الفصل 222
عاد الاوضاع الى مجاريها ، بحيث ارسل دمبلدور مع بارتي كراوتش الاب تابع فولدمورت و هو جونيور الى ازكابان عن طريق حراس من الوزارة ، رغم ان الجميع قد تفاجأ بظهور حراس من الوزارة داخل القلعة
لكن بمساعدة دمبلدور و اخبرهم بكثم ما حدث هنا داخل المكتب ، لم يتم نشر اي شائعة حول هذا الامر
استطاع البروفيسور مودي الحقيقي بأن يوافق عرض دمبلدور و بقي في مكتبه و اصبح اخيرا بروفيسور رسميا دون تنكر كما حدث مع جونيور
مر الوقت بسرعة رهيبة ، بحيث قد مر اشهر بسرعة لدرجة أن ان المهمة الثالثة لم يتبقى لها سوى شهر تقريبا
و كان من أفضل ما حدث بعد المهمة الثانية هو رغبة الجميع في سماع تفاصيل ما حدث تحت ماء البحيرة و هو ما يعني ان هيرميون ستنال شيئا من الضوء الذي وقف آلبرت في بؤرتها و قد لاحظ آلبرت ان هيرميون كانت تصف تفاصيل ما حدث داخل البحيرة لصديقاتها
و مع أواخر شهر مايو اصبح الجو اكثر جفافا و ان ازدادت قوة الرياح التي راحت تضرب وجوههم و أيديهم كلما خرجوا لفناء المدرسة و بالطبع فقد اثر ذلك على حركة البريد لان البوم لم يكن يستطيع الطيران بشكل ملائم و قد عادت البومة التي ارسلها آلبرت الى سيريوس لميعاد اول زيارة قادمة الى هوجسميد يوم الجمعة وقد فقدت جزءا كبيرا من ريشها وما ان رأها آلبرت حتى إلتقط الرسالة من قدمها ليجد ان خطاب سيريوس قصير ايضا هذه المرة .
" كن في نهاية الطريق خارج هوجسميد ( خلف محل ديڤريش و بانجز ) في الثانية من بعد ظهر يوم السبت و احضر معك كل ما تستطيع من الطعام "
قال رون غير مصدق " هل سيعود الى هوجسميد ؟!"
فقالت هيرميون " يبدو كدالك !"
طوى آلبرت الخطاب و هو يفكر ، فلو انه كان صادقا مع نفسه فقد كان يرغب في رؤية سيريوس مرة أخرى ، و لدالك فقد اتجه الى اخر دروسه في سعادة واضحة ، و خارج الفصل كان يقف مالفوي مع كراب و جويل و معهم بانسي باركنسون و عصابتها من فتيات سليذرين ينظرون نحو شيء ما ... لم يتسطيع آلبرت ان يراه و عندما مر بجوارهم رأى آلبرت نسخة من مجلة الساحرات الأسبوعية و كانت الصورة المتحركة على الغلاف تعرض ساحرة ذات شعر مجعد تبتسم ابتسامة واسعة و تشير الى كعكة بعصاها السحرية و ما ان رأت بانسي هيرميون حتى صاحت " هناك شيء يهمك في هذه المجلة يا جرانجر" ثم قذفت بالمجلة نحو هيرميون التي امسكتها في نفس اللحظة التي فتح فيها سناب باب فصله و دعاهم للدخول و اتجه آلبرت و هيرميون و رون نحو منضدة في مؤخرة الفصل كالمعتاد و ما ان أدار سناب ظهره لهم ليكتب خطوات وصفة اليوم على السبورة حتى وضعت هيرميون المجلة امامها و قلبت صفحاتها حتى وجدت ما تبحث عنه فاقترب آلبرت هاري و آلبرت رون ليرو صورة آلبرت تتصدر مقالا قصيرا
و كان بجانب صورة البرت على المقال ، صورة أخرى لريتا سكيتر، تظهر فيها وهي مكبلة اليدين وتحيط بها مجموعة من رجال الأمن التابعين لوزارة السحر.
المقال تحدث بتفصيل عن اعتقال ريتا سكيتر بتهمة مساعدة المجرم الخطير بيتر بيتيجرو على الهروب من سجن أزكابان، الأمر الذي أثار صدمة كبيرة في المجتمع السحري.
ما جعل المقال أكثر إثارة هو أن الصحفي لم يكتفِ بالكشف عن تفاصيل هذه الجريمة الكبرى، بل أوضح أيضاً تورط ريتا سكيتر في سلسلة من الأفعال الشنيعة الأخرى، أبرزها محاولتها الإضرار بسمعة آلبرت بلاك، الطالب المتميز من مدرسة هوجوورتس وأحد أبطال بطولة السحر الثلاثية. بعد فشلها في الحصول على معلومات شخصية حول آلبرت لنشرها في مقالاتها لتثير الجدل، لجأت ريتا إلى محاولة هجوم بالسحر على البروفيسور هاجريد، في محاولة بائسة للحصول على مادة مثيرة للنشر. ولكن لحسن الحظ، لم يتعرض البروفيسور هاجريد لأي أذى.
المقال لم يغفل الإشارة إلى اللحظة الحاسمة التي اعترفت فيها ريتا سكيتر بجميع التهم الموجهة إليها أمام مسؤولي الوزارة صباح الأمس.
هذا الاعتراف جاء كصدمة كبيرة، خاصة أن ريتا كانت تعرف بذكائها الحاد وقدرتها على التلاعب بالأحداث لصالحها. لكن يبدو أن الأدلة ضدها كانت قوية لدرجة لم تستطع معها الإنكار، بحيث استطاع احد مسؤولي الوزارة بقراءة افكارها مما زاد من صحة ما تقوله
حتى الآن، لم تصدر الوزارة أي حكم رسمي بشأن مصير ريتا، ولكن المقال أوضح أن محكمة السحر العليا ستجتمع خلال الأيام الثلاثة القادمة لاتخاذ قرار نهائي بشأن عقوبتها. المجتمع السحري بأسره يترقب الحكم، وسط آمال بأن ينال الجميع العدالة، وأن تكون هذه القضية درساً لكل من تسوّل له نفسه استخدام السحر لتحقيق أهدافه الشخصية على حساب الآخرين.
بعدما أنهى هاري قراءة المقال، أغلق الجريدة بقوة وصاح بصوت مليء بالغضب والحماس: "إنها تستحق ما حدث لها بحق ! بعد كل الأكاذيب التي نشرتها، وكل الضرر الذي سببته للناس من أجل إثارة رخيصة، أعتقد أن هذا هو أقل ما يمكن أن تواجهه !" كانت نبرة صوته تعبر عن مزيج من الراحة والانتقام العادل، وكأن العدالة قد أخذت مجراها أخيرًا.
لم يستطع رون أن يمنع نفسه من التفاعل، فأضاف بحماس وهو يهز رأسه بالموافقة: "نعم، ألم تنسَ المقال الذي كتبته عن هاجريد؟! كان مليئًا بالأكاذيب والافتراءات، لقد حاولت بكل الطرق أن تجعل الناس يصدقون تلك الشائعات السخيفة عنه، فقط لأنها لم تستطع إيجاد شيء حقيقي يمكنها استخدامه لتشويه صورة آلبرت !"
جلس رون مستندا على الكرسي، وعيناه تتألقان ببعض الحماس، ثم تابع: "أراهن أن هاجريد الآن، عندما يقرأ هذا المقال، سيكون سعيدًا للغاية. سيشعر أخيرًا بأن تلك الأكاذيب والشائعات التي أطلقتها حوله قد أصبحت بلا جدوى. الجميع سيرون الآن حقيقتها، صحفية كاذبة ومخادعة لم تتورع عن فعل أي شيء للحصول على سبق صحفي، حتى لو كان على حساب الآخرين."
توقف رون للحظة وكأنه يتخيل المشهد، ثم أضاف بابتسامة عريضة: "تخيل فقط وجه هاجريد وهو يجلس في كوخه، يقرأ المقال ويضحك بسعادة. لا شك أنه سيشعر بالفخر لأن الحقيقة ظهرت أخيرًا، وسيعلم الجميع أنه لم يكن هناك أي صحة لتلك الادعاءات السخيفة التي حاولت ريتا أن تشوه بها صورته."
هاري، الذي كان لا يزال ممسكًا بالجريدة، هز رأسه موافقًا وقال بصوت أكثر هدوءًا: "نعم، الأمر برمته ليس فقط عن هاجريد. إنها أثّرت على الكثير من الناس بأكاذيبها، وليس من العدل أن يُسمح لها بالإفلات من العقاب. أخيرًا، العالم السحري سيرى حقيقتها وسيعرف الجميع أن مثل هذه الأفعال لن تمر دون مواجهة."
و هنا بدر صوت بارد من خلفهم قائلا :" امر رائع ان تثار هذه الامور في فصلي يا هاري بوتر ، و يجب ان تطلب منك الا تناقش هذه الامور في فصلي ... عشر نقاط من جريفندور "
و عندما استدار سناب وجد المجلة التي كانت بين يدي هاري ملقاة الى جواره فعاد يقول " اه ... تقرأ مجلات اسفل المنضدة ايضا ... عشر نقاط أخرى من جريفندور ... و لكن يبدو ان بوتر يجب أن يتابع حركة الصحافة "
ضج الفصل بضحكات تلاميذ سليذرين و ارتسمت ابتسامة مقيتة على وجه سناب ثم راح يقرأ المقال الذي كانت ريتا سكيتر قد كتبته قبل شهور عن هاجريد و آلبرت ، و كان سناب يتوقف عند نهاية كل جملة حتى يمنح تلاميذ سليذرين فرصة الضحك حتى أنهى قراءة المقال ثم قال :" يا له من مقال مؤثر .. حسنا اظن انه من الافضل ان افصلكم انتم الاربعة حتى يستطيع كل منكم التركيز في عمله بدلا من مناقشة مثل هذه الامور اثناء الدرس .. ويزلي ابق هنا ... و جرانجر هناك بجوار باركنسون اما بوتر فبجانب مالفوي ، أما بلاك فإلى هنا المقعد المواجه لمكتبي ... هيا "
جمع كل منهم أدواته و اتجه للمكان الذي حدده له سناب ، لكن بعد لحظات ما ان وقف البرت من مكانه ، أشار بأصبعه بخفة دون ان يراه احد حتى ارسل تعويدة عن طريق إصبعه و تحكم بمسار جريدة التي كانت نسخة من جريدة التي كان يمسك بها سناب موجودة على جانب باب الفصل حتى ارسلها دون ان يراه اي احد الى مقعد احدى طلاب سليذرين
بعد لحظات أشار البرت بيده في اتجاه الطالب سليذرين التي تتواجد عنده جريدة و قال كأنه متفاجئ " اوه .. بروفيسور سناب !! فل تنظر ان تلميذ من سليذرين هو الاخر يقرأ من جريدة مثلنا مع اصدقائه !! يجب عليك ان تخصم من سليذرين نقاط مثلنا !!"
وقعت عينا البروفيسور سناب، وهو يجوب بنظرته الحادة أرجاء القاعة، على جريدة موضوعة على طاولة أحد طلاب سليذرين. كانت جريدة المتنبئ اليومي المفتوحة تظهر مقالًا بارزًا عن الموضوع حول البرت و هاجريد التي كتبته ريتا سكيتر.
توقفت خطوات سناب فجأة، وبدأت عيناه تضيقان بغضب وهو يحدق بتلك الجريدة وكأنها أهانت هيبته.
رفع الطالب رأسه مذعورًا عندما لاحظ نظرات سناب التي بدت وكأنها تخترق روحه، وكأن مجرد وجود الجريدة أمامه كان جريمة لا تغتفر. توجه سناب نحوه بخطوات ثقيلة، وحين وصل إليه، انحنى قليلاً ليقترب من الطاولة، وقال بصوت بارد يحمل نبرة تهديد: "هل تظن أن قاعة الدرس مكان لمثل هذه الترهات؟ عشر نقاط منك يا بروك !" بدا وكأن قراره لا رجعة فيه، وعمّ المكان صمت مهيب.
لكن وسط هذا الصمت المهيب، قطع آلبرت بلاك، الطالب الذي عُرف بجرأته وذكائه، ذلك الهدوء بصوت واثق وواضح: "بروفيسور سناب، أعتقد أنه يجب أن تكون عادلًا في هذا الأمر. إذا كنت قد خصمت من كليتنا عشر نقاط بسبب هذه الجريدة، فمن العدل أن تطبق نفس العقوبة على الآخرين أيضًا. أليس معروفًا عنك أنك تحب العدل، يا بروفيسور؟" كانت نبرة آلبرت متزنة لكنها تحمل في طياتها تحديًا هادئًا، مما أثار استغراب الطلاب الآخرين الذين لم يعتادوا على مواجهة سناب بهذا الشكل.
توقف سناب للحظة، ووجه نظرته الباردة نحو آلبرت. بدا وكأنه يقيس كلامه، لكن الغضب في عينيه كان واضحًا. شعر سناب أنه قد وُضع في موقف لا مجال للخروج منه بسهولة. لم يكن من عادته أن يتراجع، لكن كلمات آلبرت كانت تحمل منطقًا لا يمكن تجاهله. بعد لحظة من التردد، والتي بدت وكأنها دهر للجميع، نطق سناب بصوت هادئ لكنه مليء بالامتعاض: "عشر نقاط من سليذرين !"
كانت كلماته قصيرة لكنها تحمل حملاً ثقيلاً، وكأنها اعتراف ضمني بعدم وجود حيلة أخرى له في مواجهة منطق آلبرت. استدار سناب بعدها بحدة، وترك القاعة وهو ينفث غضبًا مكبوتًا، تاركًا وراءه شعورًا بالارتياح الممزوج بالدهشة بين الطلاب الذين شهدوا هذا الموقف النادر.
يتبع ...