الفصل 282
لم يكن العالم السحري كما كان عليه قبل أسابيع قليلة، فقد اهتزت بريطانيا السحرية بالكامل بعدما انتشرت أخبار عودة اللورد فولدمورت، الساحر الذي أرعب الجميع قبل أكثر من عقد.
الآن، لم يعد هناك مجال للإنكار أو التشكيك، بعد رؤية جميع الأدلة و البراهين ، لقد عاد سيد الظلام حقا، وكلماته الأخيرة في صحيفة التنبؤ اليومي جعلت الجميع يدرك أن الحرب لم تعد مجرد احتمال، بل أصبحت واقعًا ينتظر الانفجار.
في وسط هذا التوتر، كانت مدرسة هوجورتس تحاول التمسك بروتينها اليومي، رغم أن الظلال القاتمة للخوف كانت تتسلل إلى الممرات والقاعات الحجرية العتيقة.
كان الطلاب يتبادلون النظرات القلقة، والأساتذة يحاولون تهدئتهم، لكن الجميع كانوا يعلمون أن العالم لن يكون كما كان عليه بعد الآن.
لكن وسط هذه الأجواء المشحونة، كانت هناك لحظة فرح نادرة داخل أسوار القلعة السحرية، كان فريق جريفندور للكويدتش قد قدم عرضًا مذهلًا في البطولة بأكملها حتى وصلو الى نصف النهائي، لينتزع فوزًا ساحقًا على سليذرين بنتيجة 190 - 40، ليحجزوا بذلك مكانهم في المباراة النهائية.
لم يكن جريفندور قد وصل إلى النهائي منذ موسم 1975/1976، عندما كان جيمس بوتر وسيريوس بلاك يقودان الفريق نحو المجد.
كانت المباراة مشتعلة منذ اللحظات الأولى، لكن سرعان ما تحولت إلى استعراض مذهل بفضل لاعب واحد: ألبرت بلاك. لم يكن أحد يتوقع أن يصبح الورقة الرابحة لجريفندور، لكنه صدم الجميع بأسلوب لعبه الفريد. لم يكن مجرد مطارد عادي، بل كان يستخدم البلادجر بطريقة لم يسبق لأحد أن رآها من قبل.
كان ألبرت يسدد الكرات الحديدية بسرعة خاطفة، مستغلًا قوته ودقته لضربها في زوايا مستحيلة، مما جعل من المستحيل تقريبًا على حارس سليذرين التصدي لها.
في لحظة، كان يختفي عن الأنظار، وفي اللحظة التالية كان يسجل هدفًا مذهلًا، لدرجة أن الجماهير لم تكن تدرك أنه سجل إلا عندما كانت الكرة تسقط في دائرة المرمى الخصم.
هاري بوتر، الذي كان يبحث عن السنيتش الذهبية، كان بالكاد قادرًا على التركيز بسبب الضجة في المدرجات. رون ويزلي، الذي كان حارس مرمى جريفندور، وقف مذهولًا أكثر من مرة وهو يشاهد صديقه يغير قواعد اللعبة أمام عينيه و تحطيم الارقام القياسية .
كان من بين ارقام التي حطمها البرت على سجل تاريخ كويدتش هي :
رقم قياسي : أسرع مباراة تم إتمامها في أربع دقائق وعشر ثوان فقط ، فبفضل البرت ، كانت اهدافه هي من ساهمت في انهاء مباراة بسرعة رهيبة بحيث سجل لوحده اكثر من عشر اهداف في غضون اربع دقائق ( كل هدف بعشر نقاط ، لدالك البرت سجل 14 هدف ، ليسجل بعدها كل من جورج و فريد هدفين لكل منهما و كيبر هدف )
رقم قياسي : كان اكثر لاعب سجل في مباراة واحدة في تاريخ كويدتش كان من نصيب ماركوس لامين البريطاني جنسية بحيث سجل 12 هدف في مباراة واحدة ليحطم البرت هذا الرقم بتسجيله 14 هدف في مباراة واحدة
انتهت المباراة في هذا التوقيت بسبب ان جريفندور كانو يحتاجون فقط ل190 نقطة من اجل فوز مباشرة و التأهل إلى نهائي
في حين دراكو مالفوي، قائد فريق سليذرين، فقد كان غاضبًا لدرجة أنه كاد يسقط من مقشته أثناء محاولته اعتراض ألبرت، لكن بلاك كان سريعًا جدًا بالنسبة له.
عندما انطلقت صافرة النهاية، انفجرت مدرجات جريفندور بالصراخ والهتاف، الطلاب قفزوا إلى داخل الملعب، يحتفلون بأبطالهم الذين أعادوا الأمل إلى منزل الأسد بعد سنوات من الإخفاقات.
كان هاري أول من عانق ألبرت، وهو يضحك
ضحك ألبرت، وهو يضع يديه على كتف صديقه: "أردت فقط أن أعطيك بعض الوقت الإضافي للبحث عن السنيتش !"
بينما كان الجميع يحتفلون، نظر البروفيسور سناب إلى المشهد بوجه متجهم. لم يكن من المعتاد أن يرى فريقه يخسر أمام جريفندور، خاصة بهذه الطريقة المهينة. أما البروفيسور ماكجونجال، فقد بدت وكأنها أصغر بعشرين عامًا وهي تصفق بحماس نادر.
مع وصول جريفندور إلى النهائي، كان الجميع يعلم أن هناك مباراة أخرى قادمة، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن المباراة الحقيقية لم تكن في الملعب، بل في العالم السحري نفسه.
بينما كان الطلاب يحتفلون، كانت الوزارة السحرية تعيش حالة من الفوضى، وكان دمبلدور يعلم أن فولدمورت لن يبقى هادئًا بعد الآن.
أما ألبرت، فقد وقف وسط أصدقائه، يبتسم بانتصار
كان لاعبو جريفندور في قمة سعادتهم، يحيطون بألبرت بلاك ويحملونه عاليًا، يهتفون باسمه وهم يتأرجحون به ذهابًا وإيابًا في الهواء. كانوا يعلمون جيدًا أنه لولا مهاراته المذهلة، لما تمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة في البطولة.
لم يكن مجرد لاعب في الفريق، بل كان القوة الدافعة التي قادتهم إلى المجد.
في المدرجات، كان طلاب جريفندور الآخرون يقفون مهللين، يصفقون بحرارة. من بينهم كان نيفيل لونجبوتوم الذي كان يضرب كفيه ببعضهما بحماس شديد، فيما كان شيموس فينيغان يلوح بوشاح جريفندور بحماس، غير قادر على كبح فرحته.
أما هيرميون ، فقد كانت قد قضت المباراة بأكملها على أعصابها، متوترة في كل لحظة، متعلقة بكل تمريرة وكل حركة يقوم بها ألبرت. ولكن بمجرد أن دوى صوت الصافرة معلنًا نهاية المباراة بفوز فريقها، انطلقت تصرخ عاليًا، لم تستطع السيطرة على نفسها. كانت تشعر بشيء غريب لم تعهده منذ فترة طويلة، مزيج بين الفخر العارم والحب العميق. رؤية حبيبها ألبرت يسجل الهدف القاتل الذي حسم المباراة جعلت قلبها يخفق بسرعة لم تعهدها من قبل.
ركضت نحو أرض الملعب، غير مهتمة بالفوضى حولها، ووقفت تراقبه وهو يحتفل مع هاري ورون، يعانقانه بحرارة.
على الجانب الآخر...
بينما كانت السعادة تعم جريفندور، كان مشهد فريق سليذرين عكس ذلك تمامًا. لقد وقفوا في وسط الملعب، وجوههم شاحبة، عيونهم متسعة من الذهول والعار. لقد كانت هزيمة ساحقة بكل معنى الكلمة.
كان دراكو مالفوي أكثرهم يأسًا. وقف مكانه للحظات، ممسكًا برأسه بكلتا يديه، غير قادر على استيعاب ما حدث، لم يكن مجرد خسارة، بل كانت إهانة علنية أمام الجميع، أمام الطلاب والأساتذة، أمام المدرسة كلها.
كان يشعر بأن العالم قد انهار فوق رأسه. أولًا، فضيحة والده، حيث تم الكشف عن ولائه لفولدمورت، مما جعله وأسرته في موقف لا يُحسدون عليه داخل المجتمع السحري، والآن، هذه الهزيمة المذلة من هاري بوتر وألبرت بلاك، أمام أعين الجميع، مما جعله يشعر بأنه لم يعد يمتلك أي شيء ليفتخر به.
كل ما كان يدور في ذهنه الآن هو الرغبة في الاختفاء. كان يتمنى لو تبتلعه الأرض، أو لو لم يكن موجودًا في هذا المكان أصلًا. كان يعلم أن الطلاب سيتهامسون خلف ظهره، وأن أعضاء سليذرين لن ينسوا له هذه الخسارة المخزية قريبًا.
لكن داخله، كان هناك غضب يتزايد...
لم يكن دراكو مالفوي من النوع الذي يستسلم بسهولة. في أعماقه، كان هناك صوت يصرخ، يرفض أن يقبل بهذه الهزيمة. كان يعلم أن هذه المباراة لم تكن سوى البداية، وأن هناك أمورًا أكبر بكثير ستحدث قريبًا.
وفي قلبه، ولأول مرة في حياته، بدأ يفكر في شيء لم يكن يتخيله من قبل... الانتقام.
تقرر للمباراة الأخيرة في موسم الكويدتش لهذا العام جريفندور ضد رافنكلو أن تعقد في آخر إجازة أسبوعية من شهر مايو.
بعد الغد ...
مر الوقت بسرعة ، فقد كان هذان اليومان مملان ،بحيث كان الجميع يدرس من اجل اختبار الهام ، لكن البعض كان تركيزه يتمحور حول المباراة بين جريفندور و رافينكلو
قال رون لهاري و هيرميون و ايضا لآلبرت بلهفة على الإفطار صباح يوم المباراة " أقصد، لا يمكن أن يسوء مستواي فى اللعب أكثر من حاله، أليس كذلك؟ لا يوجد ما أخسره، صح؟ ".
قالت هيرميون وهي تسير مع لآلبرت إلى الملعب بعد قليل وسط الجمهور المتحمس للمباراة: " أتعرف؟ أعتقد أن رون قد يلعب بصورة أفضل من دون فرید و چورج. فهما لم يعطياه قط أي قدر من الثقة ".
أدهشتهما لونا لوفجود عندما اقتربت منهما مع ما يبدو كنسر حي جاثم على رأسها.
قالت هيرميون وهى تراقب النسر يخفق بجناحيه، و لونا تسير إلى جوار مجموعة من طلبة سليذرين الضاجين بالضحك
قالت هيرميون " ياه.. نسيت. ستلعب تشو ضدنا، أليس كذلك؟
".
وافقها آلبرت بإيماءة من رأسه.
وجدا مقاعد بالصف الأعلى من المنصة. كان يوما صافيا جميلاً .. ما كان رون ليجد يوما أفضل للعب، ووجد هاري نفسه يتمنى ألا يعطى رون جمهور سليذرين الفرصة للصياح بأغنية " ويزلي يا ملك "
أخذ لی چوردن، الذي فقد حماسه منذ خرج فريد و چورج من اللعب يعلق كعادته ، مع خروج الفريقين إلى الملعب، أعلن عن أسماء اللاعبين بحيوية أقل من حيويته المعهودة.
" ... برادلي.. دافيز.. تشانج "، أعلن اسمها؛ فشعر هاري بصدره يضطرم بالقلق و تشو تخرج إلى الملعب، وشعرها الأسود اللامع يتطاير في النسيم الخفيف.
لم يكن واثقا مما يريد، إلا عدم رغبته في الجلوس إلى مقاعد المشاهدين حتى رؤيتها وهى تتحدث مع روجر ديفيز وهما يستعدان لامتطاء المقشات جعلته يشعر ببعض الغيرة.
قال لی " وها هم ينطلقون.. دافيز معه الكوافل، كابتن رافنكلو دافيز معه الكوافل، ويرقص چونسون ويرقص بيل، ثم سبينيت.. ياه.. وصل إلى المرمى دافيز سيصوب.. و... و... "
أطلق وقتها لي جوردان سبة وقحة " ... و يسجل هدفا ".
تأوه هاري و هيرميون من الضيق مع جمهور جريفندور. وكما توقع، وكما خشى، فقد بدأ جمهور سليذرين على الجانب الآخر في الغناء:
" ويزلي لا يعرف الصد ولا يقدر أن يصد نملة تعض "
وصل صوت أجش إلى أذن هاري يقول: " هاري.. هيرميون ..." .
أدار هاري رأسه فرأى وجه هاجريد ذا اللحية الهائلة واضحا من بين الصفوف من الواضح أنه قد خاض في المدرج حتى وصل إلى الصف الخلفي وهو ما تراه من حالة أولاد الصفين الأول والثانى وكأن قطارا قد مر عليهم. لسبب ما، كان هاجريد جالسًا محنى الظهر وكأنه حريص على ألا يراه أحد، وإن كان بحاله هذا أطول من أى شخص طبيعي بأربع أقدام على الأقل.
همس: " ... هل يمكنكما القدوم معى ؟ الآن؟ والجميع يشاهدون المباراة؟ ". سأله هاري: " ألا تستطيع الانتظار يا هاجريد حتى تنتهي المباراة؟ ". قال هاجريد: " لا، لا يا هارى علينا الذهاب الآن.. والجميع ينظرون إلى مكان آخر.. من فضلك "
كان أنف هاجريد ينزف بعض الدماء، وعيناه سوداوين من الكدمات. لم يره هاري عن قرب هكذا منذ ليلة عودته إلى المدرسة.. وبدا له في حال يرثى له.
كان آلبرت بعيد عن هيرميون و هاري في مدرجات ، فلدالك لم يرى البرت خروج هاري و هيرميون مع هاجريد من المدرجات
كان البرت و هاري لم يدخلا في بداية مباراة بسبب استراتيجية من اجل دخول للمباراة بقوة ، فقد كان هاري و آلبرت هم أسلحة فريق جريفندور ، سيدخلون عندما تواجه جريفندور صعوبة في الفوز
قال هاري على الفور: " بالطبع.. حاضر.. سنأتي معك " .
خاض هو و هيرميون وسط الصفوف، ليثيرا التذمر والضيق بين الطلاب الذين وقفوا ليمردوهما. أما من كانوا في صف هاجريد، فلم يتذمروا، بل حاولوا الاختفاء من أمامه.
قال هاجريد وهم يصلون إلى سلم المدرج: " أقدر لكما هذا، حقا " ، أخذ ينظر حوله بعصبية وهم يهبطون إلى الأرض العشبية قائلاً: " أتمنى ألا ترانا ونحن نبتعد "
قال هاري: " أتعنى أمبريدج؟ لن ترانا، فعندها فرقة تفتيشية كاملة تجلس معها، ألم تر بنفسك ؟ لا بد أنها تتوقع حدوث المشكلات من المباراة وليس خارجها. "
قال هاجريد وهو يتوقف لينظر من خلف المدرجات إلى الأرض العشبية ليتأكد من أن المسافة بين الملعب وكوخه خالية: "أجل، بعض المشكلات لن تضر أحدًا .. بل تعطينا المزيد من الوقت. "
قالت هيرميون وهى تتطلع إليه باهتمام وهم يهرولون فوق العشب في طريقهم إلى حافة الغابة: " ما الأمر يا هاجريد؟ " .
قال هاجريد و هو يطل من فوق كتفه وصوت تهليل مرتفع ينطلق من خلفه ، بعد دقيقة ثم وبعد أن سمع التهليل أضاف: " ما هذا.. هل سجل أحدهم هدفا؟ " فقال هاري : " لا بد أنهم رافنكلو ".
قال هاجريد بذهن شارد " رائع رائع.. هذا رائع...... "
كان عليهما التواثب ليلاحقا خطاه الواسعة عبر الفناء، وهما ينظران خلفهما مع كل خطوة عندما وصلا إلى كوخه، انحرفت هيرميون إلى اليسار نحو باب الكوخ. لكن هاجريد تقدم إلى الأمام، حيث التقط قوسه وسهامه ودخل إلى الأشجار الواقعة على طرف الغابة، وعندما أدرك أنهما لم يعودا إلى جانبه دار على عقبيه.
قال وهو يدور برأسه الكبيرة إليهما: " هيا.. سندخل " .
قالت هيرميون متعجبة: " إلى الغابة؟ "
قال هاجريد " أجل.. هيا بسرعة، قبل أن يرونا " .
تبادل هاري و هيرميون النظرات الحيرة، ثم ولجا إلى وسط الأشجار خلف هاجريد، الذي أخذ يبتعد عنهما وقد خاض في قلب الغابة الأخضر وقوسه على ذراعه جری هاري و هيرميون خلفه ليلحقا به.
قال هاري " هاجريد.. لماذا دخلت بسلاحك؟ "
قال هاجريد وهو يهز منكبيه الهائلين: " على سبيل الحيطة " .
قالت هيرميون بتردد: " لكنك لم تجلب معك القوس والسهام يوم دخلنا معك لنرى الثيسترال ".
قال هاجريد»: " لا، فنحن لم نكن ننوى الدخول إلى الغابة بعيدة. كما أن هذا كان قبل أن يترك فايرنز الغابة.. آليس كذلك؟ ".
سألته هيرميون بفضول: " ولماذا يشكل هجر فايرنز للغابة فارقا؟ " . قال هاجريد بهدوء وهو يجيل طرفه حوله: " لأن (القناطير) الآخرين كانوا يعاملونني باحترام... وإن لم يظلوا إلى درجة الصداقة معي.. لكن علاقتنا كانت جيدة. واهتموا بشئونهم الخاصة، وكانوا دائما ما يظهرون إن أردت الكلام معهم. لكن الأحوال تغيرت "، وتنهد تنهيدة عميقة.
قال هاري متعثرا في جذر شجرة كبير لانشغاله بمراقبة هاجريد: " قال فايرنز إنهم غاضبون؛ لأنه ذهب ليعمل مع دمبلدور " .
قال هاجريد بحسرة: " أجل .. لكن الغضب لا يكفي لوصف ما جرى، إن لم أتدخل ما كانوا ليحاولوا ركل فايرنز حتى الموت... "
قالت هيرميون مصدومة: " وهل هاجموه؟ " .
قال هاجريد وهو يشق طريقه بين أغصان وطيئة: " أجل... هاجمه نصف القطيع " . قال هاري مندهشا " وهل تدخلت؟ هل تدخلت بنفسك؟ "
قال هاجريد " الطبع فعلت، لم أقدر على الوقوف قليل الحيلة أراقبه وهم يقتلونه ، من حسن الحظ أنني مررت عليهم وقتها.. أتمنى أن يتذكر فايرنز كيف أنقذته بدلا من ارسال رسائل تحذير حمقاء "
نظر هاري و هيرميون إلى أحدهما الآخر في دهشة شديدة، لكن هاجريد لم ينتبه لهما.
قال متنهدًا: " المهم... منذ ذلك الحين والقناطير يعاملونني بطريقة سيئة والمشكلة أن لهم نفوذا في الغابة.. فهم أمهر الكائنات بها ، لكنني سمعت من اخي فايرز ان هناك بشري سابقا قد اصبح شريكا معهم و قد انقدهم سابقا من هجوم ملكة العنكبوت " .
فكرت هيرميون في دالك ، كأن شخص ما قد اخبرها عن هدا الشخص الشريك مع القناطير و لكنها نست دالك ، سألته هيرميون: " وهل هذا سبب وجودك هنا يا هاجريد؟ القناطير ؟! "
قال هاجريد وهو يهز رأسه نفيا: " لا .. لا . ليسوا هم. بالطبع يمكنهم تعقيد المشكلة. أجل، لكن سترون ما جئنا من أجله، بعد لحظات " .
مع قوله هذا صمت وأخذ يتقدم، وكل خطوة منه تأخذ منهما ثلاث خطوات ليلاحقاه، فشعرا بالتعب الشديد من محاولة ملاحقته.
سمع هاري و هيرميون و ايضا هاجريد اصوات الصراخ داخل ملعب كويدتش
لكنهم لم يأخدوا الامر بشكل جدي
أصبح الممر الذي يسيرون فيه أكثف في أشجاره، وتقاربت غصونها مع خوضهم أكثر وأكثر فى الغابة، وأصبح نور النهار أضعف كأنهم وقت الغسق.
تركوا وراءهم المساحة الخالية من الغابة، التي أراهم هاجريد فيها الثيسترال، لكن هاري لم يجد مبررا للقلق حتى خطا هاجريد بعيدًا عن درب الغابة وأخذ يمشي في مسار متعرج بين الأشجار متجها إلى قلب الغابة المظلم.
قال هاري مجاهدًا لشق طريقه عبر الشجيرات الكثيفة، التي خطا هاجريد فوقها بيسر، فتذكر بوضوح ما كان يجرى له كلما حاد عن درب الغابة: " هاجريد، إلى أين نذهب؟ ".
قال هاجريد من فوق كتفه " إلى الأمام قليلاً. هيا يا هاري، يجب أن نبقى معا بعد أن وصلنا إلى هنا "
كان اللحاق بهاجريد صعباً خاصة مع الأغصان والفروع الكثيفة التي يمر بها هاجريد بسهولة وكأنها أعشاش عنكبوت، بينما تضرب هاري و هيرميون وتخدش عباءتيهما، ومن حين لآخر يشتبكان بها حتى إنهما يتوقفان لدقائق للتخلص منها سرعان ما غطيت ذراعا وساقا هاري بالخدوش والجروح الصغيرة.
كانوا قد توغلوا في الغابة حتى أن هاري أحيانا لا يرى من هاجريد سوى هيكله الهائل أمامه في الظلام. كان أي صوت يبدو له خطيرًا في هذا الصمت الرهيب انكسار غصن يدوى صوته عاليا، وأية حركة قليلة ولو كان سببها ببغاء صغيرا تجعل هاري يحدق في الظلام بحثا عن مصدر الشر المتوقع بدا له أنه لم يتوغل قط في الغابة هكذا من دون أن يقابل مخلوقا ما، فأوجس خيفة لغياب الحيوانات.
قالت هيرميون بهدوء: " هاجريد.. هل يمكننا إضاءة الطريق بعصينا السحرية؟ ". همس هاجريد: " أ... أجل.. في الواقع ..... "
توقف فجأة ودار على عقبيه.. اصطدمت به هيرميون وسقطت، فأمسك بها هاري قبل أن تلامس أرض الغابة.
قال هاجريد " ربما من الأفضل أن نتوقف هنا لدقيقة.. حتى... حتى أخبركما بما يجرى قبل أن نظل ".
قالت هيرميون و هاري يعيدها إلى قدميها: " رائع " غمغما معا "لوموس"، وأضاء طرفا عصويهما. انغمر وجه هاجريد في ضوء الشعلتين الصغيرتين ورأى هاري ثانية كم هو متوتر وحزين
قال هاجريد " رائع.. المهم... الموضوع أن...... "
أخذ نفسًا عميقا، ثم قال: " احتمال أن يتم طردى من المدرسة قريبا " .
تبادل هاري و هيرميون النظرات ثم عاودا التطلع إليه.
قالت هيرميون بحذر: " لكنك بقيت في وظيفتك حتى الآن.. ما الذي يجعلك تظن أن....... "
" أمبريدج تظن أننى من وضعت بعض المخلوقات السحرية المزعجة في مكتبها ".
" وهل فعلت؟ ".. بادره هاري بالسؤال قبل أن يتمكن من منع نفسه.
قال هاجريد باستنكار: " لا.. بالطبع لا .. لكنها تظن أن أي شيء له علاقة بالمخلوقات السحرية يعود إلي ، تعرفان كيف تحاول البحث عن حجة لطردى منذ عودتي من رحلتي لا أريد الرحيل طبعا، لكن إن لم يكن هو من منعني.. أعنى... الظروف الخاصة التي أشرحها لكم، كنت الأغادر المدرسة قبل أن تجد الحجة لطردى، كما فعلت مع تريلاوني " .
احتج كل من هاري و هيرميون على كلامه، لكنه تجاهلهما بتلويحة من إحدى يديه الهائلتين.
" إنها ليست نهاية العالم، وقتها سأقدر على مساعدة دمبلدور. يمكنني أن أقوم بأعمال مفيدة للجماعة. و ستعلمكم جروبلي بلانك، و ستنجحون في امتحاناتكم بتفوق.. " . ارتج عليه وارتعد صوته فسكت.
قال بسرعة و هيرميون تهم بربت ذراعه: " لا تقلقا بشأني "، رفع منديله الهائل من جيب معطفه ومسح به عينيه، وأضاف: " انظرا، ما كنت لأحكى لكما كل هذا إن لم يتعين على هذا المهم.. إن ذهبت، ذهبت من دون أن أخبركما.. فأنا أ.... أر... أريد عونكما. و آلبرت كذلك، إن رغب في هذا "
قال هاري على الفور: " بالطبع سنساعدك.. فيم تريد مساعدتنا؟ " .
تنهد هاجريد وربت بقوة على كتف هاري، فسقط واصطدم بجذع شجرة. قال هاجريد من خلف منديله: " كنت أعرف أنك ستقول هذا .. لكن.. لا .....يمكن.. لن أنزل. هيا.. كدنا نصل. انتبها "
ساروا في هدوء لمدة خمس عشرة دقيقة.. فتح هاري فمه؛ليسأل إلى متى سيمشون، قبل أن يرفع هاجريد يده اليمنى ليشير إليهما بالتوقف.
يتبع ....