الفصل 233
مرت الأيام بسرعة مذهلة، وكأن الزمن قد تسارع فجأة، لم يكد الطلاب يدركون كيف مضت الشهور حتى وجدوا أنفسهم في آخر أيام السنة الدراسية، يجمعون أغراضهم ويرتبون حقائبهم استعدادًا للعودة إلى منازلهم.
كان وداع الأصدقاء ممتلئًا بالمشاعر المختلطة بين الفرح ببدء العطلة والحزن على الفراق المؤقت.
تدفقت جموع الطلاب عبر ممرات القلعة، وكل منهم يحمل حقيبته فوق كتفه، متجهين نحو السكة الحديدية حيث ينتظرهم قطار هوجورتس السريع ليعيدهم إلى عائلاتهم، كان المشهد مليئًا بالفوضى المعتادة، مع ضحكات الأصدقاء، وصرخات الوداع، وتبادل العناق بين الطلاب الذين نشأت بينهم صداقات قوية خلال العام
عندما استقر الجميع في مقاعدهم داخل القطار، اجتمع آلبرت، فريد، وجورج ويزلي في إحدى المقصورات، حيث بدأ التوأمان في الحديث بحماس عن أحدث تطورات مشروعهما الطموح.
قال فريد وهو يبتسم بفخر: "حسنًا، لدينا أخبار سارة، يا آلبرت ! لقد تمكنا أخيرًا من الحصول على المنتج يورانيوم بسعر أقل مما توقعت في آخر عطلة لنا، وبهذا استطعنا إنهاء الكمية المطلوبة تمامًا كما حددتها !"
نظر إليه آلبرت بإعجاب، ثم تبادل نظرة مع جورج الذي أومأ برأسه مؤكدًا.
"هذا مذهل !" قال آلبرت بحماس، ثم تابع بفخر: "أحسنتم يا رفاق ! نحن على الطريق الصحيح، إذا استطعنا الحفاظ على هذا المستوى من التقدم، سنبدأ في طرح منتجاتنا في الأسواق بعد عامين، وبعد ذلك ستبدأ شركتنا بالازدهار."
نظر إليه جورج بحماس وسأله: "وما هي خطوتنا التالية إذن؟"
ابتسم آلبرت وهو يشرح رؤيته المستقبلية: "الخطوة التالية هي إنشاء مقر رئيسي لنا هنا في المدينة كبداية، حيث يمكننا إدارة عملياتنا بسهولة، وبعد أن نحصل على أول دفعة من الأرباح، سنبدأ في التوسع إلى مدن أخرى، ثم إلى بلدان مختلفة، نريد أن يصبح هذا العمل عالميًا !"
تبادل التوأمان النظرات، كانا متحمسين، لكنهما لم يستطيعا إخفاء قلقهما بشأن التكاليف الضخمة لهذه الخطة الطموحة.
قال فريد محاولًا التخفيف من حماس آلبرت قليلاً: "لكن، أليس هذا مكلفًا جدًا؟ إنشاء مقر، ثم فروع أخرى... قد يحتاج ذلك إلى الالاف من جاليون الدهبية !!"
ضحك آلبرت بثقة، وأشار بإصبعه نحو نفسه قائلاً: "ومن قال أن المال يمثل مشكلة بالنسبة لي؟ لدي من الموارد ما يكفي لتمويل كل هذا وأكثر، ثقوا بي."
أدرك التوأمان أن صديقهما لم يكن يمزح، فقد عرفا منذ البداية أن آلبرت ليس مجرد طالب عادي، بل شخص ذو رؤية وطموح يفوقان كل من حوله. لذلك، لم يجادلاه أكثر، بل اكتفيا بالنظر إلى بعضهما البعض والابتسام، وكأنهما يعترفان بأنه طالما كان آلبرت في صفهما، فلا داعي للقلق.
واصل الثلاثة حديثهم طوال الرحلة، يخططون، يناقشون، ويضعون تصورات لأعمالهم المستقبلية.
لم يكن هذا مجرد حلم، بل كان واقعًا بدأ يتشكل خطوة بعد خطوة. كان العام الدراسي قد انتهى، لكن بالنسبة لهم، كانت هذه مجرد بداية لشيء أعظم بكثير...
عام من الغموض والتغيرات الكبرى
بينما كان آلبرت يجلس في مقعده يحدق من النافذة بينما كانت المناظر الطبيعية تمر بسرعة أمام عينيه. رغم ضحكات الطلاب في الممرات وصخب الوداع بين الأصدقاء، إلا أن عقله كان في مكان آخر تمامًا.
لقد كان هذا العام أكثر الأعوام غرابة في حياته.
منذ اللحظة التي بدأ فيها العام الدراسي، كانت هناك إشارات غامضة إلى أن شيئًا ما مختلفًا عن المعتاد كان يحدث.
لم تكن مجرد بطولة السحرة الثلاثية، بل شيء آخر... شيء أعمق وأشد غموضًا.
أحلامه...
منذ البداية، بدأ يراوده رؤى غريبة عن فولدمورت. لم تكن مجرد كوابيس عادية، بل كانت أحلامًا واقعية، وكأنه كان يرى الأحداث من خلال عيني سيد الظلام نفسه.
كان يشاهد كيف كان فولدمورت يخطط، يتحرك، ويستعد لعودته. في البداية، ظن أنها مجرد تهيؤات، لكن كلما مر الوقت، أدرك أن هذه الرؤى كانت رسائل حقيقية، تحذيرات مما هو قادم.
لقاؤه بأبناء هاري ودراكو من المستقبل...
لم يكن هذا أقل غرابة. كيف يمكن أن يظهر ألبوس بوتر وسكوربيوس مالفوي في هذا الزمن؟ هل كان ذلك خللاً في الزمن؟ أم أن هناك قوة خفية دفعت بهم إلى هنا؟ لقاؤهما لم يكن مجرد صدفة، بل كان إشارة إلى أن المستقبل لم يعد يسير وفق المسار الطبيعي، وأن شيئًا ما قد تغير بالفعل.
ثم جاء أكثر الأمور إثارة للحيرة... ذلك الصوت الأنثوي الدافئ الذي سمعه داخل المتاهة. كان صوتًا لم يكن يعرفه، لكنه في نفس الوقت شعر وكأنه مألوف... كأنه جزء من ذكرياته، أو ربما شيء أعمق من ذلك. لكن من تكون صاحبته؟ ولماذا شعر بتلك المشاعر المختلطة من الحنين والطمأنينة عندما سمعها؟
لكن كل هذه الأمور الغامضة لم تكن شيئًا مقارنة باللحظة الحاسمة: عودة فولدمورت من جديد.
لقد قرأ القصة الأصلية وعرف كل ما سيحدث، لكنه الآن يعيش الأحداث بنفسه، وهو يدرك تمامًا أن الواقع قد لا يسير وفق نفس السيناريو المكتوب. هذه ليست مجرد رواية، بل حقيقة، والآن أصبح فولدمورت هنا... حيًا وقويًا كما كان في الماضي.
ومن الآن فصاعدًا، لم يعد هناك أي يقين.
في القصة الأصلية، كان يعرف كيف ستسير الأمور، من سينجو، ومن سيسقط. لكنه الآن أدرك أن وجوده في هذا العالم قد غير كل شيء. لم يعد بإمكانه أن يفترض أن الأحداث ستسير كما توقعها. ربما قد تغير المستقبل بالفعل.
لكن السؤال الحقيقي كان... ماذا سيفعل فولدمورت الآن؟
في القصة الأصلية، احتاج سيد الظلام إلى وقت طويل لإعادة بناء قوته، لكن ماذا لو تغيرت خططه هذه المرة؟ ماذا لو قرر أن يضرب بسرعة قبل أن يتمكن أحد من الاستعداد؟
فكر آلبرت في أصدقائه، في هاري، رون، وهيرميون، في كل الأشخاص الذين أصبحوا جزءًا من حياته هنا. كان يعلم أن الحرب القادمة لن تكون سهلة، لكن هل سيكون قادرًا على تغيير مصيرهم؟
هل سيكون قادرًا على هزيمة فولدمورت قبل أن يعيد العالم إلى الظلام؟
أغمض عينيه للحظة، زفر نفسًا عميقًا، ثم فتحهما من جديد.
كان يعلم أن القادم لن يكون سهلًا، لكن هناك شيء واحد كان متأكدًا منه...
لقد تغيرت القصة، والآن، صار دوره أن يكتب نهايتها بنفسه.
في الاصل ، هاري بوتر لم يهزم فولدمورت لأنه كان أقوى منه، بل لأن فولدمورت نفسه كان سبب سقوطه.
غرور فولدمورت، استهانته بهاري، وثقته العمياء بأنه المنتصر لا محالة، كل هذه الأمور كانت السبب في نهايته.
بعد موت دمبلدور، ظن فولدمورت أن الطريق أصبح مفتوحًا له تمامًا. كان يعتقد أن هاري مجرد فتى محظوظ لا أكثر، شخص نجا بالصدفة، وليس لأنه كان تهديدًا حقيقيًا، لم يأخذه بجدية، ولم يعتبره خصمًا يستحق القلق منه.
حتى خلال المواجهة النهائية، لم يكن يظن ولو للحظة أن نهايته قد تأتي من يدي ذلك "الصبي".
لكن ماذا الآن؟
وجود آلبرت في هذا العالم غير كل شيء. لم يعد هذا مجرد تكرار للأحداث التي يعرفها، بل صار عالمًا جديدًا قد يأخذ منحنيات غير متوقعة تمامًا.
ما الذي سيحدث إذا أدرك فولدمورت أن هناك شخصًا جديدًا في المعادلة؟
آلبرت لم يكن مجرد فتى عادي، لقد امتلك المعرفة بالمستقبل، بالتاريخ، بالأخطاء التي ارتكبها الجميع، بالأسلحة التي لم يستخدمها أحد بالشكل الصحيح.
إذا لاحظ فولدمورت وجوده وتأثيره، فمن الممكن أن يأخذ الحيطة هذه المرة، أن يعيد التفكير في خططه، أن يتحرك أسرع مما كان مفترضًا.
قد يقرر القضاء على هاري فورًا، بدلًا من أن يطارده في لعبة القط والفأر التي استمرت في القصة الأصلية. قد يهاجم هوجورتس مبكرًا، أو ربما يغير استراتيجيته بالكامل.
فكر آلبرت في كل السيناريوهات الممكنة، وكلها كانت تؤدي إلى شيء واحد: لا يوجد أي ضمان أن الأمور ستسير كما كانت من قبل.
في القصة الأصلية، كان هناك دائمًا وقت للاستعداد، لكن الآن؟ ربما لن يحصلوا على تلك الفرصة. ربما سيكون عليهم القتال قريبًا جدًا، قبل أن يتمكن أي منهم من التجهيز لما هو قادم.
شعر بقشعريرة باردة تسري في جسده. هذه المرة، لم يكن هناك نص يمكنه اتباعه، لا سيناريو محدد يمكنه الاعتماد عليه.
لكن في المقابل، هذا يعني أن فولدمورت نفسه لن يكون قادرًا على توقع تحركاته أيضًا.
إذا استطاع آلبرت التحرك بسرعة، إذا تمكن من تغيير الأمور قبل أن يدرك فولدمورت مدى تأثيره، فقد يكون لديه فرصة لتغيير النهاية لمصلحة الجميع.
نظر إلى نافذة القطار، وهو يرى انعكاس وجهه على الزجاج.
"لقد تغيرت القصة..." تمتم لنفسه.
"والآن، عليّ أن أتأكد أن نهايتها ستكون مختلفة أيضًا."
يتبع ....
( اخيرا انتهى السنة الرابعة و الحمد الله ، اتمنى ان يكون أحداث هذه السنة ممتعة لكم و رائعة و ان شاء الله القادم افضل 😄❤️👍)