الفصل 228

ركض هاري ورون وهيرميون بكل ما لديهم من قوة نحو آلبرت الذي كان واقفا على الأرض حتى بدأ بالسقوط، جسده ملطخ بالدماء وجروحه واضحة على وجهه ويديه.

ملامح الذهول والخوف كانت واضحة على وجوههم، لكن هيرميون كانت الأكثر رعبًا بينهم. عندما اقتربوا، كانت أنفاسها متقطعة من شدة الهلع، وركعت بجانب آلبرت، عيناها ممتلئتان بالدموع. أمسكته من كتفيه، وهزته برفق وهي تقول بصوت مختنق:

"ما الذي حدث يا آلبرت؟! هل أنت بخير؟! تكلم أرجوك!"

رفع آلبرت رأسه بصعوبة، نظر إليها بعيون مثقلة بالتعب، وابتسم ابتسامة صغيرة تخفي آلامه. بصوت هادئ وضعيف، قال:

"لا... لا لم يحدث شيء... أنا بخير..."

لكن قبل أن تكمل هيرميون أسئلتها أو أن يفهم أي أحد ما الذي يحدث، أُغشي على آلبرت فجأة. انهار جسده بين ذراعيها، وسقط رأسه على صدرها. كانت هيرميون تصرخ باسمه وهي تهزه بخفة محاولة إيقاظه، لكن جسده كان باردًا جدًا ووجهه شاحبًا، مما جعلها ترتجف من شدة القلق.

رأى هاري ورون المشهد ووقفا مذهولين للحظات قبل أن يتحركا نحوها. قال هاري بخوف:

"هيرميون، علينا أن نفعل شيئًا! إنه يفقد الكثير من الدماء !"

في تلك اللحظة، ظهر صوت ثقيل ومألوف يقترب بسرعة. كان هاجريد، بخطواته الكبيرة وصوته المرتفع، قد وصل إلى المكان. ركع بجانبهم بحذر، وملامح القلق بادية على وجهه الضخم، وقال بصوت عميق:

"ما الذي جرى له؟! يا إلهي، إن حالته سيئة للغاية !"

بينما كان الجميع يحاولون استيعاب الموقف، ظهرت الأستاذة ماكجونجال وهي تتقدم نحوهم بسرعة، وجهها جاد وعيناها تدرسان حالة آلبرت بعناية. قالت بصوت صارم لكنه يحمل قلقًا كبيرًا:

"هاجريد، احمله فورًا إلى القلعة ! يجب أن نأخذه إلى مدام بومفري حالًا. إنه بحاجة إلى علاج فوري !"

بدون تردد، رفع هاجريد آلبرت بين ذراعيه الضخمتين كما لو كان يحمل طفلًا صغيرًا. كان جسد آلبرت يبدو واهيًا مقارنة بحجم هاجريد. وقفت هيرميون بجانبهم وهي تبكي بحرقة، دموعها لا تتوقف عن الانهمار على وجنتيها. كان رون يضع يده على كتفها في محاولة لتهدئتها، لكن صوته المرتعش كشف عن مدى قلقه هو الآخر.

بينما كانوا يركضون نحو القلعة، دمبلدور وقف خلفهم للحظة، ملامحه كانت مزيجًا من التفكير العميق والقلق الشديد. الكلمات التي قالها هاري عن رؤيته كانت تتردد في ذهنه. لم يكن الأمر مجرد صدفة. بدأ دمبلدور يتيقن أن فولدمورت قد عاد بالفعل، وأن الأحداث التي جرت في المتاهة لم تكن مجرد اختبار عادي.

وبينما كانوا يقتربون من أبواب القلعة، انفتح مدخل المتاهة فجأة، ليخرج منه فلور ديلاكور وفيكتور كرام.

كلاهما بدا مرهقًا ومصدومًا، لكن لم تكن حالتهما بأي شكل قريبة من حالة آلبرت. فلور، التي كانت تلهث من شدة الركض، لاحظت حالة آلبرت بين ذراعي هاجريد، ووضعت يدها على فمها بدهشة وقالت:

"ما الذي حدث له؟! هل... هل هو على قيد الحياة؟!"

أما كرام، فكان يحدق في هاجريد وآلبرت بصمت، لكنه بدا قلقًا بشكل واضح. دون أن ينتظر ردًا، التفتت فلور إلى دمبلدور وقالت:

"سيد دمبلدور، المتاهة... لقد حدث شيء غريب للغاية! لقد شعرنا بقوة سحرية غريبة وكأنها تعصف بالمكان!"

دمبلدور، الذي بدا الآن متأكدًا تمامًا من شكوكه، أشار إليهم بيده ليهدئهم وقال بصوت جاد:

"كل شيء سيُشرح في وقته. الآن علينا أن نتأكد من أن آلبرت يحصل على العلاج اللازم. فلنتحرك."

ومع دخولهم القلعة، كانت أصوات هيرميون التي تنادي باسم آلبرت لا تزال تتردد في أرجاء الممرات، بينما حمل هاجريد جسده نحو جناح العلاج

في عمق المقبرة المظلمة، كان غضب فولدمورت يتصاعد كاللهب، يتوهج في عينيه الحمراء المشتعلة. كان الجو مشبعًا بالرهبة، وصدى خطواته الغاضبة كان يتردد عبر المقابر المهجورة. وقف بيتر مترقبًا، جسده يرتجف من الخوف، وهو يراقب سيده يقترب بخطوات ثقيلة. حاول بيتر أن يتجنب عيني فولدمورت، لكنه شعر بثقل نظراته الحادة تحفر في روحه.

فجأة، توقف فولدمورت أمام بيتر. حدق فيه بصمت للحظات قبل أن يتحدث بصوت عميق وبارد، صوت يحمل بين طياته تهديدًا مميتًا:

"فل تعطيني يدك يا وورمتيل."

تردد بيتر للحظة، ثم شعر بشيء من الراحة يتسلل إلى قلبه. اعتقد لوهلة أن سيده ربما أراد أن يكافئه أو يعيد له اليد التي ضحى بها أثناء الطقوس لاستعادة جسده. بابتسامة مرتجفة، رفع بيتر يده اليمنى، اليد التي قطعها سابقًا، وأعطاها لفولدمورت وهو يهمس:

"سيدي، هذا شرف عظيم..."

لكن كلمات فولدمورت التالية أوقفت ابتسامته في مكانها وحولت ملامحه إلى صدمة مرعبة:

"لا... ليست هذه. اليد اليسرى."

تجمد بيتر في مكانه، جسده يرتعش من الرعب. لكنه لم يستطع أن يرفض طلب سيده. ببطء، رفع يده اليسرى ومدها نحو فولدمورت، وهو يشعر بأن دمه يتجمد في عروقه. كانت يده ترتجف بشكل ملحوظ، لكن فولدمورت لم يكترث.

رفع فولدمورت عصاه السحرية، ووجهها نحو مرفق يد بيتر، حيث كانت علامة الظلام محفورة على جلده. همهم ببعض الكلمات الغامضة، وسرعان ما بدأت العلامة تتوهج بلون أحمر متوهج.

صرخ بيتر من الألم، لكن فولدمورت لم يبدِ أي تعاطف.

شيء غريب بدأ يحدث. من العلامة المحترقة على يد بيتر، انطلقت سحب من الدخان الأسود، تصاعدت إلى السماء وكأنها تعبر عن غضب سيدها. الدخان كان يتلوى في الهواء بشكل مخيف، ثم بدأ يتشكل تدريجيًا. وبعد لحظات قليلة، بدأ الدخان يتحول إلى أشخاص يرتدون عباءات سوداء وأقنعة ذهبية، ظهروا واحدًا تلو الآخر، حتى امتلأت المقبرة بهم.

وقف اكلة الموت، التابعون لفولدمورت، في صفوف منظمة، ملامح أقنعتهم الذهبية لم تعكس سوى البرود والشر.

وقف فولدمورت متشحًا بهيبته المرعبة محاطا بأكلي الموت الذين ظهروا بوجوه يعلوها مزيج من الرهبة والخجل صوته الذي كان يقطر بالحنق والغضب، اخترق الصمت مشوبًا بنبرة تهديد ترعب القلوب.

بدأ خطابه قائلاً:

"لقد عدت... لكن انظر إليكم ، الى أين كنتم عندما كنت ضعيفًا ؟ أين كان ولاؤكم عندما اختفيت؟" نظر حوله بعينيه الحمراوين المتوهجتين، مستطردًا بغضب متصاعد: "بعضكم تخفى خلف أقنعة الزيف متظاهرًا بالبراءة أمام وزارة السحر، بينما الآخرون اختاروا الجبن والهرب !! حتى ان دالك الوغد كاركاروف خانني هل هذه هي طبيعة ولائكم لي؟ خيانة وجبن ؟!"

ثم التفت فجأة إلى أحدهم، الذي ارتجف تحت نظراته الحارقة، قبل أن يرفع عصاه ويطلق تعويذة ألقت الرجل أرضًا متلويًا من الألم صوت صرخاته ملأ المقبرة، بينما تابع فولدمورت كلامه : هذا هو مصير من يخذلني هل تظنون أنكم فوق العقاب ؟ لا أحد يخون اللورد فولدمورت ويفلت من العقوبة"

وقف بقامته المهيبة، يحدق فيهم كما لو كان يحفر وجوههم في ذاكرته. قال بحدة: "لكن دعوني أخبركم أنني رغم ذلك عدت، نعم، عدت أقوى مما كنت ولا شيء سيوقفني هذه المرة لأقوم بما كنت اسعى اليه !!"

ثم أشار إلى قارورة صغيرة موجودة بجانبه، قائلاً: "انظروا إلى هذا الدم. دم دالك الفتى اللعين آلبرت !! ، أحد الذين ساعدوني في العودة !!، لقد كان جزءًا من الطقوس التي أعادتني. لقد استخدمت دم عدوي وعظام أبي وخدمة مخلصة، لأعيد بناء ما حُطّم !! ، لأعود إلى قوتي. هل ترون؟ لا يوجد شيء يمكن أن يمنعني من تحقيق ما أريد !"

وبنبرة أكثر قسوة، وجه نظراته إلى الجمع وقال: "كل من يفكر في خيانتي مرة أخرى... كل من يجرؤ على الوقوف ضدي... سينتهي مصيره مثل كل من ماتو على يدي !!" رفع عصاه مجددًا، وأطلق تعويذة قاسية على أحدهم حتى سقط بلا حراك على الأرض، درسًا حيا لكل من يشك في كلماته.

افهموا هذا جيدًا !" قال بصوت هدأ قليلا لكنه بقي مليئا بالتهديد "أنا لورد الظلام !! أنا القوة المطلقة !! ومن اليوم فصاعدًا، أي تردد !! ، أي خيانة !! ، أي ضعف !! ، يعني الموت !!."

ساد صمت رهيب، لم يجرؤ أحد على رفع رأسه. اختتم فولدمورت خطابه قائلاً: " انتهى زمن الضعف زمن الجبن !! الآن هو زمن القوة، وزمني أنا. تذكروا ذلك جيدًا !! ، لأنني سأذكر من ينسى... بيدي هذه !"

تركهم يرزحون تحت وطأة الخوف والرعب، متأكدين أن درس هذا الليل سيبقى محفورًا في عقولهم إلى الأبد ..

يتبع ....

2025/01/21 · 56 مشاهدة · 1194 كلمة
نادي الروايات - 2025