الفصل 277

کان هاري أول من استيقظ في الحجرة صباح اليوم التالي، رقد للحظة يراقب ذرات الغبار تدور على خلفية أشعة الشمس القادمة من فتحة في ستائر الفراش ذى الأعمدة الأربعة، مستمتعا بفكرة قدوم يوم الأحد. بدا له أول أسبوع في الفصل الدراسي كأنه استمر للأبد، كأنه حصة تاريخ سحر عملاقة.

ومن السكون الناعس وشعاع الشمس الطازج، بدا واضحا أن اليوم في بدايته لملم الستائر من حول فراشه، ونهض وبدأ في ارتداء ملابسه. الصوت الوحيد الذي سمعه بخلاف صوت العصافير كان صوت أنفاس زملائه الثقيل وهم نيام

فتح حقيبته المدرسية بحرص، وجذب منها رقعة ورق وريشة كتابة، وخرج من جناح النوم إلى حجرة الطلبة.

اتجه إلى مقعده الوثير إلى جانب المدفأة، وجلس، ثم فض رقعة الورق مجيلا طرفه في الحجرة. كانت قصاصات الورق، والزجاجات الخالية، وعلب الحلوى الفارغة، وغيرها مما يغطى حجرة الطلبة مع نهاية اليوم، قد اختفت ومعها قبعات هيرميون، متسائلاً إن كانت الأقزام تأخذها أم لا.

فتح هاري قنينة الحبر، وغمس فيها ريشة الكتابة، ثم رفعها فوق السطح الأبيض المصفر الرقعة الورق، مفكرا متأملاً .. لكن بعد دقيقة وجد نفسه يحدق في المدفأة الخالية، وليس عنده أي شيء ليقوله أو يكتبه.

قدر فجأة كم الصعوبة التي كان كل من رون و هيرميون يلقيانها في كتابة رسائل إليه وقت الصيف. كيف يخبر سيريوس بشأن ما حدث طوال الأسبوع الماضى، ويطرح عليه أسئلة يتحرق لمعرفة إجاباتها، دون أن يعطى المتلصصين على الرسائل أية معلومات لا يريد لهم معرفتها؟

جلس في جمود لبعض الوقت محدقا في المدفأة، ثم أخيرا، اتخذ قرارا، فغمس الريشة في قنينة الحبر ثانية، وبدأ في الكتابة...

" عزیزی سنافلس "

" لعلك بخير.. مر الأسبوع الأول بشعا، وأنا مسرور حقا بقدوم الإجازة. "

" جاءتنا معلمة جديدة لمادة الدفاع عن النفس ضد السحر الأسود، وهي الأستاذة أمبريدج. إنها في لطف وظرف أمك. أنا أكتب إليك بشأن الموضوع الخاص بالصيف الماضي، لأقول: إنه قد وقع ثانية ليلة قبل أمس وأنا في جلسة عقاب مع أمبريدج. "

" جميعنا نفتقد صديقنا الأكبر، ونتمنى عودته سريعا. "

" برجاء الرد بسرعة. "

" تحياتي "

" هاري "

عاود هاري قراءة الرسالة مرارا، محاولاً معرفة ما يمكن أن يفهمه شخص غريب منها. لم ير أيا مما كتبه سهل التفسير... تمنى لو يفهم سيريوس الإشارة الخفية إلى هاجريد ويخبره بموعد رجوعه.

لم يرد طرح السؤال بصورة مباشرة، حتى لا يجذب الانتباه إلى غياب هاجريد عن هوجورتس.

وبالرغم من كونه خطابًا قصيرا، إلا أنه أخذ الكثير من الوقت ليكتبه، وكانت الشمس قد تسللت إلى منتصف الحجرة عندما انتهى، أغلق لفافة الورق بحرص شديد، ثم خرج عبر فتحة اللوحة متجها إلى برج البوم.

قال نيك مقصوف الرقبة تقريبا وقد خرج من خلف جدار أمام هاري " ما كنت لأذهب إلى حيث ستذهب إن كنت مكانك.. بيفيس يخطط لمقلب كبير على أول من يصل إلى منتصف هذا الممر "

سأله هاري: " وهل سيسقط شيء ما على رأس من يمر في مقلبه هذا؟ ". قال نيك مقصوف الرقبة تقريبا بصوت ملول: " أجل.. فهذه الطريقة في المزاح هي نقطة قوة بيفيس. سأذهب لأبحث عن البارون الدموى، ربما يساعدني في وضع حد لهذه المهزلة الأرضية.. إلى اللقاء يا هاري " .

قال هاری: " طيب.. وداعًا " وبدلاً من المضى إلى الأمام، انحرف إلى اليمين، ثم إلى اليسار، متخذا المسار الأطول إلى برج البوم.

ارتفعت معنوياته عندما مر إلى جوار نافذة تظهر منها السماء زرقاء زاهية.. سيحضر التدريب فيما بعد، سيعود إلى ملعب الكويدتش أخيرا.

مس شيء ما كاحله نظر لأسفل فرأى قطة فراش المدرسة الآنسة نوريس، وهي تحتك به عابرة إلى جواره رفعت عينيها الصفراوين إليه للحظة قبل أن تختفى خلف تمثال الساحر العظيم ولفريد الفريد

قال لها هاري: " أنا لا أقوم بأى شيء خطأ " كان شكلها يوحى بأنها ستذهب لتخبر صاحبها بما رأته.. لكن هاري لم يعرف السبب.. كان مصرحاً له بالصعود إلى برج البوم صباح يوم الأحد مثل كل الطلاب.

أصبحت الشمس في كبد السماء، عندما دخل هاري البرج، فبهر الضياء الشديد القادم من النوافذ عينيه.. أشعة الشمس الفضية تتقاطع عبر الحجرة التي يرقد فيها مئات البوم، وبعضها عاد من الصيد. كانت الأرض المغطاة بالقش تصدر أصواتا وهو يخطو فوق عظام الحيوانات التي أكلها البوم مديرا رأسه بحثا عن هدويج.

قال بعد أن رآها قريبة من السقف المقبب: " ها أنت ذا.. انزلي.. معى رسالة لك " .

بصوت خافت فردت جناحيها الأبيضين الكبيرين، وحطت على كتفه. قال: " اسمعى.. أعلم أن هذه الرسالة مكتوب عليها من الخارج أنها موجهة لسنافلس، لكنها لسيريوس.. اتفقنا ؟ " وأعطاها الرسالة فأمسكتها بمنقارها.

غمزت بعينيها العنبريتين لتخبره أنها قد فهمت.

قال هاري وهو يحملها إلى واحدة من النوافذ: " رحلة آمنة" وبعد أن ضغطت على ذراعه للحظة طارت لترفرف في السماء الزرقاء اللامعة.

راقبها حتى صارت نقطة سوداء على بعد واختفت، ثم نقل بصره إلى كوخ هاجريد الذي رآه غير مسكون، ومدخنته لا يتصاعد منها الدخان والستائر مفرودة. أخذت قمم أشجار الغابة المحرمة تتمايل مع النسيم الخفيف.

راقبها هاري، مستمتعا بالهواء المنعش على وجهه، مفكراً في تدريب الكويدتش... ثم رآى حصانا مجنحا أشبه بالزواحف، مثل الجياد التي رآها مربوطة إلى عربات هوجورتس، وجناحاه الجلديان الأسودان مفرودان مثل حيوان خرافي محلقا فوق الأشجار.

طار في دائرة واسعة، ثم عاد إلى الأشجار. حدث ما حدث بسرعة، حتى إن هاري كاد لا يصدق ما رآه.

انفتح باب برج البوم من خلفه. قفز مرعوباً، ثم وهو يلتفت بسرعة، رأى تشو تشانج واقفة وفى يدها رسالة وعبوة سترسلها كطرد.

قال لها هاري بصورة آلية: "أهلاً"

قالت مأخوذة: " آه... أهلاً .. لم أتخيل أن أجد أحدًا هنا في هذا الوقت من الصباح.. تذكرت منذ خمس دقائق أن اليوم هو عيد ميلاد والدتي " .

رفعت العبوة لتريها إياه.

قال هاري مرتبكا: " واضح ". أراد أن يقول شيئًا طريفا وهاما، لكن رؤيته للجواد الطائر كانت لا تزال طازجة في ذاكرته.

قال مشيراً إلى النوافذ: " صباح جميل " وهو يشعر بالحرج. الطقس؟ هل أتحدث عن الطقس؟

قالت تشو ناظرة حولها في أركان البرج: " أجل... جو مناسب للعب الكويدتش. لم أخرج طوال الأسبوع، هل خرجت أنت؟ ". قال هاري: " لا "

اختارت بومة من البوم المدرسي، ورفعتها إلى يدها، فمدت البومة قدمها بانتظار ربط العبوة.

سألت هاري قائلة: " هل انضم إلى فريق جريفندور حارس مرمی جدید؟ ". قال هاري: " أجل، إنه صديقى رون ويزلب . هل تعرفينه؟ "

قالت تشو ببرود: " کاره فريق التورنادوز؟ هل هو ماهر؟ " .

قال هاري: " أجل.. أعتقد هذا لم أشهد اختباراته، فقد كنت في الاحتجاز " .

نظرت تشو إلى أعلى، والطرد نصف مربوط إلى قدم البومة.. قالت بصوت خفيض: " أمبريدج هذه قاسية.. هل احتجزتك لأنك تقول الحقيقة عن.. عن الذي تعرفه ؟ الجميع يعرفون، وانتشر الخبر في المدرسة. أنت شجاع لمواجهتك لها ".

امتلأ صدر هاري فرحة بسرعة، حتى إنه شعر بأنه على وشك الطيران بضع بوصات لأعلى. من يهتم بالجواد الطائر الغبي.. تشو تراه شجاعًا.

للحظة فكر في أن يريها متعمدا جرح يده وهو يساعدها في ربط الطرد إلى قدم البومة.. لكن لحظة ورد إلى خاطره هذا الخاطر السعيد انفتح باب البرج ثانية.

دخل فیلش فراش المدرسة إلى البرج، كانت هناك بقع بنفسجية على وجنتيه وشعره الرمادي الخفيف أشعث... بدا من الواضح أنه قطع الطريق إلى البرج جريا... جاءت من خلفه الآنسة نوريس، وأخذت تنظر إلى البوم فوقها بجوع.

رفرفت بعض الأجنحة القلقة وكشفت بومة بنية عن منقارها مهددة القطة.

" آها " . كان هذا صوت فيلش، وهو يتقدم خطوة من هاري ووجنتاه المرتخيتان ترتجفان من الغضب.. قال: " سمعت أنك أرسلت منذ لحظات رسالة تطلب فيها شحنة كبيرة من الدانجبومب " .

عقد هاري ذراعيه ونظر إلى الفراش قائلاً: " ومن قال لك هذا؟ " .

نقلت تشو بصرها بينهما، مقطبة الجبين هي الأخرى.. والبومة على ذراعها، متعبة من مدها لقدمها، فأطلقت نعيبا احتجاجيا، لكن تشو تجاهلتها.

قال فیلش بثقة بالغة: " عندى مصادرى.. والآن ناولني رسائلك " .

قال هاري شاعرًا بقدر هائل من الراحة؛ لأنه قد أرسل الرسالة بالفعل لا أقدر.. لقد طارت "

قال فیلش: " طارت؟ " ووجهه قد شوهه الغضب.

قال هاري بهدوء: " طارت " .

فتح فيلش فمه وهو في ثورة من الغضب، وحاول نطق بعض الكلمات التي لم تخرج، ثم نظر لعباءة هاري كأنه سيقطعها بعينه.

" وكيف أعرف أن رسالة الطلبية ليست في جيبك؟" .

قالت تشو بغضب: " رأيته وهو يرسلها " . فالتفت فيلش إليها.

" رأيته وهو ..؟ "

قالت بغيظ : " أجل.. رأيته "

مرت لحظة من الصمت حدق خلالها فيلش في تشو وبادلته تشو النظر، ثم عاد من حيث جاء توقف ويده على مقبض الباب، والتفت إلى هاری وقال: " إن عرفت بوجود أقل القليل من الدانجبومب فسوف..... "

نزل السلم، وألقت الآنسة نوريس نظرة اشتياق أخيرة على البوم، وتبعته.

تبادل هاری و تشو النظر. قال هاري: " أشكرك "

قالت تشو، وهى تثبت الطرد أخيرًا إلى قدم البومة ووجهها محتقن قليلاً:

" العفو... أنت لم تكن ترسل رسالة طلبا للدانجبومب.. أليس كذلك؟ " .

قال هاري " بلی "

قالت وهي تحمل البومة بحرص إلى النافذة: " أتساءل لماذا ظن فيك ما ظنه ". هز هاري رأسه. كان متعجبا من الموضوع مثلها تماما، بالرغم من أن الأمر لم يزعجه كثيرا في تلك اللحظة.

غادرا البرج معا. وعند مدخل الممر المؤدى إلى الجناح الغربي من القلعة

قالت تشو " سأذهب من هنا .. أ.. أراك قريبا. "

" حسنًا.. إلى اللقاء "

ابتسمت وانصرفت مضى هاري فى طريقه شاعرا بالابتهاج. تمكن أخيرا من الكلام معها دون أن يحرج نفسه.. قالت تشو إنه شجاع... لم تكن تكرهه.

بالطبع كانت تفضل سيدريك عليه.. لكن لو كان طلب منها حضور الحفل معه قبل أن يفعل سيدريك كانت ستتغير الأمور..

بدا عليها الأسف الشديد عندما طلب منها هاري الذهاب إلى الحفل معه بعد سيدريك.

قال هاري بتألق لكل من رون و هيرميون و آلبرت وهو ينضم إليهما على مائدة جريفندور بالقاعة الكبرى لتناول الإفطار: " صباح الخير ".

قال آلبرت ناظرا إليه بدهشة: " ما سبب كل هذه الفرحة؟ " .

قال هاري بسعادة وهو يجذب طبق بيض كبيرا نحوه: " إحم.. تدريب الكويدتش اليوم "

قال آلبرت " نعم هذا واضح " . وضع قطعة كبيرة من الخبز المحمص أمامه وأخذ رشفة كبيرة من العصير

بعدها قال رون لهاري: " اسمع... ما رأيك في أن نبدأ أنا وأنت و آلبرت التدريب مبكرًا عن الآخرين؟ حتى.. حتى.. ... أتدرب قليلاً قبل التمرين.. حتى... كما تعرف أركز في التمرين " .

قال هاري: " طبعا " .

قالت هيرميون بجدية: " انظرا .. لا أظن أن ما تفعلانه صحيح.. لديكما الكثير من الواجب المتأخر و...... "

لكنها صمتت وصل بريد الصباح، وكالعادة، هبطت إليها البومة حاملة جريدة الدايلي بروفيت، وحطت بالقرب من طبق السكر ومدت قدمها.

أخرجت هيرميون عملة نات من حقيبتها ووضعتها في كيس البومة المربوط بقدمها، وأخذت منها الجريدة، ونظرت نظرة فاحصة إلى الصفحة الأولى، قبل أن تطير البومة مبتعدة.

قال رون " هل وجدت شيئًا مهما؟ ". ابتسم آلبرت، وهو يعرف أن رون حريص على الابتعاد عن موضوع الواجب.

تنهدت قائلة: " لا أخبار عن عازف جيتار فريق الإخوة الغرباء.. سيتزو قريبا " .

فتحت هيرميون الجريدة واختفت خلفها. انتبه آلبرت لطعامه، بينما أخذ رون ينظر إلى خارج النوافذ العالية، وعلى وجهه علامات الانشغال. قالت هيرميون فجأة: " ما هذا؟ لا .. سيريوس ! "

قال آلبرت وهو يختطف الجريدة بعنف تمزقت معه من منتصفها، فأصبح معه نصفها ومع هيرميون النصف الآخر: " ماذا حدث؟ "

قرأت هيرميون النصف الذي بيدها: " تلقت وزارة السحر خبرا من مصدر موثوق به، يفيد بأن سيريوس بلاك.. المجرم الخطير... إلخ إلخ إلخ.. في لندن ".

قال آلبرت بصوت خفيض غاضب " ابناء الكلاب هؤلاء الوزارة !! ألم بعد ابي بريء من هذه التهمة ؟! كيف هم لا يزالون يتهمونه بهذه التهم ؟؟"

قال رون والانزعاج يملأ وجهه: "ماذا؟ لم تقل إن... " .

بعدها فكر البرت في شيء ما ليقول " ربما ... ربما هم يريدون إعادة هذه القضية بسببي !!"

جاءه تحذير الاثنين.

ثم أكملت هيرميون قراءتها : ... تحذر الوزارة مجتمع السحرة من أن بلاك خطير.. وأنه قد سبق له قتل ثلاثة عشر شخصا.. وهرب من أزكابان... " ثم أنهت كلامها قائلة: " الكلام الساذج المعتاد " وهي تلقي بنصف الجريدة على المائدة وتنظر بخوف إلى البرت و هاري .. ثم همست " يجب ان يدعي الوزارة بهذا الامر ، فهو قد تم تبرئته من دالك !!"

صمت البرت قليلا ليقول " ربما فولدمورت قد بدأ بالهجوم علي !!"

بعدما سمع رون كلمة فولدمورت تصدر من فم البرت ، وضع كلتا أصابعه على أذنه من اجل ان لا يسمع دالك الاسم

قالت هيرميوت في دهشة " كيف تقصد ان الذي تعرفه يهاجمك ؟!"

قال آلبرت " انتم لا تعرفون شيء بتاتا !!"

تدكر البرت انه عندما كان هاري في محاكمة داخل الوزارة ، قد كان البرت لقن درسا للوسيوس و دولوهوف ، مما جعل فولدمورت يرتد هجمة بالإعلام

نظر هاري بتجهم إلى نصف الجريدة الذي معه. كانت بعض الصفحات ليس بها إلا إعلانات عن عباءة مدام مالكين لكل الأغراض، والتي يقول الإعلان إن عليها خصما.

يتبع ...

2025/03/27 · 36 مشاهدة · 2057 كلمة
نادي الروايات - 2025