الفصل 237

قال هاری بدهشة: " ماذا؟ "

قالت السيدة فيج وهي تشيح بيدها: " لقد غادر.. غادر؛ ليقابل شخصا ما بشأن شحنة قدور سحرية سقطت من على مقشة طائرة قلت له: إنني سأسلخه حيا إن ذهب، وانظر ماذا حدث ؟! ديمنتورات !!، من حسن حظنا أنني أدخلت السيد تيبلز في الموضوع لكن ليس لدينا وقت للوقوف، أسرع، لا بد أن أعود بك. يا للمشكلات التي ستثار بسبب ما حدث، سأقتله !".

لكن اكتشافه أن هذه الجارة الوطواطية المهووسة بالقطط تعرف بشأن الديمنتورات كان صدمة هائلة " هل... هل أنت ساحرة؟"

" أنا مساعدة ساحرة، كما يعرف مندنجس جيدًا، فكيف بالله عليك أقدر على مساعدتك في قتال (الديمنتورات)؟ لقد تركني بلا أية تغطية وقد حذرته ...من ... "

تابع هاري ليقول " هل كان مندنجس هذا يتبعني؟ انتظرى.. كان هو لقد اختفى باستخدام السحر من أمام بيتي !!" .

" أجل.. أجل.. أجل، لكن لحسن الحظ كنت قد وضعت السيد تيبلز أسفل سيارة على سبيل الحيطة، وجاء السيد تيبلز وحذرني، لكن مع ذهابي إلى منزلك كنت أنت قد اختفيت.. والآن.. يا ربي.. ماذا سيقول دمبلدور؟ "

بعد تواني صاحت لتقول في ددلى " انت... ارفع مؤخرتك البدينة هذه عن الأرض، بسرعة !!".

قال هاری محدقا بها: " هل تعرفين دمبلدور؟".

قالت " بالطبع أعرف دمبلدور، ومن لا يعرف دمبلدور ؟ لكن هيا.. لن أقدر على مساعدتك لو عادوا، فلم يسبق لى حتى أن حولت كوب شاي بالسحر ".

انحنت، وقبضت على ذراع ددلى البدينة في يدها النحيفة وشدته. " انهض.. يا كتلة الشحم عديمة النفع، انهض".

لكن ددلي إما لم يكن قادراً أو لم يرغب في الحركة. ظل كما هو على الأرض، مرتجفا ووجهه شاحب بلون التراب، وفمه مطبق.

قال هارى وهو يمسك بيد ددلى ويرفعه: " سأنهضه أنا " وبمجهود خرافي رفعه على قدميه بدا على شفا الإغماء ، أخذت عيناه الصغيرتان تدوران في محجريهما والعرق يغمر وجهه، وللحظة تركه هاری فترنح بشدة.

قالت السيدة فيج بطريقة هيستيرية: " اسرع !!" .

جذب هارى إحدى ذراعى ددلى الهائلتين حول كتفيه، وأخذ يجره عبر الطريق، وهو يترنح بسبب وزنه الثقيل. هرولت السيدة فيج أمامهما وهي تنظر بقلق نحو تقاطع الطريق.

قالت لـهارى وهما يدخلان وستريا ووك " أبق عصاك السحرية مرفوعة.. ولا تبال بقانون السرية الآن. سيقوم عالم السحر ولن يقعد بسبب ما حدث، وربما يشنقوننا.. ما هذا الشيء عند نهاية الشارع؟ آه.. إنه السيد برنتس... لا تبعد عصاك السحرية عن يدك يا ولد، ألم أقل لك إنني غير ذات نفع؟".

لم يكن من السهل إشهار العصا بثبات وجر ددلي في نفس الوقت، غرس هاري أصبعه في ضلع ابن خالته بنفاد صبر، لكن ددلي بدا فاقد الرغبة في الحركة بالاعتماد على نفسه.

كان نائما على كتف هاری، وقدماه الكبيرتان تنسحبان خلفه على الأرض.

سأل هارى السيدة فيج لاهثا: " لماذا لم تخبريني أنك مساعدة ساحرة؟ في كل مرة دعوتني فيها إلى منزلك.. لماذا لم تخبريني بأي شيء؟"

تابعت لتقول " بسبب أوامر دمبلدور كان على مراقبتك دون أن أخبرك بشيء، فأنت صغير جداً، أعتذر على الوقت البائس الذي كنت تقضيه معى يا هاري، لكن آل دورسلى ما كانوا ليدعوك تأتى إليّ إن عرفوا أنك تستمتع بوقتك، لم يكن الأمر سهلا كما تعرف.. لكن يا ربي.. "

أنهت كلامها بصورة درامية تمثيلية، وهي تلوح بيديها مرة أخرى، ثم أكملت: " عندما يعرف دمبلدور بما حدث.. كيف تركني مندنجس وحدى؟ كيف؟ كان عليه الحراسة حتى منتصف الليل.. كيف سأخبر دمبلدور بما حدث ؟ لا أستطيع حتى الاختفاء سحريا والذهاب إليه".

قال هارى متألما وهو يتساءل إن كان عموده الفقرى سينكسر تحت ضغط وزن ددلی: " معى بومة، ويمكنك استعارتها".

" هارى.. أنت لا تفهم... على دمبلدور أن يتصرف بأسرع ما يمكن، فالوزارة لديها أساليبها في كشف حالات ممارسة السحر من جانب السحرة تحت السن القانونية، وأؤكد لك أنهم عرفوا بما حدث بالفعل.. ثق بكلامي ".

تحدث هاري بتوتر ليقول " لكنني كنت أحاول التخلص من الديمنتورات، وكان علي استعمال السحر... أحسبهم سيكونون أكثر اهتماما بمعرفة ما كانت الديمنتورات تفعله في وستريا ووك، أليس كذلك؟"

" آه یا عزيزي.. أتمنى هذا، لكن أخشى أن... مندنجس فلتشر سأقتلك حقا !!! اين كنت ؟!".

صدر صوت فرقعة عال صاحبته رائحة شراب كحولي مختلطة برائحة تبغ ملأت الهواء، مع الظهور المفاجئ لرجل غير حليق يرتدى معطفا رثا أمام أعينهم.

كانت قدماه قصيرتين متقوستين وشعره طويلا متناثرا بني اللون وعيناه مرتخيتين ومحاطتين بهالة حمراء، مما أعطاه مظهر كلب أشعث كان بیده حزمة فضية اللون، عرف هارى على الفور أنها عباءة اختفاء.

قال الرجل ناقلا بصره بين السيدة فيج و هاری و ددلى: " ما الأمر يا فيج؟ ماذا حدث واستدعى كشف تنكرك؟".

صاحت السيدة فيج: " أنا التي سأجرى عليك عملية تنكر جراحية لقد جاءت ديمنتورات أيها اللص الحقير عديم النفع".

كرر مندنجس الكلمة بذعر : " ديمنتورات ؟ ديمنتورات هنا ؟!".

" أجل هنا.. يا كومة فضلات الوطاويط يا تافه.. هنا هاجمت الديمنتورات الولد الذى تتولى حراسته، وفي نوبة حراستك".

قال مندنجس بوهن وحيرة " غير معقول غير معقول أنا ...... "

" وأنت ذهبت لتشترى قدوراً مسروقة ألم أمرك بعدم الذهاب؟".

بدا مند نجس مضطربا للغاية وهو يقول: " أنا.. أنا.. المسألة أن.. كانت فرصة لصفقة عظيمة كما ترين، ولم ...... "

رفعت السيدة فيج يدها التي تتدلى منها حقيبة البقالة وضربت مندنجس بها على وجهه ورقبته.. ومن صوت الارتطام المعدني بدا واضحاً أن الحقيبة مليئة بعلب طعام القطط.

" أي.. أي.. ابتعدى.. ابتعدى أيتها الوطواط الآدمى.. علينا إخبار دمبلدور !" . صاحت فيه السيدة فيج قائلة: " أجل " ثم أخذت تضربه بحقيبة طعام القطط

على كل مكان تصل إليه من جسده وأكملت: " و... من الأفضل... أن... يكون أنت... من يخبره.. وعليك.. أن تقول له.. إنك لم.. تكن هنا.. لتساعدنا".

قال مندنجس: " أبعدى حقيبتك عنى.. أنا ذاهب.. ذاهب " وحمى رأسه بذراعيه.

قالت بغيظ: " أتمنى أن يقتله دمبلدور.. والآن هيا يا هاری، ماذا تنتظر؟" قرر هارى ألا يضيع أنفاسه الباقية على إخبارها بأنه بالكاد قادر على المشى تحت ثقل ددلی، فعدل وضعه على كتفه بصعوبة وأخذ يترنح متقدما للأمام.

قالت السيدة فيج وهم ينحرفون مع انعطاف شارع بريفت درايف " سأوصلك إلى الباب.. فربما لا يزالون هنا .. ياللكارثة.. وقاتلتهم وحدك... ودمبلدور أمرنا بإبعادك عن استعمال السحر بأي ثمن.. لا فائدة من البكاء على التركيبة السحرية المسكوبة ، فالقطة وقعت وسط العفاريت بالفعل .. لا فائدة"

أخذ هارى يتحدث لاهثا: " إذن فدمبلدور وضع حراسة عليّ؟"

قالت السيدة فيج بنفاد صبر: " بالطبع وضع حراسة عليك.. هل تتوقع منه أن يتركك تتجول وحدك بعد ما حدث في يونيو الماضي؟ يا ربي الرحيم... أخبروني أنك ذكي يا ولد.. ها قد وصلنا .. ادخل وابق بالداخل... " أنهت كلامها وقد وصلوا إلى المنزل رقم (٤)، ثم أضافت: " أتوقع أن يتصل بك أحد ما قريبا جدا".

سألها هاری بسرعة: "وماذا ستفعلين؟".

قالت السيدة فيج وهي تحدق في الشارع المظلم وترتجف: " سأعود إلى البيت.. وأنتظر التعليمات. وأنت ابق بالمنزل. وتصبح على خير"

" انتظرى.. لا تذهبي، أريد معرفة م ...... !!"

لكن السيدة فيج هرولت مبتعدة، وحذاؤها الوطيء مع تخبط العلب في حقيبتها يحدثان صوتا معدنيا مسموعا.

صاح هاری فيها: " انتظرى !!" كان لديه مليون سؤال وسؤال يريد أن يطرحه على أي أحد يمكنه الاتصال بـدمبلدور.. لكن خلال ثوان ابتلع السيدة فيج الظلام، بعبوس عدل هاری من وضع ددلى على كتفه وتحرك ببطء وألم عبر حديقة المنزل رقم (٤) الأمامية.

كانت أنوار الصالة مضاءة، أدخل هارى عصاه السحرية في ثنايا بنطلونه الجينز، وضرب الجرس وراقب خيال الخالة بيتونيا وهو يكبر ويكبر، وقد شوهه زجاج الباب المفصص بغرابة.

" دیدی حبيبي.. وصلت في وقتك. كنت سأقل .. أقلق.. ديدي؟ ما الأمر؟".

اختلس هاری نظرة جانبية إلى ددلى وخرج من تحت ذراعه في الوقت المناسب تماما، ترنح ددلي للحظة، ووجهه أخضر شاحب.. ثم انفتح فمه وأخذ يتقيأ على البساط الممدود أمام الباب.

" دیدی !! حبيب ماما ماذا حدث ؟! فرنون ؟! فرنون؟"

جاء زوجها مهرولا من حجرة المعيشة، وشاربه الشبيه بشارب حيوان الفظ يتأرجح كعادته كلما شعر بالضيق. تقدم ليساعد الخالة بيتونيا» على حمل ددلي الذي سقط عند مدخل البيت محاولاً تفادى بركة القيء التي تجمعت أمامه.

" ما الأمر يا بني ؟ هل أعطتك السيدة بولكس طعامًا معطوبا مع الشاي؟"

" ما سبب كل هذه القذارة على جسدك يا حبيبي؟ هل وقعت على الأرض؟ ، دقيقة.. هل قشطك اللصوص يا ولدى؟"

فصرخت الخالة بيتونيا " اتصل بالشرطة يا فرنون، اتصل بالشرطة.. ديدي.. رد على ماما يا حبيبي.. ماذا فعلوا بك يا روح ماما؟".

ووسط كل هذه الجلبة بدا كأن أحدًا لم يلاحظ وجود هارى، وهو ما كان يناسبه تماما. نجح في التسلل إلى داخل المنزل قبل أن يغلق الخال فرنون الباب، وبينما كانت خالته وزوجها يتقدمان مصدرين صخبا شديدا من المطبخ، تحرك بحذر وسرعة تجاه السلم.

" من فعل بك هذا يا بني ؟ أعطنى أسماءهم. سأنتقم لك منهم، لا تقلق".

تحدثت بيتونيا بإنزعاج لتقول " صه.. إنه يحاول الكلام. ماذا ستقول يا ديدي؟ أخبر ماما حبيبتك".

كانت قدم هارى على أول درجة من السلم عندما عاد لـددلى صوته ليسمع " هو "

تجمد هارى وقدمه على السلم ، ووجهه مشدود، منتظرا الانفجار الذي سيقع.

" يا ولد.. تعال هنا .. "

بشعور مختلط من الرهبة والغضب استدار هاری متجها نحو آل دورسلی، كان المطبخ شديد النظافة واللمعان، ذا مظهر غريب مقارنة بالظلام بالخارج.

كانت الخالة بيتونيا تجلس ددلى على مقعد، وهو مازال أخضر اللون هزيلاً، والخال فرنون واقف أمام بالوعة المطبخ محدقا في هاری بعينيه الضيقتين الصغيرتين.

قال بصوت كالهدير مليء بالتهديد: " ماذا فعلت بابننا؟"

قال هاری وهو على يقين من أن الخال فرنون لن يصدقه: " لا شيء". قالت الخالة بيتونيا بصوت مرتجف مختلج وهى تمسح القيء بإسفنجة عن صدر ددلی: " ماذا فعل بك يا ديدي؟ هل استعمل الشيء الذي تعرفه يا حبيبي ؟ هل استعمل ذلك الشيء الغريب؟".

ببطء ويخوف أوماً ددلى برأسه.

قال هارى بحدة: " لم أستعملها " والخالة بيتونيا تعوى والخال فرنون يرفع قبضتيه، وأضاف: ر لم أفعل به أى شيء، لم يكن أنا .. كان الـ..... " لكن في تلك اللحظة طارت بومة مذعورة عبر نافذة المطبخ وتفادت بالكاد رأس الخال فرنون، ثم طافت بالمطبخ وأسقطت لفافة ورق كانت بمنقارها عند قدمی هاری، ثم استدارت برشاقة، وخرجت منطلقة إلى الحديقة.

جار الخال فرنون بصوت عال: "بوم !!" والوريد المنتفخ في جبينه ينبض بغضب، وهو يغلق نافذة المطبخ بحدة، وأكمل: " بوم مرة أخرى لن أسمح بمزيد من البوم في بيتي"

لكن هارى فتح اللفافة وأخرج الرسالة منها، وقلبه ينبض بقوة.

" عزيزي السيد بوتر

وصلتنا معلومات أنك أديت تعويذة البتروناس في الساعة التاسعة والدقيقة الثالثة والعشرين مساءً، في منطقة يسكنها العامة وفي حضور أحدهم. تسببت فداحة هذا الانتهاك الخطير لقانون حظر استعمال السحر على السحرة تحت السن القانونية في فصلك من مدرسة هوجورتس لتعليم الساحرات والسحرة. وسيأتى إلى محل إقامتك بعد قليل ممثلو وزارة السحر لتدمير عصاك السحرية !!"

يتبع ...

2025/01/30 · 51 مشاهدة · 1708 كلمة
نادي الروايات - 2025