الفصل 311

قال كورنيليوس فودج بينما يخطو بخطوات واسعة ويده ممدودة إلى الأمام: " آه.. رئيس الوزراء، من الرائع أن أراك مجددًا "

لم يرد رئيس الوزراء على مجاملة فودج ، فلم يكن يشعر بأدنى قدر من الارتياح لرؤيته، وكان ظهوره العرضي من وقت لآخر بغض النظر عن كونه مفزعا في حد ذاته يعنى أنه على وشك سماع أخبار سيئة، وكان فودج يبدو أقل بدانة وأكثر صلعًا، وشعره رمادي أكثر من ذي قبل، وقد بدا القلق واضحًا على ملامح وجهه المتجهمة، وقد سبق لرئيس الوزراء رؤية تلك الهيئة على وجوه سياسيين آخرين من قبل ويعلم أنها لا تبشر بخير.

صافح رئيس الوزراء فودج للحظة قصيرة، ثم أشار إلى أقرب الكراسي من مكتبه وهو يسأله: " كيف يمكنني أن أساعدك؟ "

شد فودج الكرسى وجلس عليه ووضع قبعته الخضراء على ركبته وهو يتمتم: " لا أعرف من أين أبدأ... يا له من أسبوع... يا له من أسبوع ! " .

سأل رئيس الوزراء وهو يأمل أن يفهم فودج أن لديه ما يكفيه من المتاعب بالفعل ولا يرغب فى سماع المزيد: " هل كان أسبوعك سيئًا أنت أيضا ؟ " .

قال فودج بينما يمسح عينيه بتعب: " نعم بالطبع " ، ثم نظر بتجهم إلى رئيس الوزراء وأضاف: " لقد مررت بنفس الأسبوع الذي مررت به أنت جسر بروكديل.. جريمتيي قتل بونس وفانسي .. إعصار وست کانتری "

" هل كنتم.... كان... أقصد هل كان بعض أفراد جماعتك متورطين في هذه الأحداث؟ "

نظر فودج نظرة تعنيف إلى رئيس الوزراء وقال: " أليس الأمر واضحا؟ كيف يمكنك ألا تدرك ذلك؟ " .

أجاب رئيس الوزراء بتردد: "أنا.."

كان هذا الأسلوب من المعاملة تحديدا هو الذي يجعله يكره زيارات فودج بشدة، فهو في النهاية رئيس الوزراء ويجب ألا يعامله أحدهم كأنه ولد صغير عديم الخبرة، ولكن الأمر كان دائما على هذه الحال منذ أول لقاء له مع فودج في أول ليلة له كرئيس للوزراء، وهو يذكر تلك الليلة كأنها حدثت أمس ويعلم أنه لن ينساها حتى يوم مماته.

كان يقف وحيدًا في هذه الحجرة نفسها مستمتعا بالنصر الذي وصل إليه بعد سنوات طويلة من التخطيط والتمنى عندما سمع صوت سعال خلفه، تماما مثلما حدث تلك الليلة والتفت ليرى تلك اللوحة الصغيرة القبيحة تتحدث إليه معلنة أن وزير السحر على وشك الوصول ليقدم نفسه.

كان من الطبيعي أن يظن بنفسه الجنون بسبب الحملة الانتخابية الطويلة وإرهاق الانتخابات، وكان مرعوبا بكل ما تحتويه الكلمة من معنى عندما وجد تلك اللوحة تتحدث إليه، إلا أن ذلك لم يكن شيئًا مقارنة بما شعر به عندما وثب شخص من المدفأة وصافحه بينما يعرف نفسه إليه بأنه ساحر، حيث ظل صامتا بينما يشرح له فودج بلطف أن هناك سحرة وساحرات مازالوا يعيشون في كل أنحاء العالم دون أن يعلم عنهم أحد شيئًا، ثم أكد له أنه لا يحتاج لأن يقلق نفسه بشأنهم؛ لأن وزير السحر يحمل على عاتقه مسئولية مجتمع السحر بأكمله، فضلاً عن منع خبر وجود هذا المجتمع من التسرب إلى العامة.

وشرح له فودج كيف أن هذه الوظيفة شاقة وتتضمن كل شيء بداية من وضع قواعد كيفية استخدام عصا المكانس وحتى إبقاء التنينات تحت السيطرة الدائمة، وتذكر رئيس الوزراء أنه قبض على مكتبه ليستند عليه عند هذه النقطة، وعندها ربت فودج بطريقة أبوية على كتف رئيس الوزراء الذى لم يكن قد أفاق من الصدمة بعد.

قال فودج: " لا تقلق، من الأرجح ألا تراني مرة أخرى، لن أزعجك إلا إذا كان هناك شيء خطير فعلا يحدث عندنا شيء و يمكن أن يؤثر على العامة، أو مجتمع غير السحرة بمعنى أصح، أما بخلاف ذلك فسيظل كل منا فى حاله ويجب أن أقول لك إنك تتقبل الأمر بشكل أفضل ممن سبقك، فقد حاول أن يرمى بى من النافذة عندما فكر في أنني حيلة دبرتها المعارضة ضده " .

وهنا وجد رئيس الوزراء صوته

أخيرا.

" انك... إنها ليست خدعة إذن ؟! "

لقد كان هذا أمله الوحيد والأخير.

رد فودج برفق: " لا .. لا ، للأسف لسيت كذلك. انظر " .

ثم حول فنجان الشاى الخاص برئيس الوزراء إلى فأر.

قال رئيس الوزراء وهو يحبس أنفاسه، بينما يراقب الفنجان وهو يمضغ زاوية الملف الذي توجد به خطبته القادمة: "ولكن... لكن لماذا لم يقل لي أي شخص شيئًا عن هذا؟ " .

قال فودج بينما يعيد عصاه السحرية إلى داخل معطفه: " لا يكشف وزير السحر عن نفسه إلا لرئيس وزراء العامة الموجود في السلطة، فهذه أفضل طريقة للمحافظة على السرية "

قال رئيس الوزراء بصوت ضعيف متذمر " ولكن، لماذا لم يخبرني أى رئيس وزراء سابق عن هذا الأمر ؟ "

وهنا انفجر فودج في الضحك

" بعد؟ عزیزى رئيس الوزراء، هل تنوى أن تخبر أى شخص عن هذا فيما "

ثم رمى فودج بعض الغبار داخل المدفأة بينما لا يزال يضحك، وخطا إلى داخل النيران الخضراء فانبعث منها صوت حفيف مرتفع، ثم اختفى تاركا رئيس الوزراء واقفًا في مكانه بلا حراك، وقد أدرك أنه لن يجرؤ على ذكر ما حدث لأى كائن حي طيلة حياته، ثم من ذا الذي سيصدقه على أية حال؟

استغرقت الصدمة بعض الوقت قبل أن يزول أثرها، وحاول رئيس الوزراء لبعض الوقت أن يقنع نفسه بأن فودج لم يكن سوى مجرد هلوسة ناتجة عن قلة نومه خلال الحملة الانتخابية الشاقة، وقد حاول بلا جدوى التخلص من كل الأشياء التي تذكره بهذا اللقاء المزعج

فأعطى الفأر لابنة أخيه التي سعدت به، وأعطى تعليمات لسكرتيره الخاص بإنزال لوحة الرجل الضئيل القبيح الذي أعلن حضور فودج، إلا أن اللوحة برهنت أنه من المستحيل إزالتها عن الحائط مما زاد من رعب رئيس الوزراء، فقد حاول للعديد من النجارين، وواحد أو اثنان من البنائين ومؤرخ فني، ووزير المالية تحريكها من على الحائط دون جدوى، فكف رئيس الوزراء عن المحاولة وأصبح كل ما يرجوه أن يبقى هذا الشيء صامتا بلا حراك طوال المدة الباقية التي سيقضيها في هذا المكتب، إلا أنه أحيانا كان يكاد يقسم بأنه رأى بطرف عينه ساكن اللوحة وهو يتثاءب أو يحك أنفه، بل إنه شاهده مرة أو مرتين يخرج من الإطار تاركا خلفه خلفية اللوحة القماش البنية، ولكنه درب نفسه على عدم النظر إلى الصورة كثيرا، واعتاد أن يقنع نفسه دائما كلما حدث شيء كهذا بأنه مجرد خداع بصرى ليس إلا.

حتى حلت ليلة تشبه هذه الليلة منذ ثلاث سنوات، كان رئيس الوزراء وحيدا في مكتبه عندما أعلنت اللوحة حضور فودج الذي اندفع إلى خارج المدفأة وهو في حالة فزع شديد بينما ملابسه مبتلة تماما، وقبل أن يسأله رئيس الوزراء لماذا كانت ملابسه تقطر ماء فوق السجاد الثمين، بدأ فودج حديثه الصاخب عن سجن لم يسمع عنه رئيس الوزراء من قبل، ورجل يدعى سيريوس بلاك، وشيء بدا لسمعه مثل هوجوورتس وفتى يدعى آلبرت بلاك ولم يكن لأي من هذه الأشياء أدنى قدر من المعنى في قاموس رئيس الوزراء

قال فودج وهو يلهث: " ... لقد حضرت لتوى من أزكابان " ثم سكب كمية كبيرة من الماء من حافة قبعته المستديرة إلى جيبه، وأضاف:

" في وسط بحر الشمال، لقد حدثت حالة هروب خطيرة هناك.. حراس السجن في حالة هياج؛ فلم تحدث أى حالة هروب من هذا السجن قط. على أية حال، كان يجب أن أحضر إليك يا رئيس الوزراء؛ لأن بلاك معروف بقتله للعامة، وربما يخطط للانضمام سابقا إلى ... أنت تعرف من ولكنك بالطبع لا تعرف حتى من هو أنت تعرف من ! "، حدق فودج إلى رئيس الوزراء بيأس للحظة، ثم قال: " لا بأس، اجلس، اجلس، فمن الأفضل أن أقدم لك شيئًا تشربه "

كان رئيس الوزراء مستاء بالفعل من دعوة شخص غريب له للجلوس في مكتبه هذا إذا ما تجاوز عن دعوته له للشراب، ولكنه مع ذلك جلس وسحب فودج عصاه واستدعى من الهواء كأسين من الزجاج مملوءتين بسائل عنبري، دفع بإحداهما إلى يد رئيس الوزراء وسحب لنفسه كرسيا.

استمر فودج في الكلام لمدة تزيد على ساعة إلا أنه أثناء الحديث رفض ذكر اسم معين بصوت عال وكتبه على رقعة من الجلد بدلا من ذلك، ثم دفع بها ليد رئيس الوزراء التي لا تحمل الكأس وعندما نهض فودج أخيرًا ليرحل، نهض معه رئيس الوزراء أيضا:

" إذن، فأنت تعتقد أن.... " ثم نظر إلى الاسم الموجود في الرقعة الجلدية وقال: " لورد فول... " .

قاطعه فودج: " الذي لا يجب ذكر اسمه " .

قال رئيس الوزراء: " أنا آسف هل تعتقد أن الذي لا يجب ذكر اسمه مازال حيا إذن؟ " .

قال فودج: " حسنًا، لقد رأيت الامر في الأخبار و ايضا في الكاميرات المراقبة لمقر صحيفة تنبؤ اليومي ، لدالك يعني انه على قيد الحياة رغم ان هذه الحقيقة ظهرت بسبب الفتى الذي مات مؤخرا !"

قال رئيس الوزراء بغرابة " هل تقصد الفتى آلبرت بلاك ؟!"

قال فودج " نعم ... فمساعديني في وزارة اخبروني عن رؤيتهم للفتى و هو ميت " بعدها أحكم فودج و غلق عباءته المخططة تحت ذقنه وأضاف: " و لكننا لم نجد فولدمورت قط، وإذا سألتني فإنني أرى أنه ليس خطيرًا إذا لم يحصل على المساعدة ، ستقوم بدق ناقوس الخطر إذن؟ رائع. أرجو ألا يرى بعضنا بعضا مرة أخرى، تصبح على خير "

.

.

.

على الجانب الاخر ، خارج عالم السحري البريطاني ، حيث كانت حرارة الشمس هذا المكان تضرب بعنفٍ فوق رمال الجنوب الذهبي، حين وطأت قدما ألبرت بلاك أرض مدينة الأقصر في مصر

السماء صافية بلون أزرق نقي، والهواء يحمل رائحة التاريخ، عبق الحضارات القديمة التي لا تزال تتنفس وسط الحجارة العملاقة والمعابد المنقوشة.

كان يرتدي قبعة خفيفة، ونظارات شمسية يخفي بها شيئًا من توتره.

لكن قلبه ينبض بحماس حقيقي.

كان يعلم أن رحلته هذه ليست سياحية، وليست للهروب من عالم السحرة الذي بات يضيق عليه.

بل كانت رحلة وراء معرفة...

معرفة يمكن أن تغير موازين كل شيء.

توقّف أمام بوابة معبد الكرنك، المعلم الأشهر في الأقصر، والموطن المقدس الذي احتضن قرونًا من الأسرار والنقوش والرموز.

في يده، كانت صورة صغيرة، قديمة بعض الشيء، لرجل مسنّ، رأسه مغطى بقبعة شمسية قماشية، وبيده دفتر جلدي قديم.

كان ذلك الرجل، بحسب ما أخبره برييل براون أحد رجال الأعمال السحريين المتعاونين مع العامة هو أفضل خبير في رموز مصر القديمة، خصوصًا ما ارتبط منها بأساطير السحر القديمة التي لم تُفسَّر قط.

"لويس جوزيف"...

اسم قديم، وشخصية غامضة.

لكنها كانت المفتاح الوحيد لشيء عظيم.

اقترب ألبرت من البوابة، حيث كان بعض العمال يحركون معدات صغيرة، أجهزتهم تلمع تحت الشمس، وصوت الرجل العجوز يُسمع بوضوح، وهو يوجههم بلكنة فرنسية ثقيلة:

"Doucement! Ne cassez rien! Il faut tout entrer sans abîmer !"

(ببطء ! لا تكسروا شيئًا ! يجب إدخال كل شيء دون إتلاف !)

ابتسم ألبرت في داخله، لقد عرفه فورًا.

تقدّم بخطى واثقة، ثم قال بلغة فرنسية فصيحة:

"Bonjour monsieur ! "

(مرحبًا يا سيدي !)

استدار الرجل العجوز، نظر نحوه بعينين ضيقتين خلف نظارات سميكة، وبدا عليه الارتباك للحظة.

"مرحبًا... هل تعرفني؟" سأل العجوز، بنبرة من الدهشة والريبة.

ردّ ألبرت بابتسامة صغيرة، وهو يُخرج الصورة من جيبه للحظة ثم يعيدها:

"هل أنت السيد لويس جوزيف؟"

ارتسمت الدهشة على وجه الرجل أكثر.

كان واضحًا من ملامح الشاب وشعره الأسود المائل للبني أنه ليس فرنسيًا... لكن لغته كانت نقية، بل بطلاقة أبناء باريس.

"نعم، يا فتى... أنا هو. ما الذي يمكنني فعله من أجلك؟"

اقترب ألبرت أكثر، وأخذ نَفَسًا عميقًا وهو يتأكد أن لا أحد يسمع حديثهما، ثم قال بهدوء:

"ألم يخبرك الرئيس برييل براون أنني سأقابلك هنا؟ في مصر؟"

تجمدت ملامح العجوز للحظة، ثم اتسعت عيناه تدريجيًا كمن تذكر شيئًا مهمًا.

برييل براون... ذلك الاسم أيقظ في ذهنه رسالة إلكترونية غامضة وصلته قبل شهرين من رجل أعمال سري، قال له إنه سيمول حفرياته القادمة بشرط أن يساعد شابًا سيظهر في الوقت المناسب.

"أوه... نعم، الآن تذكرتك !"

ابتسم لويس، ومدّ يده نحو ألبرت بابتسامة ودودة.

"لقد أخبرني الرئيس حقًا أنك ستأتي... وإنه يجب أن أُريك شيئًا. كنت أظن أنك مجرد فتى هاوٍ... لكنك تبدو أكثر من ذلك بكثير."

صافحه ألبرت بشدة، وقال:

"أنا لست هاويًا يا سيدي... أنا بحاجة إليك، لأن هناك كتابات احتاجك ان تفك شفرتها و تخبرني عن حلها."

رفع لويس حاجبه بدهشة وقال:

" كتابات؟ أتعني نوعًا من الأساطير؟ "

يتبع ...

( فودج يظن مثل الجميع ان البرت ميت الا من كان في هوجورتس بما انه رأو البرت لا يزال حي أما من في الخارج لا مثل فولدمورت و أتباعه ، رغم ان دراكو ابن لوسيوس مالفوي و هو يرى البرت في مدرسة ستقول لمادا لم يخبر أباه ان البرت لا يزال حي و يخبر لوسييو بعدها لفولدمورت ؟! لكن يجب ان تدري ان لوسييو بعد فضيحة انه من اتباع فولدمورت لم يستطع بعدها دراكو يدخل الى منزل مالفوي ، بحيث لوسيوس اشترى منزل فاخر و جعل ابنه دراكو يسكن فيه لدالك لا يوجد تواصل بينهم )

2025/05/21 · 40 مشاهدة · 1982 كلمة
نادي الروايات - 2025