الفصل 254

أصاب خروج دمبلدور المفاجئ هاري بدهشة كبيرة. ظل جالسا على المقعد بحثا عن التوازن بين مشاعر الصدمة والارتياح.

نهض أعضاء الويز نجاموت، وأخذوا يتحدثون، ويجمعون أوراقهم، ويخرجون. نهض هاري. بدا أن أحدًا لم يعره انتباها، إلا الساحرة الشبيهة بالضفدع الجالسة إلى يمين فادج، والتي أخذت تحدق فيه بدلاً من تحديقها في دمبلدور وهو يتجاهلها، حاول ملاقاة فادج، أو السيدة بونز رغبة في سؤالهما إن كان يمكنه الخروج، لكن فادج كان مصرا على تجاهله، وكانت السيدة بونز مشغولة في حقيبتها؛ لذا فقد أخذ عدة خطوات حذرة نحو باب الخروج وعندما لم يناده أحد، أخذ يسير في خطوات سريعة واسعة.

خطا آخر خطواته عدوا ، ثم فتح الباب وكاد يصطدم بالسيد ويزلي، الذي كان واقفا إلى اليمين بالخارج، ووجهه شاحب وعليه علامات القلق. " لم يقل دمبلدور أي.. ".

قال هاري: " أسقطت عنى جميع التهم " وهو يوصد الباب خلفه.

قبض السيد ويزلى على كتفى هاري وعلى وجهه نظرة مشرقة. " هاري.. هذه أخبار مدهشة طبعا .. ما كانوا ليجدونك مذنبا أبدا، ليس في وجود دليل، لكن، لا يمكن.. لم أكن ....... "

لكن السيد ويزلي كف عن حديثه المرتبك؛ لأن باب القاعة انفتح ثانية وأخذ أعضاء مجلس الويز نجاموت في الخروج تباعا.

قال السيد ويزلي متعجبا وهو يجذب هاري إلى الجانب مفسحا لهم طريقا للخروج " بحق لحية مرلين لقد تمت محاكمتك في وجود مجلس قضاة كامل ".

قال هاري بهدوء: " أظن هذا ".

أومأ بعض السحرة لـهاري فى تحية مقتضبة وهم يخرجون، ومنهم السيدة بونز التي قالت: " صباح الخير يا أرثر للسيد ويزلي " لكن معظمهم حولوا عيونهم بعيداً، وكان آخر من غادر القاعة «كورنلياس فادج والساحرة الشبيهة بالضفدع تصرف فادج كأن السيد ويزلي و هاري جزء من الحائط لكن مرة أخرى، نظرت الساحرة نحو هاري وهي تمر بجانبه.

وآخر من خرج كان بيرسي. ومثل فادج، فقد تجاهل أباه و هاری تماما.. وسار وفي يده لفة كبيرة من الورق، وبعض ريشات الكتابة وظهره متصلب وأنفه في الهواء.

رأى هارى التجاعيد حول فم السيد ویزلي تضطرب.

قال وهو يدفع بـهاري للأمام بعد أن اختفى بيرسي تماما من الممر: " سأعود بك مباشرة إلى البيت لنخبر الآخرين بالأخبار السارة.. سأوصلك إلى البيت وأنا في طريقي إلى ذلك المرحاض في بيثنال جرين هيا معي..... "

سأله هارى مبتسما : " إذن، كيف ستتعامل مع موضوع المراحيض هذا؟ " وقد بدا فجأة أن كل شيء يقابله أكثر طرافة خمسة أضعاف عن حاله الطبيعي. وبدأ في فهم ما حدث لقد أخلى طرفه، إنه برىء، وسيعود إلى مدرسة هوجورتس

قال السيد ويزلي وهما يصعدان السلم: " المسألة بسيطة، سأستخدم تعويذة مضادة للتقيؤ.. لكن الموضوع ليس موضوع علاج الضرر، ما يهمني هو معرفة سبب هذا السلوك التخريبي يا هاري. قد يرى بعض السحرة أن الاستهزاء بالعامة طريف، لكنه تعبير عن شيء أكثر عمقا وأشد شرا، وبالنسبة لي...... "

قطع السيد ويزلي جملته فجأة كانا قد وصلا إلى ممر الطابق التاسع و كورنلياس فادج واقف على مسافة بعض الأقدام منهما، وهو يتحدث إلى رجل طويل القامة ذي شعر احمر

التفت الرجل الآخر مع سماعه لصوت أقدامهما هو الآخر صمت فجأة أثناء حديثه، وضاقت عيناه الرماديتان الباردتان وهو يثبتهما على هاری.

قال دو الشعر الاحمر الذي كان اسمه بروفيس سالامار ببرود: " يا سلام يا سلام.. بوتر ذو البتروناس ". شعر هارى بصدمة شبيهة بحاله عندما يصطدم فجأة بشيء صلب. لم ير هاتين العينين منذ رآهما من خلف قناع أكلة الموت عندما كان في النهائي مسابقة الكويدتش عندما هجم أكلة الموت المكان

لم يصدق هاری أن هذا الشخص الذي هو من اتباع فولدمورت قد يجرؤ على مخاطبته وجها لوجه.. لم يصدق أنه هنا، في وزارة السحر، أو أن كورنلياس فادج يتحدث إليه، بينما أخبر هو فادج منذ بضعة أسابيع أن كل من مالفوى و الاشخاص الذين تعرف عليهم من أكلة الموت

قال السيد بروفيس سالامار بصوت أجش: " كان سيادة الوزير يخبرني لتوه بشأن إفلاتك من العدالة يا بوتر.. يا للطريقة المدهشة التي تنجح بها في الهروب من المآزق كل مرة.. مراوغ كالثعابين "

أمسك السيد ويزلي بكتف هارى محذراً إياه من أي تصرف أحمق.

قال هاری: " أجل... فعلاً، أنا أجيد الهروب ".

رفع بروفيس سالامار عينيه إلى وجه السيد ويزلي.

" وأرثر ويسلى أيضا ! ماذا تفعل هنا يا أرثر؟ ".

قال السيد ويزلي: انا أعمل هنا يا نائب الوزير بروفيس "

قال السيد سالامار وهو يرفع حاجبيه وينظر نحو الباب من خلف كتف السيد ويزلي " ليس هنا طبعا.. حسبتك تعمل في الطابق الثاني.. ألم تهو سرقة أدوات العامة وسحرها في بيتك؟ "

قال السيد ويزلي بحدة وأصابعه مغروسة في كتف هاری: " لا "

سأل هاری سالامار:" ماذا تفعل أنت هنا؟ "

قال سالامار وهو يضبط ثنايا عباءته: " لا أظن أن الأمور الخاصة التي أناقشها مع وزير السحر تعنيك يا بوتر ". سمع هارى وهو يداعب ثنايا ثوبه ما يشبه رنين جيب مليء بالذهب.. أضاف: " أجل... فقط لأنك فتى دمبلدور؟ لا تتوقع منا نفس التسيب.. هلا ذهبنا إلى مكتبك يا سيادة الوزير؟" . قال فادج وهو يدير ظهره للسيد ويزلي و هاری: من هنا يا بروفيس "

سارا معا وهما يتحدثان بصوت منخفض. لم يترك السيد ويزلي كتف هاریي حتى اختفيا في المصعد.

سأله هاري بفضول شدید: " لماذا لم ينتظر أمام مكتب فادج إن كان يناقش معه أموراً خاصة؟ ما الذي جعله ينزل إلى هنا؟ ".

قال السيد ويزلي وعلى وجهه علامات امتعاض شديد: «" في رأيي، يحاول التسلل إلى قاعة المحاكمة " ثم وهو ينظر من فوق كتفه كأنه يريد التأكد من عدم تنصت أحد " يحاول معرفة إن كنت قد فصلت أم لا او ربما قد أتى لشيء ما اخر سأترك رسالة لدمبلدور في البيت وأنا أوصلك، فعليه أن يعرف بكلام سالامار مع فادج للمرة الثانية. وما الأمور الخاصة بينهما في رأيك؟ "

داخل قصر مالفوي ، في أعماق الليل، كان قصر مالفوي غارقًا في ظلام ثقيل، تتراقص فيه ظلال الشموع على الجدران العتيقة. كان القصر، الذي لطالما اشتهر بالفخامة، مغمورًا الآن في جو من الرهبة والخوف، حيث اجتمع اللورد فولدمورت مع أتباعه المقربين.

على رأس الطاولة الطويلة، جلس فولدمورت، عيناه الحمراوان تحدقان في الجميع ببرود قاتل. أمامه وقف بيلاتريكس ليسترانج، وسيفيروس سناب، وفينرير جرايباك، وغيرهم من أكلة الموت، يتبادلون الحديث عن خطتهم القادمة.

"مع حجر الفيلسوف، لن يتمكن أحد من الوقوف في وجهنا..." قالها بيلاتريكس بحماس مجنون، وعيناها تلمعان بجنون العظمة.

أضاف جرايباك وهو يلعق شفتيه: "هوجورتس ستكون لنا قريبًا... تخيلوا الفوضى التي سننشرها !"

لكن قبل أن يواصلوا حديثهم، حدث أمر غير متوقع.

في لحظة مفاجئة، ظهر كل من لوسيوس مالفوي وأنتونين دولوهوف في منتصف القاعة، منهارين تمامًا، أجسادهما ملطخة بالدماء وكأنهما قد خرجا من معركة لا ترحم.

تسمرت الأعين في مكانها، وعمّ الصمت المميت للحظات، قبل أن تنقض نارسيسا مالفوي نحو زوجها، تمسك به بفزع، ووجهها يعكس خليطًا من الخوف والقلق.

"لوسيوس ! ما الذي حدث لك؟!"

لكن لوسيوس بالكاد كان يستطيع رفع رأسه. تنفسه كان ثقيلاً، ونظراته شاحبة، بينما الدماء تقطر من شفتيه.

أما دولوهوف، فكان فاقدًا للوعي تمامًا، جسده يئن بصمت من كثرة الإصابات.

"هذا..." تمتم سيفيروس سناب، وهو يراقب المشهد بعينين متسعتين.

لم يكن من الصعب عليه استنتاج ما حدث. كان واثقًا أن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يجعل اثنين من أقوى أكلة الموت في هذه الحالة هو آلبرت بلاك.

لكن هذا كان غير منطقي. كيف يمكن لفتى صغير أن يسقط لوسيوس ودولوهوف؟ كان الأمر يتجاوز حتى ما توقعه.

بينما كانت الصدمة تسيطر على الجميع، وقف فولدمورت بهدوء مرعب، يراقب أتباعه وهم يسقطون أمامه مثل الحشرات الضعيفة.

شعر بدمائه تغلي من الغضب. لم يكن بحاجة إلى سماع المزيد ليعلم أنهما قد فشلا في مهمتهما.

"لوسيوس !" قال فولدمورت بصوت مخيف، متقدّمًا نحو الرجل المنهار.

تحدث فولدمورت الذي كان ينظر نحو لوسيوس " ما الذي حدث لكم حتى تواجهو دمبلدور؟!"

رفع لوسيوس رأسه بصعوبة شديدة، قبل أن يتمتم: "ل... ليس دمبلدور..."

عقد فولدمورت حاجبيه، صوته انخفض لدرجة قاتلة: "إذن من؟!"

تدخلت نارسيسا بسرعة، محاولة إيقاف زوجها من الحديث، خوفًا على حياته:

"لا تتحدث، أنت في حالة يُرثى لها !"

لكنها صمتت فجأة عندما استدار فولدمورت ناحيتها بعينين ناريتين، وقال بصوت جعله يشع بالسلطة المطلقة:

"اصمتي !"

تراجعت نارسيسا إلى الوراء، جسدها يرتجف من هالة الشر التي أحاطت بالمكان.

أدار فولدمورت وجهه عن نارسيسا، ثم وجه عصاه نحو جسد أنتونين دولوهوف الملقى على الأرض.

"ليجيليمينس !"

بدأت الذكريات تتدفق أمام عيني فولدمورت، ببطء شديد، حتى وصل للحظة الأخيرة قبل أن يفقد دولوهوف وعيه...

في الذاكرة:

وقف آلبرت بلا امام دولوهوف، بينما كان المكان لا يزال مغمورًا بالضباب.

البرت "حسنًا، فل تعد إلى سيدك وتخبره أن آلبرت بلاك لا ينسى..."

اقترب آلبرت أكثر، صوته أصبح أكثر برودة:

"أنا من سينتقم منك شر الانتقام... النبوءة لا تكذب أبدًا يا توم ريدل !"

"تبا لك !"

صوت فولدمورت القوي هز القاعة بأكملها، صدى صراخه ارتطم بجدران قصر مالفوي حتى كادت الأرضية ترتجف تحته.

الصدمة سيطرت على الجميع. لم يكن أحد قد رأى فولدمورت بهذا الغضب منذ سنوات.

كيف تجرأ آلبرت بلاك على مناداته باسمه الحقيقي؟!

كيف تجرأ على الوقوف ضدي بهذه الطريقة الوقحة؟!

كانت هذه إهانة لا تُغتفر.

تقدم فولدمورت ببطء، عيونه تشتعل بالكراهية:

"لقد تجاوز هذا الفتى حدوده... لن أسمح له بالنجاة !"

يتبع ...

2025/02/23 · 26 مشاهدة · 1442 كلمة
نادي الروايات - 2025