الفصل 256
وجد هاري نفسه يحلم أحلام اليقظة عن هوجورتس أكثر وأكثر مع اقتراب الإجازة من نهايتها.. لم يصبر على انتظار العودة إلى هاجريد ثانية، ولعب الكويدتش، والتعثر في النباتات الغريبة بالصوبات الزجاجية وقت حصة علم الأعشاب.. يا لها من متعة، مجرد مغادرة هذا البيت المترب الكئيب، حيث تجد نصف الخزانات موصدة وكريتشر يلقى بالإهانات من بين الظلال وأنت تمر بجانبه لكن هاري كان حريصًا على ألا يذكر أيا من هذا بالقرب من سيريوس.
الحقيقة أن العيش في مقر حركة مناهضة لـفولدمورت لم يكن مثيرا أو جميلا كما توقع هاري رغم حضور الكثير من أعضاء جماعة العنقاء ويبقون لتناول الطعام، وفى بعض الأحيان لا يبقون سوى دقائق قليلة متبادلين همسات قليلة، وتحرص السيدة ويزلي وقتها على أن يكون هاري والآخرون بعيدين عن مرمى السمع سواء بالآذان الممتدة أو الطبيعية
ولم يكن أحد ولا حتى سيريوس يشعر بأن هاري يحتاج المعرفة أكثر مما عرفه ليلة حضوره إلى البيت.
وفي اليوم الأخير من الإجازة كان هاري يزيل فضلات بومته هدويج من فوق الخزانة، عندما دخل رون حجرتهما حاملا خطابين.
قال وهو يلقى بأحدهما نحو هاري، الذى كان واقفا على مقعد: " وصلت قوائم الكتب المطلوبة للعام الدراسي الجديد.. في وقتها المناسب، ظننتهم نسوا إرسالها، فهم فى العادة يرسلونها قبل هذا بكثير...... "
مسح هاري آخر الفضلات وألقاها في كيس القمامة، ثم ألقى بها من فوق رأس رون لتستقر داخل سلة القمامة في ركن الحجرة، والتي ابتلعت الكيس وتجشأت بصوت مسموع فض رسالته.. كان بها لفافتان من الورق واحدة تذكره بالحضور في الأول من سبتمبر، والثانية تخبره بالكتب المطلوب شراؤها للعام الدراسي القادم.
أخذ يقرأ: " لا يوجد سوى كتابين جديدين هما كتاب التعاويذ المدرسي الصف الخامس تأليف ميراندا جوشاوك، ونظرية السحر الدفاعي تأليف ويلبرت لينكهارد ".
كراك.
تجسد كل من فريد و چورج بجانب هاري. كان قد تعود على تجسدهما السحرى المتكرر حتى إنه لم يسقط عن مقعده بسبب المفاجأة.
قال فريد بلهجة الراغب فى النقاش: " كنت أنا و جورج نتحدث منذ قليل ونتساءل عمن أضاف كتاب لینکهارد ".
قال جورج " لأن هذا يعنى أن دمبلدور وجد مدرسا لمادة السحر الأسود". فأضاف «/فريد: " وفي الوقت المناسب ".
سأل هاري ناهضا عن مقعده: " ماذا تعنى؟ ".
قال فريد لـهاري : " الواقع، سمعنا أمى وأبى بالآذان الممتدة يتحدثان منذ بضعة أسابيع.. وطبقا لما قالاه، فإن دمبلدور يواجه صعوبة في العثور على مدرس لهذه المادة هذا العام. "
قال چورج " هذا متوقع مع ما حدث لآخر أربعة أساتذة يتولون تدريس المادة "
قال هاري وهو يحصيهم على أصابعه " أحدهم ذهب عقله، والآخر مات والثالث فقد الذاكرة، والأخير حبس في حقيبة الملابس لمدة تسعة أشهر.. أجل أفهم ما تقصد ".
سأل فريد: " ماذا تفعل يا رون؟ "
لم يجبه رون. نظر هاري حوله. كان رون واقفا جامدا في مكانه وفمه مفتوح، وهو يحدق في رسالته القادمة من هوجورتس.
قال فريد بنفاد صبر وهو يدور حول رون؛ ليرى المكتوب بالورقة من فوق كتفه: " ما الأمر؟ "، وانفتح فم فريد في ذهول مماثل.
قال محدقا بلا تصديق فى الرسالة: " رائد الفصل؟! رائد الفصل ؟! "
قفز جورج للأمام، وقبض على الرسالة الأخرى من يد رون الأخرى. وقلبها رأسا على عقب. رأى هارى شيئًا أحمر ذهبيا يسقط إلى راحة يد چورچ.
قال فريد وهو يختطف الرسالة من يد رون ويرفعها لتواجه الضوء كأنه يتحقق من علامة مائية على عملة نقدية: " بالتأكيد في الأمر خطأ ما ... لا أحد عاقل بما فيه الكفاية يُنصب رون رائدا للفصل ".
قال چورج بنبرة هامسة كمن ألمت به مصيبة: " لا يمكن "
دار رأسا التوأمين فى وقت واحد وحدقا في هاري
قال فرید بنبرة كأن هاري قد خدعهما: " حسبناك المرشح الأول للمنصب "
قال چورج كأنه قد تلقى إهانة: " حسبنا دمبلدور سيختارك ".
قال جورج لـفريد: " لا بد أن المشاكل التي تسبب فيها لم تكن في صالحه ".
قال فرید ببطء: " أجل. فعلا.. فقد تسببت في الكثير من المشكلات يا صاحبي على الأقل واحد منكما نفع نفسه وفعل الصواب ".
سار بجوار هاري وربت على كتفه بتقدير، ثم ألقى نظرة محتقرة على رون وهو يقول: " رائد الفصل ؟ ".
قال جورج متألما ، وهو يلقى بشارة رائد الفصل إلى رون كأنها ستلوثه: " ياه.. ستفرح أمى كثيرا. "
أخذ رون الشارة دون أن ينطق بكلمة، وحدق فيها للحظة، ثم رفعها لـهاري كأنه يسأله بلا كلام أن يؤكد له حقيقة ما يحدث.
أخذها هاري. كان عليها حرف P كبيرًا مرسوما فوق شعار أسد جريفندور. رأى شارة مثل هذه من قبل على صدر بيرسي، في يومه الأول بمدرسة هوجورتس. انفتح الباب ودخلت هيرميون إلى الحجرة، ووجنتها محمرة وشعرها يتطاير من خلفها. كان هناك رسالة في يدها.
" ...هل... هل وصلك ال...؟ "
لمحت الشارة في يد هاري فصاحت صيحة فرحة.
قالت بحماس وهي تلوح برسالتها: " كنت أعرف... أنا أيضا يا هاري، أنا أيضا. " قال هاري بسرعة، وهو يدفع بالشارة إلى يد رون: «لا.. إنها شارة رون لیست شارتی "
" انها ماذا؟! ".
قال هاری " رون هو رائد الفصل، ولست أنا ".
قالت هيرميون بدهشة: " رون؟! لكن... هل أنت واثق من.... أعنى هل...... اليس آلبرت ؟ يعني هو الأكثر تفوقا في سنة السابقة !"
صار لون وجهها أحمر، و رون يلتفت إليها وعلى وجهه أمارات التحدى. قال: " إن اسمى هو المكتوب في الرسالة "
قالت هيرميون بارتباك: " أنا... أنا ... ... رائع يا رون... أحسنت فعلاً. "
قال رون وهو يومئ برأسه: " غير متوقع؟ "
قالت هيرميون ووجهها أحمر أكثر مما سبق: " لا .. لا أقصد هذا .. لقد قام رون بالكثير من... إنه حقا....... "
انفتح الباب أكثر من خلفهما، ودخلت السيدة ويزلي إلى الحجرة ومعها عباءات مدرسية مغسولة ونظيفة.
قالت وهي تنظر حولها إلى كل الرسائل التي معهم، وهى تتقدم إلى الفراش وتبدأ في صف العباءات في صفين: " چيني تقول إن قوائم أسماء الكتب قد وصلت أخيرا.. إن أعطيتموني القوائم سأحضرها لكم من زقاق دياجون عصر اليوم بينما تحزمون أنتم حقائبكم. رون، سأحضر لك المزيد من المنامات، فقد زاد طولك ست بوصات على الأقل، لا أصدق السرعة التي تنمو بها .. ما اللون الذي تريده ؟"
قال جورج بسخرية: " أحضرى له منامات باللون الأحمر والذهبي لتليق على شارته "
قالت السيدة ويزلي بذهن شارد وهى تكوم بعض الجوارب البنية وتضعها فوق كومة ملابس رون: " تليق على ماذا؟ ".
قال فريد بنبرة من يبغى الانتهاء من المسألة سريعا: " شارته.. فمعه شارة رائد فصل جميلة ولامعة. "
فكرت السيدة ويزلي قليلاً في كلمات فريد، حتى وصل إليها المعنى وسط انشغالها بالمنامات.
" ..شار... لكن... رون، هل أنت فعلاً...؟"
رفع رون شارته.
أطلقت السيدة ويزلي صيحة مماثلة لصيحة هيرميون
" لا أصدق لا أصدق ياه... يا رون ياللروعة رائد الفصل هذا يعنى أن كل من بالأسرة....... "
قال جورج بكبرياء وشمم، وأمه تدفعه جانبًا وتحيط بيدها رقبة أخيه الأصغر: " وماذا نكون أنا وفريد؟ جيرانكم؟! "
" انتظر حتى يعرف أبوك يا رون أنا فخورة بك جدا، يالها من أخبار مدهشة، قد تصبح الطالب الأول، تماما مثل بيل، وبيرسي، كونك رائدا للفصل هو الخطوة الأولى آه يا لسعادتي وسط كل هذا القلق، أنا سعيدة يا رون "
يتبع ...
( حسنا الفصل القادم ان شاء الله سيكون اخر فصل قبل بداية سنة الدراسية )