الفصل 250

قال الساحر لـهارى وهو يخفض الآلة الذهبية ويمد يده: " هات عصاك ".

قدم له هاری عصاه أسقطها الساحر في جهاز نحاسي غريب... أخذ في الاهتزاز. خرجت قطعة رفيعة من الورق بسرعة من فتحة عند قاعدته مزقها الساحر من طرفها وقرأ ما بها.

" إحدى عشرة بوصة، بها ريشة عنقاء، وتستخدم منذ أربع سنوات.. صح؟ " قال هاري بعصبية: " أجل "

قال الساحر وهو يدفع بالورقة ليرشقها في إبرة نحاسية طويلة: " سأحتفظ بهذه.. وخذ أنت عصاك " ثم دفع بها نحو هاری.

" اشكرك ". فقال الساحر ببطء: " انتظر.. ". وانتقلت عيناه من شارة الزائر على صدر هارى إلى جبينه.

قال السيد ويزلى وهو يقبض على كتف هاری ويوجهه بعيدا عن المكتب إلى طوفان السحرة والساحرات الذين يمرون عبر البوابات الذهبية " شكرا يا إريك ".

وهو يدافع الجموع بالمناكب تبع هاری السيد ويزلى عبر البوابات إلى قاعة صغيرة وراءها، حيث كان هناك على الأقل عشرون مصعدا خلف شبكات ذهبية.

انضم هارى والسيد ويزلى إلى الجمع الواقف أمام أحد المصاعد ، بالقرب وقف ساحر ضخم ملتح حاملاً صندوقا كرتونيا تنبعث منه جلبة. قال الساحر وهو يومئ للسيد ويزلي : " كله تمام يا أرثر؟ ".

سأله السيد ويزلى ناظرا إلى الصندوق: " ماذا تحمل معك يا بوب؟ "

قال الساحر بجدية: " لا نعرف على وجه الدقة.. حسبناه دجاجا عاديا حتى وجدناه ينفث النيران من منقاره. يبدو كانتهاك خطير لقانون تحريم تربية المخلوقات السحرية الخطيرة ".

وبجلبة شديدة هبط مصعد أمامهم... انزلقت الشبكة الذهبية لتفسح الطريق للسيد ويزلي و هارى اللذين دخلا مع باقى الجمع، فوجد هاری نفسه محشورا وخلفه جدار المصعد.

نظر إليه عدد من الساحرات والسحرة بفضول... حدق في قدميه لتفادى نظرات الآخرين، وعدل أطراف ملابسه بیده انزلقت الشباك الذهبية منغلقة بصوت مرتفع، وارتفع المصعد ببطء، يرافقه صليل السلاسل، ونفس الصوت الأنثوى البارد الذي سمعه هاري بكابينة التليفون يقول:

" الطابق السابع، مصلحة الألعاب والرياضات السحرية، وبه مقر اتحاد دوري الكويدتش البريطاني - الأيرلندى المشترك، والمقر الرسمى لنادى جو بستون وقسم براءات الاختراعات السخيفة ".

انفتحت أبواب المصعد لمح هارى ردهة غير نظيفة، معلق على جدرانها العديد من الملصقات المعوجة لفرق الكويدتش

خرج أحد السحرة المكتظ بهم المصعد بصعوبة وفي يده بعض المقشات السحرية، ثم اختفى في الردهة أقفلت الأبواب، واستمر المصعد في طريقه لأعلى ثانية، ليعلن صوت المرأة بعدها:

" الطابق السادس.. مصلحة النقل السحرى، وفيه إدارة شبكة بودرة (الفلو) وهيئة رقابة وتنظيم شؤون الطيران على المقشات السحرية، ومكتب الانتقال بالبوابات السحرية، ومركز اختبارات الانتقال السحرى الآني ".

مرة أخرى انفتحت الأبواب ليخرج أربعة أو خمسة سحرة وساحرات، وفي نفس الوقت حلقت بضع طائرات ورقية إلى داخل المصعد، نظر هاري لأعلى ليراها ترفرف بهدوء فوق رأسه..

كانت ذات لون بنفسجي شاحب، وأمكنه رؤية ختم وزارة السحر على أطراف أجنحتها.

غمغم السيد ويزلى مفسرا: " إنها مجرد مذكرات داخلية بين الأقسام.. كنا نستخدم البوم، لكن الجلبة التي تحدثها لا تصدق، وفضلاتها التي تتساقط على المكاتب..... "

وهم يعاودون الصعود ثانية حلقت المذكرات حول المصباح المعلق من سقف المصعد.

" الطابق الخامس.. مصلحة التعاون السحرى الدولى، وفيه هيئة التبادل التجارى السحرى الدولى، والمكتب الاستشارى السحرى القانوني الدولي ومقر المفوضية البريطانية لاتحاد السحرة الكونفدرالي الدولي ".

عندما انفتحت الأبواب، طارت مذكرتان إلى الخارج مع بعض الساحرات والسحرة، لكن بعض المذكرات الجديدة دخلت حتى أخذ ضوء المصباح في الارتجاف والاهتزاز وهي تطير حوله.

" الطابق الرابع.. مصلحة الرعاية والرقابة على الكائنات السحرية، وفيه أقسام الوحوش، والأشباح والأرواح، ومكتب تراخيص الجان، والمكتب الاستشاري لشئون الكائنات السحرية المنزلية "

قال الساحر الذي يحمل الدجاجة التي تنفث نارا: " عذرا " وغادر المصعد وخلفه باقة من المذكرات أقفلت الأبواب خلفه ثانية.

" الطابق الثالث.. مصلحة الحوادث والكوارث السحرية، وفيه فرقة نسيان الحوادث السحرية، ومقر لجنة ترقية العامة المهرة " .

غادر الجميع المصعد في ذلك الطابق، فيما عدا السيد ویزلي و هاری وساحرة كانت تقرأ من رقعة ورق بالغة الطول، حتى إنها كانت تجرجرها خلفها على الأرض.

استمرت بقية المذكرات في الطيران حول المصباح و المصعد يسير ثانية، ثم انفتحت الأبواب وأعلن الصوت الأنثوى

" الطابق الثاني.. مصلحة الداخلية السحرية، وفيه قسم إساءة استخدام السحر، ومقر مقاتلى السحر الأسود، وإدارة خدمات الويز نجاموت "

قال السيد ويزلي وهو يتبع الساحرة إلى خارج المصعد، وإلى الردهة المصطفة الأبواب على جانبيه حيث قال السيد ويزلي " سننزل هنا يا هارى.. مكتبى على الجانب الآخر من الطابق " ، قال هارى وهما يمران بجوار نافذة رأى من خلفها الشمس تلمع: " سيد ويزلي.. هل مازلنا تحت الأرض؟ ".

قال السيد ويزلي " أجل.. هذه نوافذ مسحورة.. فإدارة الصيانة السحرية تختار نوع الطقس الخارجي كل يوم، مر علينا شهران من الأعاصير آخر مرة طالب هذا القسم فيه بزيادة في الرواتب.. من هنا يا هاري "

دارا مع دوران الردهة، وسارا بجوار بابين من خشب البلوط الثقيل، ثم وصلا إلى مكان فسيح مقسم إلى مكاتب تفصل بينها جدران لا تصل إلى السقف كان ممتلنا بالضحك والحديث والمذكرات الطائرة تدور بين المكاتب مثل صواريخ صغيرة. وعلى أقرب مكتب كانت لافتة عليها مقر مقاتلي السحر الأسود.

نظر هاری بريبة عبر الأبواب وهما يمران. كانت جدران مکاتب مقاتلي السحر الأسود مغطاة بكل شيء.. من صور السحرة مطلوب القبض عليهم، إلى صور فوتوغرافية لأسرهم، إلى ملصقات لفرق الكويدتش التي يشجعونها، إلى مقالات من جريدة دايلى بروفيت

كان هناك رجل يرتدي عباءة حمراء وشعره الطويل المنتهى بذيل حصان أطول من شعر بيل، وحذاؤه ذو الرقبة مرفوع على مكتبه، وهو يملى تقريرا لريشة كتابته المسحورة، بعده بقليل شاهدا ساحرة برقعة جلدية على إحدى عينيها، وتتحدث من فوق جدار مكتبها المنخفض إلى كنجسلی شاکلبولت.

قال كنجسلی باستهتار وهما يقتربان: " صباح الخير يا ويزلي.. أريدك في كلمة، هل تسمح بدقيقة من وقتك؟ ".

قال السيد ويزلي: " حاضر ، إن كانت دقيقة واحدة.. فأنا في عجلة من أمرى " .

تحدثا كأنهما بالكاد يعرفان أحدهما الآخر، وعندما فتح هاری فمه ليحيى كنجسلی وقف السيد ويزلي على قدمه تبعا کنجسلی بطول صف من المكاتب وإلى المكتب الأخير.

تلقی هاري صدمة خفيفة.. ففي كل مكان بالمكتب كان يرى صورة معلقة لوجه سيريوس ، من قصاصات جرائد وصور فوتوغرافية.. حتى صورة فوتوغرافية سيريوس في دور الاشبين يوم زفاف والدى هاری... المساحة الوحيدة الخالية من وجه سيريوس كان عليها خريطة للعالم ودبابيس حمراء صغيرة مغروسة في أجزاء منها تلمع كالمجوهرات.

وقف آلبرت على أعتاب الطابق الثالث في وزارة السحر، عيناه تتفحصان المكان من حوله بهدوء، بينما كانت خطوات الموظفين المارة تتردد في الأرجاء. كان يرتدي نفس الملابس التي ظهر بها في منزل نيكولاس فلاميل: معطف أسود طويل مزخرف بتطريزات فضية، وقميص داكن بأزرار براقة، مما جعله يبرز بشكل لافت في وسط الوزارة.

بدأت بعض الهمسات تتصاعد بين السحرة المارين بالقرب منه. بعضهم نظر إليه نظرة فضول، غير معتادين على رؤية شخص يرتدي ملابس بهذه الأناقة الغريبة، وظنوا ربما أنه ساحر أجنبي، ربما من فرنسا. أما البعض الآخر فقد تعرف عليه فورًا—لقد رأوه في الجرائد، في مقالات ريتا سكيتر التي كانت تتحدث عنه بكثرة مؤخرًا. همسات خافتة ترددت بين الموظفين، تارة بإعجاب، وتارة بريبة.

لكن آلبرت لم يكن يهتم. كان يسير بخطوات ثابتة، متجهًا نحو زوايا الممرات الضيقة، متجنبًا الأنظار قدر الإمكان.

انعطف نحو اليمين، متجهًا نحو رواق شبه مظلم، حيث قلّ عدد السحرة المارين. هنا، كان المكان أكثر هدوءًا، والجدران تحمل لمسات من الغموض الذي لا يلاحظه سوى شخص يعرف الوزارة جيدًا.

في نهاية الطريق، وقف أخيرًا أمام باب يحمل الرقم 5. نظر إليه لوهلة، ثم أدرك أنه وصل إلى وجهته.

التفت آلبرت سريعًا إلى اليمين ثم إلى اليسار، عينيه تفحصان المكان بدقة، متأكدًا من أنه لا يوجد أحد يراقبه.

ثم، بحركة سلسة، رفع لوحة خشبية صغيرة كانت مثبتة فوق الباب، أخرج من جيبه كرتين سوداوين صغيرتين، ثم وضع إحداهما في الفراغ المخفي وراء اللوحة، بينما ألصق الأخرى على الجدار الأيمن المقابل للباب.

مرر آلبرت يده فوقهما بخفة، وتمتم ببضع كلمات سحرية بصوت خافت، ليختفيا فورًا عن الأنظار تحت تأثير تعويذة إخفاء قوية. أي شخص عادي لن يكون قادرًا على ملاحظتهما، لكن بالنسبة لآلبرت، كان بإمكانه الشعور بوجودهما، كما لو كانا جزءًا منه.

بعدها، تراجع خطوة للخلف، نظر نحو الباب لثوانٍ، ثم زفر بهدوء، متمتمًا لنفسه بصوت خافت:

"حسنًا، لقد انتهيت من أموري الآن..."

نظر مرة أخرى إلى الممر المظلم الذي جاء منه، ثم أضاف بابتسامة خفيفة، نبرته مليئة بالترقب:

"تبقى فقط أن يأتوا أولئك..."

بعدها فتح آلبرت الباب ليدخل الغرفة !!

قال كنجسلي للسيد ويزلي وهو يشير برقعة من الورق في يده " انظر... أحتاج ما تقدر عليه من معلومات عن مركبات العامة الطائرة التي شوهدت خلال الاثنى عشر شهرًا المنقضية. فقد تلقينا معلومات أن بلاك ما زال يستخدم دراجته البخارية القديمة "

غمز کنجسلی لـهاري غمزة كبيرة وأضاف بهمسة: " أعطه المجلة، ربما يجد فيها ما يهمه " ثم أضاف بنبرة طبيعية: " ولا تأخذ وقتا طويلا يا ويزلي، التأخير في تقديم تقرير الأسلحة والفطائر كان سببا في تعطيل تحقيقاتنا لمدة شهر " . قال السيد ويزلي وقد ارتسمت على وجهه ملامح الجدية والاحتراف: " إن كنت قد قرأت تقريري، كنت لتعرف أن المصطلح الصحيح هو الأسلحة والذخائر وواضح أن عليك انتظار قدوم معلومات عن الدراجات البخارية.. فنحن مشغولون للغاية حاليا " وخفض صوته ثم أكمل: " إن كنت تقدر على الخروج قبل الساعة السابعة؛ فإن مولي ستطبخ كرات اللحم "

أشار لـهاري وقاده خارجا من مكتب كنجسلي، ثم عبروا بابا آخر من البلوط، وإلى ممر آخر، والتفتوا إلى اليسار، وساروا في ممر آخر، ثم إلى اليمين وإلى ممر قليل الإضاءة وغير نظيف، ثم أخيرًا إلى نهاية الممر، حيث انتصب باب إلى اليسار مفتوحاً، كاشفا عن خزانة مقشات سحرية، وباب إلى اليمين عليه لافتة نحاسية مكتوب عليها: " إساءة استخدام أدوات العامة "

بدا مكتب السيد ويزلي القليل الإضاءة أصغر بقليل من خزانة المقشات السحرية كان محشوراً فيه مكتبان، وما يكفى بالكاد من الفراغ للحركة حولهما بسبب الخزانات الكثيرة المليئة بالملفات والموضوعة بطول الحائط وفوقها أكوام من الملفات.

أما مساحة الحائط الخالية من الخزانات فكانت شاهدا على ولع السيد ويزلي بأدوات وأشياء العامة، فعليها علق الأخير ملصقات السيارات، منها ملصق إعلاني لمحرك سيارة منفصل، ورسمان لصندوقی بريد، بدا أنه قد قطعهما من كتاب أطفال للعامة، ورسم توضيحي يشرح كيفية توصيل الأسلاك إلى الكهرباء.

وعلى المائدة الصغيرة الملحقة بمكتب السيد ويزلي كان هناك خبز محمصة قديمة تتجشأ بطريقة غريبة، وزوج من القفازات الجلدية تتراقص أصابعها. بالإضافة لصورة جامعة لعائلة ويزلي بجوار المائدة.

لاحظ هاري أن بيرسى قد اختفى من الصورة.

قال السيد ويزلي بلهجة المعتذر: " ليس لدينا نافذة " وهو يخلع معطفه ويضعه على مقعده.. ثم أضاف: " طلبنا نافذة، لكنهم يرون أننا لسنا بحاجة إليها. اجلس يا هارى يبدو أن بركينس لم يصل بعد".

جلس هارى بصعوبة على المقعد الواقع خلف مكتب بركينس، بينما أخذ السيد ويزلي يقلب في لفافة الورق التي أعطاها له شاكلبولت منذ قليل.

قال مبتسما وهو يخرج نسخة من مجلة كويبلر (كويبلر هي مجلة مشهورة ) من بين الأوراق: " آه... جميل " ثم وهو يقلب صفحاتها: " أجل، إنه محق. أنا واثق من أن سيريوس سيجد هذه الأخبار مدهشة.. آه يا ربي.. ما هذا؟ ".

جاءته مذكرة طائرة عبر الباب المفتوح، واستقرت على المحمصة المتجشئة. فضها السيد ويزلي، وقرأها بصوت مرتفع: " ثالث مرحاض عام متقيئ في منطقة بيثنال جرين يصل إلينا خبره، برجاء التحقيق في الأمر فورا " انتهى من الرسالة وقال: " المسألة أصبحت سخيفة فعلاً مرحاض متقيئ ".

قال السيد ويزلي مقطبا جبينه: " محبو المزاح من مضطهدى العامة.. لقد وقع حادثان الأسبوع الماضي، واحد في ومبلدون، والآخر في اليفنت اندكاسل عندما يشدون (السيفون)، وبدلا من اختفاء الفضلات، يعنى.. أنت تعرف.. يحدث العكس. ويتصل المساكين بالـ ( سبابيك)، أليس هذا اسمهم؟ هؤلاء الذين يصلحون أنابيب المياه وهذه الأشياء؟».

" أتعنى السباكين؟».

" بالضبط، أجل، لكن المشكلة أن المراحيض مسحورة. أتمنى أن نقبض على من يفعل هذا. " ( في الاول قلت ان مراحيض متقيئة يعني حرفيا مرحاض في منطقة التي يقوم فيها الخض بفضلاته اعزكم الله تعود من جديد و تخرج يعني حرفيا مراحض متقيئة و هنا ارثر يزن ان هناك شخص يقوم بهذه الافعال عن طريق السحر عمدا )

تحدث هاري ليقول " وهل سيطارده مقاتلو السحر الأسود؟ ".

" لا... فهذه مسألة بسيطة لا تليق بمقاتلي السحر الأسود. ستتولاها دورية عادية من دوريات مصلحة الداخلية السحرية.. آه هاري ها هو بركينس. "

دخل ساحر عجوز خجول محنى الظهر بشعر أبيض أشعث إلى الحجرة لاهثا.

قال بإجهاد دون أن ينظر إلى هاري: أرثر حمدا لله. لم أكن أعرف ماذا أفعل، أنتظر هنا أم لا . أرسلت ببومة إلى بيتك منذ قليل، لكن من الواضح أنك لم تتسلمها .. رسالة عاجلة أرسلتها منذ عشر دقائق...... "

قال السيد ويزلي " عرفت بشأن المرحاض المتقيئ. "

" لا لا .. لا أعنى المرحاض. إنها محاكمة ولد بوتر.. لقد غيروا موعدها ومكانها .. تبدأ الساعة الثامنة صباحا، وتعقد في حجرة المحاكمة القديمة رقم عشرة ..... "

في حجرة محاكمة ال... لكنهم أخبروني.. بحق لحية مرلين " ( هدا هو قسمهم يعني 😏)

نظر السيد ويزلي إلى ساعته، ثم أطلق صيحة قلقة وهب ناهضا من مقعده. " أسرع يا هارى كان علينا أن نكون هناك منذ خمس دقائق مضت ".

ألصق بركينس جسده بخزانة الملفات والسيد ويزلي يغادر المكتب جريا، و هاري خلفه.

قال هاري مبهور الأنفاس وهما يهرولان بجانب مكاتب مقاتلي السحر الأسود: " لماذا غيروا الموعد ؟ " أخذ السحرة والساحرات يرمقونهم بالنظرات وهما يعبران بسرعة بجانبهم.

شعر هاري كأنه قد ترك قلبه في مكتب بركينس.

" ليس لدى أدنى فكرة، لكن الحمد لله أننا قد وصلنا إلى هنا مبكرا، إن لم تكن قد وصلت في موعدك، كانت لتحل كارثة. "

توقف السيد ويزلي بجانب المصاعد وأخذ يضرب زر الاعلى المؤدي الى الطابق الثالث بصبر نافد.

" هيا !!"

ظهر المصعد، وتوقف أمامهما فولجاه وكل مرة يتوقف يلعنه السيد ويزلي بسخط ويضرب مفتاح الطابق التالث.

قال السيد ويزلي بغضب: " قاعات المحاكمة هذه لم تستعمل منذ سنوات... لا أعرف ماذا يفعلون بالأعلى .. إلا إذا .. لكن لا.. صعب...... "

في تلك اللحظة استقلت المصعد ساحرة ممتلئة الجسم وفي يدها كأس يتصاعد منها الدخان، فلم يوسع لها السيد ويزلي.

قال الصوت الأنثوى البارد: " الاستقبال " ، فانفتحت الأبواب الذهبية ليرى هاري التماثيل الذهبية مستقرة على مسافة بعيدة عند النافورة خرجت الساحرة البدينة، ودخل ساحر شاحب الجلد وعلى وجهه نظرة حزينة.

قال بصوت منقبض كتيب والمصعد يهبط " صباح الخير يا أرثر.. لا أراك بالأعلى كثيرا ".

قال السيد ويزلي وهو يتقافز على أطراف أصابع قدميه ملقيا بنظرات قلقة نحو هاري : " مسألة مهمة يا بود "

قال بود وهو ينظر نحو هاري دون أن تطرف عيناه: " آه، واضح.. بالطبع " لم يكن لدى هاري أى مشاعر ليخصصها لـبود، لكن نظرته الثابتة لم تشعره بالراحة أبدا.

قال الصوت الأنثوى البارد: " مصلحة الألغاز والغوامض " ولم يذكر المزيد. قال السيد ويزلي وأبواب المصعد تفتح ببطء: " أسرع يا هارى !" ثم انطلقا عبر ممر بدا مختلفا عن الممرات التي رأياها بالأعلى. كانت الجدران عارية، ولا توجد نوافذ ولا أبواب غير باب أسود عند نهاية الممر. توقع هاري أن يلجاه، لكن بدلاً من هذا ، قبض السيد ويزلي على ذراعه وجره خلفه نحو اليسار، حيث وجدا درجات سلم.

قال السيد ويزلي لاهثا وهو يهبط درجتي سلم في الخطوة الواحدة: " اعلى !! ، اعلى !!.. المصعد لا يصعد إلى هذا الطابق... لماذا اجتمعوا بالاعلى، لا أعرف الـ..... "

وصلا إلى آخر درجات السلم، وأخذا يعدوان بطول ممر آخر يشبه كثيرا نفق سناب في هوجورتس. كانت الأبواب التي يمرون أمامها من الخشب الثقيل، وعليها مصاريع وثقاب مفاتيح حديدية.

كان الممر الضيق المؤدي إلى الغرفة 5 معزولًا، تغمره أضواء خافتة من المشاعل السحرية المثبتة على الجدران.

لم يكن هناك الكثير من السحرة يتجولون في هذا الجزء من الوزارة في هذا الوقت، مما جعله المكان المثالي لتنفيذ المهمة.

عند طرف الممر، في زاوية مظلمة لا تصل إليها الأعين بسهولة، وقف شخصان يرتديان ملابس رسمية لكن متخفية بعض الشيء.

لوسيوس مالفوي، ذو الشعر الأشقر الطويل والممشط بدقة، كان يرتدي رداءً أسود مفتوحًا يكشف عن قميص أخضر داكن وسروال أبيض أنيق، محاولًا الاندماج قدر الإمكان مع أجواء الوزارة دون إثارة الشكوك. لكن، رغم مظهره المتحفظ، لم يكن بإمكانه إخفاء هالة الكبرياء والسلطة التي تحيط به.

أما أنتونين دولوهوف، على عكسه تمامًا، فقد كان يرتدي لباسًا أسود بالكامل، أشبه بالظل المتحرك. وجهه الجاد وقسماته القاسية كانت تعكس شخصيته العنيفة التي لا تعرف الرحمة. كان واضحًا أنه يفضل العمل المباشر على الحذر والمخططات المعقدة.

نظر دولوهوف حوله بحذر، ثم توجه إلى لوسيوس وسأله بصوت منخفض لكنه حاد:

"هل هذه هي الغرفة يا لوسيوس؟!"

أشار لوسيوس بإصبعه نحو الباب المقابل لهما، وعيناه تضيقان قليلًا بملامح الواثق:

"نعم، انظر إلى رقم الغرفة، إنه نفس الرقم الذي أخبرنا به اللورد الظلام."

لكن بمجرد أن أنهى جملته، استدار نحوه دولوهوف بحدة، وعيناه تقدحان شررًا من الغضب، ليقول بصوت خافت لكنه مليء بالحدة:

"لا تقل اسمه هنا يا لوسيوس !! هل تريد أن يتم كشف خطتنا ؟!! مادا ستفعل عندما يسمعك شخص ما ؟! "

زفر لوسيوس بضيق لكنه لم يجادل. كان يعلم أن الحذر ضروري في مثل هذه اللحظات، خاصة أن الوزارة لم تكن مكانًا يمكنهم الاسترخاء فيه.

انتظر الاثنان للحظات، يراقبان الممر من حولهما، كل منهما يلتفت للخلف من حين لآخر، متأكدين أن لا أحد غير ضروري يتجول بالقرب منهم.

فأسوأ شيء قد يحدث الآن... هو أن يكون دمبلدور في المكان الخطأ في الوقت الخطأ.

عندما تأكدوا من خلو المكان، تقدم دولوهوف أولًا نحو الباب، عاقدًا العزم على إنهاء المهمة بسرعة. مد يده نحو مقبض الباب بحذر، أنامله المشدودة تعكس توتر اللحظة...

لكن قبل أن يلمسه—

صرير بطيء صدر من الباب...

ثم...

بدأ الباب يفتح من تلقاء نفسه!

توقف دولوهوف فورًا، وعيناه تتسعان قليلًا، بينما تراجع خطوة للخلف، واضعًا يده على عصاه السحرية دون تردد.

أما لوسيوس، فقد شعر بقلبه ينبض بسرعة، وبدأت عدة سيناريوهات تتدفق إلى عقله. هل كان هناك أحد بالداخل؟ هل تم كشفهم؟

لكن، لم يكن لديهم وقت للتحليل.

لأن شخصًا آخر خرج من داخل الغرفة...

يتبع .....

2025/02/18 · 35 مشاهدة · 2817 كلمة
نادي الروايات - 2025