الفصل 248
وقف دمبلدور أمام الباب الخشبي لمنزله. كان الجو باردًا، والهواء مشبعًا برائحة الكتب القديمة والشموع الذائبة. وضع يده على المقبض، متأملًا فيمن قد يكون هذا الزائر غير المتوقع.
ما إن فتح الباب حتى وقعت عيناه على فتى أنيق يقف بثقة أمامه. كان يرتدي ملابس راقية على الطراز الكلاسيكي، قميصًا أبيض مع ربطة عنق سوداء، يعلوه معطف بني طويل، وتوج مظهره بقبعة سوداء كلاسيكية أضفت عليه هيبة غامضة. في يده اليمنى، حمل علبة مربعة بيضاء، بينما رفع يده اليسرى بإشارة تحية خفيفة، وابتسامة مرحة تزين وجهه، عينيه مغلقتان وكأنه يستمتع بلحظة اللقاء هذه.
"يو، المدير ! كيف حالك؟" قالها آلبرت بصوت مرح، وكأن لقاءه مع دمبلدور كان مجرد لقاء عابر بين صديقين قديمين، وليس زيارة غامضة لشخص يعرف أكثر مما يجب.
نظر دمبلدور إليه بدهشة، لم يكن يتوقع هذه الزيارة أبدًا. عقد حاجبيه قليلاً قبل أن يسأله بصوت يحمل شيئًا من الحذر: "ماذا تفعل هنا يا آلبرت ؟! هل تعرف السيد نيكولاس؟!"
لم يكن يتوقع دمبلدور بتاتا انه سيأتي آلبرت و يقطع الطريق من بريطانيا الى فرنسا
لم تتغير ابتسامة آلبرت، بل ازدادت اتساعًا وهو يجيب بثقة: "ومن هذا الذي لا يعرف الخيميائي العظيم نيكولاس فلاميل؟ ألم يكن هو الرجل الذي صنع حجر الفلاسفة، ذاك الحجر القادر على تحويل الخشب إلى الذهب والفضة، والذي منح صاحبه الخلود؟"
كلمات آلبرت حملت معها مزيجًا من الإعجاب واليقين، كما لو أنه كان يتحدث عن شيء يعرفه جيدًا، وليس مجرد أسطورة يتناقلها السحرة.
استدار دمبلدور إلى الداخل ونادى بصوت مرتفع قليلاً، صدى صوته يتردد في أرجاء المنزل: "نيكولاس، هل تعرف هذا الفتى؟"
جاءه صوت نيكولاس العجوز من الداخل، هادئًا ولكنه مشوب بالدهشة: "أي فتى؟! هل هذا الفتى الموجود امامي هو ما تقصد به يا دمبلدور؟"
التفت دمبلدور بسرعة نحو الباب، ولكن... آلبرت لم يكن هناك ! اختفى وكأنه لم يكن موجودًا منذ البداية.
لم يكن هناك أي أثر له، لا خطوات على الأرض، ولا حتى صدى لابتسامته.
أغلق دمبلدور الباب ببطء، تعابيره مشدودة، ثم سار نحو الغرفة التي كان يجلس فيها نيكولاس. وعندما دخل، تفاجأ قليلًا.
هناك، بكل بساطة، جلس آلبرت على كرسي آخر مقابل نيكولاس، وكأنه كان هناك منذ البداية. كان يمسك بكرسيه بيد واحدة، متكئًا عليه وكأنه في لقاء ودي، عينيه تتأملان العجوز الخيميائي بشيء من الفضول والمرح.
رمقه دمبلدور بنظرة طويلة قبل أن يقول بنبرة شبه جادة، ولكن فيها شيء من التسلية أيضًا: "يبدو أنك لم تفقد لمساتك السحرية، آلبرت."
ضحك آلبرت قليلًا قبل أن يرد وهو يضع العلبة البيضاء على الطاولة: "لا شيء يضاهي القليل من المرح، أليس كذلك؟"
أما نيكولاس، فقد نظر إلى آلبرت بصمت، فلم يكن يعرف من هو هذا الشخص الموجود امامه ، لكن من خلال الحوار البسيط الذي دار بين دمبلدور و هذا الفتى ، اكتشف نيكولاس ان الزائر ليس بشخص سيء
نظر نيكولاس إلى آلبرت نظرة طويلة، كأنه يحاول أن يخترق بهالة الغموض التي تحيط بهذا الشاب الأنيق.
ثم التفت إلى دمبلدور، حاجباه مرفوعان قليلًا وهو يسأل: "من هذا الفتى يا دمبلدور؟"
أخذ دمبلدور نفسًا عميقًا قبل أن يجلس على كرسيه، أصابعه تتشابك أمامه، وكأنه يجمع أفكاره ، ثم قال بصوت يحمل مزيجًا من الغرابة والتأمل: "إنه تلميذي في هوجوورتس، آلبرت... وهو أيضًا فقد أحد والديه في تلك الليلة المشؤومة أمام فولدمورت قبل سنوات."
ساد الصمت للحظة، لكن المعنى الخفي في كلمات دمبلدور لم يكن بحاجة إلى تفسير إضافي. بمجرد أن سمع نيكولاس تلك الجملة، أدرك تمامًا ما كان يقصده دمبلدور.
لم يكن مجرد تلميذ آخر، بل شخص يحمل في طياته قصة تراجيدية، قصة مرتبطة بظلال الماضي التي لم تندثر بعد.
التفت نيكولاس إلى آلبرت بعينين مليئتين بالفهم والتعاطف، لكن قبل أن يتحدث، كان آلبرت هو من قطع الصمت، مبتسمًا بهدوء، وقال: "حسنًا يا أستاذ نيكولاس، هل تقبل مني هذه الهدية البسيطة؟"
مد يده نحو نيكولاس، مقدمًا له العلبة البيضاء المربعة التي كان يحملها منذ لحظة وصوله.
أخذ نيكولاس العلبة ببطء، ملامحه تحمل مزيجًا من المفاجأة والاهتمام ، وضعها على الطاولة بجانبه، ثم نظر إلى آلبرت وقال بصوت دافئ ولكن متردد: "لم يكن من المفترض أن تجلب هدية، ربما أزعجتك بذلك."
هز آلبرت رأسه وأشار بيده بإيماءة هادئة وهو يقول: "لا، لا، الأمر عادي جدًا. فمن الواجب أن يُكرم الزائر مضيفه."
ارتسمت على وجه نيكولاس ابتسامة خفيفة، حملت معها تقديرًا لهذا الشاب الذي ظهر فجأة في حياته. لم يكن مجرد تلميذ عادي، كان يحمل في شخصيته مزيجًا غريبًا من الغموض والود
نظر دمبلدور إلى آلبرت نظرة حادة مليئة بالريبة، ثم قال بصوت هادئ ولكن بلهجة تحمل تساؤلًا جادًا:
"ما سبب حضورك إلى هنا؟ وكيف استطعت معرفة منزل السيد نيكولاس؟ هذا المكان لا يعرفه إلا القلة القليلة."
لم يتغير تعبير آلبرت، بل حافظ على ابتسامته الهادئة وكأنه قد توقع هذا السؤال مسبقًا. ثم قال بنبرة مطمئنة ولكن بكذبة واضحة:
"لقد أخبرني أحد القلة القليلة التي ذكرتها عن هذا المكان، أما سبب حضوري فهو لمناقشة موضوع الحجر الفيلسوف معك."
عند سماع هذا، تبادل نيكولاس ودمبلدور نظرات مريبة، وكأن كل واحد منهما ينتظر الآخر ليعبر عن شكوكه. لم يكن هناك سبب وجيه يدفع شخصًا مثل آلبرت إلى الاهتمام بالحجر... إلا إذا كان هناك شيء خطير يجري في الخفاء.
قطب دمبلدور حاجبيه وسأل مباشرة: "هل تحتاج هذا الحجر؟"
أجاب آلبرت بهدوء، وكأنه لم يفاجأ بالسؤال: "لا، ليس هذا ما أقصده."
لكن دمبلدور لم يكن في مزاج يسمح له بالمراوغة، فقد كان صبره ينفد، لذا قال بنبرة حازمة: "إذن، ما السبب الذي يجعلك تهتم بهذا الحجر؟!"
ساد الصمت للحظة، ثم تكلم آلبرت أخيرًا، ولكن بنبرة أخفض قليلًا، كأنما كان يزن كلماته بعناية:
"لأن فولدمورت يحاول أخذه منك، يا دمبلدور."
عند هذه الكلمات، تغير وجه دمبلدور تمامًا. شعر وكأن صاعقة قد ضربت عقله، فوضع يده على رأسه وهزّه ببطء وهو يقول بصوت يحمل مزيجًا من القلق والدهشة:
"يا إلهي... لقد نسيت أمر فولدمورت... بعد عودته، نسيت أنه سيكون هدفه هو الحجر!"
نظر إليه نيكولاس بعينين مليئتين بالتوتر، ثم قال بصوت قلق: "إذن، ما العمل؟!"
لكن آلبرت كان هادئًا، بل بدا وكأنه قد أعد خطة مسبقة، فقال موجهًا كلامه إلى نيكولاس:
"لا تقلق على الحجر، فلقد أخبرت سناب أن يبطئ تحركات فولدمورت قدر الإمكان نحو الوزارة. حسناً، يا مدير... لقد أتيت لكي أخبرك بهذا الأمر، لأنني كنت متأكدًا من أنك لم تكن في بريطانيا."
بعدما أنهى آلبرت كلامه، ابتسم مرة أخرى نحو دمبلدور، ثم وجه نظره نحو نيكولاس، وانحنى قليلًا باحترام، ثم قال:
"تشرفت بمقابلتك، أيها السيد نيكولاس. أستودعك الآن."
وفجأة، وتمامًا كما ظهر، اختفى آلبرت مرة أخرى بسرعة رهيبة، كأنه لم يكن موجودًا قط، تاركًا وراءه صمتًا ثقيلًا ودمبلدور يقف في مكانه بحيرة وقلق.
بعد لحظات من الصمت، وقف دمبلدور من كرسيه وأخذ نفسًا عميقًا، ثم قال بجدية:
"حسنًا، يا فلاميل... أظن أنه يتوجب علي المغادرة الآن أيضًا. الحجر لم يعد آمنًا."
نهض نيكولاس ببطء، ووضع يده اليمنى على كتف دمبلدور، ثم قال بصوت هادئ ولكن مليء بالمشاعر:
"حسنًا... فلتعتنِ بنفسك، يا دمبلدور."
نظر دمبلدور إلى صديقه العجوز للحظة، ثم ألقى عليه ابتسامة ساحرة، تلك الابتسامة التي طالما كانت مليئة بالطمأنينة حتى في أحلك الظروف. وبعدها، استدار متوجهًا إلى باب المنزل من اجل المغادرة
على الجانب الاخر ، داخل المنزل عائلة بلاك
تجمع الجميع بما فيهم سيريوس و عائلة ويزلي من اجل الافطار على طاولة لتقول السيدة مولي ويزلي بهدوء نحو هاري : " أعددت لك أفضل ملابسك من أجل زيارة یا هاري، وأريدك أن تغسل شعرك أيضًا. فالانطباع الأول الجيد قد يفعل العجائب».
كف رون، و هيرميون، و فريد، و چورچ و چینی عن الحديث ونظروا إليه.
أومأ هارى برأسه وحاول الاستمرار في الأكل، لكن فمه صار جافا فلم يستطع البلع.
سأل السيدة ويزلى محاولاً أن تبدو عليه اللامبالاة: " كيف سأذهب؟ ".
قالت السيدة ويزلى برفق: " سيأخذك أرثر معه إلى العمل "
ابتسم ارثر ويزلي لهاری ابتسامة مشجعة عبر المائدة.
قال: " يمكنك الانتظار فى مكتبى حتى موعد المحاكمة "
نظر هارى إلى سيريوس، لكن قبل أن يسأله، أجابته السيدة ويزلي
" الأستاذ دمبلدور لا يرى قدوم سيريوس معك فكرة جيدة، وعلى أن أقول..... "
قال سيريوس من بين أسنانه " .... إنك ترينه محقا تماما. "
زمت السيدة ويزلي شفتيها بامتعاض. "
قال هاری محدقا في سيريوس : " متى أخبرك دمبلدور بهذا؟ "
قال السيد ويزلي: " حضر ليلة أمس، عندما كنتم نائمين و غادر بسرعة "
داعب سيريوس البطاطس في طبقه بشوكته ، خفض هاري عينيه إلى طبقه... آلمته فكرة حضور دمبلدور إلى البيت دون أن يطلب مقابلته.
يتبع ....