلبرت هذه اللحظة وألقى تعويذة "روشيو"، التي دفعت جونيور بعيداً وأسقطته أرضاً متألماً.
نهض جونيور بسرعة، الألم يشتعل في جسده لكن عينيه تلمعان بالغضب والجنون شراسته لم تتراجع بل أصبحت أكثر وضوحاً. عاد للهجوم مجدداً، لكن تركيزه كان ينقسم بين آلبرت ووالده الذي يبتعد أكثر فأكثر. بدأ الذعر يتسلل إلى جونيور، وازدادت حدة هجماته محاولاً إنهاء القتال بسرعة.
عندما رأى جونيور أن والده يقترب من القلعة، صرخ بغضب شديد و اكتشف انه سيصل أباه الى دمبلدور لو استمر قتاله ضد آلبرت حيث كان يعلم جيدا انه لن ينهي هذا القتال حتى يصل أباه و يكتشف في الاخير كل خططه
لدالك رفع جونيور عصاه بغضب موجهاً إياها نحو والده كان على وشك أن يلقي تعويذة أفادا كادافرا" القاتلة، في تلك اللحظة، لم يتردد البرت. ألقى بسرعة تعويذة "إكسبليارموس" مرة أخرى، واستطاع نزع العصا السحرية من يد جونيور قبل أن يتمكن من تنفيذ تعويذته المميتة.
تجمد جونيور في مكانه للحظة ينظر إلى يده الفارغة ثم إلى عصاه الساقطة على الأرض. كان الوضع واضحاً: لم يعد لديه سلاح، ولم يبق له أي وسيلة للدفاع عن نفسه.
اقترب من آلبرت بخطوات سريعة، وملامحه مليئة بالغضب والخذلان و قال بصوت مكسور لكنه مفعم بالاستفزاز: " ما الذي فعلته ؟ لماذا تهاجمني ؟ ألست البروفيسور المفضل لديك ؟ ألم أعلمك كيف تدافع عن نفسك ؟ ألم أعلمك التعاويذ القوية؟"
لكن آلبرت، الذي كان يتوقع محاولة جونيور للتلاعب به، لم يُظهر أي ضعف. وقبل أن يتمكن جونيور من مواصلة حديثه أو القيام بأي حركة أخرى، رفع آلبرت عصاه بسرعة وأطلق تعويذة "ستوبيفاي" التي أصابت جونيور مباشرة في صدره.
مع شعاع أحمر قوي، سقط جونيور على الأرض فاقداً للوعي.
وقف آلبرت مكانه يراقب جسد خصمه الملقى على الأرض بهدوء !!
ألقى آلبرت نظرة على القلعة في الأفق، حيث كان بارتي كراوتش الأب قد وصل اخيرا القلعة و ربما قد ابلغ دالك لدمبلدور ، كانت هذه المواجهة قد انتهت لكن آلبرت كان يعلم أن الأحداث الأكبر لم تبدأ بعد !!
يتبع ...