الفصل 247
بعد ايام من تجمع اتباع فولدمورت داخل منزل مالفوي
داخلك نزل بلاك ، جعلت السيدة ويزلي كل من هاري و رون و هيرميون يعملون كثيراً على مدى الأيام القليلة التالية.
استغرق تنظيف حجرة الرسم ثلاثة أيام. أخيرا لم يعد بها من شيء بغيض سوى لوحة شجرة عائلة آل بلاك، والتي قاومت كل محاولات إزالتها عن الجدار، وكذا المكتب، لم يمر مودى على المقر بعد؛ فلم يعرفوا ما بداخله.
انتقلوا من حجرة الرسم إلى حجرة الطعام بالطابق الأرضى حيث وجدوا عناكب كبيرة بحجم أطباق فناجين الشاى تزحف في الخزانة، غادر رون الحجرة بسرعة لإعداد فنجان من الشاي، ولم يعد طوال ساعة ونصف الساعة.
أما الأطباق الصينية التي كان عليها شعار آل بلاك فقد ألقيت في غير اهتمام داخل كيس ، ولاقت الصور الفوتوغرافية القديمة ذات الأطر الفضية نفس المصير، وأخذ جميع شاغليها يصرخون مع تحطم واجهاتها الزجاجية.
ربما يرى سناب هذا العمل على أنه تنظيف، لكن في رأى هاری كانوا يشنون حربا شعواء على المنزل، الذي قاومهم بشدة، يساعده ويدعمه كريتشر.
داوم القزم المنزلى كريتشر على الظهور حيثما يتجمعون، لتصير همهمته أكثر وقاحة وهو يحاول إزالة أي شيء يراه من أكياس القمامة التي تجمعت ، تمادى سيريوس في تهديده حتى أنه هدده بتحريره، لكن كريتشر كان يحدجه بعين لا تطرف ويقول: " فليفعل السيد ما يشاء " ثم يلتفت ويقول بصوت مرتفع: " لكن السيد لن يتخلص من كريتشر، لا ؛ لأن كريتشر يعرف ما يريده السيد.. أجل.. إنه يخطط لإيذاء سيد الظلام، أجل، ومعه كل أنصاف السحرة هؤلاء، والخونة، والحثالة ..... "
ومع تجاهله لاحتجاجات هيرميون، قبض سيريوس على كريتشر من قماش خصره من الخلف وألقى به بعنف خارج الحجرة.
كان آلبرت في هذا الوقت قد خرج من المنزل باكرا دون اخبار اي احدث وجهته
كان جرس الباب يرن عدة مرات يوميًا، وهى الإشارة التي تنتظرها لوحة أم سيريوس حتى تشرع في الصياح والصراخ ثانية، ويشرع هارى والباقون في التنصت على الزوار، بالرغم من أنهم لم يعرفوا سوى القليل مما يسمعونه، فقد كانوا يتسللون للتنصت قبل أن تعيدهم السيدة ويزلى إلى واجباتهم ومهامهم.
جاء سناب إلى المنزل عدة مرات قبل ايام ، ومما يبعث على الراحة أنه لم ير هارى وجها لوجه.. كما رأى هارى أستاذة مادة التحول السحرى الأستاذة مكجونجال ، التي بدت غريبة الشكل فى ثوب ومعطف العامة، كما بدت مشغولة لدرجة تمنعها من البقاء طويلاً بالمنزل.
لكن أحيانا كان الزوار يبقون ليقدموا العون انضمت إليهم تونكس بعد ظهر يوم لا ينسى، وجدوا خلاله غولاً عجوزا في دورة مياه الطابق العلوى..
كما ساعدهم لوبين الذي بقى بالمنزل مع سيريوس، لكنه كان يخرج لفترات طويلة في مهام غامضة الصالح الجماعة في إصلاح ساعة كبيرة قديمة صار من عاداتها السيئة إطلاق أسهم قصيرة على من يمرون بجوارها.
حسن مندنجس من صورته قليلا في عيني السيدة ويزلى بإنقاذه رون من مجموعة من العباءات البنفسجية حاولت خنقه عندما حاول إخراجها من الخزانة.
بالرغم من أنه مازال يعاني من النوم المضطرب، ومازالت تزوره أحلام عن ردهات وأبواب مغلقة تتألم معها ندبته، فقد نجح هاري في الاستمتاع بوقته للمرة الأولى منذ بداية الصيف. مادام مشغولاً فهو سعيد.. لكن عندما يهدأ النشاط، وحالما يهدأ أو يستلقى متعبا في الفراش يراقب الظلال التي تمر عبر السقف طيلة أيام سابقة، وتداهمه فكرة محاكمة الوزارة كان الخوف يتسلل إليه وهو يتساءل عما سيحدث له إن فصلوه.
كانت الفكرة رهيبة لدرجة أنه لم يجرؤ على النطق بها بصوت مسموع، ولا حتى لـرون أو هيرميون، اللذين بالرغم من رؤيته لهما يتهامسان ويتبادلان تحديجه بنظرات قلقة، فعلا مثله ولم يذكرا شيئًا عن الموضوع أحيانا كان لا يقدر على منع خياله من رسم صورة لوجه بلا تفاصيل لمسئول الوزارة الذي سيكسر عصاه السحرية إلى قطعتين ويأمره بالعودة والإقامة مع آل دورسلي لكنه لن يذهب وقتها.
كان عاقد العزم على هذا، سيعود إلى جريمولد بليس ويعيش مع سيريوس
شعر كأن حجرا سقط فى معدته عندما التفتت إليه السيدة ويزلي خلال العشاء يوم الأربعاء وقالت بهدوء: " أعددت لك أفضل ملابسك من أجل زيارة صباح الغد يا هاري، وأريدك أن تغسل شعرك أيضًا. فالانطباع الأول الجيد قد يفعل العجائب ". کف رون، و هيرميون ، و فريد، و چورچ، و چینی عن الحديث ونظروا إليه.
أومأ هارى برأسه وحاول الاستمرار في الأكل، لكن فمه صار جافا فلم يستطع البلع.
سأل هاري السيدة ويزلي محاولاً أن تبدو عليه اللامبالاة: " كيف سأذهب؟ "
قالت السيدة ويزلى برفق: " سيأخذك أرثر معه إلى العمل ".
ابتسم السيد ويزلى لـهاری ابتسامة مشجعة عبر المائدة.
قال: " يمكنك الانتظار فى مكتبى حتى موعد المحاكمة ".
نظر هارى إلى سيريوس، لكن قبل أن يسأله، أجابته السيدة ويزلي
" الأستاذ دمبلدور لا يرى قدوم سيريوس معك فكرة جيدة، وعلى أن أقول...... "
قال سيريوس من بين أسنانه " ... إنك ترينه محقا تماما. "
زمت السيدة ويزلي شفتيها بامتعاض.
قال هاري محدقا في سيريوس. " متى أخبرك دمبلدور بهذا ؟ "
قال السيد ويزلى " حضر ليلة أمس، عندما كنتم نائمين ".
داعب سيريوس البطاطس في طبقه بشوكته. خفض هاري عينيه إلى طبقه.. المته فكرة حضور دمبلدور إلى البيت دون أن يطلب مقابلته.
على الجانب الآخر، في فرنسا، وبالتحديد في مدينة باريس، داخل حي نوتردام العريق، كان الشارع هادئًا.
المباني القديمة، ذات الواجهات المزخرفة، كانت تصطف على جانبي الطريق، تعكس تاريخًا طويلًا من القصص والحكايات التي مرت عبر الزمن.
كانت اللافتات المعلقة تلقي رونقا على الأرصفة الحجرية، مما أضفى على المشهد سحرًا كلاسيكيًا لا تخطئه العين.
كان المارة يسيرون بهدوء، البعض منغمسون في أفكارهم، والبعض الآخر يتحدثون بصوت خافت.
الأزواج يسيرون متشابكي الأيدي، والمسنون يجلسون على المقاعد الخشبية، يراقبون العالم من حولهم بعيون تحمل ألف قصة.
لكن فجأة، ومن العدم، ظهر رجل في منتصف الشارع، وكأنه خرج من لا مكان. لم يكن هناك ضوء خاطف، ولا دوامة من الرياح، فقط انتقال آني مثالي بلا أدنى مشكلة.
ظهر الفتى بسلاسة، كما لو كان جزءًا طبيعيًا من المشهد، رغم أن أحدًا لم يره يصل أو يغادر عربة أو يخرج من زقاق.
كان اسمه آلبرت ، فتى ذو مظهر أنيق، يمشي بهدوء وسط الشارع، وكأنه يبحث عن شيء معين، شيء مخفي وسط المباني العتيقة والطرق المرصوفة بالحجارة.
عيناه كانت تتجولان بين الواجهات، تدرس التفاصيل الدقيقة، وكأنها تحاول فك شفرة سرية لا يراها سوى هو.
في النهاية، توقفت عيناه عند منزل مهترئ، يبدو عليه القدم أكثر من أي منزل آخر في الشارع ، جدرانه كانت متشققة، والأخشاب التي تزين بابه بدت وكأنها عانت من عقود من الإهمال.
كانت النوافذ مظلمة، محجوبة بستائر ثقيلة، وكأنها تخفي ما بداخلها عن أعين المتطفلين، ومع ذلك، لم يبدُ على آلبرت أي تردد، بل بالعكس، ارتسمت على وجهه ابتسامة رائعة، مزيج من الحنين والانتصار، وكأنه وجد ضالته أخيرًا.
تقدم بخطوات ثابتة نحو الباب، كل تفصيلة في مظهره تنطق بالأناقة والرفاهية. كان يرتدي أفخم ما يملكه: ملابس فرنسية كلاسيكية متقنة الصنع، قميص أبيض مزرر بعناية، تعلوه ربطة عنق سوداء أنيقة، ورداء بني طويل يتماشى تمامًا مع قبعته السوداء الكلاسيكية. كل شيء فيه كان يوحي بأنه رجل من زمن مختلف، وكأنه انتُزع من لوحة مرسومة في القرن التاسع عشر وأُسقط في هذا الزمان.
داخل هذا المنزل ، كان الجدران مغطاة بالمخطوطات القديمة، ورفوف مليئة بجرار زجاجية تحوي مواد سحرية نادرة.
في وسط الغرفة، يجلس نيكولاس فلاميل، رجل عجوز ذو عينين غارقتين في التاريخ، أمام المدفأة، بينما يجلس ألباس دمبلدور مقابله، يحتسي الشاي بهدوء.
---
البداية: استعادة الذكريات
ألقى نيكولاس فلاميل نظرة إلى دمبلدور بتأمل ليقول " هل تتذكر يا ألباس، عندما أعطيتك دالك الحجر لأول مرة؟ "
وضع ألباس دمبلدور فنجانه جانبًا وينظر إليه بابتسامة خفيفة " وكأن الأمر كان بالأمس، رغم أن عقودًا قد مرت منذ ذلك الحين. لا أنسى يوم جئتني بهذا الحجر، وأخبرتني أنني الوحيد الذي يمكنه حمايته. "
ضحك نيكولاس بهدوء
" أحيانًا، أتساءل إن كنت قد وضعت عليك عبئًا ثقيلًا بذلك القرار. "
تحدث دمبلدور بهدوء " ألم يكن لديك خيار آخر؟ "
تنهد نيكولاس ليقول " بالكاد. طوال قرون، كنت أحرس هذا الحجر، وأخفيه عن الأنظار. كنت أعتقد أنني أمتلك قوة لا تُهزم، لكن الزمن يُعلمنا أن كل شيء، حتى أعظم الاكتشافات، قد يصبح لعنة إن بقي أكثر مما ينبغي. "
دمبلدور: " لكن لماذا أنا؟ لماذا لم تدفنه في مكان لن يجده أحد؟ "
حدق نيكولاس في دمبلدور بنظرة مليئة بالحكمة " لأنني كنت أعرف أنك تفهم. الحجر ليس مجرد وسيلة للخلود، بل هو اختبار، إغراء، فتنة. كنت بحاجة إلى شخص يرى ما وراء قوته، شخص لا يسعى إلى استخدامه، بل إلى حمايته. "
تحدث دمبلدور هذه المرة بهدوء ليقول " كنت تخشى أن يقع في الأيدي الخطأ "
رد نيكولاس بابتسامة ليقول " بالضبط. رأيتُ ما حدث عبر العصور... سحرة طمعوا في الحياة الأبدية، وحروب اشتعلت بسبب المعرفة الخيميائية، وأناس فقدوا عقولهم بسبب شهوة القوة. لم أكن أرغب في أن يصبح الحجر أداة دمار أخرى. "
دمبلدور " والآن... بعد كل هذه السنين، لقد قررت أخيرًا أن تمضي قدمًا. "
ابتسم نيكولاس بحزن و هو يقول " نعم يا ألباس ، بيرانيل وأنا، رأينا ما يكفي. عشنا ما لا يمكن تصوره، لكن الزمن يأخذ منا أكثر مما يعطينا. لم يعد لدينا مكان في هذا العالم المتغير. "
رد دمبلدور على إجابة نيكولاس ليقول " ولكنك كنت دائمًا تقول إن المعرفة لا تنتهي، وإنه ما زال هناك الكثير لاكتشافه. "
هز نيكولاس رأسه ليقول " هذا صحيح، ولكن هناك فرق بين السعي وراء المعرفة، والخوف من الفناء. عندما تدوم الحياة طويلًا، تبدأ بفقدان قيمتها. لم يعد هناك شغف، لم تعد هناك مغامرات. حتى الذكريات تصبح باهتة، والأحباء يرحلون، ولا يبقى إلا الفراغ. "
اومأ دمبلدور برأسه متفهمًا من وجهة نظر او الحقيقة التي يقولها نيكولاس
" إذن، لم يعد الخلود نعمة، بل عبئًا؟ "
اجاب نيكولاس: " أجل، وأكثر من ذلك. في البداية، كان امتلاك الحياة الأبدية يبدو كأعظم إنجاز في تاريخ السحر. لكنه الآن يبدو كقيد، كقصة يجب أن تنتهي. "
تحدث دمبلدور بصوت خافت " وهل تشعر بالخوف من هذا الامر ؟ "
ألقى نيكولاس ابتسامة بطريقة أكثر لطفا و هو يقول " الخوف؟ لا، ليس بعد الآن. لقد كان لدي وقت كافٍ لمواجهة هذه الحقيقة. أعلم أن هناك ما هو بعد الحياة، شيء لا يمكن حتى للخلود تفسيره. "
دمبلدور: وماذا عن دالك الحجر ؟ هل لا تزال مقتنعًا بتدميره؟ ام احافظ عليه كما أخبرتني به اول مرة تعطيه لي ؟"
ألقى نيكولاس نظرة على دمبلدور بطريقة جدية " نعم، لابد من ذلك. طالما أن هذا الحجر موجود، سيظل هناك من يسعى خلفه. لا أريد أن أترك ورائي إرثًا يمكن أن يشعل الحروب، أو يمنح القوة لمن لا يستحقها. "
تحدث دمبلدور بصوت عميق " ولكن ماذا لو كان هناك من يستطيع استخدامه للخير؟ "
هز نيكولاس رأسه " حتى أفضل القلوب يمكن أن تغريها القوة. أعرف ذلك لأنني كنت هناك، شعرت بتلك الإغراءات، رأيت كيف يمكن للرغبة في فعل الخير أن تتحول إلى طمع دون أن ندرك ذلك. لا، ألباس، هذا الحجر يجب أن يختفي من العالم. "
دمبلدور: " إذن، ستسمح لنفسك أخيرًا بالمضي قدمًا؟ "
نيكولاس: " نعم. بيرانيل وأنا اتخذنا قرارنا. سنترك هذا العالم كما كنا يجب أن نفعل منذ زمن طويل. "
ابتسم دمبلدور بحزن " لن يكون من السهل التخلي عنك، يا نيكولاس. "
وضع نيكولاس يده على يد دمبلدور ليقول " لن يكون هذا وداعًا، يا صديقي. سأكون جزءًا من هذا العالم طالما أن ذكرياتي تعيش فيه. والأهم من ذلك، أنني أتركه في أيدٍ أمينة. "
اخذ دمبلدور نفسًا عميقًا " إذن، فلنشرب نخب الرحيل بشرف، ونخب الحياة التي عشناها بكل ما فيها. "
رفع نيكولاس كأسه بابتسامة هادئة " ونخب المستقبل، لمن سيحمل الشعلة من بعدنا. ! "
بعد فترة قصيرة من لحظات الجميلة بين الاثنان ، سمع الاثنان دقات الباب ليتوقف لحظات الجميلة التي كانت بين الاثنان
تحدث دمبلدور أولا ليقول " هل هي بيرانيل ؟! "
ألقى نيكولاس نظرة مفاجأة على وجهه ليقول " لا ، بيرانيل متواجدة في الاعلى ، و لا اعرف اي شخص قد يستطيع ان يدق علي بتاتا "
لدالك تحدث دمبلدور هو يقول " حسنا ، سأدهب و أرى من يدق "
يتبع ....