الفصل 294
في تلك اللحظة من الحاضر، بعد أن خرج البرت من دوامة الذكريات التي غاص فيها عبر عصا الألدر، ظل واقفًا هناك، أمام باب مكتب دمبلدور، ساكنًا، عينيه تسبحان في الفراغ، بينما تتردد أصداء الماضي في ذهنه.
كل ما رآه… كل من مات من أجل تلك العصا… كل الوجوه التي مرت، والتعويذات، والدماء… كأنه عاش آلاف السنين في دقائق.
لكن فجأة…
خطوات تركض. أنفاس متقطعة. صوت مألوف يخترق صمته.
" آلبرت !! آلبرت !!!"
التفت آلبرت بسرعة، ليجد شيموس فينيجان يركض نحو الزقاق المؤدي إلى مكتب المدير، وجهه مغطى بالعرق، ويداه ترتعشان وهو يلوّح له.
توقف شيموس بصعوبة، يلهث بشدة، ووجهه ممتقع من شدة الركض.
قال بتقطع:
" آلبرت... لقد عدت ! أخيرًا... اسمع، لقد أخبرتني هيرميون أن... أن أبلغك فورًا… يجب أن تذهب إلى وزارة السحر… الآن !"
تجمد البرت في مكانه، نبرة القلق بدأت تملأ صوته:
" ماذا؟! هل هي في الوزارة؟! وماذا تفعل هناك؟!"
قال شيموس، وقد زاد اضطرابه وهو يضع يده على ركبته محاولًا السيطرة على تنفسه:
" إنه والدك... سيريوس… هيرميون قالت إن هناك خطرًا كبيرًا… وأنك يجب أن تذهب فورًا… ربما يكون في خطر… أو أسوأ !"
الصمت... ثم الانهيار.
ارتخت ركبتا ألبرت فجأة، وسقط على الأرض دون وعي منه، يداه تغطيان رأسه، كأن ضربة هائلة سقطت عليه من السماء.
قال بصوت يقطعه الألم:
– " يا إلهي… لا… لماذا؟! لماذا نسيت ؟!"
ارتجفت شفتاه وهو يتمتم:
"كيف نسيت هذا الامر البالغ الاهمية ؟!… كان يجب أن أراقبه… كان يجب أن أكون معه !! تبا لي !!"
بدا وكأنه قد طُعن في صدره، الذنب والندم يتآكلانه من الداخل.
ثم... صحوة.
وقف البرت فجأة، كأن طاقة مجهولة دفعته من الأرض، نظر إلى شيموس بعينين دامعتين لكنه كان يحاول السيطرة عليهما.
أمسك بكتفيه بكلتا يديه، يهزهما بقلق واندفاع:
" متى ذهبت؟ متى؟ متى ذهبت هيرميون وباقي المجموعة؟!"
قال شيموس وهو يحاول أن يتذكر:
" منذ دقائق فقط ! لقد أسرعت لأجدك، ركضت بأسرع ما يمكنني ! قالت إنهم ذاهبون عبر الثيسترال !! "
فغرت شفتا البرت، وصمت للحظة…
ثم قال، بصوت خافت لكن مرعوب:
" قسم الألغاز…! هذا هو اليوم الذي يُقتل فيه أبي…"
كانت الكلمات تخرج بصعوبة من فمه، وكأنها جمرات حارقة.
لكن فجأة…
تحول ذلك الألم إلى تصميم.
رفع عينيه نحو السماء، وكأنه يقسم.
بعد لحظات اختفى من المكان … في لحظة واحدة…
انتقل ألبرت آنيًا، مستخدمًا سحرًا دقيقًا لا يُجيده إلا السحرة الأقوياء جدًا، نحو وزارة السحر… نحو قسم الألغاز… نحو المعركة التي قد تُغير كل شيء.
داخل الوزارة ، هرول مجموعة هاري خارجين من الحجرة إلى الحجرة الدائرية المظلمة.. أخذت أشكال المخاخ تسبح أمام عينى هاري بدلاً من اللهب الأزرق للشموع.
قالت هيرميون بحدة: " انتظرى " لونا تهم بفتح الباب المجاور لحجرة المخاخ.. ثم قالت: " فلاجرات " .
شهرت عصاها السحرية ورسمت بالتعويذة التي ذكرتها علامة (X) لامعة في منتصف الباب. وما إن أغلق الباب من خلفهم، حتى أخذت الحجرة تدور ثانية وبسرعة كبيرة، لكنهم رأوا وسط الأضواء الزرقاء المتداخلة لمعانا أحمر ذهبيا، ثم عندما استقرت الحجرة وجدوا علامة هيرميون مستقرة على الباب لتكشف لهم عن الحجرة التي دخلوها.
قال هاري " تفكير جيد.. حسنًا.. دعونا نجرب هذا الباب..... "
مرة ثانية، اتجه مباشرة إلى الباب المواجه له وفتحه وعصاه السحرية مشهرة، والباقون في عقبيه.
كانت هذه الحجرة أكبر من سابقتها.. مضاءة إضاءة خافتة ومستطيلة الشكل، وفي مركزها حفرة حجرية كبيرة بعمق عشرين قدما. وقفوا على طرف الدرجة العليا من الحجرة، التي بدت أشبه بمدرجات مسرح قديم، أو أشبه بحجرة المحكمة التي حوكم فيها هاري على أيدي أعضاء الويزنجاموت
لكن بدلاً من المقعد ذي السلاسل، كان هناك منبر حجري في منتصف الحجرة، وعليه قوس حجرية قديمة وبالية الحال، حتى إن هاري اندهش من أنه ما زال قائما لم ينهدم.
كانت القوس الحجرية قائمة من غير عمد ويغطيها ستار أسود، أخذ بالرغم من سكون الهواء بالحجرة في الارتجاف وكأن هناك من يلامسه من الخلف.
قال هاري وهو يقفز درجة إلى الأسفل: " من هناك؟ ". لم يجبه مجيب، لكن الستار استمر في الحركة والتأرجح همست هیرمیون: " احذر " .
نزل هاري الدرجات واحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى القاع الحجري للحفرة الغائضة في الأرض، دوى صوت خطوات قدميه مرتفعا وهو يقترب ببطء من المنبر بدت القوس الحجرية المدببة الطرف أطول مما سبق وهو واقف أمامه. أخذ الستار يتحرك ويتأرجح برفق، وكأن هناك من مر خلاله منذ قليل.
" سيريوس ؟! " . تكلم هاري ثانية، لكن بصوت أخفت وقد اقترب.
أحس إحساسًا قويًا بأن هناك من يقف خلف الستار مباشرة ويراقبه ، أمسك بعصاه بقوة، ودار حول المنبر، لكنه لم يجد أحدا خلفه.. كل ما رآه هو الجانب الآخر من الستار الأسود المهترئ.
نادته هيرميون من عند منتصف الدرجات: " هيا نذهب.. أرتاب في الأمر یا هاري هيا بنا "
بدت خائفة، أكثر خوفا من حالها في حجرة المخاخ العائمة، لكن هاري استشعر نوعا من الجمال في الستار، وإن كان قديماً هكذا. أغراه الستار المتراقص برفق بالاقتراب، وأحس برغبة عارمة في صعود درجات المنبر والسير عبره.
قالت هيرميون بقوة أكبر: " هاري، هيا بنا.. هيا نعود "
قال: " حسنًا " لكنه لم يتحرك. سمع شيئًا. كان هناك همس خافت، غمغمة قادمة من الجانب الآخر للستار.
قال بصوت مرتفع: " ماذا تقولون؟ ". حتى أن كلماته أصدرت دويًا على الدرجات الصخرية.
قالت هيرميون وهى تقترب منه " لم يتكلم أحد يا هاري " .
قال مبتعدا عنها مقطب الجبين في مواجهة الستار: " هناك من يهمس.. هل هذا أنت يا رون؟ " .
قال رون وهو واقف على الجانب الآخر من القوس الحجرية: " أنا هنا يا صاحبي " .
تساءل هاري: " ألا يسمع أحدكم الأصوات؟ " ... لأن الأصوات والهمسات قد صارت أقوى، وإن كانت بلا معنى، لكنه وجد قدميه تتحركان على درجات المنبر.
همست لونا: " أنا أسمعها " و قد انضمت إليهم عند جانب القوس وحدقت في الستار الخافق، وقالت: " هناك أشخاص بالداخل "
سألتها هيرميون وهى تقفز من فوق الدرجة الأخيرة وقد تملكها الغضب " ماذا تعنين بقولك بالداخل؟ لا يوجد احد بالداخل، إنها مجرد قوس، ولا مكان فيها لأحد. هارى توقف، ابتعد.. " .. أمسكت بذراعه وجذبته، لكنه قاومها.
قالت بصوت مرتفع متوتر " هاري، نحن هنا للبحث عن سيريوس " .
ردد هاري كلامها وهو ما زال محدقا بثبات في الستار الخافق " سيريوس. أجل.. " .
فجأة، عادت الأوضاع إلى حالها الصحيح في عقله سيريوس، قبض عليه وتعرض للتعذيب تحت الأسر، وهو ينظر إلى القوس...
أخذ عدة خطوات مبتعدا عن الستار، ثم أشاح بوجهه عنه. قال: " هيا " .
قالت هيرميون: " هذا ما أحاول أن.... أعنى... هيا بنا إذن " وقادت الطريق. على الجانب الآخر من المنبر، أخذ نيفيل و چيني يحدقان في الستار هما الآخران.
وبدون كلام، أمسكت هيرميون بذراع چینی، وأمسك رون بذراع نيفيل، وأعادوهما إلى درجات المدرج وصعدوا إلى الباب.
سأل هاري هيرميون وقد عادوا إلى الحجرة الدائرية المظلمة: " ترى ما هذا الستار؟ "
قالت بحزم وهى ترسم علامة سحرية على الباب الذي خرجوا منه: " لا أعرف.. لكن، أيا كان فهو خطير. "
استقر حال الجدار بعد أن دار ثانية.. تقدم هاري من أحد الأبواب ودفعه لكنه لم يتحرك.
قال رون بحماس وهو ينضم إلى هاري في محاولة فتح الباب: " لا بد أن هذا هو الباب الذي نقصده أكيد "
قالت هيرميون بحدة: " ابتعدا عنه " وأشارت بعصاها السحرية إلى حيث يقع القفل في الأبواب العادية وقالت: " ألوهومورا " .
لم يحدث شيء.
قال هاري " سكين سيريوس " وهو يجذبها من ثنيات عباءته ويضعها في الشق الواقع بين الباب والجدار. راقبه الآخرون بلهفة وهو يجرى السكين بطول الباب، ويسحبه، ثم يدفع الباب بكتفه.
ظل مغلقا كما هو. والأغرب أن هاري عندما نظر إلى سكينه وجد نصله قد ذاب.
على الجانب الاخر ، داخل الأروقة المظلمة لوزارة السحر، كان الصمت مخيفًا، يخترقه صوت خافت لصدى خطوات سريعة يتردد في الجدران الحجرية.
ظهرت شرارة زرقاء في الهواء، تلتها ومضة خاطفة… ألبرت يظهر وسط البهو الطويل المؤدي إلى قسم الألغاز.
ألقى على نفسه تعويدة ليغير ملابسه الى بدلة داكنة اللون مع قميص ابيض و ربطة عنق سوداء قام بهذا الامر من اجل ان لا يشك به اي شخص يتواجد في الوزارة من اجل ترخيص دخول
(هذا البرت بعدما غيّر ملابسه )
بعدها ألقى عيناه جالتا في المكان، وكان يشعر بكل ذرة سحر تتقافز في الهواء.
المبنى غارق في هدوء غير طبيعي، هدوء يشبه ما قبل العاصفة.
قال لنفسه وهو يتقدم بحذر:
" أنا قادم يا أبي… ."
كل خطوة كان يتقدمها نحو القسم الغامض كانت تُشعل في داخله نارًا من العزم. لكنه لم يكن يعلم أن هناك من كان ينتظره.
عند زاوية الممر المؤدي إلى قسم الألغاز… ظهرت ثلاثة ظلال.
خرج من بين الظلام كل من بيلاتريكس ليسترانج، دولوهوف، ولوسيوس مالفوي. وجوههم قاتمة، تعابيرهم متحفزة، وعصيهم مسلولة بالفعل، وكأنهم يعلمون تمامًا ما سيحدث.
ابتسمت بيلاتريكس بخبث وهي تتقدم خطوة، تقول بصوت عالٍ مشبع بالسخرية:
" وأخيرًا… الفتى الذي كنا ننتظره… تأخرت كثيرًا، كدنا نمل من الانتظار."
توقف ألبرت، عينيه لم تتركا وجوههم لحظة واحدة، حتى وهو يتحدث، كانت أصابعه تشتعل بطاقة صامتة لا تُرى إلا لمن يعرف السحر جيدًا.
ردّ بثقة، صوته عميق حازم:
" تراجعوا عن طريقي… لن أقولها مرتين."
ضحكت بيلاتريكس بشدة، تضحك تلك الضحكة المجنونة التي تشق الصمت وتخترق الأعصاب، ثم قالت وهي تميل برأسها:
" تظن نفسك في موقع إصدار الأوامر، يا ابن بلاك؟! لن تمر، ولو فوق جثثنا."
لم يضيع ألبرت لحظة.
أطلق تعويذة صامتة من طرف عصاه، دون كلمة، دون حركة بارزة.
وميض من الضوء الأرجواني انطلق بسرعته نحو بيلاتريكس، طاقة بدت كأنها تُمزق الهواء من حولها.
لكن بيلاتريكس… بالكاد… بالكاد أوقفتها.
دفعتها التعويذة للخلف نصف متر، ودُفعت قدمها اليمنى للوراء لتثبت توازنها.
شهقت، عيناها اتسعتا، كانت مذهولة.
قالت بيلاتريكس في خاطرها دون ان يسمعها اي شخص • ما هذه القوة؟! تعويذة صامتة في هذا العمر ؟! لقد كاد أن يسحقني بها… •
نظرت نحوه، وعلى غير عادتها… لم تضحك.
بل همست في جدية :
• الآن فهمت… لمَ كان اللورد يمدحه دومًا… إنه خطير… خطر جدًا. •
كان لوسيوس ينظر لزميلته وقد ارتبك، وهو يرفع عصاه.
لكن ألبرت رفع يده بسرعة نحو جدار قريب، أطلق تعويذة خاطفة ضربت الجدار فتحول إلى موجة غبار كثيف حجبت الرؤية تمامًا !
قال بصوت مرتفع يخترق الفوضى:
" لن أكرر الأمر… ابتعدوا!"
لم يكن البرت خائف منهم بتاتا ، بل قام بهذا الفعل من اجل ان يشغل الامر الثلاثي و يستغل الامر للوصول الى مكان هاري
انطلقت تعويذتان في الظلام، من دولوهوف ولوسيوس. لكن ألبرت، دون أن يرى، شعر باتجاه السحر، واستدار بمهارة، دار نصف دائرة ببراعة، ويصد التعويذتين بتعويذة دفاعية مزجت بين الحماية والهجوم.
الاصطدام بين التعويذات الثلاثة أحدث انفجارًا هائلًا هز جدران الطابق السفلي.
وسقطت حجارة صغيرة من السقف… والأرض اهتزت.
في وسط الدخان، وقف ألبرت، هالته السحرية كانت تُرى بالعين، هالة زرقاء مزرقة تدور من حوله، كأن السحر يُفيض منه بلا نهاية.
نظر مباشرة في عيني بيلاتريكس، وقال أخيرًا:
" هذه مرة الثانية التي اخبركم بالإبتعاد عن طريقي !! المرة القادمة سأقتلكم بحق !! ."
رفعت بيلاتريكس عصاها مجددًا، ولكنها لم تهاجم، بل قالت ببطء:
" ستندم لأنك جئت وحدك، يا فتى…"
لكن ألبرت لم يختفِ هذه المرة. بل تقدم.
تقدم، كمن لا يهاب الموت، كمن يحمل قدرًا أكبر من كل من يقف أمامه.
تقدم نحوهم و هو يشعر بالغضب مع توتر حول تفكيره على أنه قد تأخر كثيرا للوصول الى مكان هاري
وما هي إلا لحظة، حتى رفعت عصاها وصاحت بتعويذة لم يسمع بها أحد منذ قرون:
" أورا أفيتا ترايهدرا !"
خرج من عصاها دخان أسود كثيف، تحوّل إلى أفعى ضخم بثلاث رؤوس، يزأر بصوت كأنما يخرج من أعماق الجحيم، وانطلق بسرعة رهيبة نحو آلبرت.
لكن آلبرت لم يتراجع. بل رفع عصاه ببطء، عيونه تشتعل بالقوة، ولوّح بها في قوس غامض، تعويذة صامتة خرجت منها شعلة ضوء بيضاء لامعة مملوءة بطبقات من السحر القديم
ضربت التعويذة الأفعى الثلاثية، فمزقتها إلى أجزاء تبخرت في الهواء وسط صرخة نارية.
"انتهينا من اللعب..." تمتم آلبرت.
وانطلقت من عصاه تعويذة هجومية رهيبة نحو بيلاتريكس مباشرة، لكنها لم تصل... فقد اعترضها درع سحري قوي انبعث من عصا دولوهوف، الذي صاح في لحظة انفعال وهو يدفع بنفسه أمام بيلاتريكس
ليحميها.
قال آلبرت وهو ينظر نحوهما:
"أوه، إذًا عليك أن تتذوق العقاب أولاً..."
العيون التي نظر بها إلى دولوهوف لم تكن عادية، كانت نظرة قاتل مخضرم، تعود أن يرى الموتى وهم يسقطون أمامه. تلك النظرة... رآها دولوهوف من قبل... في المعركة السابقة... نفس البرودة، نفس الهدوء المرعب الذي رأه من طرف البرت عندما واجهه قبل أيام قليلة لا غير في هذا المكان
تراجع دولوهوف خطوة لا إرادية، شعر بقشعريرة تجتاح عموده الفقري.
" تبا لك !! خذ هذه !!" صرخ وأطلق تعويذته البنفسجية الشهيرة التي قيل إنها شطرت جسد ساحر نصفين في الحرب الأولى.
لكن قبل أن تلمس التعويذة جسد آلبرت...
اختفى.
تبخر حرفيًا من مكانه، ولم يبقَ سوى أثر رمادي كالوميض.
خلفه.
ظهر آلبرت خلف دولوهوف في ومضة برق، وصاح بتعويذة لا يعرفها أحد:
" روبل برابوسا !!"
انطلقت من عصاه شرارة صفراء كالبرق، حادة ومركزة، شقت الهواء بسرعة خاطفة كأن الزمن قد توقف نحو يد دولوهوف اليمنى.
بكاد تمكن الأخير من تفاديها، لكن التعويذة عبرت جانب ذراعه وأحدثت شرخا عميقًا، سال منه الدم على الفور.
" آآآآااه !!" صرخ دولوهوف متراجعًا، يضغط على ذراعه المجروحة، لكنه كان يعلم جيدًا أن هذه ليست إلا البداية.
صرخت بيلاتريكس وهي تصيح لرفيقيها:
" قاتلوه معًا !! لا تتركوا له وقتًا للتنفس !!"
رفع لوسيوس عصاه وبدأ في تعاويذ معقدة دفاعية وهجومية في آن، محاولًا أن يحاصر آلبرت في زاوية ضيقة، لكن الأخير كان يتحرك بخفة لا تصدق، يلتف حول الهجمات، يصدها بزاوية مثالية، وكل مرة يُقابل السحر بالسحر وكأن جسده برمج للقتال.
" سبيرا سوبريما !!"
صرخ آلبرت مجددًا في دهنه لتعصف من عصاه موجة من طاقة بيضاء صافية، طردت لوسيوس للخلف بقوة، اصطدم بالجدار الحديدي للممر، وارتطم رأسه بأرضية الوزارة.
التفت دولوهوف بسرعة وألقى سلسلة من التعاويذ السوداء نحوه، تتشابك وتتشابك، لكن آلبرت ضرب الأرض بعصاه قائلاً:
" أركتو سبينتا. !!"
فاندلعت موجة ارتجاجية من تحته، رفعت بلاط الأرض نفسه، لتصبح الوزارة نفسها وكأنها تتنفس من غضب البرت.
صرخت بيلاتريكس بغضب:
" هذا الطفل... ليس بشريًا !!"
لكن البرت لم يتوقف. تقدم نحوها مباشرة، عيونه مشتعلة، هدير السحر يتدفق من جسده، حتى الهواء المحيط به بدا وكأنه يهتز.
"هذه نهايتكم..." تمتم بهدوء، ورفع عصاه مرة أخيرة...
بعدما رأى دولوهوف انه من الصعب اكمال المهمة فولدمورت ، وجه نظراته نحو لوسيوس و الألم الذي يشعر به حاليا لا يطاق ليقول " لوسيوس فل تدهب الى المكان الذي توجه إليه هاري ، يجب ان نكمل هذه المهمة على احسن وجه "
وافقت بيلاتريكس على كلام دولوهوف لتقول هي الاخرى " نعم ... نحن سنتكفل بهذا الفتى ... حتى لو متنا ، سنتأكد بأن يموت معنا .. اليس كدالك يا دولوهوف ؟ " لم يستطع دولوهوف الابتسام في هذه اللحظة اثر شعور بالالم الشديد في يده الايمن
بعدما رأى لوسيوس ان الأمر قد وصل إلى نهاية مسدودة ، وفق على مدض و توجه إلى الباب الاخر المؤدي الى قسم الالغاز
بعدما رأى البرت ان لوسيوس يتوجه إلى الباب الذي قد يكون هاري و المجموعة فيها ، الى نحوه تعويدة ستوبيفاي ليفقد وعيه ، لكن بيلاتريكس ألقت بدورها تعويدة اخرى لتلغي تعويدة البرت
يتبع ....