الفصل 242
شد فريد الآذان الممدودة بسرعة، وصدر عنه صوت فرقعة هو و چورج ثم اختفيا بعد لحظات ظهرت السيدة ويزلي عند مدخل الحجرة.
" الاجتماع على وشك الانتهاء ، فل تدهبو الى غرفة و استعدوا لانني سأستدعيكم في الحال عندما نكون جاهزين، يمكنكم النزول الآن الجميع في شوق شديد لرؤيتك يا هارى !! ومن ترك كل هذه الدانجبومب خارج باب المطبخ؟ ؟" .
قالت چيني دون أن يبدو عليها احمرار وجهها المعتاد: " كروكشانكس... فهو يحب اللعب بها ".
قالت السيدة ويزلي " آه.. كنت أظنه كريتشر.. فهو يقوم بأشياء غريبة مثل هذه والآن لا تنسوا خفض أصواتكم في الصالة ، چيني يداك قذرتان ماذا كنت تفعلين؟ اذهبى واغسليهما قبل العشاء من فضلك "
اختلست چينی نظرة إلى الآخرين وتبعت أمها خارج الحجرة، لتترك هاری وحده مع رون و هيرميون.
راقبه كلاهما بقلق، كأنهما يخافان من معاودته الصياح بعد أن خرج الجميع. كان شكلهما وهما يقفان خائفين هكذا يشعره بالخزى.
همهم قائلا: " انظرا.. لكن رون هز رأسه وقالت هيرميون بهدوء: " نعرف كم أنت غاضب يا هارى، ونحن لا نلومك على هذا، لكن عليك فهم أننا حاولنا إقناع دمبلدور بـ..... "
قال هاری باقتضاب: " أجل.. أعرف ". بحث عن موضوع للكلام لا يرتبط بناظر المدرسة؛ لأن مجرد التفكير في دمبلدور يجعل صدره يضطرم بالغضب ثانية.
قاد رون الطريق إلى الباب وحتى بداية السلم، لكن وقبل هبوطهم....
قال رون بصوت خفيض وهو يرفع يده ليمنع هاری و هيرميون من النزول: " انتظرا... إنهم لا يزالون بالصالة، وقد نسمع شيئًا من كلامهم ".
نظر ثلاثتهم من فوق سور السلم. كانت الصالة المظلمة أسفلهم ممتلئة بالساحرات والسحرة، ومنهم جميع حراس هاری.
كانوا يهمسون باستثارة مع بعضهم البعض. وفى المنتصف تماما رأى هاري الرأس ذات الشعر اللامع، والأنف الطويل البارز لأقل مدرسيه تفضيلاً لديه في هوجورتس: الأستاذ سناب انحنى هارى مستندا إلى السور. كان مهتماً جداً بمعرفة ما يقدمه سناب من خدمات لجماعة العنقاء...
هبط خيط لحمى رفيع من أمام عينى هاری نظر لأعلى ليرى فريد و چورچ فوقهم، وهم ينزلون بحذر الآذان القابلة للمد نحو السحرة في الظلام بالأسفل.. لكن بعد لحظة ساروا نحو الباب الأمامي حتى بدأ صوت يسمع جيدا و كان هاري و رون و هيرميون و ايضا فريد و جورج قد بدأو في سماع صوت آلبرت و هو يتحدث داخل غرفة الاجتماع
كانت الأجواء داخل الغرفة الاجتماع مشحونة بالتوتر بعد أن أخبرهم آلبرت عن حلمه، بينما بقيت العيون مصوبة نحوه، تنتظر أن يكمل حديثه.
تنهد آلبرت قليلًا، ثم أعاد ترتيب أفكاره وقال بصوت هادئ ولكن مليء بالثقة: "قبل ثلاثة أيام، رأيت في المنام... أو بالأحرى، رأيت رؤية. رأيت فولدمورت جالسًا في قصر آل ريدل، يتحدث مع بيتر بيتيجرو عن خطة لإحداث فوضى داخل سجن أزكابان. يريد أن يطلق سراح أتباعه المخلصين، أولئك الذين بقوا أوفياء له حتى النهاية."
لم يفهم معظم الموجودين ما كان يقصده. تبادلوا النظرات بينهم، وكان على وجوههم ارتباك واضح. كانت تونكس أول من نطقت، وهي ترفع حاجبها في حيرة: "انتظر... هل تقول إنك رأيت هذا في حلم؟ كيف يمكنك أن تكون متأكدًا أنه ليس مجرد كابوس عادي؟"
لكن قبل أن يجيبها آلبرت، انحنى مودي إلى الأمام، واضعًا مرفقه على الطاولة، ونظر إلى آلبرت بعينه السحرية التي كانت تدور بلا توقف. ثم قال بحدة:
"أنا أفهم أنك تتحدث عن حلم، لكن لماذا يبدو الأمر وكأنه رؤية حقيقية؟ كيف يمكنك رؤية خطط فولدمورت بهذه الدقة؟"
تردد آلبرت قليلًا، لكنه قرر أن يكون صريحًا معهم. نظر إلى الجميع نظرة عميقة، ثم قال بوضوح: "لأن هناك رابطًا بيني وبين فولدمورت."
تسمرت الغرفة بأكملها. لكن كل من سيريوس و لوبين و ايضا عائلة ويزلي لم يتغير اي شيء منهم بما انه قد عرفو هدا الامر سابقا في حفل براءة سيريوس
لكن سناب الذي مستندًا على كرسيه براحة، اعتدل في جلسته وحدق في آلبرت بصدمة. أما مودي ، فقد كان الوحيد الذي لم يُظهر الدهشة، بل وضع يده على ذقنه، وكأنه كان يتوقع شيئًا كهذا.
أكمل آلبرت بصوت هادئ لكنه حذر: "لا أعرف السبب الدقيق بعد، لكنني كنت أرى بعض رؤى متعلقة به. ليست كلها واضحة، لكنها حقيقية. في كل مرة يتحدث مع أتباعه عن أمر مهم، أستطيع رؤيته، كما لو أنني هناك معه."
بقي الجميع في صمت، يحاولون استيعاب هذا الكلام. ثم تحدث لوبين أخيرًا، وهو ينظر إلى آلبرت بجدية: "بما أن - أنت تعرف من - لم يبدأ تنفيذ خطته بعد، فهذا يعني أنه لا يزال لدينا وقت لمنعه. لا يمكننا السماح له بتحقيق ذلك."
لكن آلبرت هز رأسه ببطء، وعيناه كانتا تحملان نظرة أكثر حدة: "مستحيل."
قطّب كينغسلي شاكلبولت حاجبيه وسأل: "لماذا تقول ذلك؟"
أجاب آلبرت بنبرة قاتمة: "لأنه لم يعد يعمل بمفرده. في هذه اللحظة، بدأ بالفعل في غرس بذوره داخل الوزارة."
ساد الصمت مرة أخرى، و كان آرثر ويزلي هو من كسر الصمت، وهو يميل إلى الأمام قليلًا، محاولًا فهم ما يعنيه آلبرت: "ماذا تقصد يا آلبرت؟ كيف يمكن أن يكون لديه نفوذ داخل الوزارة؟"
تنفس آلبرت بعمق قبل أن يقول بصوت منخفض لكنه واضح: "أولًا، ما سأقوله الآن يجب أن يبقى سرًا تامًا. لا تخبروا أي شخص مهما كان عن ما اقوله حاليا عن فولدمورت، حتى هاري، أو رون، أو هيرميون."
لم يكمل حديثه، إذ قاطعه آرثر فجأة، صوته مليء بالتحذير:
"لا تقل هذا الاسم مرة أخرى !"
ارتفع حاجب آلبرت قليلًا، ثم استدار ببطء لينظر نحو آرثر، الذي كان واضحًا أنه يشعر بالقلق حتى من مجرد نطق اسم فولدمورت.
لكن آلبرت لم يكن خائفًا، بل قال بنبرة هادئة ولكنها قوية:
"سواء نطقت اسمه أم لا، لن يغير ذلك حقيقة أنه هنا، وأنه بدأ في تنفيذ خطته."
قال مودي بنبرة ثقيلة: "إذا كان ما تقوله صحيحًا، فهذا يعني أن فولدمورت لم يعد فقط، بل بدأ بالفعل في تنفيذ خططه طويلة الأمد. السيطرة على الوزارة؟! هذا جنون... لكنّه ممكن."
أومأ آلبرت برأسه، ثم أكمل بصوت هادئ ولكنه محمل بالثقة: "نعم، وهذا ليس كل شيء. رأيت بأم عيني أتباعه في تلك الليلة في المقبرة. أكلة الموت الذين لم يُسجنوا بعد لا يزالون يدينون له بالولاء، وهذا يعني أنهم قد يكونون عملوا بالفعل على زرع بيادقه داخل الوزارة منذ لحظة عودته. مما سيجعل خروج أكلة الموت من أزكابان أمرًا سهلًا للغاية، وكأنه مجرد إجراء إداري لا أكثر."
كان سناب، الذي كان جالسًا في الظل متكئًا على الجدار، يستمع بصمت وتحليل. لكنه الآن رفع حاجبه قليلًا، متفاجئًا من عمق تفكير آلبرت ودقة استنتاجاته. لم يكن يتصور أن يكون هذا الفتى قادرًا على رسم صورة استراتيجية معقدة بهذا الشكل.
أما كينغسلي، الذي كان يستمع باهتمام، فقد عقد ذراعيه وقال بنبرة جادة: "إذا كان خروج أكلة الموت من أزكابان مضمونًا كما تقول، فهذا يعني أن الوزارة بأكملها مهددة بالسقوط بين يدي فولدمورت. لكن هناك شيء لم أفهمه بعد..."
نظر كينغسلي مباشرة إلى آلبرت وسأله: "لماذا يبذل فولدمورت جهدًا لجعل فادج لا يصدق عودته؟ أليس من مصلحته أن يعرف الجميع أنه قد عاد، حتى يخافوه كما كان الحال سابقًا؟"
ابتسم آلبرت قليلاً، ابتسامة خفيفة تحمل في طياتها إدراكًا أعمق مما توقعه الآخرون، ثم قال بهدوء: "لأنه يخطط لشيء لا يريد أن تعلم به الوزارة حتى يحين الوقت المناسب."
ارتفع حاجب مودي، ونظر إلى آلبرت بشك، ثم قال: "وماذا يمكن أن يكون هذا الشيء؟"
كان لوبين أكثر نفادًا للصبر، فقال على الفور: "نعم، ما الذي يمكن أن يكون سرًا لدرجة أنه لا يريد أن يُكشف حتى بعد عودته؟"
تنهد آلبرت قليلاً، وكأنه كان يتوقع هذا السؤال، ثم قال: "لأنه لم يستعد قوته بالكامل بعد، وهو بحاجة إلى شيء محدد داخل الوزارة لاستعادة قوته بالكامل قبل أن يعلن عودته للعالم. رغم انه سعيد قوته بالكامل اجلا ام عاجلا رغم انه لم يستعمل هذا الامر "
نظر الجميع إليه بتركيز، حتى سيريوس، الذي كان جالسًا بجانب آلبرت، بدا عليه القلق. ثم قال: "ما الذي يريده فولدمورت من داخل الوزارة؟ ما الذي قد يكون مخبأ هناك لدرجة أنه يريد أن يخفي عودته حتى يحصل عليه؟"
نظر إليه آلبرت نظرة خفيفة، ثم قال بصوت منخفض لكنه واضح: "الحجر الفيلسوف."
ساد صمت قاتل داخل الغرفة، حتى بدا وكأن الجدران نفسها قد توقفت عن الاهتزاز. كانت عينا مودي السحرية متسعتين، بينما تجمدت تونكس في مكانها وكأنها لم تصدق ما سمعته.
أكمل آلبرت، وهو يحدق في الطاولة وكأنه يسترجع المعلومات من ذاكرته: "الحجر الفيلسوف، الذي كان تحت حماية دمبلدور، كان الشيء الوحيد الذي قد يمنح فولدمورت جسدًا كاملاً وقوة لا حدود لها. عندما حاول سرقته قبل بضع سنوات عبر كويريل، أدرك دمبلدور أن الحجر لم يعد آمنًا داخل هوجورتس. لذلك، قام بنقله إلى الوزارة، حيث يخضع لحماية مشددة."
تنفس آرثر ويزلي بقلق، ثم قال: "لكن... لكن فادج هو الوزير، بالتأكيد الوزارة لا تزال مكانًا آمنًا !"
هز آلبرت رأسه وقال بجدية: "هل أنت متأكد من ذلك؟ تذكر أن لوسيوس مالفوي لديه نفوذ هائل داخل الوزارة، وعلاقته الوثيقة بفادج تعني أنه يستطيع التلاعب به بسهولة. إذا بدأ لوسيوس في التأثير على قرارات الوزير، فقد تكون الوزارة نفسها في قبضة فولدمورت قبل أن نتمكن حتى من اتخاذ أي إجراء."
كان الجميع في حالة صدمة من كلام آلبرت، لكن أكثرهم دهشة كان سناب. لقد كان يتوقع أن يكون آلبرت ذكيًا، لكنه لم يتخيل أبدًا أنه قادر على تحليل الأمور بهذه الدقة. كان هذا الفتى يفكر كما لو كان وزيرًا بنفسه، يخطط لكل خطوة بحذر شديد.
أما مودي، فقد ابتسم أخيرًا، ورفع يديه ليصفق مرتين بصوت عالٍ. ثم قال بصوت مليء بالإعجاب: "أيها الفتى، أنت عبقري. لم أتوقع أن يصل تفكيرك إلى هذا المستوى."
وببطء، بدأ الآخرون يصفقون أيضًا، ليس فقط إعجابًا بتحليل آلبرت، بل لأنهم أدركوا أنهم الآن يمتلكون معلومات ثمينة جدًا عن خطط فولدمورت. معلومات قد تكون الفارق بين النصر والهزيمة في الحرب القادمة.
شعر آلبرت بالخجل الشديد و هو يقول " لا عليكم يا رفاق ، هذا فقط من واجبي بما ان الأمر يشكل غايتنا الأولية فمن واجبي المساعدة "
يتبع ...