الفصل 289

لم يكن الامتحان العملي بعد الظهر سيئًا، كما توقع له أن يكون في غياب سناب وجد أنه أكثر راحة واستمتاعا بالوصفات السحرية.

بدا نيفيل الجالس بالقرب من هاري أسعد عن حاله في حصص الوصفات السحرية،. عندما قالت الأستاذة مارشبانكس: " ابتعدوا عن قدوركم من فضلكم الامتحان انتهى " ، ملأ هاري دورقا صغيرًا بعينة من وصفته، شاعرا بأنه قد لا يحصل على درجة جيدة، لكنه أفلت من السقوط.

قالت بارفاتي باتيل بتعب وهم يتوجهون إلى برج جريفندور " لم يبق سوى أربعة امتحانات. "

قالت هيرميون بحدة: " فقط عندي مادة الرياضيات السحرية وهي أصعب مادة "

لم يكن أحدهم غبياً بما يكفى ليرد عليها بحدة كما تكلمت؛ لذا فلم تقدر على تنفيس غضبها في أحد، ولم تفكر في أكثر من تعنيف بعض طلبة الصف الأول على الضحك في حجرة الطلبة.

عقد هاري العزم على أن يجيد في امتحان رعاية الكائنات السحرية حتى لا يخذل هاجريد.

أجرى الامتحان العملي بعد الظهر عند طرف الغابة المحرمة، حيث طلب من التلاميذ التعرف على النارل المختبئ بين بعض القنافذ و الفكرة في السؤال أنه يمكن التعرف على النارل بتقديم لبن لكل الكائنات، فحيوان النارل يرتاب كثيرًا في محاولة تسميمه، ويهتاج كلما ظن أن هناك من يقدم له السم في اللبن.. ثم السؤال التالي، هو إظهار القدرة على التعامل بصورة ملائمة مع البوتروكل، وإطعام وتنظيف سرطان ناري من دون التعرض لحروق خطيرة، واختيار الطعام المناسب من بين تشكيلة كبيرة من الأطعمة الحصان وحيد القرن مريض.

رأی آلبرت هاجريد يراقبهم بتوتر من نافذة كوخه. عندما ابتسمت ممتحنة لآلبرت و هي ساحرة بدينة قصيرة هذه المرة وقالت له: " إن الامتحان قد انتهى " رفع إبهامه لهاجريد مشجعاً قبل أن يتوجه إلى القلعة.

جاءت ورقة أسئلة مادة علم الفلك سهلة صباح يوم الأربعاء ارتاب هاري فى عدم ذكره الأسماء الصحيحة لأقمار كوكب المشتري، لكن على الأقل، كان واثقا أنه لا قمر منهم تسكنه الفئران.

كان عليهم الانتظار حتى المساء؛ لأخذ الامتحان العملى من مادة علم الفلك، بينما امتحنوا مادة التنجيم في فترة بعد الظهر.

حتى بمستوى هاري المنخفض في مادة التنجيم، فقد جاء الامتحان شديد السوء. كان من الأسهل عليه رؤية أشكال تتحرك على المائدة المستقرة عليها البلورة السحرية، على أن يرى في البلورة نفسها أي شيء، و اختلط الأمر عليه تماما في قراءة الطالع في ورقة الشاي، وقال للأستاذة مارشبانکس وهو يقرأ طالعها إنه يبدو أنها ستقابل غريبا بدينا، أسمر كسولاً، واختلط عليه الأمر أكثر عندما خلط خطوط الحياة في يدها وقال لها إنها ستموت الثلاثاء الماضي

قال رون بوجوم وهما يصعدان السلم الرخامي: " لا يهمك، نحن نعرف منذ زمن أننا سنرسب في هذه المادة " . شعر هاري بالتحسن عندما أخبره بأنه قال للممتحن إنه يرى فى البلورة السحرية رجلاً قبيحاً ببثرة قذرة في أنفه، ليدرك بعدها أنه ينظر إلى انعكاس الممتحن فيها.

قال هاري: " ما كان علينا أن نأخذ هذه المادة السخيفة من البداية " .

" على الأقل يمكننا تركها الآن "

قال هاري: " أجل، ولا مزيد من التظاهر بأننا نهتم بأن المشتري وأورانوس بينهما تألف ومحبة "

" ولن أهتم إذا قرأت على ورق الشاي انك مت يا رون. فسوف أرميها وسط القمامة كما يليق بها " .

ضحك هاري و هيرميون تهرول من خلفهما و كف عن الضحك على الفور خوفا من أن يضايقها ضحكه.

قالت: " أحسنت في مادة الرياضيات السحرية " فتنفس هاري و رون الصعداء اما البرت فقد كان قد خرج لتوه من الامتحان التنجيم ، لدالك وصل للثلاثي و هو يخبرهم بما حدث

بعدها قالت هيرميون لهما: " أمامكما القليل من الوقت لمراجعة خرائط النجوم قبل العشاء.... "

عندما وصلا إلى برج علم الفلك الساعة الحادية عشرة، وجدا الليل متلألنا بالنجوم، والسماء خالية من السحب. كانت الأرض مغمورة بشعاع القمر الفضى، وثمة برودة خفيفة في الهواء.. أحضر كل منهم تلسكوبه، ثم عندما أمرتهم الأستاذة مارشبانكس بدءوا في رسم خرائط للنجوم.

لم يكن البرت مع قسم هاري و رون الذي يقوم بالامتحان التنجيم ، فلقد تم اختياره مع قسم اخر و هو الان يختبر في امتحان الرياضيات السحرية بسبب شك الممتحنين على انه سيساعد رفاقه في الغش بما انه هو الافضل في قسمه

سار كل من الأستاذة مارشبانكس والأستاذ توفتي بينهم، وهم يرسمون النجوم في مواقعها الدقيقة كما يرونها في السماء.

كان الجو هادئا، فيما عدا حركة الأوراق الخفيفة التي تحركها الرياح، وصرير تلسكوب من حين لآخر وصاحبه يعدل من وضعه على قائمه، وصرير ريشات الكتابة العديدة مرت نصف ساعة، ثم ساعة.. أخذت مربعات الذهب الصغيرة في التلاشي من تحتهم مع انطفاء أنوار حجرات القلعة البادية منها نوافذها، واحدة تلو الأخرى.

لكن مع انتهاء هاري من رسم مجموعة نجوم اوريون، انفتحت الأبواب الأمامية للقلعة أسفلهم تماما وامتد ضوء القاعة الأمامية إلى الفناء الخارجي.

نظر هاري إلى الأسفل وهو يعدل من وضع تلسكوبه؛ ليرى خمسة أو ستة ظلال تتحرك فوق العشب المضاء قبل أن توصد الأبواب من خلفهم ويسبح الفناء ثانية في بحر الظلام.

أعاد هاري عينه إلى التلسكوب وغير من مداه البؤرى، وأخذ يفحص كوكب الزهرة. نظر إلى خريطته ليرسم الكوكب بها، لكن شتته شيء ما.. توقف عن الرسم وتجمدت الريشة فوق الورق، وركز بصره على الأرض المظلمة ليرى ستة أشخاص يمشون فوق العشب. إن لم يتحركوا ما كان القمر ليلمع على قمة رؤوسهم، وما كان ليراهم وسط الظلام.

حتى على هذه المسافة، شعر هاري بأنه يعرف أكثرهم قصرًا وبدانة، وهي قائدة المجموعة.

لم يقدر على الوصول لسبب يبرر خروج أمبريدج بعد منتصف الليل، ومعها خمسة آخرون.

ثم سعل أحدهم من خلفه، وتذكر أنه وسط الامتحان نسى تماما موقع كوكب الزهرة. ركز بصره في التلسكوب ثانية، ووجد الكوكب، ثم هم برسمه على الخريطة، عندما شتته صوت غريب، فقد سمع على بعد صوت طرقات تدوى في الأرض المحيطة بالقلعة، تلاها صوت نباح كلب.

رفع بصره وقلبه يختلج. رأى الأنوار في نافذة هاجريد ، الناس الذين شاهدهم يسيرون فى الفناء واقفين أمام كوخه يراهم على الضوء القليل المنبعث من النافذة انفتح الباب ورأى الأشخاص الستة يدخلون.. أوصد الباب من خلفهم ثانية وعم الصمت.

شعر بالقلق. نظر إلى جانبه ليرى إن كان رون و هيرميون قد شاهدا ما شاهده، لكن الأستاذة مارشبانكس جاءت من خلفه في تلك اللحظة ولأنه لم يرغب في أن تظنه يغش ممن إلى جواره؛ فقد سارع بالانحناء على خريطته وتظاهر بالرسم وهو ينظر إلى كوخ هاجريد

رأى من بالداخل يتحركون أمام نوافذ الكوخ ليحجبوا الضوء بين الحين والآخر.

شعر بعيني الأستاذة مارشبانكس على رقبته؛ فضغط عينه على التلسكوب، وحدق في القمر الذي علم موقعه منذ ساعة، لكن والأستاذة مارشبانكس تتحرك سمع صياحا من الكوخ، يدوى في الظلام ليصل إلى برج علم الفلك.

رفع بعض من المحيطين بهاري رؤوسهم من خلف التلسكوبات، ونظروا في اتجاه كوخ هاجريد.

سعل الأستاذ توفتي سعلة جافة.

قال بصوت هادئ: " حاولوا التركيز يا أولاد ويا بنات "

أعاد معظمهم رؤوسهم إلى التلسكوبات نظر هاري إلى يساره، فوجد هيرميون تحدق بثبات في كوخ هاجريد.

قال الأستاذ توفتي: " إحم... باق من الوقت عشرون دقيقة " .

أجفلت هيرميون والتفتت إلى خريطة النجوم، ونظر هاري إلى خريطته ليلاحظ أنه قد كتب المريخ بدلا من الزهرة فانحنى على الخريطة ليصححها. سمع صوت فرقعة عالية من الأسفل. صاح العديدون: " آی " عندما اصطدمت تلسكوبات بعضهم برؤوس المتأوهين وهم يهرعون لرؤية ما يجرى بالأسفل.

انفتح باب هاجريد ومن الضوء المتسرب من الداخل رأوه واقفا بجسده الهائل يزأر ويلوح بقبضتيه، وهو محاط بستة أشخاص، جميعهم يحاولون إخضاعه لأثر تعويذة التجميد، وهو ما اتضح من الشعاع الأحمر المنطلق من عصيهم السحرية. صاحت هيرميون: " لا !! ".

قال الأستاذ توفتي بصوت مستنكر " عزيزتي، هذا امتحان "

لكن لم ينتبه أحد لخرائط النجوم. أخذت الأشعة الحمراء تتطاير حول كوخ هاجريد، لكن بطريقة ما كانت ترتد عنه، وهو قائم على قدميه.. وكما رأى هاري، فقد كان يقاوم. سمع صرخات وصيحات من الأسفل، وثمة رجل يقول: " تعقل يا هاجريد " .

زأر هاجريد بأعلى صوته: " اللعنة على التعقل، لن أدعكم تزأروني هكذا یا داولیش "

رأی هاری فانج يحاول الدفاع عن هاجريد، فقفز أكثر من مرة على السحرة من حوله حتى أصابته إحدى تعاويذ التجميد فسقط على الأرض. عوى هاجريد عواء غاضبًا، ورفع من أصابه من فوق الأرض ورماه، فطار الرجل مسافة عشر أقدام وبدا أنه لن ينهض ثانية بعد أن ارتطم بالأرض.

شهقت هيرميون، ورفعت يديها إلى فمها.. نظر هاري إلى رون ورآه هو الآخر باديا عليه الفزع. لم يروا هاجريد في ثورة الغضب هذه من قبل.

قالت بارفاتي " انظروا " بصوتها الرفيع وهي مائلة على حاجز البرج وكانت تشير إلى قاعدة القلعة حيث انفتحت الأبواب ثانية، وأطل منها الضوء وخرج ظل أسود وأخذ يهرول على العشب.

قال الأستاذ توفتي بتوتر: " من فضلكم ، لم يبق سوى ست عشرة دقيقة " لكن لم يعره أحدهم انتباها، أخذوا يراقبون الشخص المتقدم من كوخ هاجريد وهو يجرى.

سمعوها بصوت أنثوى تصيح: "كيف تجرءون؟ كيف تجرءون؟ "

همست هيرميون: " إنها مكجونجال !!"

سمعوا صوت الأستاذة مكجونجال في الظلام: " دعوه لشأنه. على أي أساس تهاجمونه؟ إنه لم يفعل شيئًا، ولا شيء يستدعى هذا الـ...... "

صرخت هيرميون و بارفاتي و لافندر.

انطلق ما لا يقل عن أربعة أشعة من تعويذة التجميد لتصيب الأستاذة مكجونجال في منتصف المسافة بين القلعة والكوخ.. وللحظة بدا وكأنها تلمع بالنور الأحمر، ثم انخلعت من فوق الأرض، لتسقط فوق العشب، ولم تتحرك بعدها.

صاح الأستاذ توفتي الذي بدا كأنه نسى الامتحان هو الآخر: " بحق الجرجوانات الشمطاوات.. من دون أي تحذير يا له من سلوك مشين "

صاح هاجريد وصوته يصل بجلاء إلى البرج: " جبناء جبناء قذرين خذوا.. خذوا " ، فأخذت الأضواء تسطع من نوافذ القلعة العديدة.

شهقت هيرميون " يا ربی ! "

ضرب هاجريد اثنين من أقرب مهاجميه إليه، واتضح من سقوطهما السريع على الأرض أنهما قد فقدا الوعى رأى هاري هاجريد يسقط، وظن أن إحدى التعاويذ قد تمكنت منه. لكن على النقيض في اللحظة التالية، وقف ثانية وعلى ظهره ما يشبه الجوال، ثم أدرك هاري أنه جسد فانج الفاقد الوعي.

صرخت أمبريدج: " امسكه.. أمسكه !! "، لكن من تبقى من مساعديها تردد كثيرا في الاقتراب من قبضتي هاجريد ... أخذ يتراجع بسرعة حتى تعثر في أحد فاقدى الوعي وسقط هاجريد على عقبيه وبدأ يجري و فانج معلق حول رقبته. صوبت امبريدج عليه آخر تعويذة تجميد، لكنها لم تصبه.. وجرى هاجريد بأقصى سرعته تجاه البوابات البعيدة؛ ليختفي تماما في الظلام.

مرت دقيقة من الصمت المضطرب، والجميع يحدقون مفغوري الأفواه في الأرض ثم جاء صوت الأستاذ توفتي الواهن: " إحم... باق من الزمن خمس دقائق " .

بالرغم من بقاء خمس دقائق فقط، تاق هاري لانتهاء الامتحان عندما انتهى أخيرا، أعاد هو و رون و هيرميون التلسكوبات إلى قوائمها وهرعوا إلى السلم الحلزوني. لم ينم أى من التلاميذ.. أخذوا يتكلمون بأصوات مرتفعة متحمسة عند نهاية السلم، بشأن ما شاهدوه لتوهم.

وصل اخيرا البرت الى حجرة جريفندور و هو سعيد بما أنجزه في الامتحان الاخير ، لكن بعدما دخل الى حجرة رأى الجميع في حالة سيئة

شهقت هيرميون قائلة: " تلك المرأة الشريرة.. كيف تحاول التسلل هكذا والقبض على هاجريد ليلاً. ومن الواضح أنها تواجه صعوبة في الكلام بسبب غضبها المستطير. "

قال إرني ماكميلان بحكمة وهو يقترب لينضم إليهم: " من الواضح أنها أرادت تفادى ما حدث عندما طردت تريلاوني "

قال رون الذى بدا منزعجا أكثر منه متأثرًا: " أبلى هاجريد بلاء حسنا ... أليس كذلك؟ كيف انعكست عنه كل التعاويذ هكذا ؟"

قالت هيرميون مرتجفة:" لا بد أن السبب هو دم العمالقة الذي يسرى في عروقه.. من الصعب تجميد عملاق، فهم مثل الترول، أقوياء جدا.. لكن الأستاذة مكجونجال المسكينة.. أربعة أشعة تجميد ضربتها في صدرها وهي ليست شابة لتتحمل كل هذا، أليس كذلك؟ "

قال إرني وهو يهز رأسه برصانة: " أمر فظيع.. فظيع.. سأصعد لأنام.... تصبحون على خير جميعا. "

تحدث آلبرت اخيرا الذي كان الجميع لم يروه و هو يدخل ليقول " مادا بكم ؟؟ ما الذي حدث لهاجريد هذه المرة ؟"

جلس آلبرت و هو يستمع لما حدث من رون ، حتى بدأ البرت يتغير ملامحه الى الجدية و الغضب الشديد من ما حدث لهاجريد و الأستادة ماكجونجال

قال رون فجأة، بنبرة مترددة:

" ألم تسمع ما حدث الليلة عن هاجريد؟ "

استدار ألبرت نحوه ببطء، اهتمامه مستيقظ فجأة. "ماذا تعني؟ ما الذي حدث؟"

تنهد رون، ثم جلس معتدلًا. " أمبريدج... أرسلت بعض رجال الوزارة، و هم رجال التنفيذ. هاجموا هاجريد في كوخه. حاولوا أخذه بالقوة."

قال ألبرت و هو يشعر أن دمه بدأ يغلي " و ما سبب ؟"

تابع رون بصوت منخفض: "سمعت انه بسبب ان هاجريد لم يخضع لقرارات أمبريدج و ايضا لانه نصف عملاق هذا هو سبب ... لكن هاجريد بعدما تعرض الهجوم قاومهم... وضربهم بقوة. كانوا يطلقون عليه تعاويذ الصعق، لكنه ما كان يتأثر بسهولة. وبعد دالك ... ماكجونجال حاولت تتدخل. خرجت من القلعة وصرخت عليهم... لكنها تلقت أربع تعاويذ Stunning في وقت واحد."

هنا لم يعد وجه ألبرت كما كان. تغير بالكامل. الأوردة ظهرت بارزة على جبينه وجانبي وجهه، وفكه انقبض بقوة حتى كاد يصدر صوت طحن. قبض على ذراع المقعد الذي يجلس عليه حتى أبيضّت مفاصله.

"ما... الذي... تقوله؟" سأل بصوت خافت، كأنما يخشى أن ينفجر لو رفع صوته.

"نقلوها إلى سانت مونغو. قالوا إنها في حالة حرجة... وهاجريد اختفى. لا احد يعرف اين هو "

نهض ألبرت فجأة من مكانه، وكأن نيران المدفأة قذفته نحو السقف. التقط عصاه السحرية من فوق الطاولة بجانبه، وأدار جسده باتجاه باب الحجرة.

هاري، الذي كان صامتًا في الزاوية، نهض بدوره، وقد شعر بالخطر.

" ألبرت !" نادى هاري.

لكن ألبرت لم يتوقف. خطواته كانت ثقيلة، كأنها تدكّ الأرض تحتها. جسده يرتجف، ليس من الخوف، بل من الغضب الصافي الذي جعل الهواء حوله وكأنه يشتعل.

ركض رون نحوه وأمسك بذراعه محاولًا إيقافه.

"ما الذي تحاول أن تقوم به، يا ألبرت؟! هل جننت؟!" صاح وهو يسحب يده نحو صدره.

استدار ألبرت ببطء، ونظر إلى رون نظرة نارية جعلت الأخير يتراجع خطوة بلا إرادة.

"أنت من جُنّ، يا رون !" قال بصوت مرتجف، لكن مليء بالقوة. "هل ستصمت عن ذلك؟! هل سترى تلك... ابنة العاهرة تفعل ما تشاء في هوجوورتس دون أي عقاب؟! إن كانت تظن أنها ستفلت من هذا بسهولة ، فهي غبية حقًا !"

كان هاري على وشك التدخل، لكن ألبرت دفع يد رون بعيدًا عن كتفه وسحب نفسه من قبضته بعنف، ثم أكمل طريقه نحو الباب.

"ألبرت، توقف !" قال هاري، لكن دون جدوى.

فتح الباب بعنف، وخرج إلى الممر المظلم، خطواته تدوي في أرجاء البرج كهدير عاصفة قادمة.

يتبع ....

2025/04/13 · 26 مشاهدة · 2267 كلمة
نادي الروايات - 2025