الفصل 238
كان العشاء في منزل بلاك يسير بهدوء تام، وسط حديث متقطع بين الجالسين حول الطاولة.
كان آلبرت بلاك قد بدأ يشعر أخيرًا بجو العائلة، رغم أن الجو لا يزال ملبدًا بمخاوف ما بعد عودة فولدمورت، لكن وجود سيريوس بلاك، وريموس لوبين، وعائلة ويزلي كان يضفي شيئًا من الدفء على المكان.
وفجأة، سُمع صوت طرقات على الباب الأمامي للمنزل.
ارتفعت رؤوس الجميع نحو المدخل، وتحرك سيريوس أولًا وهو ينظر نحو آلبرت ثم إلى ريموس، قبل أن ينهض ويتوجه لفتح الباب.
عندما فتحه، كان ثلاثة أشخاص يقفون أمامه.
آلستور "ماد-آي" مودي، بعينه السحرية التي تدور في جميع الاتجاهات، متفحصًا المكان بدقة، وممسكًا عصاه بحذر،
إلى جانبه، كانت نيمفادورا تونكس بشعرها الوردي الزاهي، وابتسامتها الواسعة، ترتدي معطفًا جلديًا أسود طويلًا، مما جعلها تبدو كشخصية من عالم مختلف تمامًا.
أما الثالث، فكان كينغسلي شاكلبولت، بهيبته المعتادة، ورأسه الحليق اللامع، مرتديًا رداءه الأزرق الداكن، ينظر بعينين هادئتين إلى الداخل.
ابتسم سيريوس ابتسامة واسعة، وهو يرفع ذراعيه مرحبًا:
"أوه، أنتم هنا أخيرًا ! تأخرتم قليلاً، كدنا ننهي العشاء بدونكم."
"حسنًا، لا يمكننا ترك وزارة السحر تنهار بدون مراقبة دقيقة، أليس كذلك؟" قال كينغسلي بلهجته العميقة وهو يدخل المنزل بخطوات واثقة.
أما مودي، فقد اكتفى بالتأفف وهو يدخل، قبل أن يتوقف وينظر إلى آلبرت بلاك بعينه الطبيعية، ثم بالعين السحرية التي دارت في محجرها مرتين قبل أن يبتسم قليلاً.
"أنت تبدو بحال جيدة، رغم أنك كدت تموت منذ شهرين ، حسنا شكرا لك على ما قمت به لي سابقا ."
نهض آلبرت من مقعده و هو يتوجه نحو موقع مودي و بدأ في مصافحته ليقول مع ابتسامة في وجهه " هذا لا شيء يا بروفيسور !! لو كان شخص ما في مكاني لقام بنفس الشيء "
بعدها، استدار آلبرت ليصافح كينغسلي شاكلبولت، الذي ابتسم له وهز رأسه تقديرًا، ثم توجه إلى نيمفادورا تونكس ليصافحها هي الآخرى.
لكن بمجرد أن أمسك يدها، رفعت حاجبها بدهشة وقالت وهي تبتسم بخبث:
"هل تعرفني؟"
ضحك آلبرت قليلًا وقال:
"بالطبع، أعرفك جيدًا. أنتِ نيمفادورا تونكس، ابنة خالة أبي، وابنة أندروميدا تونكس. كيف لي ألا أعرفك؟"
اتسعت عينا نيمفادورا، وسرعان ما تحولت دهشتها إلى فرحة حقيقية.
"أوه، يا إلهي ! أخيرًا شخص لا يحتاج إلى أن أشرح له صلة القرابة بيننا !" قالت بمرح، ثم ضربت ذراعه بخفة، قبل أن تبتسم بسعادة حقيقية.
"من الجيد أن ألتقي بابن سيريوس، لطالما كنت أتساءل عنك !"
ضحك سيريوس وهو يراقب تفاعل ابنه مع قريبتهم، بينما هز ريموس رأسه مبتسمًا.
"حسنًا، الآن وقد اجتمعنا جميعًا، ما رأيكم في الجلوس وإكمال العشاء؟" قال آرثر ويزلي وهو يلوّح نحو المقاعد المتبقية.
جلس الجميع أخيرًا، واندمجت نيمفادورا بسرعة في المحادثات، بينما كان كينغسلي يستمع بصمت إلى التحليلات التي كان يناقشها آلبرت حول تطورات العالم الماغلي. أما مودي، فقد استمر في مراقبة كل شخص على الطاولة بعينه السحرية، كما لو كان يتأكد من أن أحدهم لن يتحول إلى متآمر في أي لحظة.
بعدما استقر آلستور مودي على مقعده، بدأ يأخذ زمام الحديث مع الجميع بصوته الأجش وعينه السحرية التي لم تتوقف عن الدوران، تتفحص كل زاوية في الغرفة وكأنها تبحث عن تهديد غير مرئي.
كان الجو حماسيًا، والحديث متدفقًا بين أفراد جماعة العنقاء، لكن مودي لاحظ فجأة شيئًا غريبًا ...
"أين أطفال ويزلي؟" قال بصوت مرتفع، وهو يوجه نظره إلى آرثر ويزلي، الذي كان لا يزال يمضغ قطعة من اللحم. "هل تعلم أنني لم أرَهم منذ مدة طويلة؟ وأين هاري؟! أريد أن أرى الفتى الذي قضى على اللورد الظلام !"
رفع آرثر حاجبيه للحظة، ثم وجه نظرة خفيفة نحو سيريوس قبل أن يبتلع لقمة الطعام ويجيب بهدوء:
"حسنًا، الأطفال يتواجدون في الطابق العلوي، جميعهم مجتمعون معًا. حتى هيرميون متواجدة هناك."
لكنه لم يكد يُكمل جملته حتى قاطعه سيريوس، قاطعًا الحديث بنبرة جادة:
"أما هاري... فهو في منزل خالته."
نظر مودي نحوه بتركيز، فأكمل سيريوس بنفس الجدية:
"دمبلدور قال إنه من غير الآمن أن يتواجد هنا بعدما عاد - أنت تعرف من -، لذلك ذلك المنزل هو أكثر مكان آمن له."
بدت على ملامح مودي علامات الاستياء، ثم مضغ طعامه بقوة قبل أن يقول بحماس واضح:
"وماذا في ذلك؟! عندما ينتهي هذا العشاء، سنذهب أنا وتلميذتي مع كينغسلي إلى هناك لإعادته إلى هنا. ما الذي سيحدث للفتى ونحن نحميه ؟!"
لم يريد آلبرت ان يجيب سؤال مودي ، لانه كان يعرف بما انه قد عاش حياة تانية ان مودي سيموت و هو يحمي هاري بوتر ، لدالك لم يرد ان يخبره بدالك لكي لا يعكر هدا الجو السعيد الذي لم يذقه منذ مدة
ساد الصمت لثوانٍ، ثم أطلق كينغسلي تنهيدة خفيفة وقال بجدية:
"مودي، تعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة. التعويذة التي تحمي هاري داخل منزل خالته لا يمكن استبدالها بأي حراسة أخرى. دمبلدور نفسه أكد أن وجوده هناك هو أفضل خيار حتى الآن."
لكن مودي لوّح بيده وكأنه يرفض الاستماع، ثم قال بصوته القوي:
"حسنًا، سنرى هذا لاحقًا. لا يزال لديّ بعض الشكوك حول هذه الفكرة."
عاد الجميع إلى ما كانوا يقومون به، بعضهم عاد للأكل، بينما استمر البعض الآخر في الحديث بهدوء عن مواضيع أخرى، محاولين تجاهل التوتر الذي كان واضحًا في نبرة مودي.
و على جانب الاخر ، كان هاري يقرأ الرسالة التي وصلته توا و بدأ يقرأها
" عزيزي السيد بوتر
وصلتنا معلومات أنك أديت تعويذة البتروناس في الساعة التاسعة والدقيقة الثالثة والعشرين مساءً، في منطقة يسكنها العامة وفي حضور أحدهم. تسببت فداحة هذا الانتهاك الخطير لقانون حظر استعمال السحر على السحرة تحت السن القانونية في فصلك من مدرسة هوجورتس لتعليم الساحرات والسحرة. وسيأتي إلى محل إقامتك بعد قليل ممثلو وزارة السحر لتدمير عصاك السحرية !!
وعلى خلفية من تلقيك إنذارا رسميًا بسبب انتهاكك السابق للمادة ١٣ من قانون سرية السحرة الكونفدرالى الدولى، يؤسفنا إخطارك بضرورة حضورك محاكمة بوزارة السحر الساعة التاسعة صباح الثاني عشر من أغسطس.
مع تمنياتنا بدوام الصحة "
" المخلصة ما فلدا هوبكريك "
مصلحة إساءة استخدام السحر - وزارة السحر
قرأ هارى الخطاب مرتين كان بالكاد واعيًا بما يقوله الخال فرنون والخالة بيتونيا، كان يشعر بالبرودة والبلادة حقيقة واحدة اخترقت وعيه وأفزعته فصله من هوجورتس. انتهى كل شيء. لن يعود ثانية أبدا.
رفع بصره إلى خالته وزوجها. كان الخال فرنون محتقن الوجه ويصيح.. والخالة بيتونيا ذراعاها حول ددلى الذي أخذ يتقيأ ثانية
بدا أن عقل هارى الذى تجمد لبرهة يستعيد إدراكه، و بدأ يتدكر جملة التي قرأها من رسالة " سيأتي إلى محل إقامتك بعد قليل ممثلو وزارة السحر لتدمير عصاك السحرية. !!"
ليس أمامه سوى حل واحد الهروب.. الآن أين عساه يذهب؟ لم يكن يعرف لكنه كان واثقا من شيء واحد داخل هوجورتس أو خارجها، فهو بحاجة لعصاه السحرية. وفى حالة أشبه بالحلم، شهر عصاه السحرية واستدار مغادرا المطبخ.
صاح فيه الخال فرنون: " إلى أين تظن نفسك ذاهبًا؟" وعندما لم يجبه هاری ركض بطول المطبخ ليحجب الطريق إلى الصالة، وأضاف: " لم أنته منك بعد يا ولد "
قال هاری بهدوء: " ابتعد عن طريقي" .
" بل ستبقى هنا حتى تشرح لى كيف تعرض ابنى لـ.... "
قال هارى وهو يرفع عصاه: " إن لم تبتعد عن طريقي سأطلق عليك لعنة !!" .
زمجر الخال فرنون قائلاً: " لن تستطيع خداعى أعرف أنك ليس مسموح لك باستعمالها خارج بيت المجانين الذي تعدونه مدرسة".
قال هاری: " طردنی بیت المجانين.. وسأفعل ما أشاء أمامك ثلاث ثوان لتتنحى واحد.. اثنان..." .. وملأت المطبخ فرقعة عالية.
صرخت الخالة بيتونيا، وصاح الخال فرنون وانحنى، لكن للمرة الثالثة هذه الليلة أخذ هارى يبحث عن مصدر الاضطراب الذي لم يكن هو مصدره.
لقد عرفه أخيرا: بومة مندهشة ومشعثة تجلس على إطار نافذة المطبخ الخارجي، اصطدمت بالنافذة المغلقة.
عبر هارى الحجرة بسرعة متجاهلاً صيحة الخال فرنون المتألمة: " بوم !!" وفتح النافذة. مدت البومة قدمها، وكانت مربوطة بها لفافة صغيرة من الورق وهزت ريشها، وطارت حالما أخذ هارى الرسالة.
فض الرسالة الثانية، ويداه ترتجفان، كانت مكتوبة على عجلة وعليها بقع حبر أسود كبيرة.
" هاری !!
وصل دمبلدور لتوه إلى الوزارة، ويحاول حاليًا حل المشكلة. إياك ومغادرة منزل خالتك وزوج خالتك إياك والقيام بأى سحر إياك وتسليم عصاك السحرية لأي أحد. !!
أرثر ويزلى "
تحدث هاري بغرابة ليقول " دمبلدور يحاول حل المشكلة.. ماذا يعنى هذا؟ ما مدى نفوذ دمبلدور في وزارة السحر؟ هل هناك فرصة لعودته إلى هوجورتس؟" أضاء شعاع واهن من الأمل في صدره، وسرعان ما خنقه الذعر.. كيف سيرفض تسليم عصاه السحرية دون استخدام السحر ؟ سيكون عليه منازلة ممثلى الوزارة، وإن فعل فمن الصعب ألا يدخل سجن أزكابان، بجانب فصله من المدرسة.
أخذ عقله يفكر بسرعة.. يمكنه الهروب والمخاطرة بالاعتقال من جانب الوزارة، أو البقاء وانتظارهم حتى يجدونه ، أغراه الخيار الأول أكثر، لكنه كان يعلم أن السيد ويزلى يعرف مصلحته وحريص عليه.. وبعد كل شيء ف دمبلدور حل مشكلات أعقد من هذه بكثير فيما سبق.
قال هاری لزوج خالته: " عندك حق... لقد قررت تغيير رأيي وسأبقى هنا ".
ألقى بنفسه على مائدة المطبخ وواجه ددلى والخالة بيتونيا. بدا على آل درسلی الاندهاش من تغييره المفاجئ لرأيه.
نظرت خالته بيأس إلى زوجها. كان الوريد فى جبينه ينبض بصورة أسوأ من أي وقت مضى.
هدر قائلاً: " من أين أتى كل هذا البوم الوقح؟"
قال هاری بهدوء: " الأولى من وزارة السحر تعلن فصلى من المدرسة " كان يحاول الإنصات أملاً في سماع أية جلبة بالخارج، في حالة إن كان ممثلو الوزارة يقتربون، وكان من الأسهل والأهدأ أن يجيب على أسئلة الخال فرنون بدلا من إثارة غضبه وصياحه ثانية، أضاف: " الثانية من والد صديقي رون، الذي يعمل بالوزارة. "
صاح الخال فرنون: " وزارة السحر؟ هل هناك أشخاص من أمثالك في الحكومة ؟ آه.. هذا يفسر كل شيء، لا عجب أن البلد مصيرها للكلاب ".
عندما لم يستجب هارى قال الخال فرنون: " ولماذا فصلوك؟".
رد هاری: "لأنني أديت السحر".
زأر الخال فرنون وهو يضرب بقبضته على سقف الثلاجة، التي انفتح بابها وسقط منها العديد من وجبات ددلى قليلة الدسم وانفتحت على الأرض: " آها.. إذن أنت تعترف بما فعلته ماذا فعلت بددلي؟"
قال هارى وهو أقل هدوءًا: " لا شيء.. ولم يكن أنا من أصابه بـ..... "
غمغم ددلی على غير انتظار بل هو فلوح الخال فرنون والخالة بيتونيا إلى هاری ليصمت، وانحنيا على ددلى ليسمعا ما يقول.
قال الخال فرنون " انطق يا ولدي.. ماذا فعل بك؟"
همست الخالة بيتونيا " أخبرنا يا حبيبي" .
همهم ددلى: " لقد صو صوب عصاه نحوی. "
شرع هارى فى الكلام - بغضب - قائلا: " أجل فعلت، لكنني لم أستعمل الـ..... "
زأر فيه الخال فرنون والخالة بيتونيا في نفس واحد: اصمت !!"
كرر الخال فرنون كلامه وشاربه يتحرك بغضب: " استمر يا ولدى ".
قال ددلى بوهن، وهو يرتجف " أظلمت الدنيا أمامي.. أظلم كل شيء. ثم سمع.. سمعت.. أشياء داخل رأسي. "
تبادل الخال فرنون والخالة بيتونيا نظرات رعب شديد. إن كان أقل شيء يحبانه في العالم هو السحر، ويليه الجيران الذين يغشون أثناء حظر استخدام خراطيم المياه وقت الجفاف فإن الناس الذين يسمعون أصواتا داخل رءوسهم يعتبرون من أقل عشرة أشياء يحبانها بدا عليهما الاعتقاد في جنون ددلي.
همست الخالة بيتونيا ووجهها أبيض شاحب، والدموع تملأ مقلتيها: " أى أصوات سمعتها يا حبيبي؟".
لكن بدا أن ددلى غير قادر على الكلام. ارتجف ثانية وهز رأسه الكبير الأشقر، وبالرغم من إحساسه المتبلد بالرهبة منذ قدوم البومة الأولى، شعر هاری بنوع من الفضول. فالـ ديمنتورات تتسبب في تذكر الشخص أسوأ ذكرياته.. ترى ماذا أجبرت ددلى الفاسد العنيف على السماع ؟!
قال الخال فرنون بصوت هادئ بطريقة غريبة - الصوت الذي يستعمله عند جلوسه بجانب فراش شخص مريض جدا .. " وكيف سقطت يا بني؟".
قال ددلی باضطراب: " تع.. تعثرت.. ثم.."
أشار إلى صدره الهائل الحجم فهم هاری حيث كان ددلي يتذكر البرودة الشديدة التي ملأت رئتيه، والأمل والسعادة ينسحبان منه.
قال ددلی بصوت متحشرج: " شعور فظيع.. برودة رهيبة.. رهيبة "
قال الخال فرنون بصوت أجبر نفسه على أن يكون هادئا: "حسنًا" بينما وضعت الخالة بيتونيا يدا قلقة على جبين ددلى لتتحسس حرارته وقالت: " ثم ماذا حدث يا روح ماما؟".
" شعرت.. شعرت.. شعرت.. كأن.. كما لو...... "
آمده هارى بالإجابة قائلاً: " كما لو أنك لن تشعر بالسعادة ثانية.
همس ددلى وهو لا يزال يرتجف: " فعلا ".
قال الخال فرنون بصوت مرتفع: " إذن فقد أصبت ابنى بلعنة مجنونة فسمع أصواتا وظن أنه.. أنه محكوم عليه بالتعاسة. أليس كذلك؟".
قال هاری ومزاجه وصوته فى اضطراب: " كم مرة على أن أخبرك.. لم يكن أنا من فعلها.. كان زوج من الديمنتورات. !!"
" زوج من ماذا؟ ما هذه الكلمة الغريبة؟"
قال هاری ببطء ووضوح: " ديمنتورات اثنان منهما. "
" وما هي بحق الجحيم هذه الديمنتورات؟».
" إنهم حراس سجن أزكابان " صدرت الكلمات عن الخالة بيتونيا. مرت ثانيتان من الصمت المطبق، قبل أن تضع يديها على فمها كأنها أطلقت سبة قذرة.
أخذ الخال فرنون يحدق فيها، وشعر هاری بسخونة في عقله ، السيدة فيج شيء، لكن الخالة بيتونيا؟!
سألها هاري مندهشا: " كيف عرفت بهذا؟"
بدت خالته مندهشة من نفسها. نظرت إلى الخال فرنون نظرة اعتذار خائفة، ثم خفضت يديها لتكشف عن أسنانها الأشبه بأسنان الخيل.
قالت مرتجفة: " سمعت.. ذلك من دالك الولد الفظيع.. يخبرها.. منذ سنوات"
قال هاری بصوت عال: " إن كنت تعنين أبي وأمي؛ فلماذا لا تستخدمين اسميهما " لكنها تجاهلته بدت مرتبكة بشدة.
كان هاری مذهولاً. فيما عدا انكشافاً مماثلاً منذ سنوات - قالت وقتها الخالة بيتونيا ان أم هارى كانت مجنونة - فلم يسمعها تذكر أختها قط. تعجب لتذكرها هذه المعلومة عن العالم السحرى، بينما تحاول بكل قوتها أن تتظاهر بأنه غير موجود.
فتح الخال فرنون فمه، ثم أغلقه ثانية، وفتحه ثانية، ثم أغلقه، ثم وهو يجاهد لتذكر قدرته على الكلام، فتح فمه للمرة الثالثة وقال: " إذن.. إذن فقد... أعنى.. هم.. فعلا موجودون، أليس كذلك؟ هؤلاء الديمنتورات؟"
أومأت الخالة بيتونيا برأسها.
نقل الخال فرنون بصره بين الخالة بيتونيا و ددلى ثم إلى هاری؛ أملاً في أن يصيح أحدهم قائلاً: " هييه.. كذبة إبريل " وعندما لم ينطق أحد. فتح فمه ثانية، لكن وصول بومة ثالثة وفر عليه مجهود الكفاح لنطق المزيد من الكلمات
دخلت البومة عبر النافذة المفتوحة مثل قذيفة مدفع ريشية وحطت بصوت مسموع على مائدة المطبخ لتتسبب في فزع آل دورسلی.
التقط هاري رسالة رسمية جديدة من منقار البومة وفضها، وهي تطير عائدة إلى الليل الذي جاءت منه.
غمغم الخال فرنون "كفى.. كفانا " وهو ينحنى على النافذة ويغلقها.
" عزيزي السيد بوتر
فيما يتعلق بالمذكور بخطابنا السابق الوارد منذ اثنتين وعشرين دقيقة
" راجعت وزارة السحر قرارها الصادر بشأن تدمير عصاك السحرية. مسموح لك بالاحتفاظ بعصاك حتى يوم المحاكمة في الثاني عشر من أغسطس يوم اتخاذ القرارات الرسمية بشأنك."
وبعد مناقشات مع ناظر مدرسة هوجورتس لتعليم الساحرات والسحرة وافقت الوزارة على النظر في مسألة فصلك من المدرسة يوم المحاكمة أيضا."
" ومن الآن اعتبر نفسك موقوفا عن المدرسة حتى صدور قرارات أخرى. "
" مع أطيب تمنياتنا بالتوفيق "
" المخلصة ما فلدا هو بكريك "
مصلحة «إساءة استعمال السحر
وزارة السحر
قرأ هارى الرسالة ثلاث مرات بسرعة. وانفكت العقدة البائسة المنعقدة في صدره قليلاً مع إحساسه بالارتياح؛ ليقينه من عدم فصله، بالرغم من أن مخاوفه لم تتلاش بالمرة.
بدا كل شيء معلقا بمحاكمة الثاني عشر من أغسطس. قال الخال فرنون معيدًا هارى إلى الموجودات من حوله: " والآن.. ماذا حدث؟ هل حكموا عليك بأى حكم ؟ هل لدى قومك عقوبة الإعدام؟" أضاف التساؤل الأخير بلهجة أشبه بالتمني.
قال هاری: " على الذهاب لمحاكمة"
" وهل سيحكمون عليك فيها ؟" فقال: "أعتقد هذا".
قال الخال "فرنون" بشماتة: " لا تتوقع منى مؤازرة أو أملاً في النجاة ".
قال هاری وهو ينهض على قدميه: " حسنًا. إن كان هذا كل شيء.." كان يريد الانفراد بنفسه بشدة، يريد التفكير، وربما إرسال رسالة إلى رون أو هيرميون أو آلبرت.
صاح الخال فرنون: " كلا.. لم ننته بعد.. عد واجلس".
قال هاری بنفاد صبر: "ماذا تريد الآن؟"
زار الخال فرنون: "ددلى.. أريد معرفة ماذا حدث لابني بالضبط".
يتبع ...