الفصل 301
كان الدخان يملأ المكان، والصرخات تتردد بين جدران الممرات الغامضة.
قسم الألغاز، حيث يُختبر السحر والعقل والقلب، أصبح الآن ساحة قتال لا تُرحم.
في الزاوية الجنوبية من القاعة التي تدور حول نفسها باستمرار، كانت هيرميون وجيني تقفان جنبًا إلى جنب، ظهر كل واحدة منهما إلى الأخرى، تتنفسان بصعوبة، محاطتين بثلاثة من أكلة الموت.
" جيني !! من اليمين !!"
" رأيته !!! كونفرينجو !"
انفجرت إحدى الجدران خلف أحد أكلة الموت، فتراجع صارخًا وهو يترنح.
بينما كانت هيرميون تتعامل مع اثنين في آنٍ واحد، تعويذةً بعد تعويذة:
" ستوبيفااي !!"
" إكسبيليارموس !!"
تطايرت الشرارات في الهواء، أحد أكلة الموت أصيب في ذراعه وسقطت عصاه ، الآخر تفادى التعويذة، لكن جيني كانت هناك، بتركيز مذهل:
" إنكارسيراس !"
انطلقت حبال سحرية من عصاها، قيدت ذلك الموت-آكل وطرحته أرضًا يتلوى.
كانت هيرميون تنزف قليلاً من جرح صغير في كتفها، لكنها لم تتوقف، وكانت جيني تقاتل مثل أسد غاضب.
ثلاثة ضد اثنتين؟ لا يهم.
كانتا تقاتلان وكأن العالم كله يعتمد عليهما.
وكان الأمر كذلك فعلاً.
لكن...
في لحظة خاطفة، وبدون سابق إنذار، وبين زخم التعاويذ، صرخ أحد أكلة الموت المتبقين وهو يرفع عصاه نحو هيرميون قائلاً:
" أفادا كادافرااااا !!!"
الضوء الأخضر القاتل اندفع نحوها بسرعة البرق.
لم يكن هناك وقت.
لم تستطع جيني أن تصل إليها في الوقت المناسب.
لم تستطع هيرميون أن تهرب.
كل ما رأته هيرميون في تلك اللحظة كان النهاية.
تجمد قلبها.
جف حلقها.
توقفت أنفاسها...
ولكن...
بووووم.!!!
انفجرت موجة هواء ضخمة حولها، وذراعان قويتان أمسكتا بها فجأة من خصرها، وارتفعت عن الأرض.
لحظة... انتقال آني.
ظهر الضوء المميز واختفى الاثنان من مكانهما قبل أن تصل تعويذة الموت بجزء من الثانية.
ظهرت هيرميون في زاوية بعيدة من القاعة، بين ظلال الجدران الدوارة، بين ذراعي شخص تعرفه جيدًا.
آلبرت.
كان واقفًا، يتنفس ببطء، يضغط على جبهته التي لا تزال ملطخة ببقايا دم جاف، لكن عينيه كانتا صافيتين ومليئتين بالهدوء.
قال بصوت منخفض، مبحوح قليلًا:
" هل أنتِ بخير؟ "
( صورة لمشهد انقاذ آلبرت لهيرميون )
فتحت هيرميون عينيها ببطء. كانت لا تزال في ذهول.
رأت وجهه، الدم اليابس على جبهته، لكن ابتسامته كانت دافئة.
لم تصدق أنه هو.
لم تصدق أنها نجت.
"آ .. آلبرت؟!"
بصوتٍ مرتجف، ودموع بدأت تتجمع في عينيها، رمت يديها حول عنقه، وعانقته بقوة شديدة.
"آلبرت !! كنتُ أظن... كنتُ أظن أنني مت... وأنك... أنك ميت !!"
كان جسدها يرتعش، لكنها لم تُفلت.
آلبرت، رغم التعب والدماء، أعاد ذراعيه ليحيط بها، وسكن لحظة في حضنها.
ثم...
قبّلت وجنته اليمنى، ثم اليسرى، وسط دموع السعادة والذهول:
" ظننت أنني فقدتك للأبد عندما سمعت انك كنت تقاتل ضد فولدمورت !!"
ابتسم آلبرت، وهو يمسح دمه عن وجهها بلطف، وقال:
"أنا لن أموت بهذه السهولة، هيرميون."
سمعا صراخًا من بعيد. جيني كانت لا تزال تقاتل.
فأمسك آلبرت يد هيرميون، وقال بثبات:
"سأعيدك إليها، لكن هذه المرة... لن يكون أحدكم وحده بعد الآن."
عادا عبر انتقال آني سريع، وظهر آلبرت إلى جانب جيني مباشرة.
رفع عصاه فورًا، وألقى تعويذة هائلة صاعقة جعلت الأرض تهتز تحت قدميّ آكل الموت الأخير،
ثم أطلق عليه تعويذة ثانية قاضية:
" إكسبالتيوم !!"
انفجرت عصا آكل الموت إلى قطع، وطار جسده نحو الحائط.
وقفت جيني، تلهث، ثم نظرت إلى ألبرت وقالت بابتسامة كبيرة:
"لقد تأخرت قليلاً، يا آلبرت."
آلبرت، الذي شعر أن أنفاسه تتقطع من التوتر، التفت إلى هيرميون وهمس بصوت مبحوح:
"هيرميون... أين أبي؟ هل... هل ما زال حيًا؟"
توقفت هيرميون لحظة. نظرت إليه بعينين مملوءتين بالدموع لكنها ثابتة، كأنها تدرك مدى ثقل هذا السؤال على كاهله. مدت يدها نحو ذراعه برفق، وقالت، وهي تحاول أن تحافظ على نبرة صوتها هادئة:
" نعم، آلبرت... إنه لا يزال على قيد الحياة."
انفرج صدره بأنفاس متلاحقة. للحظة، شعر أن الأرض تحت قدميه استعادت ثباتها بعد أن كادت تبتلعه. نظر في عينيها، باحثًا عن المزيد، عن أمل صغير يتمسك به.
أكملت هيرميون، تشير بيدها نحو ممر مضاء بوهج خافت:
"إنه هناك... في الجانب الأيمن من قسم الألغاز. لكن المكان... ضخم، ضخم لدرجة أنك قد تتيه فيه كما تتيه في متاهة. يمكن أن تضيع فيه كما لو كنت تائهًا في دمج فصلين كاملين داخل مدرسة هوجورتس."
ابتلع آلبرت ريقه وهو يتأمل الظلال التي تتراقص على الجدران. قلبه ينبض بعنف، كل جزء من روحه يصرخ للقاء والده الذي حلم بلقائه طوال حياته الجديدة.
تحركا معًا نحو الممر. خطواتهما كانت سريعة، ولكن شيئًا في الجو تغير. الهواء أصبح أثقل، أكثر لزوجة وكأن الزمن نفسه بدأ يبطؤ.
وفجأة، حدث ما لم يكن في الحسبان.
تجمد الزمن حولهما للحظة، كأنهما عبرا عتبة إلى كابوس حي. هناك، على بعد عدة أمتار، ظهرت بيلاتريكس ليسترانج، شعرها الأسود يتطاير بجنون وعينيها تلمعان بنشوة شريرة.
كانت تواجه سيريوس .
وفي تلك اللحظة المشؤومة، رفعت عصاها السوداء بكل كراهية قلبها وصاحت بأعلى صوتها:
" أفادا كدافرا !"
شعاع أخضر مميت انطلق من عصا بيلاتريكس بسرعة البرق نحو سيريوس.
ألبرت شعر وكأن روحه تمزقت. كل شيء حوله تباطأ... حتى صوت ضربات قلبه صار كهدير أمواج عاتية تتحطم فوق صخور الألم. بدون أن يشعر، صرخ بكل قوته، بصوت كان مزيجًا من رعب طفل وفزع رجل يفقد أعز ما يملك:
ـ "أبي !!! لااااااا !!!"
كانت الصرخة حادة، دامية، تقطع سكون المكان كالسيف. سقطت عصاه من يده دون أن يدري، انتقل آنيا نحو والده الذي لم يكن بدوره قد رأى تعويدة الموت التي ستأتي نحوه ، حاول آلبرت أن يلحق به قبل أن تصل اللعنة الخضراء إليه...
لكن قبل أن نرى ماذا سيحدث، توقف المشهد فجأة.
تبددت الصورة أمام أعيننا، كأن الزمن انكسر. الظلام ابتلع كل شيء.
ننتقل الآن إلى مشهد آخر...
كانت الأرض قد امتلأت بالحطام المتناثر والضوء المتراقص الناتج عن التعاويذ المتصادمة.
وسط الفوضى، كان لورد فولدمورت، عيناه الحمراوان تتلألآن ببغض لا يوصف، وثعبانه
و أمامه، بكل هدوء، ألباس دمبلدور، معتمراً عباءته الأرجوانية، وعيناه الزرقاوان تتألقان ببرود غريب خلف نظارته الهلالية الشكل.
سكن الهواء للحظة، وكأن الوزارة بأكملها حبسَت أنفاسها.
فولدمورت (بصوت كالفحيح):
"أخيرًا... أتيت يا دمبلدور. توقعت أن ترسل تلميذك ليُقتل بدلًا عنك ."
دمبلدور (بهدوء قاتل):
" هاري ليس إلا صبيًّا. لم يكن يجب أن تجره إلى هذا المكان."
فولدمورت (بابتسامة مشوهة):
"كان عليه أن يتعلم... الحياة قاسية، حتى للأطفال، أليس كذلك يا دمبلدور؟"
دمبلدور (بصوت متماسك):
"حياتهم ليست ملعبًا لمعاركك القديمة، توم."
احتدّت ملامح فولدمورت عند سماعه اسمه القديم.
فولدمورت (بغضب مكتوم):
"لا تجرؤ على مناداتي بذلك الاسم !"
دمبلدور (بنبرة هادئة لكنها صارمة):
" لماذا لا؟ هذا الاسم الذي أعطته لك أمك... اسمك الحقيقي، قبل أن تخترع هذا القناع المخيف."
زمجر فولدمورت، ورفع عصاه فجأة.
انطلق تيار ناري شرس نحو دمبلدور، لكن دمبلدور لوّح بيده وكأنما يشق الهواء نفسه، فتكوّنت درع سحرية ذهبية أوقفت النيران في منتصف الطريق.
فولدمورت (هازئًا):
" ستحميني دروعك إلى متى؟ أنت عجوز، دمبلدور، أضعف مما كنت !"
دمبلدور (بابتسامة بالكاد تُلاحظ):
" أنت، يا توم، لا تفهم شيئًا أساسيًا..."
ثم، بحركة سريعة، أطلق دمبلدور سلسلة من التعاويذ الذكية: حبالًا ذهبية التفت حول ذراعي فولدمورت، ونافورة ماء انفجرت لتحيط به كسجن.
فولدمورت (متهكمًا وهو يفلت نفسه بقوة خارقة):
" قوتك عظيمة، أعترف بذلك. لكنك لا تملك الجرأة لقتلي."
دمبلدور (بهدوء قاتل):
" لا أحتاج لقتلك يا توم. يكفي أن يعرف العالم أنك عدت. هذه هي نهايتك الحقيقية. فلو كنت اريد قتلك لقتلتك مباشرة عندما وطأت قدمي هنا "
كان يدري فولدمورت بدالك ، فهو يدري ان اكثر شخص حاليا يخاف من قوته هو دمبلدور ، لدالك كان لا يملك اي شك في ما قاله دمبلدور رغم انه كبير في سن
اشتعلت الغرفة أكثر، وفجأة، بصرخة غير إنسانية، ذاب جسد فولدمورت في الهواء، متلاشياً ، تاركًا خلفه طنينًا خافتًا ورائحة الكبريت.
[دمدم دمبلدور وهو ينظر إلى المكان الذي اختفى فيه فولدمورت:]
"لقد حان وقت الحقيقة."
يتبع ...