الفصل 328

تقدم اندرسون بخطوات هادئة ولكن واثقة نحو الشخصين اللذين كانا يجذبان انتباهه منذ اللحظة الأولى، خطواته الثقيلة تكاد تصدر صدى خافتًا على أرضية الرخام البارد للردهة، لكن أحدًا لم يكن يسمعها، إذ أن اندرسون كان قد خطط لكل شيء بعناية منذ البداية.

قبل أن يقترب منهما بمسافة يمكن أن تتسبب في أي مواجهة مفاجئة، أخرج عصاه السحرية من جيبه الداخلي للسترة، حركة سلسة لا تتطلب أي جهد يُذكر، كأنها امتداد ليده الطبيعية .

وفي لمحة خاطفة، ألقى تعويذة Muffliato على المكان بأكمله، لتغمر الردهة الكبيرة بسحابة شفافة خفية تجعل كل صوت يصدر داخلها محصورًا، بحيث لا يصل أي همس أو خطوات إلى الخارج.

الصدى والهمسات اختفيا وكأن المكان أصبح معزولًا عن العالم الخارجي، كأنه يحمي لحظة معينة من أعين وسمع الآخرين.

الشخصان اللذان كانا تحت مراقبته قبلاً شعرا بشيء غريب. لم يعودا يريان ما حولهما إلا مشهدًا واحدًا: رجل عجوز يبدو في أوائل الستين من عمره، يلفت النظر بملابسه الفاخرة ذات الألوان الهادئة والمتناسقة، ونظاراته التي كانت متدلية قليلاً على أنفه، فيما يضع شيئًا ما داخل سترته وكأنه يخفي سرًا خطيرًا.

كل حركة له كانت محسوبة، وكل نظرة تحمل معنى مختصرًا للكثير من التجارب الحياتية التي خاضها.

الردهة من حولهم، عادةً مزدحمة بالضوضاء والحركة، بدت فجأة كصحراء صامتة، حتى أن ضربة الريح التي كانت تدخل من النوافذ البعيدة اختفت تمامًا، كل شيء بدا جامدًا ومشدودًا، وكأن المكان نفسه أصبح في حالة ترقب.

التعويذة التي ألقاها اندرسون جعلت أي صوت يصدر داخل المجال صامتًا تمامًا من الخارج، وكأن هذا المشهد كان حصنًا سحريًا لا يرى أو يسمع إلا من هو داخله.

تقدم اندرسون ببطء أكثر، ابتسامة هادئة ترتسم على وجهه، وعيناه مغمضتان قليلاً كأنهما تتحسسان الأجواء قبل أن يفتحها، ثم أشار بعصاه نحو الشخصين

عندما دقق الاثنان على اندرسون ، شعرو بالذعر و التوتر و الصدمة ايضا ، اخرج الاثنان مباشرة عصاهم السحرية و وجهوها نحو اندرسون العجوز ليقول صاحب علامة الظلام الظاهرة على يده " ك-كيف لا تزال حيا ؟! ألم تمت ؟ "

اما الشخص الثاني فلم يبقى في مكانه ساكنا ، رغم انه كان هو الاخر مصدوم من بقاء اندرسون حيا الى انه مباشرة ألقى تعويدة قاتلة نحو اندرسون

" أفادا كادافرا !!"

لكن قبل أن تصل تعويدة التي كانت خضراء نحو اندرسون ، كان قد اختفى من مكانه ليظهر من جديد خلف صاحب علامة الظلام الظاهرة على يده

كانت ردة فعل صاحب علامة الظلام بطيئة نوعا ، مما ساهم دالك في ان اندرسون يقضي عليه بسهولة

وجّه اندرسون عصاه السحرية على ظهر صاحب علامة الظلام تم قال بصوت منخفض " ريديكتو !"

مباشرة ، بعدها ابتعد مالك علامة الظلام في الهواء ليسقط ارضا بعد ان ارتطم مع الجدار البناية

لم يفهم الشخص المتبقي كيف أنهى اندرسون كل شيء في هذه المدة القصيرة جدا ، لكن تحكم في ذعره ، ليلقي وابل من تعاويد الهجومية نحو اندرسون

قال الخصم و هو مرعوب و هو لا يزال يلقي تعاويد نحو اندرسون " ابتعد !! ابتعد ايها اللعين !! كيف لا تزال حيا ؟؟؟ هل البقية لم يستطيعوا القضاء عليك ؟ ؟!"

اراد الخصم أن يهرب و يبتعد عن اندرسون بعدما جمع لنفسه وقت للهروب و توجه نحو كابينة نقل الآني المسحوق الفلو

لكن تعويدة اندرسون استطاعت أن تقضي عليه ، بتعويدة اندرسون ألقت الخصم على بعد منه ليفقد هو الاخر وعيه

في غضون ثوانٍ معدودة، كان الاثنان من أكلي الموت قد سقطا أرضًا فاقدي الوعي، سرعة الحدث جعلت أي مراقب خارجي يشك في أن شيئًا قد حدث على الإطلاق

بعد أن تأكد اندرسون من سقوطهما، أمسك بنظارته وبدأ بمسحها بمنديله بعناية، حركة هادئة ورزينة بعد فوضى العراك السريع. وضعها من جديد على أنفه، ونظر إلى الجثتين فاقدتي الوعي على الأرض، وقال بصوت مليء بالمفاجأة الخفيفة والاستهزاء:

"هاه؟؟ هذا فقط؟! هل أنتم ضعفاء لهذه الدرجة؟! لا تستحقون حقًا تلك الشهرة ... اممم تقييمي لكم هو 3 من 10."

تحرك اندرسون بخطوات هادئة وثابتة نحو الشخص صاحب علامة الظلام، الذي كان لا يزال فاقدًا للوعي على الأرض.

شعوره كان متأججًا بالترقب والفضول، لكنه لم يترك أي أثر على وجهه، حافظ على هدوئه الكامل.

بمجرد أن اقترب من الشخص ، انحنى ببطء ليلمس رأسه برفق، مسح بصبر على شعره وكأن لمسه تحمل قوة هادئة. ثم أخرج عصاه، و قال بهدوء: "Legilimeny”.

لحظة، شعرت أعماقه بالارتعاش، وكأن بابًا غامضًا قد فُتح أمامه. بدأ اندِرسون يغوص في بحر ذكريات صاحب علامة الظلام، يتنقل بين مشاهد من الماضي، بين مشاعر ومخاوف، بين أفكار وأسرار لم تُكشف من قبل.

كان كل مشهد يمر أمامه كما لو كان نافذة على عالم مظلم لا يعرف الرحمة.

بعد ثوانٍ معدودة، وجد نفسه في مكان مختلف تمامًا: منزل مظلم وكئيب، يكتنفه الظلام من كل جانب. كان الهواء ثقيلاً، رائحة الغموض والسرية تملأ المكان، وكل زاوية فيه تلمح إلى أسرار مخيفة.

في وسط الردهة، كانت هناك طاولة طويلة وكبيرة، يعمها أشخاص غامضون يرتدون ملابس سوداء قاتمة، وجوههم مخفية عن الأنظار، لكن حضورهم كان ثقيلًا ومهيبًا.

وفي مقدمة الطاولة، يبرز هو، أكثر شخص شراً في هذا العالم، لورد الظلام فولدمورت، ببرودته المعتادة وهيبته التي تخنق المكان.

اندِرسون وقف في مكانه، نظر إلى كل شيء بعينين متيقظتين، فكل تفاصيل المكان كانت غامرة بالتوتر والتهديد.

وبين هؤلاء الأشخاص الغامضين، وجد أخيرًا الشخص الذي ينتمي لهذه الذكريات، جالسًا على الطاولة بارتباك واضح، تتجمد كل حركاته تقريبًا من الرهبة.

كان اسمه يوري سيرام، ونظر إلى فولدمورت بعينين مليئتين بالخوف والترقب.

وصل صوت فولدمورت إلى اندِرسون، عالياً وغاضبًا، يملأ المكان برعشة من الرهبة:

"لماذا لم تخبروني بهذا الخبر المهم؟! ماذا تنتظرون الآن؟ يجب أن يتوجه أحدكم إلى الوزارة ويقضي على ذلك الشخص المدعو اندِرسون قبل أن يصل إلى منصبه !!"

ثم ساد الصمت لوهلة، بينما كان فولدمورت يداعب عصاه ببطء، وكأنه يهدئ نفسه من غضبه.

بعد قليل، بدأ يسير بخطوات طويلة حول الطاولة، يمشط المكان بعينيه القاتلتين، ويهمس بصوت بارد وهادئ، لكنه مخيف جدًا:

"إن أصبح اندِرسون نائب الوزير، فهذا سيزيد فقط صعوبة السيطرة على الوزارة، الوزير الحالي، روفوس سكريمجور، إن مات كما خططنا، لن يصبح دميتنا الوزير كما نريد. إذا عرف الجميع أن نائب الوزير هو اندِرسون، فهو الشخص الشرعي الذي سيكون الوزير بعد الوزير الحالي."

همست بيلاتريكس بصوت منخفض، حاملة تفكيرها المتمرد في نبرة هادئة لكنها حادة:

"لماذا يا سيد اللورد لا نقضي على الوزير الحالي وهذا المدعو اندِرسون معًا؟ بعد ذلك نضع دميتنا ليصبح وزيرًا ويحقق مخطتنا؟"

التفت إليها فولدمورت بعينيه القاتلتين، وابتسم ابتسامة لا تحمل أي ود، ثم قال بصوت بارد:

"لا، ليس الآن. نحتاج أن نزرع الأساس أولاً داخل الوزارة، شيئًا فشيئًا، حتى نصل إلى منصب الوزير. ولكن في ظرف قصير، علينا أن نغير القوانين هناك بما يناسبنا ! عندها سنقضي على الوزير الحالي. أما لو تركنا اندِرسون يصبح نائبًا، فإننا حتى لو غيرنا القوانين، فهو من سيكون الوزير بعد الوزير الحالي كما يحدث طيلة هذه القرون في الوزارة ."

فهم الجميع ما كان يقصده فولدمورت من كلامه. ثم نظر إلى يوري وشخص آخر، وقال بصوت قاتل:

"أنتم من ستقومون بهذه المهمة: يوري، وأيضًا أرثر، وكذلك أستارد وبيكر. أستارد وبيكر، عليكم البقاء خلف الوزارة. إذا رأيتم اندِرسون يدخل، عليكم القضاء عليه بسرعة . إذا لم تستطيعوا لأي سبب، فالأمر سيكون على عاتق يوري وأرثر داخل الوزارة. هل فهمتم؟"

وقف الأربعة الذين سُمعت أسماؤهم، وأجابوا بصوت واحد، مليء بالخضوع:

" يحيا اللورد الظلام !"

وفي اللحظة نفسها، اختفى الأربعة من المكان، كما لو ابتلعهم الظلام نفسه

يتبع ...

2025/08/21 · 22 مشاهدة · 1157 كلمة
نادي الروايات - 2025