الفصل 291
صاح هاري في وجهها واقفا ومتخذا خطوة أقرب إليها بدوره: " هذه ليست بالأحلام العادية" ، أراد أن يهزها من كتفيها وهو يقول: " كيف تفسرين ما رأيته عن والد رون ما رأيك فيه؟ كيف عرفت بما جرى له؟ و ايضا البرت بنفسه قال انه يستطيع رؤية احلام عن فولدمورت عندما كنا نعيش في منزله !" .
قال رون بهدوء ناظرا إلى هيرميون: " هاري على حق " .
قالت هيرميون بيأس: «" كن هذا الموضوع... مريب، وغير محتمل.. كيف بربك يصل فولدمورت إلى سيريوس، بينما هو في جريمولد بليس طوال الوقت؟ " .
قال رون والقلق باد عليه " ربما شعر سيريوس بالضيق وخرج يتنسم الهواء النقي.. إنه يسعى للخروج من المنزل منذ فترة ..... "
أصرت هيرميون على كلامها "لكن لماذا؟ لماذا يستعين فولدمورت بسيريوس؛ ليحصل على سلاح ؟ أو أيا كان ما يسعى إليه ؟! " .
صاح هاري فيها: " لا أعرف، هناك الكثير من الاحتمالات.. ربما فولدمورت ليس مهتما بإيذاء سيريوس .. " .
قال رون بصوت خفيض: " أتعرف؟ فكرت في شيء آخر.. سيريوس يعرف احد أكلة الموت، أليس كذلك؟ ربما أخبر سيريوس بكيفية الوصول إلى السلاح " . قال هاري: " أجل؛ ولهذا ظل حرص دمبلدور على إبقاء سيرياس محبوسًا طوال الوقت. "
صاحت هيرميون: " انظر.. أنا آسفة.. لكن ما تقولانه غير منطقى، ولا يوجد دليل عليه، ولا يوجد دليل على وجود فولدمورت وسيريوس في...... "
قال رون ملتفتا إليها: " هيرميون هارى يرى الحقيقة في أحلامه ! هل تذكرين مسابقة النهائية في سنة الماضية ؟! لقد رأى هاري في رؤية أحلامه عن قتال بين البرت و الذي تعرفه ! و هدا ما حدث في الحقيقة !" .
قالت خائفة مترددة: " حسنًا.. لكن على أن أقول إن....... "
" ماذا؟ "
" انت .. هاري، هذا ليس نقدًا. لكنك.. أعنى... ألا ترى أنك تسعى دائما لإنقاذ الناس؟ " .
نظر إليها شزراً. وقال: " وماذا تعنين بسعيى لإنقاذ الناس؟ " .
قالت هيرميون بسرعة وقد أصابتها نظرة هاري إليها بالخوف الشديد: " أعنى، ما تفعله عظيم.. قال الجميع إن ما فعلته كان رائعا..... " قال هاري من بين أسنانه: " هذا غريب؛ لأننى أذكر ما قاله رون عن أنني أضيع وقتى محاولاً أن أكون بطلا.. هل هذا ما ترينه أنت الأخرى؟ أتحسبين أنني أتصرف كبطل ثانية؟ " .
قالت هيرميون مذعورة: " لا، لا، لا .. ليس هذا ما أعنيه "
صاح هاری: " إذن، اذكرى ما تعنينه؛ لأننا نضيع وقتنا هنا " .
" أحاول أن أقول.. إن فولدمورت يعرفك يا هاري. ، إنه يفعل هذا الآن، ويعرف أنك ستهب لإنقاذ سيريوس. ماذا لو كان يحاول أن يدفعك لدخول مصلحة الألغاز والغوام...... "
" هيرميون، لا يهم إن كان قد فعل ما فعل ليجذبني إليه.. لقد أخذوا مكجونجال إلى سانت مونجو، ولا يوجد بهوجورتس أي من أعضاء الجماعة لأخبره، وإن لم أذهب لإنقاذ سيريوس فسوف يموت ، زد على دالك مادا لو كان هذا الامر حقيقة ؟! و كان سيريوس في خطر ؟؟ " .
" لكن يا هاري.. ماذا لو كان حلمك.. مجرد حلم؟ "
صرخ هاري صرخة ضيق وإحباط شديدين فتراجعت هيرميون عنه مبتعدة من الخوف.
صاح فيها قائلاً: " ألا تفهمين؟ أنا لا أحلم بالكوابيس، ولا أحلم بالمرة. لماذا تراهم أعطوني دروس أو كلومينسى إن لم يكن هذا هو السبب؟ لماذا تظنين سعى دمبلدور لحجب هذه الأحلام عني ؟ لأنها حقيقية يا هيرميون... سيريوس محاصر، وقد رأيته فولدمورت قبض عليه، ولا يوجد أحد غيري يعرف، وهذا يعنى أننا من نقدر على إنقاذه، وإن كنت لا تريدين المجيء فلا يهم، لكنني ذاهب.. أتفهمين؟ وإن كان ما أتذكره صحيحا، فإنك لم تقلقى بشأن رغبتي في إنقاذ الناس عندما أنقذتك من الديمنتورات.. أو... " التفت إلى رون وأكمل: " .. عندما أنقذت أختك من الأفعى العملاقة..... "
قال رون بحرارة: " أنا معك يا صديقي " .
قالت هيرميون بقوة " لكن يا هاري.. دمبلدور أرادك أن تتعلم حجب هذه الأحلام عن عقلك، إن كنت قد تعلمت الأوكلومينسى كما يجب، ما كنت لترى ما...... "
" إن كنت تحسبين أنني سأتصرف وكأنني لم أر أي شيء..... "
" قال سيريوس لك إنه لا يوجد أهم من تعلمك تحصين عقلك "
" كان سيقول شيئا مختلفا لو كان يعرف بما رأيته من...... "
انفتح باب الفصل، فالتفت هاري و رون و هيرميون. دخلت چینی باديا عليها الفضول، وخلفها لونا كعادتها وكأنها دخلت إلى المكان عن طريق الخطأ.
قالت چینی بتردد: " أهلاً .. عرفنا صوتك يا هاري، لماذا تصيح هكذا؟ ".
قال هاري بخشونة: " لا تشغلى بالك " . فرفعت چینی حاجبيها.
قالت ببرود: " لست مضطرا للكلام معى بهذه النغمة، كنت فقط أريد مساعدتك " .
قال هاري باقتضاب: " لا تقدرين "
قالت لونا بصفاء وهدوء: " أنت غير مهذب معها "
لعنها هاري وأشاح بوجهه عنها. آخر ما يريده الآن هو محادثة مع لونا لوفجود
قالت هيرميون فجأة: " انتظر.. انتظر يا هاري، يمكنهما المساعدة "
نظر هاري و رون إليها.
قالت برجاء: " اسمع يا هاري.. نحن بحاجة إلى معرفة إذا كان سيريوس قد ترك البيت أم لا " .
" قلت لك إنني رأيت.... "
قالت هيرميون بأسى " هاري .. أرجوك من فضلك ، من فضلك دعنا نتحقق من غياب سيريوس عن المنزل قبل أن نذهب إلى لندن. إن لم نجده هناك فأقسم على أنني لن أحاول منعك سأتي معك.. وأفعل ما أقدر عليه في سبيل إنقاذه. "
صاح هاري " سيريوس يتعرض للتعذيب الآن.. ليس لدينا وقت لنضيعه "
" لكن، ربما هذه خدعة من فولدمورت یا هاري علينا التحقق "
سألها هاري: " كيف؟ كيف سنتحقق؟ " .
قالت هيرميون: " سنستعين بنيران مدفأة أمبريدج، ونرى إن كان سيقدر على الكلام إلينا " والرعب مرتسم على وجهها من الفكرة... و اضافت " سنحتاج ان نجعل أمبريدج ان لا تراقبنا و نحن نقوم بهذا الامر ، لدالك نحتاج شخص ما ان يراقب حجرتها "
قالت چيني على الفور، وإن أخذت تجاهد لتخمين ما يجرى: " أجل، سنفعل هذا "، وقالت لونا: " عندما تقول سيريوس، فهل تعنى ستوبی بوردمان؟ "
قال رون لها " لا ، سيريوس بلاك انه والد آلبرت "
قالت لونا و حاجبيها يرتفع " اوه انه والده اذن !! اين البرت اذن ؟! الا يدري بما يحدث لوالده ؟"
لم يجبها أحد.
قال هاري بعدوانية مخاطبا هيرميون: " حسنًا. حسنا، إن كنت تعرفين طريقة تفعلين بها هذا بسرعة فأنا معك، وإلا فسأذهب إلى مصلحة الغوامض الآن " . قالت لونا مندهشة: "مصلحة الألغاز والغوامض ؟ لكن كيف ستصل إليها؟ " .
مرة ثانية تجاهلها هاري
قالت هيرميون وهى تسارع بالسير بين الموائد : " أجل.. هيا.. سيذهب أحدنا أولاً ليجد أمبريدج... و.... يبعدها عن طريقنا. يمكن أن يقول لها إن بيفيس سيقوم بشيء خطير مثلا ...... "
قال رون على الفور: " سأذهب أنا.. سأخبرها أن بيفيس قد دمر فصل التحويل أو ما شابه، فهو بعيد للغاية عن مكتبها بل ربما أقدر على إقناع بيفيس بفعل هذا إن قابلته في طريقي " .
كان الموضوع خطيرا حتى إن هيرميون لم تعترض على تدمير فصل التحويل. قالت مقطبة الجبين وهي مستمرة في السير جيئة وذهابا: " حسنا.. والآن نحن بحاجة لإبقاء الطلبة بعيدا عن مكتبها ونحن ندخله، وإلا فقد يسارع أحد طلبة سليذرين بإخبارها "
قالت چیني على الفور: " سأقف أنا و لونا على جانبي الممر، ونحذر الطلبة من الدخول بحجة أن أحدهم قد أطلق الغاز الخانق القاتل" ، بدا على هيرميون الدهشة من قدرة چيني الوافرة على الكذب
هزت چیني منكبيها، وقالت: " فريد و جورج كانا يخططان لهذا قبل أن يغادرا " .
قالت هيرميون " حسنًا.. هاري، سأدخل أنا وأنت تحت عباءة الإخفاء إلى المكتب وتتحدث إلى سيريوس ... "
" إنه ليس بالبيت يا هيرميون "
" يمكنك التحقق من غياب سيريوس عن البيت وأحرسك أنا لا أعتقد أنه من الحكمة البقاء كثيرًا في المدفأة.. فقد أثبت لي جوردن بالفعل أن النوافذ ضعيفة، بعد أن أدخل منها تلك العرس " .
حتى في غضبه ونفاد صبره عرف هاري أن عرض هيرميون بمرافقته تحت عباءة الإخفاء دليل على ولائها وتضامنها معه.
غمغم: " .. حسنا، شكرا لك " .
قالت هيرميون وقد أراحها قبول هاري الخطة: " حسنًا.. المهم، حتى وإن فعلنا كل هذا، فلا أعتقد أننا سنقدر على الحصول على أكثر من خمس دقائق.. فوجود فيلش والفرقة التفتيشية التعيسة لا يوفر لنا الأمان. "
قال هاري : " تكفينا خمس دقائق.. هيا، دعونا نذهب...... "
قالت هيرميون باديا عليها الصدمة: " الآن؟ "
قال هاري بغضب: " بالطبع الآن.. ماذا تظنين؟ أن ننتظر حتى العشاء؟ هيرميون، سيريوس يتعرض للتعذيب في هذه اللحظة "
قالت بيأس " ... حسنًا.. اذهب أنت وأحضر عباءة الإخفاء، وسأقابلك عند طرف الممر المفضى لمكتب أمبريدج... اتفقنا ؟! " .
لم يجبها هاري ، بل هرع خارجا من الحجرة وبدأ في الجرى وسط الزحام على مسافة طابقين قابل شيموس و دين ، اللذين رحبا به بمرح وأخبراه بأنهما يخططان للاحتفال بنهاية الامتحانات، في حفل من غروب الشمس إلى الفجر بحجرة الطلبة.
لم يعرهما هاري انتباها وهرول داخلا عبر اللوحة إلى حجرة الطلبة وهما يتناقشان في كمية المشروبات التي سيهربانها إلى المدرسة، ثم خرج من برج جريفندور ومعه عباءة الإخفاء وسكين سيريوس في حقيبته، قبل أن يلاحظا أنه قد ابتعد عنهما.
" هاري .. هل تريد المشاركة بجاليونين؟ سنشترى المشروبات الليلة. "
لكن هاري كان قد ابتعد بالفعل راكضًا في الممر.. وبعد دقيقتين، كان قد قفز آخر درجات السلم منضمًا إلى رون و هيرميون و چینی و لونا الذين تجمعوا عند طرف ممر حجرة أمبريدج.
قال لاهثا: " حصلت عليها.. جاهزون؟ "
همست هيرميون و عصبة من طلبة الصف السادس يمرون إلى جوارهم صانعين جلبة شديدة: "حسنًا.. رون ستذهب لتبعد أمبريدج عن مكتبها... چیني ، لونا، ستبدأ الان في إبعاد الناس عن الممر.. هاري وأنا سنرتدي العباءة وننتظر أن يصبح الجو أمانا.... " .
ابتعد رون، وشعره الأحمر البراق يلمع بطول الممر، بينما أخذ رأس چیني ، الذي لا يقل بريقا عن رأسه، يتقافز بين الطلبة في الاتجاه المقابل ومعها لونا بشعرها الأشقر.
غمغمت هيرميون وهي تمسك برسغ هاري وتجذبه إلى ركن خفي من الأحجار الخشنة المظهر، حيث يقف تمثال الساحر من العصور الوسطى يغمغم وهو يتحدث إلى نفسه.. قالت: " هــ.... هل أنت متأكد أنك بخير يا هاري؟ أنت شاحب جدا "
قال باقتضاب وهو يخرج عباءة الإخفاء من حقيبته: " أنا بخير" . في الواقع، أخذت ندبته تؤلمه، لكن ليس إلى درجة ألم سيريوس من تعذيب فولدمورت بالطبع.. وإن آلمته بدرجة أقوى من حالها، عندما عاقب فولدمورت أفيري
قال وهو يلقى بعباءة الإخفاء فوقهما ويقفان ليستمعا بحرص وصوت الغمغمة باللاتينية للتمثال يعكر عليهما السمع.
قالت چیني للملتفين حولها: " لا يمكنكم المرور من هنا. لا آسفة.. عليكم المرور من السلم الآخر، فهناك من أطلق الغاز الخانق..... "
سمعا الطلبة يتذمرون، وقال صوت من بينهم: " لكنني لا أرى أي غاز "
قالت چینی بطريقة مقنعة: " هذا، لأنه بلا لون.. لكن إن أردت المرور تفضل، وقتها سنجد جثتك دليلاً يثبت وجوده للأحمق التالي الذي لا يصدق " . ببطء أخذ التجمهر يقل. انتشرت أخبار الغاز الخانق بسرعة، ولم يعد الطلبة يأتون من هذا الطريق. عندما اختفى آخرهم، قالت هيرميون بهدوء: " أعتقد أن الوقت مناسب للمرور يا هاري.. هيا بنا "
تقدما، تحت غطاء العباءة. وقفت لونا وظهرها إليهما عند الطرف البعيد من الممر ، وهما يمران بجيني، همست هيرميون: " أداؤك جيد.. لا تنسى الإشارة "
غمغم هاري وهما يقتربان من باب أمبريدج: " اية إشارة؟ " .
ردت هيرميون قائلة: " غناء ويزلي يا ملك.. " إن رأت إحداهما أمبريدج تقترب و هاري يدخل السكين في شق الباب، انفتح الباب ودلفا إلى المكتب.
كانت القطيطات الصغيرة مستلقية في أشعة شمس ما بعد الظهر التي أدفأت أطباقها .. لكن بخلاف هذا، كان المكتب خاليا وغير مشغول مثل المرة الأخيرة ، تنفست هيرميون الصعداء.
" ظننت أنها قد تضيف بعض تعاويد القوية على الباب "
لم تكن تدري هيرميون أن البرت قبل خمسة أيام قد دمر هذا الباب مع تعاويذه القوية ، لولا آلبرت لما فتح هذا الباب بسهولة !!
رفعا العباءة هرولت هيرميون إلى النافذة ووقفت بعيدة عن نطاق البصر، وأخذت تنظر إلى الفناء وعصاها السحرية مشهرة.
هرع هاري إلى المدفأة، وقبض على إناء بودرة الفلو، وألقى بملء قبضة يده منها في المدفأة فاشتعل اللهب الياقوتي ودبت فيه الحياة. انحنى عليه، وألقى برأسه داخل اللهب المتراقص وصاح: " المنزل رقم (12)، جريمولد بليس " .
بدأ رأسه يدور وكأنه في الملاهى وظلت ركبتاه كما هما على أرضية المكتب الباردة. أبقى عينيه مغمضتين؛ حتى لا يدخل فيهما الغبار، حتى انتهى الدوران، وفتحهما، ليجد نفسه قد وصل إلى مطبخ جريمولد بليس البارد الكبير.
لم يكن من أحد به توقع هذا، لكنه لم يكن مستعداً لموجة الذعر والهلع التي اجتاحته عندما رأى الحجرة خالية صاح: " سيريوس ! سيريوس، هل أنت هنا؟ " .
دوى صوته في الحجرة، لكن لم يتلق إجابة، فيما عدا صوتاً ضئيلاً إلى جوار المدفأة. نادى قائلاً: " من هناك؟ " . متسائلاً إن كان هذا فأرا.
ظهر كريتشر القزم المنزلي بدا مسروراً لسبب ما، وإن كان على يديه جرحان خطيران، وقد ضمدهما بضمادات كثيرة.
قال كريتشر للمطبخ الخالى ملقيًا بنظرات مختلسة غريبة ظافرة على هاری: " انه رأس الولد بوتر فى المدفأة.. لماذا جاء يا ترى؟ إن كريتشر يتساءل ، لقد ظننت أن سيدي العزيز آلبرت هو من جاء " .
سأله هاري: " أين سيريوس يا كريتشر؟ "
ضحك القزم المنزلى ضحكة واهنة. وقال: " السيد خرج یا هاري بوتر إلى أين ذهب؟ أين ذهب يا كريتشر ؟ " . وضحك كريتشر
قال هاري " انا أحذرك " وهو على وعى تام بأن مسألة عقابه لكريتشر غير ممكنة، أضاف: "ماذا عن لوبين؟ ماد آي؟ أي منهم.. أيوجد منهم أحد هنا؟ " .
قال القزم جذلا وهو يلتفت بعيدًا عن هاري ويبدأ في السير ببطء إلى الباب الواقع عند طرف المطبخ البعيد: " لا أحد هنا غير كريتشر.. كريتشر يريد الكلام مع سيدته قليلاً، أجل، يملك فرصة للكلام معها، بعد أن أبقاه السيد بعيدا عنها لزمن طويل..... " ( يتحدث عن ام سيريوس التي في لوحة المجنونة )
صاح هاري في القزم " اين ذهب سيريوس ؟ كريتشر؟ هل ذهب إلى مصلحة الألغاز والغوامض؟ "
تجمد كريتشر في مكانه رأى هاري رأسه الأصلع من بين غابة أرجل مقاعد المائدة أمامه.
قال القزم بهدوء: " السيد لا يخبر كريتشر المسكين بوجهته " .
صاح هاري: " لكنك تعرف أليس كذلك؟ تعرف أين هو. "
مرت لحظة من الصمت، ثم أخرج القزم أعلى ضحكاته صوتا.
ثم سارع بالخروج واختفى من الباب المفتوح.
"...أنت "
على الجانب الاخر في قرية غودريكز هولو لم تكن كباقي القرى السحرية.
هي لا تنام… بل تتنفس الذكريات.
المكان الذي بدأت منه الحكايات… وانتهت فيه أيضًا.
في هذا اليوم كان آلبرت بلاك يقف على مسافة قصيرة من الحدود الخفية التي تفصل العالم السحري عن القرية. شعر بالرياح تحرك قميصه الخفيف، وكان الجو ينبئ بأن شيئًا عظيمًا على وشك الحدوث.
ابتسم ابتسامة باهتة، ثم مرر عصاه في الهواء أمامه، هامسًا:
"فيليفيكور، افتح الستار."
بدأ الجدار الحجري الذي يفصل القرية عن غير السحرة يتوهج، ثم تشقق، ثم اختفى كأنه لم يكن. ظهرت أمامه زقاق ضيق، مرصوف بأحجار غير منتظمة، ومصابيح غازية معلقة تتراقص على جانبي الطريق وكأنها تتنفس.
ألبرت دخل.
كل شيء كان صامتًا. لا أطفال، لا سحرة، فقط آثار سحر قديم تنبض تحت الأقدام. استمر في السير حتى وصل إلى منزل ضيق متهالك، بدا وكأنه ينتظر منذ سنين.
الباب؟
مفتوح.
بدا الأمر مقصودًا… كأن هذا المكان كان يتوقع مجيئه.
دخل ألبرت، وقال بنبرة واضحة:
" مرحبًا؟! هل من أحد هنا ؟!"
كان الهواء داخل المنزل أثقل من خارجه. كأن الجدران نفسها تتنفس.
مرت ثوانٍ طويلة قبل أن يسمع صوتًا مألوفًا، عميقًا، يشبه صوت الأجراس:
" فلتدخل إلى هنا، يا ألبرت."
اتسعت عينا ألبرت… لقد كان يعرف هذا الصوت.
دمبلدور.
بدأ يسير ببطء داخل الممر، عينيه تمسحان الأثاث المترب، والأرضية الخشبية التي تصدر صريرًا عند كل خطوة. في نهاية الممر، كان هناك باب نصف مفتوح.
دفعه ألبرت بهدوء…
وكان هناك.
لقاء مع دمبلدور
جلس دمبلدور على كرسي خشبي بسيط، أمام مدفأة تتوهج بلهب أزرق. لم يكن يرتدي رداءه المعتاد المزخرف، بل عباءة رمادية باهتة، شعره ولحيته مبعثرة قليلًا، لكن عينيه… لا تزالا كما هما.
باردتان… حازمتان… حنونتان.
قال ألبرت، بعد لحظة صمت طويلة:
" كنت أعلم أنك ستكون هنا…"
أجاب دمبلدور دون أن يلتفت:
" و أنا كنت أعلم أنك ستأتي."
تقدم ألبرت، وجلس على الكرسي المقابل له.
مرت لحظات لم يُنطق فيها حرف… فقط نار تتكلم بلغة لا يفهمها سوى قلبين يعرفان الألم.
يتبع ...