الفصل 244

في اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات، شعر آلبرت بقشعريرة تسري في جسده. تلك الرسالة... كيف يمكن لهذا الشخص أن يعرف عنها؟ لقد استلمها قبل عامين، وكانت غامضة لدرجة أنه لم يفهمها بالكامل حينها، كلماتها كانت مليئة بالتلميحات والتحذيرات، لكنها لم تكن واضحة بما يكفي ليعرف من كتبها أو ما الذي كان عليه فعله بشأنها.

حاول آلبرت أن يبقى هادئًا، لكنه لم يستطع إخفاء اندهاشه تمامًا، فقال بصوت منخفض لكن حذر: "كيف... كيف تعرف عن تلك الرسالة؟ من أنت؟"

لم يتحرك الرجل المجهول، و لم يظهر وجهه بتاتا ، بل بقي واقفًا بنفس الطريقة، وكأن الزمن لم يكن له أي تأثير عليه. ثم قال بصوت أكثر هدوءًا، لكنه كان يحمل في طياته قوة لا يُستهان بها:

"لم أكن أتوقع منك أن تفهمها حينها... لكنني كنت أعلم أنك ستعود إليها يومًا ما. كنت أعلم أنك ستبدأ في التساؤل. والآن، أرى أنك قد بدأت تدرك الحقيقة."

تجمد آلبرت في مكانه. الحقيقة؟ أي حقيقة يتحدث عنها؟ هل كان هذا الشخص متورطًا في كل الأحداث التي مرت بها حياته خلال العامين الماضيين؟ هل كان يراقبه طوال هذا الوقت؟

أخذ نفسًا عميقًا وقال بحذر، محاولًا الحفاظ على هدوئه: "إذا كنت تعرف أنني لم أفهمها، فلماذا لم توضحها أكثر؟ لماذا أرسلت لي رسالة بتلك الطريقة المبهمة؟"

ابتسم الرجل الغامض، أو على الأقل هذا ما شعر به آلبرت، رغم أنه لم يستطع رؤية وجهه. ثم قال بصوت يحمل نبرة غريبة، بين الحزن والاعتزاز:

"لأن بعض الحقائق لا يجب أن تُقال، بل يجب أن تُكتشف، حسنا لا املك الوقت الكافي لدالك ، اريد ان اخبرك انه اباك سيموت قريبا !! "

احس آلبرت بالتوتر الزائد ، فقد كان يعلم جيدا ان أباه سيموت في هذه السنة ، بما انه قد رأى القصة الأصلية في حياته السابقة ، فقد كان يعلم بدالك ، لكن كيف عرف هذا الرجل المجهول بدالك ؟؟

لم يعرف آلبرت كيف استطاع معرفة هذا الشخص بدالك ، لكن اكتفى البرت بسؤاله ليقول " من اخبرك بدالك و كيف تعرف ؟!"

صمت الرجل المجهول دون أن يصدر أي كلام لبضع تواني ، لكن في الاخير بدأ يتحرك و هو يقول " لا استطيع ان اخبرك بدالك حاليا ، لكن من الممكن ان اخبرك بكل الحقيقة التي تحتاجها ، حسنا الى اللقاء !!"

لم يكن يريد آلبرت ان يجعل هذا الرجل المجهول يدهب ، لدالك ركض نحوه لكي يمسك به وهو يقول " لا تذهب !! اريدك ان تخبرني كيف تعرف بدالك !!"

قبل أن يصل آلبرت اليه ، اختفى

الرجل المجهول في مكانه عن طريق النقل الآني بسرعة خفية جدا !! ، تاركا آلبرت مهموم و يفكر

أحس آلبرت بتوتره يتزايد. لم يكن متأكدًا مما إذا كان هذا الرجل صديقًا أم عدوًا، لكنه كان يعلم شيئًا واحدًا: هذا الشخص لم يكن عاديًا، ولم يكن ظهوره هنا مجرد صدفة.

انشغل كل من السيد ويزلي ، و بيل في نقاش حار عن الجان.

قال بيل " لم يتخلوا عن أي شيء بعد.. لكن لا أعرف إن كانوا يصدقون عودته بالطبع ربما يفضلون البقاء على الحياد بعيدا عن الصراع ".

قال السيد ويزلي " أنا واثق تمام الثقة من أنهم لن ينضموا أبدا إلى جانب الذي تعرفه.. فقد تكبدوا الكثير من الخسائر هم الآخرون.. هل تتذكر عائلة الجان التي قتلها عن آخرها المرة السابقة بالقرب من نوتنجهام؟ ".

قال لوبين: " أرى أن المسألة تتوقف على ما سيقدمه إليهم... وأنا لا أتحدث عن الذهب. إن قدم لهم الحرية التي ننكرها عليهم منذ قرون سيفكرون في الانضمام إلى جانبه. ألم يحالفك الحظ مع راجنوك بعد يا بيل؟ ".

قال بيل: " إنه معارض للسحرة.. فهو غاضب من موضوع باجمان ويظن أن الوزارة غطت على الموضوع، فالجان أخذوا ذهبهم منه كما تعلم...... " أغرقت موجة من الضحك انبعثت من منتصف المائدة باقي كلمات بيل.

كان فرید و چورچ و رون و مندنجس يضحكون بقوة ومقاعدهم تهتز من فرط الضحك.

سعل مندنجس قائلاً، ودموع الضحك تجرى على وجهه: " ... ثم... ثم... لا لا ... لن تصدقوا. قال لى.. قال لى.. ها ها.. قال: من أين جئت بكل هذه الضفادع یا دانج؟ لأن هناك لما قذراً قد سرق كل ضفادعى! فقلت له.. هل سرق كل ضفادعك؟ إذن فأنت تريد المزيد صح؟ أعرف أنكم لن تصدقوني يا أولاد، لكنه من الحين للآخر يشترى الضفادع التي أسرقها منه..... "

قالت السيدة ويزلي بحدة و رون يعوى من الضحك، وهو ينحنى على المائدة " لا أحسبنا نشاء سماع المزيد عن سجل أعمالك الحافل يا مند نجس.. نشكرك " قال مندنجس على الفور وهو يمسح عينيه، ويغمز لـ هاري: " لكن كما تعرفين سرقهم ويل من وارتى هاريس في البداية. إذن فأنا لم أخطئ. "

قالت السيدة ويزلى ببرود: " لا أعرف أين تعلمت معرفة الصح من الخطأ یا مندنجس، لكن يبدو أنه قد فاتك بعض الدروس المهمة في تعليمك ".

دفن فرید و چورچ وجهيهما في كأسى شرابهما.. وأصيب جورج بالفواق ولسبب ما رمت السيدة ويزلي سيريوس بنظرة محتقرة قبل أن تنهض وتذهب لإحضار الحلوى. نظر هاری نحو أبيه الروحي.

قال سيريوس بصوت خفيض: " مولى لا توافق على انضمام مندنجس إلينا ". قال هاری بهدوء شديد " كيف انضم إلى الجماعة؟"

غمغم سيرياس: " إنه مفيد.. لأنه يعرف كل اللصوص، فهو واحد منهم. لكنه شديد الولاء لدمبلدور، الذي ساعده من قبل في مأزق خطير. ومن المفيد الاستعانة بأمثال دانج، فهو يسمع بأشياء لا نعرفها. لكن مولى ترى دعوته لتناول العشاء مبالغا فيها. فهى لم تغفر له إهماله في نوبة حراسته لك "

بعد ثلاثة أطباق من الحلوى شعر هاری ببنطلونه يضيق على خصره... ومما يوضح أثر الحلوى أن البنطلون كان يوما ملكا لـددلي. وهو يلقى بملعقته كان السيد ويزلى متكنا على مقعده، وعلى وجهه علامات الاسترخاء. تثاءبت تونكس بقوة، وقد عاد أنفها إلى حجمه الطبيعي، أما چینی التي أخرجت كروكشانكس من تحت الخزانة، فقد جلست على الأرض، وهي تلقى بأغطية زجاجات الشراب إليه ليلاحقها.

قالت السيدة ويزلى وهى تتثاءب " أرى أن وقت النوم قد حان ".

قال سيريوس وهو يدفع طبقه الفارغ بعيدا عنه: " ليس بعد يا مولى " ثم وهو يلتفت إلى هارى: أتعرف؟ يدهشني أمرك ظننت أن حال قدومك إلى هنا ستسأل أسئلة عن فولدمورت ".

تغير جو الحجرة بسرعة شبهها هاری بسرعة انقلاب الحال مع اقتراب (الديمنتورات). فقبل ذكر الاسم كان الجو العام يوحى بالاسترخاء الناعس، لكن الآن تكهرب الجميع، وعم التوتر واهتزت المائدة مع ذكر اسم فولدمورت. خفض لوبين كأسه الذي كان يرتشف منه النبيذ منذ لحظات، وقد بدا عليه الإرهاق.

قال هاری بسخط " بل سألت سألت رون وهيرميون لكنهما قالا: إنهما غير مسموح لهما بدخول الجماعة؛ لذا ..... "

قالت السيدة ويزلى: " وهما على حق.. فأنتم صغار. "

جلست منتبهة في مقعدها، وقبضناها ملتفتان حول ذراعيها، وعلامات النعاس قد تلاشت تماما عن وجهها.

سأل هاري بعدها ليقول " اذن لما سمحتم بآلبرت بأن يكونو معكم رغم انه صغير مثلنا ؟!"

صمتت السيدة ويزلي و لم تقل شيئا ، لكن سيريوس اجاب على سؤال هاري ليقول " لقد رأيت بنفسك السبب يا هاري ، لقد رأيت أن آلبرت هو مفيد لنا في تخطيط ، و هو الاخر قد واجه فولدمورت وجها لوجه ، زد على دالك فهو يعرف اشياء لا نعرفها نحن "

سأل سيريوس مرة أخرى ليقول : " و منذ متى وعلى من يريد طرح الأسئلة أن يكون عضوا في جماعة العنقاء؟ هاري محبوس فى منزل للعامة منذ شهر. ومن حقه معرفة حقيقة ما يدور عن... " فقاطعه جورج بصوت مرتفع: " انتظر !!" .

الجميع التفتوا إليه، وكانت والدته، السيدة ويزلي، أول من تحدثت، وقد بدا على وجهها القلق والدهشة: "ما الذي يحدث يا فريد؟!"

وقف فريد بسرعة من مكانه، وعيناه تتسعان وكأنه أدرك أمرًا خطيرًا لتوّه، وقال بصوت متوتر: "لقد وضعتُ أذنًا سحرية في الطابق العلوي... وسمعت آلبرت يتحدث مع شخصٍ ما قبل لحظات ، لكن لم استطع ان اسمع جيدا ما كان يقوله الاخر !! "

ساد الصمت لثوانٍ، قبل أن ينهض سيريوس بسرعة، يحدق في فريد بعينين متوجستين، ثم استدار لينظر إلى باقي الحاضرين. قال بنبرة جادة: "لكن لا يوجد أحد غائب هنا ليتحدث مع آلبرت. من يكون ذلك الشخص؟!!"

الجميع بدأوا بتبادل النظرات، وبعضهم نظر نحو الطابق العلوي، حيث كان آلبرت قبل لحظات. كان الشعور بالتوتر يتصاعد في الغرفة، ولم يكن أحد يعلم ماذا يجب أن يفعل. لكن قبل أن يتمكن أي شخص من التحرك، فتح باب الاجتماع ببطء، ودخل آلبرت.

كان وجهه مختلفًا... لم يكن كعادته. عيناه كانتا متسعتين قليلاً، وكأنهما رأت شيئًا لا يمكن تفسيره. كانت ملامحه خليطًا من التوتر والصدمة، وحتى نوع من القلق العميق. لم يتحدث، بل وقف هناك للحظات، مما جعل الجميع يشعرون وكأن الوقت قد تجمد.

كان أول من تحرك هو سيريوس، الذي وقف من مكانه بسرعة، متجهاً نحو ابنه، عاقدًا حاجبيه وهو يسأله بقلق: "ما الذي رأيته يا آلبرت؟! لماذا تبدو وكأنك رأيت شبحًا؟!"

لم يرد آلبرت مباشرة، بل أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا استجماع أفكاره. كان واضحًا أنه يحاول أن يجد الكلمات المناسبة لما رآه للتو. أخيرًا، قال بصوت منخفض لكنه يحمل في طياته الكثير من الثقل: "كان هناك شخص في الطابق العلوي... لكنه ليس أي شخص عادي."

ساد الصمت مرة أخرى، قبل أن يسأل مودي بصوته العميق، وهو يضع يده على عصاه السحرية بتوتر: "من هو؟ صفه لنا."

نظر آلبرت حوله للحظة، ثم قال: "لم أتمكن من رؤية وجهه... كان يرتدي رداءً أسود بالكامل، وكان هناك شعار على صدره، طائر عنقاء بلون أصفر وبرتقالي."

أحس الجميع بقشعريرة تسري في أجسادهم. كان ذلك الشعار مألوفًا للبعض، لكنه لم يكن شعار أي منظمة معروفة. تبادلوا النظرات، في حين أن آرثر ويزلي وضع يده على ذقنه وقال بتفكير: "عنقاء بلون أصفر وبرتقالي... هذا ليس شعار جماعة العنقاء... لكنه قريب منه بشكل مريب."

كان سناب يراقب بصمت، أما هاري، فقد شعر بشيء غير مريح في معدته. لم يكن هذا بالأمر العادي، ليس بعد كل ما مروا به.

تقدمت جيني خطوة إلى الأمام وقالت بصوت منخفض: "ماذا قال لك؟ ذلك الرجل، هل تحدث إليك؟"

أخذ آلبرت لحظة أخرى قبل أن يرد، وكأنه لا يزال يحاول استيعاب ما حدث: "نعم... لقد اخبرني بشيء غريب !! "

اقتربت هيرميون وقالت بفضول وقلق: "ما هو؟"

نظر آلبرت إليهم جميعًا، ثم قال ببطء: "لقد اخبرني ان ابي سيموت قريبا ."

ساد الصمت الثقيل في الغرفة. الجميع شعروا بأن هذه الجملة لم تكن عادية أبدًا. نظر فريد إلى جورج، وكلاهما تبادلا النظرات التي تعني أنهما أدركا أن هناك شيئًا خطيرًا سيحدث.

قال سيريوس بقلق و لكنه استطاع استجماع شتات نفسه ليقول " هاه ؟ ما بالك تثق بهذه الكلمات ؟! انني لن اموت حتى اراك تتزوج يا بني ! هيا فلتعد الى طاولة !!"

بعدما انهى سيريوس حديثه للتو، التفت إلى الأمام متجهاً نحو كرسيه ليجلس على الطاولة ومتابعة عشاءه. لكنه لم يتمكن من فعل ذلك، إذ شعر بيد تمسك بمعصمه بقوة. استدار بسرعة ليجد ابنه، آلبرت، ينظر إليه بعينين تعكسان مزيجًا من الخوف والحزن. لم تكن تلك النظرة العادية التي كان يراها في ابنه، بل كانت نظرة من يعرف أن شيئًا رهيبًا على وشك الحدوث، لكنه لا يستطيع منعه.

وقف آلبرت أمامه بثبات، على الرغم من أن صوته حمل ارتجافة خفيفة، وكأنه كان يحاول إخفاء مشاعره الجياشة، فقد كان يعلم انه قد حان الوقت اخيرا ليحذر أباه على ما هو مقبل عليه و على ما سيحدث له لو دخل الى الوزارة ، ثم قال بصوت منخفض لكنه محمل بالثقل: "أبي... أنا لا أمزح!!"

كان الجميع في الغرفة قد التفتوا الآن إليهما، وبدأ الصمت يسود المكان. أكمل آلبرت، وهو يشد قبضته على يد والده أكثر: "أنا أشعر بشعور سيء من حولك، شعور يخبرني أنك ستلقى حتفك قريبًا... أرجوك، انتبه على نفسك جيدًا. أنت تعرف أنك الوحيد الذي أملكه من عائلتي !!"

كانت تلك الكلمات كافية لجعل قلب سيريوس يتوقف للحظة. نظر إلى ابنه، إلى عينَيه الممتلئتين بالقلق، وشعر بشيء غريب... لم يكن مجرد خوف طفولي أو قلق عابر. كان إحساسًا عميقًا، يكاد يكون نبوءة.

توقف سيريوس في مكانه، محدقًا في ابنه وكأن الكلمات علقت في حلقه، قبل أن يتحرك أخيرًا. في خطوة سريعة، سحب آلبرت نحوه، واحتضنه بقوة، ويده الأخرى تربت على رأسه بحنان. لم يكن سيريوس شخصًا عاطفيًا غالبًا، لكنه شعر أن ابنه بحاجة إلى هذه اللحظة أكثر من أي شيء آخر.

قال بصوت هادئ لكنه مليء بالعزم: "لا تقلق يا بني... أنا سأنتبه على نفسي جيدًا."

لكن آلبرت لم يكن مقتنعًا تمامًا، نظر إلى والده بصمت

يتبع ....

( حاليا ابدأ في كتابة رواية جديدة و هي عن كونان، ان شاء الله في بداية شهر رمضان سأبدأ في تنزيلها ، ان شاء الله ستكون مميزة و تعجبكم ❤️👍☺️)

2025/02/06 · 54 مشاهدة · 1971 كلمة
نادي الروايات - 2025