اعتذر عن التأخر يا اخوان بسبب النت عندي كان ضعيف جدا
الفصل 230
كان آلبرت يرقد على السرير في جناح المستشفى، جسده الذي كان يومًا ينبض بالحياة، تحول إلى كتلة باهتة بلون بنفسجي قاتم. عينيه نصف مفتوحتين، تحدقان في السقف دون تركيز، وكأنهما تبحثان عن مخرج من الألم الذي يعتصر جسده.
كانت حواسه تتلاشى واحدة تلو الأخرى، بدأ يسمع العالم من حوله وكأنه بعيد جدًا، كأنه تحت الماء، حتى النحيب الذي كان يصدر من البروفيسور ماكجونجال، وهي تقف بجانب سريره، صار بالنسبة له مجرد صمت مطبق.
كان يعلم أن هناك أشخاصًا في الغرفة، يستطيع رؤيتهم يتحركون بصعوبة لانه لا يزال يرى الاشياء بغير وضوح بسبب الضبابية ، لكنه لم يعد يسمع شيئًا مما يقولونه.
شفاههم تتحرك، لكنه لم يتمكن من تفسير الكلمات. صارت عزلته داخل جسده أكبر من أي وقت مضى. كان يشعر بضعف متزايد، كأن الحياة تُسحب منه ببطء وبلا رحمة.
في تلك اللحظة، فتح الباب ودخل هاري وهيرميون معًا. وجوههم كانت تحمل خيبة أمل لا يمكن إخفاؤها. كان واضحًا عليهما أنهما لم يجدا الحل الذي يبحثان عنه، هاري وقف عند مدخل الغرفة، يداه تتدلى بجانبه بلا حيلة، بينما تقدمت هيرميون بخطوات سريعة نحو مدام بومفري.
"هل... هل وجدتم أحدًا؟" سألت هيرميون بصوت مليء بالرجاء، لكنها كانت تعرف الإجابة مسبقًا. كان اليأس واضحًا في عينيها.
مدام بومفري، التي كانت تقف بجانب آلبرت، نظرت إلى هيرميون ونفخت بهدوء، وكأنها تحاول أن تخفف من ثقل الموقف على نفسها قبل أن تنطق: "لا، للأسف. لم نجد أي شخص يمتلك نفس فصيلة دمه. جميع من سألناهم لم يكونوا متطابقين."
كانت تلك الكلمات بمثابة الطعنة لهيرميون. وضعت يدها على فمها للحظة، وكأنها تمنع نفسها من البكاء، ثم نظرت إلى آلبرت، الذي بدا وكأنه أصبح مجرد شبح للفتى الذي كان يعرفونه.
"هذا ليس عدلًا !" صرخت فجأة، صوتها يرتجف بالغضب واليأس. "لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا! لا يمكن أن نفقده فقط لأننا لم نجد دمًا مناسبًا !"
هاري، الذي كان يقف بصمت حتى الآن، تقدم نحو السرير، عينيه مسمرتين على آلبرت. بدا وكأنه يحاول أن يقول شيئًا، لكن الكلمات علقت في حلقه. في النهاية، جلس على كرسي بجانب السرير ووضع يده على يد آلبرت الباردة.
"آلبرت، نحن هنا..." قال بصوت خافت، لكنه كان يعلم أن صديقه ربما لا يستطيع سماعه. كان الأمر يقتل هاري من الداخل، فكرة أنه عاجز عن مساعدة شخص آخر مرة أخرى.
ماكجونجال، التي كانت واقفة بالقرب، حاولت أن تتماسك. لكن رؤية هيرميون تنهار وهاري جالسًا بصمت بجانب آلبرت الذي يبدو وكأنه ينسحب من الحياة، كانت أكثر مما يمكنها تحمله. مسحت دموعها بخفية، لكنها لم تستطع أن تخفي صوت أنفاسها المضطربة.
مدام بومفري، التي كانت تحاول دائمًا الحفاظ على رباطة جأشها، اقتربت من آلبرت وتفحصت حالته مجددًا. وجهها كان جديًا، لكن عينيها كانتا تحملان مزيجًا من القلق والأسى.
"لقد بذلنا كل ما في وسعنا لإيقاف النزيف ولإبقاء جسده مستقرًا،" قالت بومفري بصوت هادئ ولكنه مليء بالحزن. "لكن... الحقيقة المؤسفة هي أن الوقت ينفد. جسده يضعف أكثر مع كل دقيقة، وإذا لم نجد الدم المناسب قريبًا..." توقفت عن الكلام، لكن الجميع فهموا ما تعنيه.
كانت الغرفة مليئة بالصمت الثقيل، ولم يكن يُسمع سوى صوت أنفاس آلبرت الضعيفة والمتقطعة. هيرميون جلست على أحد الكراسي بجانب الحائط، ودفنت وجهها بين يديها. هاري ظل جالسًا بجانب آلبرت، يراقب كل حركة صغيرة في جسده، كأنه يتوسل إليه أن يبقى قويًا.
في تلك اللحظة، بدا أن الجميع في الغرفة شعروا بثقل الحقيقة: آلبرت قد يكون في طريقه إلى النهاية، ولم يكن هناك شيء يمكنهم فعله لتغيير ذلك. كانت تلك الفكرة تدمرهم من الداخل، ولكنهم كانوا عاجزين عن الهروب منها.
كان آلبرت يشعر بثقل جسده وهو مستلقٍ على السرير، كأنه يطفو بين عالمين. الألم كان قد أصبح مجرد خلفية صامتة، وكأن جسده استسلم تمامًا. في تلك اللحظة، وجد نفسه غارقًا في أفكاره، يسترجع حياته التي عاشها من جديد.
•هل هذا هو الموت مرة أخرى؟•
تساءل مع نفسه، وهو يشعر بأن كل لحظة تمر تقربه أكثر من النهاية، •لقد حصلت على فرصة ثانية... فرصة لم أحلم بها، وبدأت أخيرًا أعيش الحياة التي أردتها. لدي أصدقاء، أشخاص يهتمون لأمري، مكان أشعر فيه أنني أنتمي إليه... ولكن يبدو أن القدر قرر أن يسلب كل ذلك مني مجددًا.•
شعر بغصة في حلقه، رغم أن جسده كان بالكاد يشعر بشيء، •هاري، رون، هيرميون... أكره أن أتركهم. أكره أن أترك هذا العالم. كنت أتمنى لو كان لدي وقت أكثر. كنت أتمنى لو استطعت أن أعيش أكثر، أن أقاتل أكثر.•
بينما كان يغرق في أفكاره القاتمة، انفتح الباب فجأة بصوت قوي، مما جعل الجميع في الغرفة ينتبهون بصدمة.
كانت الأنظار كلها متجهة نحو المدخل، حيث ظهرت فجأة شخصيتان مألوفتان: جورج وفريد ويزلي، يلهثان بشدة وكأنهما ركضا من طرف القلعة إلى الآخر.
جورج، الذي كان يمسك بجانبه من شدة التعب، رفع يده مشيرًا وقال بصوت متقطع: "حسنًا... أنا... أنا أملك فصيلة دمه ! إنها... نفس فصيلته !"
صمتت الغرفة للحظة، ثم فجرت تلك الكلمات شعورًا بالراحة والأمل الذي لم يكن موجودًا قبل لحظات، مدام بومفري التي كانت تقف بجانب آلبرت، نظرت إلى جورج بعينين واسعتين، وكأنها لا تصدق ما تسمع، لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها وقالت بحزم: "حسنًا، حسنًا ! تعال معي فورًا !"
بإشارة سريعة من يدها، قادت جورج نحو غرفة صغيرة تقع خلف ستار أبيض في نفس الجناح، كان خلف الستار معدات طبية وسحرية جاهزة لاستخراج الدم.
وقفت بومفري هناك، تجهز كل شيء بسرعة لا تصدق، بينما جورج جلس على الكرسي المخصص للتبرع، وعلى وجهه مزيج من الإرهاق والإصرار.
في الخارج، كانت الأجواء قد انقلبت تمامًا. شعور بالارتياح اجتاح الجميع، وكأن ثقلًا كبيرًا قد أزيح عن صدورهم. هيرميون جلست على الكرسي وأمسكت برأسها بين يديها، وهي تبتسم بخفة، بينما هاري وقف بجانب آلبرت، عينيه تراقبان صديقه الذي بدا على وشك الغرق في اللاوعي، لكنه الآن يملك فرصة.
في تلك اللحظة، فتح الباب مرة أخرى، ودخل رون وهو يلهث بشدة. بدا وكأنه كان يبحث عن شيء طوال الوقت، لكنه الآن كان يركز فقط على الإجابة التي ينتظرها.
"هل... هل أتى جورج وفريد؟" سأل بصوت متقطع، وهو يمسح عرقه بكمه.
أشار هاري برأسه بالإيجاب، ولم يقل شيئًا. عيناه كانت تلمعان بالدموع، لكنها كانت تأبى السقوط. كل ما كان يشعر به هو خليط من الراحة والامتنان، ممزوجًا بالخوف من أن ينتهي هذا الكابوس بأي لحظة.
رون نظر إلى هاري وإلى آلبرت الذي لا يزال مستلقيًا على السرير. "هذا يعني... أن هناك فرصة حقيقية الآن، أليس كذلك؟"
هاري أومأ مرة أخرى، لكنه لم يستطع التحدث. الكلمات كانت عالقة في حلقه، لكنه كان يعلم أن الأمل عاد إلى الغرفة.
بعدما هدأت الأجواء قليلًا في جناح المستشفى، وتأكد الجميع أن جورج بدأ عملية التبرع لإنقاذ آلبرت، جلس فريد بجانب هيرميون التي كانت تبدو مرتاحة بعض الشيء بعد لحظات من التوتر والقلق الشديد.
ومع ذلك، كان الفضول يسيطر عليه، وسألها بصوت خافت لكنه مليء بالدهشة:
"هيرميون... كيف عرفتِ أن آلبرت فصيلة دمه هي B؟ أعني، هذا ليس شيئًا يعرفه الجميع عادةً، أليس كذلك؟"
ابتسمت هيرميون بخفة، وهي تنظر إلى فريد، وكأنها تتذكر شيئًا ممتعًا من الماضي، ثم قالت بهدوء بينما تضع يدها على طرف الكرسي: "في الواقع، الأمر ليس سرًا كبيرًا. لقد حدث في ليلة حفل الرقص في بطولة السحرة الثلاثية."
رفع فريد حاجبيه باندهاش وقال: "ليلة حفل الرقص؟"
أومأت هيرميون برأسها وأضافت بابتسامة دافئة: "نعم. تلك الليلة كانت مميزة بالنسبة لنا. لقد كان مع بعض و انتهى بنا الأمر بالحديث معا لفترة طويلة، لم أكن أعرفه جيدًا في حياته اليومية لكنه كان صريحا معي. تحدثنا عن الكثير من الأشياء... عن ماذا كان يقوم به عندما ينهي السنة ، وحتى عن مخاوفه وأحلامه."
ثم توقفت للحظة، وكأنها تسترجع تفاصيل تلك الليلة في ذهنها، قبل أن تضيف: "وفي سياق الحديث، سألته عن أشياء عشوائية. ربما كان السؤال عن فصيلة دمه غريبًا بعض الشيء، لكنه لم يتردد في الإجابة. قال لي إنه يعرف فصيلته لأنه اضطر لإجراء فحوصات كثيرة في الماضي، وأخبرني أن فصيلته هي B. وقتها لم أكن أدرك أن هذه المعلومة قد تكون ذات أهمية يومًا ما."
كان فريد يستمع إليها بانتباه شديد، وعيناه تلمعان بمزيج من الفضول والإعجاب. "إذن، كنتِ تعرفين كل هذا عنه لأنه كان منفتحًا معك؟ يبدو أنه يثق بكِ كثيرًا."
ابتسمت هيرميون، وظهر على وجهها شيء من التواضع، وقالت: "أعتقد أنه كان يشعر أنه بحاجة إلى شخص يتحدث معه بصدق. في تلك الليلة، كنا نشعر أننا أصدقاء حقيقيون. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت أعرف عنه أشياء ربما لا يعرفها الكثيرون."
كان هاري ورون يقفان على مسافة قريبة، يستمعان إلى الحديث دون أن يتدخلا. لكن كلمات هيرميون أثارت فضولهما بشكل واضح. نظر رون إلى هاري بصدمة خفيفة وقال: "هذا يفسر كل شيء... كنت أتساءل كيف عرفت فصيلته بهذه السرعة. لم أفكر حتى في أن أحدًا قد يعرف مثل هذا النوع من التفاصيل."
هاري، الذي كان هادئًا منذ بداية المحادثة، أدار رأسه نحو هيرميون وقال بابتسامة صغيرة: "لقد كنتِ دائمًا قادرة على رؤية الأمور التي لا يراها الآخرون، أليس كذلك؟ أنا سعيد أنك كنتِ هناك لتعرفي هذه المعلومة عنه. ربما أنقذت حياته اليوم."
شعرت هيرميون بشيء من الحرج، لكنها ردت بابتسامة خجولة: "لم أفعل شيئًا كبيرًا. لقد كنت محظوظة فقط لأنني تعرفت عليه بشكل أعمق في تلك الليلة."
يتبع ...