الفصل 251
كان الجو داخل الممر الضيق في الطابق الثالث مشحونًا بالتوتر، لكن آلبرت بلاك، بملابسه الداكنة التي ميزته، خرج من الغرفة لكن عينيه استقرتا فورًا على شخصين واقفين أمام باب الغرفة، أحدهما لوسيوس مالفوي بلباسه الأنيق وردائه الأسود المفتوح، والآخر أنتونين دولوهوف، ذو الملامح القاسية واللباس الداكن الموحد.
أدرك آلبرت على الفور أنه أمام مواجهة غير متوقعة. كان الرجلان يحملان عصيهم السحرية، وكأنهما على أهبة الاستعداد للهجوم، لكنه لم يُظهر أي علامة على القلق، بل وقف بثبات، ونظر إليهما بعينين حادتين قبل أن يتحدث بصوت هادئ لكن يحمل في طياته نبرة خفية:
"ما الذي تفعلونه هنا؟!"
لم يكن هذا السؤال مفاجئًا، لكنه وضع لوسيوس مالفوي في موقف حساس. كان يعلم أن آلبرت يعرفه جيدًا، فهو والد دراكو، ومن المستحيل أن يخطر ببال الفتى أن لوسيوس واحد من أكثر أتباع فولدمورت إخلاصًا. لهذا، لم يُرد أن يُثير أي شبهة حول وجوده هنا.
ابتسم لوسيوس بخفة، وأزال يده عن عصاه السحرية التي كانت داخل ردائه، محاولًا أن يبدو ودودًا، ثم قال بنبرة ودية مصطنعة:
"أوه، أنت... لقد رأيتك من قبل، أليس كذلك؟ أظن أنك كنت حاضرًا في نهائي كأس العالم للكويدتش العام الماضي؟"
نظر إليه آلبرت للحظة، ثم رسم ابتسامة صغيرة، وأجاب بنفس الهدوء المعتاد:
"أوه نعم، يا سيدي ! لقد رأيتك عدة مرات داخل مدرسة هوجوورتس أيضًا."
على الرغم من نبرته الهادئة، إلا أن آلبرت كان يراقب كل حركة يقوم بها لوسيوس ودولوهوف. لاحظ أن دولوهوف بدا غير مرتاح، لكنه حاول أن يخفي ذلك بابتسامة مزيفة، وكأنه يحاول اللحاق بأسلوب لوسيوس في التمثيل.
مرت ثوانٍ من الصمت، ثم قرر لوسيوس الانتقال إلى صلب الموضوع. عدّل من وقفته قليلًا وقال:
"أوه، حسنًا، لقد أتينا بسبب أمر من الوزير فادج. لقد طلب منا أن نحضر له شيئًا مهمًا من داخل هذه الغرفة... إنها الغرفة رقم 5، أليس كذلك؟"
لم يُعجب هذا التبرير دولوهوف، الذي ألقى نظرة سريعة نحو لوسيوس، وكأنه يريد التأكد مما إذا كان عليه التزام الصمت أو التدخل. لكنه لم يتكلم بعد.
أما آلبرت، فبقي محافظًا على رباطة جأشه، ورد بصوت ثابت:
"نعم، إنها هي، ولكن اعذروني، لقد أخبرني المدير دمبلدور بألا أسمح لأي شخص بالدخول إلى هذا المكان."
ثم وضع يده على رأسه كإشارة اعتذار، لكنه لم يتحرك من مكانه، ولم يُظهر أي نية للسماح لهما بالدخول.
بدأ الغضب يشتعل في عيني دولوهوف، لكن لوسيوس حاول التماسك، فتنهد وقال:
"الوزير فادج هو الأكثر سلطة من دمبلدور، لذا عليك أن تفتح لنا الطريق."
لكن آلبرت بقي ثابتًا في موقفه، ورد بنفس النبرة الحاسمة:
"أنا آسف، لا أستطيع السماح لكم بالدخول إلا إذا حضر الوزير فادج بنفسه أو سمح دمبلدور بذلك."
في تلك اللحظة، انفجر الغضب داخل دولوهوف، وخرجت منه كلمات سبّ قاسية، بينما كان الغضب يتصاعد على وجهه، والعروق بارزة في جبهته.
"تبا لك ولدمبلدور، أنا لن أتحمل الحديث معك أكثر، أيها الطفل الوقح !!"
رأى لوسيوس لحظة غضب دولوهوف، وحاول تهدئته لكنه كان قد تجاوز نقطة اللاعودة.
بسرعة خاطفة، رفع دولوهوف عصاه السحرية، ووجهها نحو آلبرت، وأطلق تعويذة الموت القاتلة بصوت عالٍ، ملأ المكان بنذير شؤم.
"أفادا كيدافرا !!"
توهج ضوء أخضر قاتل، وانطلقت التعويذة بسرعة هائلة نحو آلبرت.
في تلك اللحظة، كان لوسيوس قد فقد الأمل في أن تظل هذه المواجهة سلمية.
تنهد، وأسقط نظره نحو الأرض، وقال بمرارة:
"تبا لك، يا دولوهوف. كم مرة أخبرتك أن تتحكم بغضبك؟!"
لكنه لم يستطع إكمال جملته، فقد شعر بشيء غريب في الهواء.
رفع رأسه ببطء، وعيناه اتسعتا بصدمة هائلة.
كان دولوهوف واقفًا في مكانه، متجمدًا تمامًا، لا يزال يرفع عصاه، لكن جسده لم يتحرك.
ملامح الصدمة كانت واضحة على وجهه، وكأنه لا يصدق ما يحدث.
أما آلبرت...
فكان يقف هناك، دون أن يتحرك، وعيناه تحملان نظرة باردة، كما لو أنه لم يكن حتى قلقًا مما حدث.
وقف آلبرت بلاك في مكانه، يراقب جسد أنتونين دولوهوف المتجمد، بينما كانت أفكاره تتشابك داخل عقله.
• لو كان أي شخص آخر مكانه، حتى أقوى السحرة في وزارة السحر، لما استطاع النجاة من تعويذة الموت التي أطلقها دولوهوف. لكنها لم تكن مسألة قوة فحسب، بل كانت مسألة معرفة مسبقة. •
همس آلبرت لنفسه، وعيناه تحدقان في دولوهوف دون أن يرمش:
• أي شخص آخر لم يكن ليعرف نقطة ضعفك القاتلة دولوهوف... لكنني كنت أعلم. •
عرف آلبرت أن دولوهوف ليس مجرد تابع عادي لفولدمورت. كان ثالث أقوى شخص في صفوف أكلة الموت، بعد سيفيروس سنايب واللورد فولدمورت نفسه، قوته كانت هائلة، فقد كان قادرًا على قتل السحرة المهرة بسهولة، لكن خلف هذه القوة كانت هناك نقطة ضعف مميتة.
"الغطرسة... والاستفزاز."
دولوهوف كان سريع الغضب، يظن أنه لا يُهزم، ويكره أن يُشكك أحد في قوته. في القصة الأصلية، كان هذا العيب القاتل هو ما تسبب في موته. كان دائمًا يندفع دون تفكير عندما يشعر بالإهانة أو التحدي.
آلبرت لم يكن بحاجة إلى قوة سحرية خارقة لهزيمته، بل كل ما كان عليه فعله هو إثارة غضبه حتى يرتكب خطأ قاتل... وهذا ما حدث تمامًا.
"كنت أعرف أنك ستلقي تعويذة الموت، ولهذا السبب ألقيت تعويذة التجميد قبل أن تنطق بكلمتك الأخيرة."
نظر آلبرت إلى يديه للحظة، ثم شد قبضته حول عصاه السحرية. الأمور لم تنتهِ بعد... لوسيوس لا يزال هنا.
وقف لوسيوس مالفوي يشاهد صديقه متجمدًا، غير قادر على الحراك. كان عقل لوسيوس يعمل بسرعة جنونية، يبحث عن مخرج من هذه الفوضى.
"تبا، كنت أعلم أنه قوي... لكن ليس بهذه الدرجة !"
رأى بأم عينيه كيف كان آلبرت قادرًا على مواجهة فولدمورت داخل المقبرة، وبالرغم من ذلك، لم يتوقع أن يكون بهذه الخطورة. لكنه لم يكن يستطيع العودة إلى سيده دون إتمام المهمة.
"لو عدت إلى فولدمورت دون إحضار الحجر... سأموت."
كان عليه التصرف بسرعة. وجه عصاه إلى الأمام بسرعة خاطفة، وأطلق تعويذات الضباب، مما جعل المكان يصبح أكثر ظلامًا وكثافة، حتى لم يعد آلبرت يستطيع الرؤية بوضوح.
كان هدف لوسيوس هو جعل البرت يتوه في هذا الضباب من اجل دخول الى غرفة و الاحد الحجر و العودة الفولدمورت
لكن قبل أن يبتسم بنصره، رأى ضوءًا أحمر يتجه نحوه بسرعة هائلة !
لم يستطع تفاديها في الوقت المناسب، وشعر بألم شديد يضرب جسده، ليسقط أرضًا وهو يصرخ من شدة الألم.
لكنه لم يكن شخصًا يستسلم بسهولة. نظر إلى الجانب، حيث لا يزال دولوهوف متجمداً. لم يكن لديه خيار آخر...
"إن لم يتحرر، فلن أنجو !"
بسرعة، وجه عصاه نحو دولوهوف، وأطلق تعويذة كسر التجميد.
"أخيرًا !"
عاد دولوهوف إلى حالته الطبيعية، لكنه وجد نفسه داخل ضباب كثيف، غير قادر على الرؤية جيدًا. كان يشعر بالإهانة والغضب الشديد من الطريقة التي تجمد بها أمام ذلك الصبي.
"سأقتلك أيها الوغد !"
بدأ يلتفت يمينًا ويسارًا، ثم بدأ بإلقاء تعاويذ الموت بشكل عشوائي، وهو يصرخ:
"أفادا كيدافرا ! أفادا كيدافرا !"
كان يطلقها مرارًا وتكرارًا، محاولًا أن يصيب آلبرت بأي طريقة، لكن دون جدوى. كان الضباب يعيقه تمامًا، وكانت ضرباته تضيع في الفراغ.
وفجأة، سمع صوتًا من الخلف...
"حسنًا، فل تعد إلى سيدك وتخبره أن آلبرت بلاك لا ينسى..."
تجمد دولوهوف في مكانه.
كان الصوت قريبًا جدًا، لكن لم يستطع معرفة من أين جاء. ثم تابع آلبرت حديثه، بصوت هادئ ولكن مليء بالقوة:
"أنا من سينتقم منك شر الانتقام... النبوءة لا تكذب أبدًا."
ثم، قبل أن يتمكن دولوهوف من استيعاب ما يحدث، رأى آلبرت يظهر من العدم أمامه، يوجه عصاه نحوه، ويقول:
"ستوبيفاي !"
لم يكن هناك وقت للهرب.
ضُرب دولوهوف بتعويذة الصعق، وسقط فاقدًا للوعي بجانب لوسيوس.
كان لوسيوس بالكاد قادرًا على الحركة من شدة الألم، لكنه كان يعلم أن عليه الفرار الآن وإلا ستكون نهايته هنا.
"لا يمكنني البقاء هنا... يجب أن أعود !"
بصعوبة شديدة، بدأ يزحف على الأرض نحو جسد دولوهوف، رغم الألم الذي يعصف بجسده.
عندما وصل إليه، أمسك بكتفه، ورفع عصاه بصعوبة، ثم نطق بالكلمات الأخيرة قبل أن يختفيا معًا:
"انتقال آنٍ !"
وفي لحظة، اختفى الاثنان عن الأنظار... تاركين آلبرت واقفًا وحده وسط الضباب الكثيف.
لم يكن يهتم آلبرت بهروبهم ، فالمسعى الذي كان يريده قد حصل عليه
كان سبب تركهم بالهروب هو من اجل ان يتم مسك لوسيوس و هو مع دولوهوف المجرم الخطير عند الوزارة عن طريق الكاميرا التي زرعها خلف لوحة ، مما يترك دالك دليل قاطع للوزارة على أن لوسيوس مالفوي من اتباع فولدمورت
يتبع ....