الفصل 225
بعد مدة قصيرة من دخول آلبرت بلاك إلى المتاهة الغامضة، وجد نفسه في مواجهة عدد لا يحصى من الطرق المتشابكة التي بدت وكأنها تمزج بين الواقع والوهم.
كانت الجدران مغطاة بنباتات غريبة، تمتد أغصانها بتناسق عجيب، وكأنها تحرس أسرار المتاهة.
حاول آلبرت التركيز للعثور على الطريق الصحيح المؤدي إلى كأس النار، ولكنه لم يستطع تحديد أي مسار يبدو واضحًا.
وبينما كان يخطو خطواته بحذر، بدأت النباتات على الجدران تتحرك بشكل غريب، وكأنها تستجيب لوجوده.
شعر آلبرت بالقلق، ولكنه لم يسمح للتوتر بالسيطرة عليه. وقف في مكانه وأخرج عصاه السحرية، ثم بدأ بإلقاء تعاويذ مختلفة لتهدئة النباتات المتحركة.
كانت أصوات التعاويذ تتردد داخل المتاهة، حتى هدأت النباتات تدريجيًا واستعادت سكونها، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل ألقى تعويذة "ريكودو" السحرية، وهي تعويذة تكشف عن أي شيء خفي أو مخبأ في الطريق أمامه.
انتظر لبضع لحظات، ولكن لم يظهر أي شيء غير طبيعي.
عندما تأكد آلبرت أن الطريق آمن، قرر الإسراع في خطاه وبدأ الركض داخل المتاهة. مرّ على خمس انحرافات متتالية، وكل واحدة منها بدت أشد غموضًا من سابقتها. ومع كل خطوة، كانت الحماسة والخوف يتصارعان داخله.
فجأة، لاحظ شعاعًا غريبًا يشع من وسط المتاهة. كان الضوء بلون أزرق فاتح، يبعث إحساسًا غريبًا بالطمأنينة والخطر في آنٍ واحد.
توقف آلبرت لبرهة يلتقط أنفاسه، ثم بدأ بالتوجه نحو الشعاع بحذر، مدركًا أنه الشيء الذي كان ينتظره بفارغ الصبر
لكن فجأة ، سمع صرخة تخترق الظلام ، كان صوت فلور ثم اعقبها صمت تام فنظر حوله متسائلا عما قد يكون حدث لها ، فأخذ نفسا عميقا ثم انطلق عبر ذلك الضباب ليتحول العالم من حوله و ينقلب رأسا على عقب
ووقف امام ممرين متجاوزين و هو ينظر حوله بحثا عن فلور لقد كان واثقا انها هي التي كانت تصرخ .. ترى ما الذي قابلته و جعلها تصرخ هكدا ؟! اوه تبا !! لقد نسيت !! كرام انه تحت عملية التحكم !!"
بعدما فكر آلبرت في الامر ، بدأ في الركض من اجل انقاذ فلور من كرام ، لكن فجأة توقف عن الركض و هو يفكر جيدا
" انتظر !! .. في القصة الأصلية ، كان كرام تحت سيطرة بارتي جونيور ، لكن جونيور هو في سجن ازكابان قبل بداية مهمة الثالثة ، اذن لن يكون كرام في عملية السيطرة .. اذن من سيجعل فلور تصرخ هكدا ؟!"
كانت المتاهة تلفظ أنفاسها الغامضة في أذن آلبرت بلاك، تنذر بكل خطوة بأنها تحمل خطرًا جديدًا.
وبينما كان يركض بلا هوادة نحو الاتجاه الذي سمع فيه صوت فلور ديلاكور، كان الضباب الكثيف يتسلل كالشبح بين الأشجار والنباتات، محاولًا إحباط رؤيته وإرباك خطواته.
كانت النباتات تتحرك بشكل غريب، وكأنها تراقبه وتحاول الإمساك به، على الرغم من محاولاته المستمرة لإلقاء التعاويذ لإبعادها عن طريقه، كان صوت فلور يتردد في ذهنه كنداء استغاثة، يدفعه للاستمرار رغم الصعوبات.
بينما كان يقترب أكثر فأكثر من مصدر الصوت، ازدادت كثافة الضباب، وأصبحت النباتات أكثر عدوانية، كان آلبرت يستخدم تعاويذه بلا توقف، شعاعًا أزرق يخرج من عصاه السحرية ليقطع النباتات أو يدفع الضباب بعيدًا للحظات معدودة.
لكن كلما أحرز تقدمًا، بدا وكأن المتاهة تحاول إحباطه أكثر، وكأنها تلعب معه لعبة قاسية. ومع ذلك، استمر في التقدم، أذناه تلتقطان أدنى صوت قد يقوده إلى فلور.
وأخيرًا، بعد دقائق بدت كالساعات، فتح ممر ضيق أمامه. كان ذلك هو الاتجاه الذي سمع فيه صوت فلور آخر مرة. ركض نحو الممر بحذر، يلتفت حوله ليضمن عدم وجود أي تهديد قريب. وما إن دخل إلى الممر حتى رأى فلور أمامه. كانت تقف بثبات، ظهرها نحوه، وكأنها تمثال حجري تجمد في مكانه.
توقف للحظة، محاولًا فهم ما يحدث، ثم نادى بصوتٍ قلق:
"فلور؟! هل أنتِ بخير؟!"
لكن فلور لم ترد. ظلت ثابتة في مكانها، وكأنها لم تسمعه. ثم، وكأن صوت آلبرت قد اخترق حالة الصمت المريبة، استدارت فلور ببطء نحوه. كان منظرها صادمًا. عيناها أصبحتا بيضاء بالكامل، دون أي أثر للبؤبؤ أو اللون الطبيعي، ودموع غريبة تسيل من وجهها، تلمع وكأنها ماء ملوث بالسحر. والأسوأ من ذلك، كانت عصاها السحرية موجهة نحوه، وكأنها تستعد للهجوم.
شعر آلبرت بالصدمة والارتباك. رفع يده قليلاً، محاولًا تهدئتها، وقال بصوت قلق:
"فلور... ما الأمر؟! أنا آلبرت، أليس كذلك؟!"
لكن قبل أن ينهي جملته، سمع أصوات خطوات خلفه. استدار بسرعة، ليجد نفسه في مواجهة وجه مألوف آخر: فيكتور كرام. ولكن، تمامًا مثل فلور، كان فيكتور في نفس الحالة المروعة، عيناه بيضاء بالكامل، ودموعه تلمع بشكل غير طبيعي. كانت عصاه السحرية موجهة نحو آلبرت أيضًا، وقبل أن يتمكن آلبرت من فهم ما يحدث، أطلق فيكتور تعويذة "ستوبيفاي" المباغتة.
تراجع آلبرت إلى الخلف بسرعة، وهو يتفادى شعاع الضوء الأحمر الذي كاد يصيبه، لكنه لم يكن مستعدًا للهجوم الثاني. فلور، التي لم تظهر أي تعبير على وجهها، رفعت عصاها وأطلقت تعويذة تجميد. تجمدت أطراف آلبرت للحظات، وأحس بالهواء البارد يلتف حوله، مما جعل حركته ثقيلة وبطيئة.
في ثوانٍ معدودة، أدرك آلبرت أن كلاً من فلور وكرام تحت تأثير تعويذة تحكم عقلي قوي، ربما من المتاهة نفسها أو من قوة مجهولة داخلها. لم يكن لديه وقت للتفكير أو للتحليل. عليه التصرف بسرعة.
ركز كل طاقته في محاولة لكسر تأثير تعويذة التجميد، وتمكن من استخدام تعويذة "النقل الآني" ليختفي عن أنظارهما في لحظة.
ظهر آلبرت خلف كرام مباشرة، يتنفس بصعوبة ولكنه مصمم على إنهاء هذا الكابوس. كان يعرف أن عليه التصرف بحذر، فكل من فلور وكرام ليسا عدوين حقيقيين، ولكنهما الآن أشبه بالدمى التي تحركها قوة غامضة. حاول التحدث مرة أخرى:
"كرام! فلور! هذا ليس أنتما! عليكما القتال ضد هذا السحر!"
لكن الكلمات لم تصل إليهما. بدا وكأنهما غارقان تمامًا في هذا التحكم الغامض، ولا يستطيعان سماع صوته. استدار كرام بسرعة، وأطلق تعويذة أخرى، بينما بدأت فلور بالتقدم نحوه، عيناها تلمعان بغرابة مع كل خطوة.
لم يكن أمام آلبرت خيار سوى استخدام تعويذة ضدهم ، مما استطاع ان يرسل كرام بعيدا عن طريق تعويدة نزع السلاح ، امام فلور التي كانت تركض نحو آلبرت فقد استطاعت أن تلقي تعويدة هجومية مباشرة بعدما كان آلبرت مشغول مع كرام
كان يستطيع آلبرت ان يصدها بسهولة ، لكن ...
كان الليل مظلمًا وكئيبًا، والسكون يخيّم على مقبرة توم ريدل.
الرياح تعصف بين شواهد القبور، كأنها تهمس بأسرار قديمة دفنت منذ زمن بعيد. في وسط هذه المقبرة الموحشة، كان بيتر بيتيجرو يقف في ظل تمثال حجري مهترئ، يحمل بين يديه كائنًا صغيرًا يشبه طفلًا رضيعًا، ملفوفًا بقماش أسود كثيف. كان هذا الكائن هو لورد الظلام فولدمورت، الذي لم يعد سوى ظل لما كان عليه يومًا.
تحدث فولدمورت بصوت ضعيف لكنه مليء بالسلطة والرهبة، موجّهًا أوامره إلى بيتر:
"بيتر... أسرع، الإشارة قد وصلت. حان وقت العمل."
أومأ بيتر برأسه بقلق، متمتمًا كلمات غير مفهومة تحت أنفاسه المرتجفة. كان البرميل المتوسط الحجم أمامه ممتلئًا بالماء الساخن، يغلي تحت تأثير تعويذة تسخين قوية. وضع بيتر الكائن الملفوف – جثة فولدمورت الممزقة – داخل البرميل بحذر، وعيناه لا تفارقان المخلوق الذي كان يمثل سيده العظيم.
ارتفعت سحب من البخار الساخن، وبدأت الحرارة تتصاعد، مما جعل الأجواء أكثر رهبة وغموضًا.
تقدم بيتر نحو أحد القبور المحطمة، ممسكًا بعصاه السحرية، وبدأ يلقي تعويذة معقدة على الجدار الحجري بجوار القبر.
كانت التعويذة تصدر وهجًا أخضر شاحبًا، وشيئًا فشيئًا بدأ الغطاء الحجري يتحرك بصعوبة، كاشفًا عن بقايا عظمية مدفونة في داخله ، كان القبر يحمل اسم "توم ريدل"، والد فولدمورت. مد بيتر يده المرتجفة داخل القبر وأخرج عظمة مكسورة قديمة، ثم تحدث بصوت خافت ولكن مليء بالخشوع:
"أولًا، عظام من الأب... السيد الأعظم."
رفع العظمة بحذر نحو البرميل المغلي، وأسقطها داخله. مع ملامسة العظمة للماء المغلي، انبعث صوت حاد يشبه الصفير، وارتفعت سحابة دخان غريبة، مما جعل بيتر يتراجع خطوة إلى الوراء، محاولًا ألا يختنق.
واصل بيتر مهمته وهو يكاد ينهار من الرعب والخوف، لكنه كان يدرك أن أي خطأ قد يعني نهايته، وقف بثبات، ثم أخرج خنجرًا حادًا من جيبه، ونظر إليه للحظات قبل أن يمسك بيده اليسرى. رفع الخنجر عاليًا، ثم بصوت مختنق ولكنه مصمم قال:
"ثانيًا، تضحية الخادم لسيده."
في لحظة واحدة، قطع بيتر يده اليسرى بحركة واحدة حادة. صرخ بألم مدوٍ، صوت صرخته تردد في أرجاء المقبرة كأنها دعوة للظلام ليقترب أكثر. سقط على ركبتيه، ممسكًا بجذع يده المقطوعة، والدماء تتدفق بغزارة. بصعوبة شديدة، التقط اليد المقطوعة وألقاها داخل البرميل، حيث غرقت بسرعة بين الماء المغلي والدخان المتصاعد.
كان الألم يلتهمه، لكنه لم يتوقف. التقط أنفاسه بصعوبة، بينما كان وجهه شاحبًا وعيناه مليئتين بالدموع. أمسك قارورة صغيرة كانت مخبأة في جيبه الآخر، ورفعها بيديه المرتجفتين. كانت القارورة تحتوي على دماء مأخوذة من آلبرت بلاك – دماء تمثل المفتاح الأخير لعودة سيده.
فتح القارورة ببطء وصبّ محتوياتها داخل البرميل، وهو يقول بصوت متقطع بسبب الألم:
"وأخيرًا، وليس آخرًا... دماء العدو... التي ستعيد السيد لورد الظلام من جديد !"
ما إن اختلطت الدماء بماء البرميل حتى بدأت الأمور تتغير بشكل مروع. البرميل نفسه بدأ يرتجف، والماء المغلي اشتعل فجأة بنيران سوداء غريبة.
ارتفع دخان كثيف وملوّن إلى السماء، ملأ المكان برائحة كبريتية خانقة. ثم، وببطء شديد، بدأ كائن غريب يتشكل من الدخان والنار. كانت ملامحه في البداية ضبابية وغير واضحة، لكنه سرعان ما أصبح أكثر وضوحًا.
كان الكائن يرتفع في الهواء، يتشكل شيئًا فشيئًا حتى أصبح إنسانًا كاملًا. كان رجلاً أصلعًا تمامًا، ذو وجه بلا أنف طبيعي، وعينين حمراوين تلمعان كالدماء. كان جسده مغطى برداء أسود طويل، امتد إلى الأرض، ويداه النحيفتان تتدلى بجانب جسده. رفع يده ببطء، يلمس وجهه كما لو كان يتأكد من عودته. ثم، بابتسامة باردة مرعبة، قال بصوت عميق ومليء بالشر:
"لقد عدت."
كان بيتر يراقب هذا المشهد وهو بالكاد يستطيع التنفس. الألم من يده المقطوعة لا يزال يغمر جسده، لكنه لم يهتم. كل ما كان يشغله هو رؤية سيده العظيم يعود إلى الحياة. انحنى بيتر أمام فولدمورت، دموعه تختلط بالدماء التي غمرت الأرض، وقال بصوت ضعيف:
"سيدي... لقد فعلت ما أمرتني به... مرحبًا بعودتك."
اقترب فولدمورت من بيتر بخطوات بطيئة وثابتة. كان منظره مرعبًا، لكن هيبته لا يمكن إنكارها. نظر إليه بهدوء، ثم قال بصوت منخفض ولكنه مليء بالقوة:
"لقد قمت بعملك جيدًا، بيتر. ستكون مكافأتك مناسبة."
لوّح فولدمورت بعصاه، فتوقف الألم في يد بيتر المقطوعة، وتكونت يد فضية بديلة بدلاً منها. كانت اليد تلمع بشكل غير طبيعي، لكنها كانت قوية وتتحرك بخفة. نظر بيتر إلى يده الجديدة بدهشة وامتنان، ثم انحنى مرة أخرى، وقال:
"شكرًا لك، سيدي. أنا خادمك المخلص."
ابتسم فولدمورت ابتسامة باردة، ثم رفع رأسه نحو السماء المظلمة. كان يعلم أن عودته لن تبقى سرًا طويلاً، وأن العالم السحري سيشعر قريبًا بوجوده. لكن ذلك لم يكن يهمه. كل ما كان يشغله الآن هو الانتقام واستعادة قوته الكاملة. قال بصوت عالٍ ومليء بالشر:
"العالم سيعرف قريبًا... أن لورد الظلام قد عاد
لكن في لحظة مفاجئة ، سمع فولدمورت صوت سقوط شيء ما على ارضية المكان ، ليلتفت للوراء و رأى كأس نار الذي كان باللون ازرق مع ظهور شخصية أخرى الذي كان وجهه و يديه مليئة بالدماء و الجرح على جبهته التي كان يخرج منها دماء
كان هذا الفتى يلهث بشدة اثر الجروح البليغة التي تعرض لها ، لكن بعدما تقدم قليلا ، رأى شيئا جعله ينصدم لدرجة انه فتح فمه من قوة الصدمة و بدأ يتفتف و يتحدث ببطء شديد من ما رأه " ف-ف-فول-فولدمورت ؟!"
يتبع ....