الفصل 285

من فرحة رون بمساعدته فريق جريفندور على الفوز بكأس الكويدتش، لم يستقر على حال طوال اليوم التالي.

زد على دالك ، بعد ان حصل على اعتراف لافندر له ، كان نشك جدا و سعيد بشدة ، كل ما أراده هو الكلام عن المباراة، حتى وجد هاري و هيرميون صعوبة شديدة في ذكر جراوب لرون و آلبرت .

وإن كانا لم يحاولا فتح الموضوع... فلم يكن أيٌّ منهما حريصًا على إعادة رون إلى عالم الواقع بهذه الطريقة القاسية.

كان يوماً دافئاً جميلاً عندما أقنعا رون و البرت بالانضمام إليهما في المذاكرة تحت شجرة الزان على شاطئ البحيرة، لأن فرصة أن يسمعهم أحد أقل منها في حجرة الطلبة.

لم يتحمس رون للفكرة في البداية، فقد كان مستمتعاً بربتات جميع من يمرون إلى جواره في حجرة الطلبة، دعك من غناء "ويزلي يا ملك" بين الحين والآخر... لكن وبعد برهة، وافق على الاستمتاع ببعض الهواء النقي ، اما البرت فقد كان يواجه ملل كبير جدا في حجرة لوحده ، لدالك وافق على الانضمام اليهم

فتحا كتبهما في ظل شجرة الزان وجلسا، بينما رون يكلمهما عن أول كرة يصدها في المباراة، للمرة المليون:

" كنت قد تركت كرة دافيز تمر؛ لذا فلم أكن أشعر بالثقة، لكن لا أعرف.. فعندما اقترب مني برادلي، شعرت فجأة بأنني قادر على صد الكرة...

واستغرقت ثانية في التفكير في أي الاتجاهات أطير؛ لأنه بدا وكأنه سيصوب إلى المرمى اليمين.. إلى يميني - ويساره كما هو واضح - لكن شعرت بأنه يخادعني، وهكذا خاطرت وطرت إلى اليسار - إلى يمينه يعني - و... ورأيتم ما جرى"

أنهى كلامه بتواضع وهو يعبث بشعره حتى يبدو وكأنه نزل من فوق المقشة منذ لحظة، ونظر حوله ليرى إن كان أقرب الجلوس إليهم قد سمعوه، وهم جماعة من تلاميذ هافلباف، ثم قال: "ثم، عندما اقترب مني شامبرز بعد خمس دقائق... ماذا؟". كف عن الكلام فجأة عندما رأى النظرة المرتسمة على وجه هاري، وأضاف: "لماذا تبتسم؟".

قال هاري بسرعة وهو يعاود النظر إلى مذكرات مادة التحويل، محاولاً إخفاء الابتسامة: "أنا لا أبتسم". الحقيقة أن رون قد ذكره بلاعب كويدتش آخر جلس تحت الشجرة نفسها منذ زمان بعيد وأخذ يعبث بشعره هكذا، أضاف: " أنا فقط سعيد لأننا كسبنا، هذا كل شيء " .

قال رون ببطء مستمتعاً بالكلمات: " أجل... فزنا. هل رأيت نظرة تشانج عندما سجل آلبرت الهدف القاتل ؟"

قال هاري بقسوة: " تراها بكت؟ "

قطب رون جبينه قليلاً وقال: "آه.. أجل.. من الغضب أكثر من أي شيء آخر.. لكنني رأيتها تُلقي بمقشتها على الأرض عندما نزلت، ألم ترها؟ "

قال هاري:" .... "

قالت هيرميون بتنهيدة ثقيلة وهي تضع كتابها جانبها وتنظر إليه نظرة اعتذار: في الواقع لا يا رون.. في الحقيقة، الجزء الوحيد الذي شاهدته انا و هاري من المباراة هو هدف ديفيز الأول. "

قال آلبرت بعدما كان يقرأ احدى الكتب الموجود بين يديه وهو يقول " اذن اين كنتم وقتها ؟؟ لقد تفاجئت حقا عندما وجدت انكم لم تكونو في مدرجات !"

فجأة، بدا شعر رون المنفوش من عبثه به وكأنه قد ذبل من الحسرة، قال بضعف ناقلاً بصره بينهما: " ألم تشاهدا المباراة؟ ألم تشاهدا كل الحركات الماهرة التي قمت بها؟ "

قالت هيرميون : " في الواقع لا.. لكن يا رون نحن لم نكن نريد أن نقوم.. كان علينا هذا.. "

قال رون ووجهه آخذ في الاحمرار: " حقاً ! وكيف هذا؟! "

قال هاري: " هاجريد هو السبب.. فقد قرر إخبارنا، وبسبب إصاباته الكثيرة التي يصاب بها منذ عودته من أرض العمالقة أرادنا أن ندخل معه إلى الغابة، ولم يكن أمامنا خيار، فأنت تعرف كيف يكون عندما يصمم على شيء.. المهم... "

حكى لهم هاري الحكاية في خمس دقائق، وعندما انتهى.. حلت محل نظرة رون المستنكرة المتألمة نظرة ارتياب مطلق.

" عاد بواحد منهم إلى الغابة؟ "

قال هاري بتجهم: " أجل. "

قال رون: " لا، لا يمكن، وكأنه يقول إنه قادر على جعل ما حدث غير حقيقي. "

قالت هيرميون بحسم: " جراوب طوله ست عشرة قدماً، ويستمتع بخلع أشجار الصنوبر بطول عشرين قدماً، كما يعرفني باسم هيرميون "

ضحك آلبرت ضحكة خفيفة ليقول " وهل يريدنا هاجريد أن...؟ "

قال هاري " نعلمه الإنجليزية.. أجل. "

قالت هيرميون بامتعاض وهي تقلب صفحة كتاب التحويل المستوى المتوسط وتنظر إلى مجموعة من الرسوم التي تظهر فيها بومة تتحول إلى نظارة لمشاهدة الأوبرا " أجل. بدأت أرى هذا، لكن للأسف جعلني أنا وهاري نعده. "

قال رون بلهجة قاطعة " إذن، فكل ما عليكما هو ألا تفيا بالوعد، هذا كل شيء. أعني... بربك، عندنا امتحانات، ونحن على قيد هذه المسافة " رفع يده وقتها وقرب سبابته من إبهامه حتى كادا يتلامسان " ... هل تذكران نوربرت؟ وأراجوج؟ هل انتهى بنا الحال على خير من قبل عندما كنا نتدخل في شؤون أصدقاء هاجريد من الوحوش؟ "

قالت هيرميون بصوت خفيض: " أعرف... لكننا وعدناه. "

عبث رون بشعره ثانية، وبدا عليه الانشغال.

تنهد أخيراً وقال: " حسنًا... هاجريد لم يُطرد بعد... أليس كذلك؟ لقد نجا حتى هذه اللحظة، ربما يقدر على البقاء حتى نهاية الفصل الدراسي، وربما لن نضطر للذهاب إلى جراوب. "

لاحظ ألبرت صمت هاري ورون وهيرميون، فتبدّل تعبير وجهه قليلًا واتخذ وضعية المتأمل، كأنه يفكر في شيء مهم. ثم قال بهدوء موجَّهًا كلامه إلى هاري وهيرميون:

"ألم يخبركما هاجريد شيئًا عن هجوم القناطير عليه؟"

استدارت هيرميون نحوه بسرعة وقد بدت عليها الدهشة، وقالت:

"هاه؟ كيف عرفت ذلك؟"

ابتسم ألبرت ابتسامة خفيفة، وقال بثقة:

"من ردة فعلك... هذا يعني أنه قد هاجموه هو أيضًا."

ثم تابع حديثه بنبرة أكثر جدية:

"وهل أخبركما بأنه يبحث عن شخص يمكنه إنقاذ عشيرة القناطير؟ لهذا أراد أن يعيد صداقته بهم."

كان هذه المرة دور هاري ليبدو مصدومًا. بدا الأمر وكأن ألبرت كان حاضرًا معهم في الغابة، وكأنه سمع كل ما قاله هاجريد بنفسه.

قالت هيرميون بدهشة:

"نعم، ما قلته صحيح... هل تعرف شيئًا عن ذلك يا ألبرت؟"

أجاب ألبرت وهو يقلب صفحة جديدة في كتاب "الدفاع ضد السحر الأسود":

"هل تذكرين ما أخبرتك به قبل ثلاث سنوات، عندما كنا لا نزال في السنة الثانية، عن الغابة المحرّمة؟"

صمتت هيرميون لبرهة، تحاول استرجاع التفاصيل، وعلامات التفكير العميق ترتسم على وجهها... وفجأة، اتسعت عيناها وكأنها استيقظت على ذكرى بعيدة، وأشارت إلى ألبرت وهي تقول بسرعة:

"نعم! تذكرت الآن ! قلت إنك ساعدت عشيرة القناطير في صد هجوم ملكة العناكب وجيشها... ومنذ ذلك الحين أصبحت مباركًا من قبلهم، وشريكًا لهم !"

ابتسم ألبرت بارتياح، وقد فاجأته ذاكرة هيرميون الحادة. وعاد ذهنه تلقائيًا إلى تلك اللحظة في السنة الثانية، حين خاطر بنفسه وساعد القناطير في معركتهم ضد العناكب الضخمة.

لم يكن فعله بدافع الشجاعة وحدها، بل أيضًا لأنه كان يسعى لجمع سم العناكب الثمين، ليبيعه لاحقًا لأحد صانعي الجرع.

فلقد كان سم العناكب احد الاشياء التي كان يحتاجها وقتها لمواجهة الوحش بازيليسق الموجود داخل غرفة الاسرار ، لدالك كان هذا السبب الابرز لمساعدة البرت لعشيرة قناطير من حد هجوم ملكة العناكب و جيشها

.

.

.

كانت الأراضي المحيطة بالقلعة مغمورة في أشعة الشمس، وكأنها لوحة مرسومة... السماء الصافية تبتسم مختالة للبحيرة المتلألئة، والحدائق الخضراء يتمايل عشبها الحريري الملمس مع النسيم. وصل شهر يونيو، لكن لطلبة الصف الخامس، فهذا يعني شيئًا واحدًا: لقد داهمتهم امتحانات الـ أوه. دبليو. إل. أخيرًا. لم يعد معلموهم يكلفونهم بالواجب، كانت الحصص مكرسة بالكامل للمراجعة على الموضوعات التي يراها المعلمون أقرب للمجيء في الامتحانات.

تمكن الجو الجاف المحموم المتوتر من إبعاد أي شيء بخلاف الامتحانات عن ذهن هاري، وإن كان يتساءل أحيانًا أثناء حصص الوصفات السحرية إن كان لوبين قد أخبر سناب بأن عليه العودة لدروس الأوكلومينسي معه.

إن كان قد فعل، فقد تجاهل سناب لوبين كما يتجاهله. شعر هاري بأن هذا يناسبه جدًا، فهو مشغول ومتوتر بما يكفي.

يتبع ...

2025/04/07 · 24 مشاهدة · 1205 كلمة
نادي الروايات - 2025