الفصل 321
قال دمبلدور بطمأنينة: "إنك على حق تماما"، ثم أزاح كمه كاشفًا عن أطراف أصابعه المحروقة والسوداء، وقد أصاب منظرها قفا هاري بقشعريرة.
ثم أضاف دمبلدور: "إنني بالتأكيد أبطأ مما كنت عليه، ولكن من ناحية أخرى..."
ثم هز دمبلدور كتفيه وفرد يديه على آخرهما وكأنه يقول إن هناك تعويضًا عن الكبر، ولاحظ هاري أن دمبلدور يرتدي في يده السليمة خاتمًا لم يره من قبل.
كان كبيرًا وصناعته غير دقيقة إلى حد ما، ويبدو مصنوعًا من الذهب ومرصعًا بحجر أسود كبير، كأنما قد تم كسر وسط الخاتم ليستقر فيه.
تعلقت عين سلجهورن بالخاتم للحظة أيضًا، ولاحظ هاري تجعد جبهته العريضة وتجهمه للحظة قصيرة.
سأل دمبلدور: "إذن يا هوريس.. كل هذه الاحتياطات ضد المتطفلين، هل قمت بها لخداع أكلة الموت أم لخداعي؟"
تساءل سلجهورن: "ما الذي قد يريده أكلة الموت من شخص مسكين، مهدود الصحة مثلي؟"
قال دمبلدور: "أتخيل أنهم سيريدون منك أن تستخدم مواهبك الكثيرة في القهر والتعذيب والقتل. هل حقًا تقول لي إنهم لم يأتوا بعد لتجنيدك؟"
نظر سلجهورن إلى دمبلدور بخبث للحظة، ثم غمغم: "لم أعطهم الفرصة، فقد كنت في تنقل مستمر طوال العام الماضي ولم أستقر بمكان واحد مدة تزيد على الأسبوع. كنت أتنقل من منزل أحد العامة إلى منزل آخر.. ملاك هذا المنزل في إجازة بجزر الكناري، لقد كان منزلهم لطيفًا جدًا، وأنا آسف لاضطراري إلى تركه. إنه شيء سهل جدًا، فكل ما عليك هو استخدام تعويذة تجميد بسيطة لأجهزة الإنذار ضد السرقة التافهة التي يستخدمونها بدلًا من إنذار الثعبان السحري، والتأكد من أن الجيران لم يروك وأنت تدخل البيانو."
قال دمبلدور: " في منتهى البراعة، ولكنها تبدو حياة متعبة إلى حد ما بالنسبة لرجل عجوز مسكين مهدود الصحة يبحث عن حياة هادئة. والآن، إذا ما عدت إلى هوجوورتس..."
قال سلجهورن: "إذا كنت ستقول لي إن حياتي داخل هذه المدرسة المزعجة ستكون أكثر أمانًا، فلتوفر كلامك يا ألباس ! قد أكون قضيت كل الفترة الماضية مختبئًا، ولكن وصلتني بعض الشائعات المضحكة منذ رحيل دولوريس أمبريدج؛ إذ كانت هذه هي الطريقة التي تعامل بها مدرسيك هذه الأيام".
قال دمبلدور: " إن الأستاذة أمبريدج وضعتنا في موقف حرج مع قطيع القناطير الخاص بالمدرسة".
ثم أضاف: "أعتقد يا هوريس أنك ستكون أكثر حكمة من أن تخطو إلى داخل الغابة وتدعو جماعة من القناطير الغاضبة حيوانات مهجنة قذرة".
قال سلجهورن: "هذا ما فعلته، أليس كذلك؟ امرأة حمقاء... لم تعجبني قط هذه المرأة".
ضحك هاري ضحكة خافتة، فالتفت إليه دمبلدور وسلجهورن. قال هاري بسرعة: "آسف، فقط، إنها لم تعجبني أنا أيضًا".
ثم وقف دمبلدور فجأة.
فسأله سلجهورن بسرعة وقد بدا مستبشرًا: "هل سترحل؟"
سأل دمبلدور: "هل يمكنني استخدام الحمام؟"
قال سلجهورن وقد بدا عليه خيبة الأمل بوضوح: "آه، الباب الثاني على اليسار بعد الصالة".
عبر دمبلدور الغرفة، وما إن أغلق الباب خلفه حتى ساد المكان الصمت. وبعد لحظات قليلة، وقف سلجهورن وقد بدا غير واثق مما يريد فعله، ثم ألقى على هاري نظرة مختلسة، وخطا نحو المدفأة وأعطاها ظهره العريض لتدفئه.
قال سلجهورن على نحو مفاجئ: "أتظن أنني لا أعرف لماذا أحضرك معه؟"
نظر هاري إلى سلجهورن ولم يتكلم، فنظر سلجهورن إلى ندبة هاري، ثم إلى باقي ملامح وجهه هذه المرة.
قال سلجهورن: "أتعرف أنك تشبه والدك إلى حد كبير؟"
قال هاري: "نعم، أخبروني بذلك".
قال سلجهورن: "باستثناء عينيك؛ فإن لك..."
قال هاري: "عينا أمي، أعرف"، فلقد سمع هاري هذا الكلام كثيرًا حتى أصبح مضجرًا إلى حد ما بالنسبة له.
أضاف سلجهورن ردًا على نظرة هاري المتسائلة: "نعم، حسنًا، من المفترض بالطبع كمدرس ألا يكون لدي طلاب مفضلون، ولكنها كانت إحدى طالباتي المفضلات... أعني والدتك ليلي إيفانز. "
" لقد كانت واحدة من أذكى الطالبات اللائي درست لهن، كانت فتاة ساحرة. واعتدت أن أقول لها إنها كان يجب أن تكون من طلاب منزلي، ولكنها كانت دائمًا ترد علي بإجابات شقية متهربة".
قال هاري: "أيهم كان منزلك؟"
قال سلجهورن: "كنت رئيس منزل سليذرين"، ثم أضاف بسرعة عندما رأى التعبير الذي ارتسم على وجه هاري وهو يهز إصبعه القصير البدين أمامه: "لا تحمل هذا الأمر ضدي. أعتقد أنك جريفندور مثلها، أليس كذلك؟ عادة ما يدخل أفراد العائلة الواحدة نفس البيت وإن كان هناك شواذ لهذه القاعدة. هل سمعت عن سيريوس بلاك؟ لابد أنك سمعت به، فقد نشرت أخباره بالصحف خلال العامين الماضيين و ابنه الذي منذ أسابيع قليلة".
لقد كاد هاري أن يقول لسلوجهورن الحقيقة و ان آلبرت لم يكن ميتا ، لكن بعدما تدكر أن البرت و دمبلدور قد أخبروه ان هدا الامر مجرد خطة ضد فولدمورت ، اعاد تفكيره من جديد و سكت
ثم أكمل سلجهورن: " حسنًا، على أية حال، لقد كان سيريوس صديق والدك في المدرسة، وكان جميع أفراد أسرته في منزلي، ما عدا سيريوس الذي انتهى به الحال في جريفندور للأسف، فقد كان ولدًا موهوبًا. و لقد سمعت أن ابنه الراحل البرت هو ايضا في نفس منزل جريفندور .. كان أخ سيريوس و هو ريجولوس في منزل سليذرين بالطبع، ولكنني كنت أتمنى لو كان لدي كلاهما".
بدا سلجهورن مثل هاوي جمع تحف مهووس زايد عليه أحدهم في أحد المزادات.
وظل يحدق إلى الحائط المقابل وقد بدا عليه أنه غرق في ذكرياته، وأخذ يحرك ظهره من الجنب إلى الجنب أمام المدفأة ليؤمن قدرًا متساويًا من الحرارة لمؤخرته.
قال سلجهورن: " كانت والدتك مولودة للعامة، بالطبع لم أصدق هذا عندما عرفت. لقد اعتقدت أنها من أصحاب الدم النقي، فقد كانت موهوبة جدًا".
قال هاري: " إحدى أفضل صديقاتي مولودة للعامة وهي أفضل طالبة في فصلنا الدراسي".
قال سلجهورن: " من الغريب أن يحدث ذلك أحيانًا، أليس كذلك؟"
قال هاري ببرود: " ليس تمامًا".
نظر إليه سلجهورن مفاجئًا وقال: " يجب ألا تعتقد أني متحامل... لا، لا، لا، ألم أقل لك منذ لحظة إن والدتك كانت واحدة من طالباتي المفضلات حتى وقتنا الحاضر؟ وكان هناك ديريك كريسويل في العام الذي تلا عام والدتك أيضًا، وقد أصبح الآن رئيسًا لمكتب العلاقات مع الجن، وقد كان مولودًا للعامة بالطبع، وطالبًا موهوبًا جدًا، ولا يزال يطلعني على معلومات داخلية ممتازة عما يجري في جرنجوتس".
ثم قفز قفزة صغيرة وهو يبتسم بطريقة تنم عن رضاه عن نفسه، وأشار إلى إطارات الصور الكثيرة اللامعة فوق خزانة الأطباق التي يشغل كلًا منها أشخاص متحركون، وقال: " جميع هذه الصور لطلابي السابقين وجميعها موقعة. سوف تلاحظ بارناباس كافي، رئيس تحرير جريدة المتنبئ اليومي، دائمًا ما كان مهتمًا بسماع تعليقاتي على الأخبار اليومية. وهناك أيضًا أمبرسيوس فلومي الذي يعمل لدى حلواني هنى ديوكس ويرسل لي في عيد ميلادي سلة مملوءة بالحلوى؛ لأنني استطعت أن أقدمه إلى سيسرون هاركيس، الذي أعطاه أول وظيفة في حياته المهنية. والصورة في الخلف هناك، سوف تراها إذا رفعت عنقك، هذه جوينوج جونيس، وهي كما تعلم بالطبع كابتن فريق هوليهد هاربيز. يندهش الناس دائمًا عندما يعرفون أن علاقتي مع فريق هاربيز غير رسمية لدرجة استخدام أسمائهم الأولى، كما أنني أستطيع الحصول على تذاكر مجانية في أي وقت أريد".
ويبدو أن هذه الفكرة قد رفعت معنوياته إلى حد كبير.
ثم سأله هاري: " هل كل هؤلاء الناس يعرفون أين يجدونك ويرسلون إليك الأشياء؟" وفي نفس الوقت أخذ هاري يسأل نفسه لماذا لم يستطع أكلة الموت الوصول إليه إذا كانت سلال الحلوى وتذاكر الكويدتش والزوار الذين يحتاجون إلى نصائحه أو آرائه يستطيعون أن يجدوه؟
اختفت الابتسامة من وجه سلجهورن بنفس السرعة التي اختفى بها الدم من على الجدران، ثم قال وهو ينظر إلى هاري: " بالطبع لا، فقد كان من المستحيل على أي شخص الاتصال بي منذ عام مضى". أحس هاري أن الكلمات هزت سلجهورن نفسه الذي بدا مترددًا للحظة، ثم هز كتفيه.
ثم أكمل سلجهورن حديثه: " ومع ذلك، فالساحر الحكيم هو الذي يحني رأسه حتى تمر العاصفة. من السهل على دمبلدور أن يتكلم، ولكن قبولي بهذا المنصب في هوجوورتس في هذا الوقت بالذات سيكون كما لو أنني أعلن انتمائي الصريح إلى جماعة العنقاء، وبينما أنا متأكد أنهم شجعان ورائعون ولديهم كل الأوصاف الطيبة، لكنني شخصيًا لا يعجبني معدل الوفيات بين أفراد الجماعة "
قال هاري بسخرية إلى حد ما: " ولكنك لست مضطرًا للانضمام للجماعة لكي تدرس في هوجوورتس "
كان من الصعب أن يتعاطف مع طبيعة سلجهورن المدللة عندما يتذكر سيريوس وهو قابع في أحد الكهوف ويتغذى على الفئران. ثم أضاف: " ومعظم المدرسين ليسوا من أعضائها، ولم يُقتل أي منهم قط، إلا إذا كنت تضع كويريل في حسبانك؛ فإنه حصل على ما يستحقه إذا وضعت في الاعتبار أنه كان يعمل مع فولدمورت "
كان هاري متأكدًا أن سلجهورن من هؤلاء السحرة الذين لا يطيقون سماع اسم فولدمورت أمامهم بصوت عالٍ، ولم يخب ظنه؛ فقد انتفض سلجهورن وصاح معترضًا، ولكن هاري تجاهله مواصلاً حديثه: " أظن أن العاملين بالمدرسة أكثر أمانًا من معظم الناس ما دام دمبلدور ناظرها؛ فهو الشخص الوحيد الذي من المفترض أن فولدمورت يخافه دائمًا، أليس كذلك؟ "
حدق سلجهورن إلى الفضاء للحظة، وبدا كما لو أنه يقلب كلام هاري في عقله.
ثم غمغم على مضض: " حسنًا، بلى، صحيح أن الذي لا يجب ذكر اسمه لم يسعَ إلى معركة مع دمبلدور، كما أظن أنه بما أنني لم أنضم إلى أكلة الموت فإن الذي لا يجب ذكر اسمه لن يعدني من الأصدقاء على أية حال... وفي هذه الحالة، فإنني سأكون أكثر أمانًا لو كنت قريبًا "
يتبع ...