-يأتي موعدُ الأذانْ ليستيقظَ كنانْ و يتبعهُ حسّانْ، يصليانِ ركعتان ثم يرتبانِ الدكانْ بينما يتحدّثانْ ويلمعانِ أحجار الصوّانْ يقاطعهما صوتُ الجدِّ عدنانْ ينادي كنانْ
-كنان ماذا حلمت في المنام؟ -لا أذكر يا جدّي عدنان لكن لما هذا السؤال؟ -لا شئ يا كنانٔ سنتكلمُ الآنْ
يصعدان على درجٍ من رخامْ نهايته غرفةٌ بأختامْ -ما هذا يا جدي عدنان يخرج من جيبه وسامْ و يقاربهُ من الاقفالْ لينير الختمُ كالسهامْ و يفتح بتمامْ إلى غرفةٍ يسكنها الظلامْ ينير الجد عدنان الأضواءَ في المكانْ يدلفان إلى غرفةِ الكلامْ حيث كانت غرفةً مخيفةَ الكيانْ ظهرتْ عنها الأقاويلْ أن فيها شياطينْ تأكلُ الكثيرَ منَ الأنامْ فيقطعُنا المنامْ وتلازمنا الأوهامْ طوال هذه الأيامْ لكنْ ماذا الآنْ هل هي مجردُ غرفة؟!
-جدي عدنانْ أليستْ هذه غرفةُ الشيطانْ؟! -لا يا كنانْ قيلَ هذا للصغارْ كي لا يقربوا من المكانْ. -هااااا! إذاً كلُّ هذا الإرتعابْ و تدميرِ الأعصابْ دونَ أيِّ أسبابْ كنتُ في صغري أرتابْ من جلبِ الأكوابْ كي أشربَ بعض الماءْ والآنَ تقولُ بعدمِ وجودِ الشيطانِ ذي الأنيابْ الذي يأكل الأحبابْ ويبث ال.. دق دق دق -آااااااااااااااااا شيطااااااااان -أدخلي -ما الذي أردته معلمي يخرج كنان من خلف جدهِ عدنان ليتفاجأ أن من طرقَ الباب شخصٌ إعتقدهُ شابْ.
-الإثنان معاً: هااااااااا
-ما الذي تفعلهُ أيها الأحمقْ لرؤيتكَ يجبُ أن أقلقْ إنظرْ إلى لونكَ الأزرقْ يشبهُ سنافرَ الخندقْ و إلى أنفكََ الكبيرْ يشبهُ انفَ شفيقْ يأخذُ بالشهيقْ كل صديقْ و شقيقْ ليدخلَ في زقاقٍ عميقْ ليبقى في ذاكَ المكانِ عليقْ ، ومع كلِّ زفيرْ يخمدُ حريقْ، ويا لهذا الجسمِ الأنيقْ ذو الخصرِ الدقيقْ إنهُ جسمٌ رشيقْ يجيدُ الزعيقْ عند دقِّ بابٍ عتيقْ لابد أنّكَ تطيرْ من بعضِ النسيمْ وتدخلُ في الطريقِ الدقيقْ دون أيِّ......
-يصرخ الجد عدنان: حلا يكفي هذا ما الفائدةُ من تحريكِ اللسانْ كي يحيكْ الألغامْ و يرشق السهامْ فوقَ الأنامْ ليزيدَ الآلامْ في عالمٍ ملئٍ بالأحلامْ شرطُ تحققها الإنسجامْ و العيشُ في وئامْ وليسَ ذاكَ الكلامْ الذي يثيرُ الخصامْ فلا يتحققُ المرامْ في الوصولِ إلى السلامْ أليسَ كذلك يا كنانْ.
- نعم يا جدي عدنانْ لكنِّي أستحقُّ هذا الكلامْ فأنا من بدأتُ الخصامْ و اضرمتُ النارْ بذاكَ الحوارْ ظننتني سأحققُ الجوارْ لكنْ تبينَ أنِّي ثرثارْ حينَ رميتُ تلكَ الأحجارْ يبدو أنَّكي قد وضعتي جدارْ يفصلُ بيننا المسارْ لربما قد أخطأتُ التقديرْ فأثرتُ الكثيرَ من الحيرةِ و التدميرْ
-تدبر حلا وجهها لتشعرَ في أعماقِ قلبها شعوراً غيرَ نبضها تستديرُ إليهِ من جديدْ و تقولْ: سنعملُ معاً للأسفْ و بسببكَ سأفقدُ الشغفْ لازلتُ سأسعى للهدفْ دونَ أيِّ خوفْ و تحتَ أيِّ ظرفْ
-يكفي هذا أيها الطفلانْ علينا فعلُ بعضِ الأعمالْ
-الإثنان معا: حاضر.
-ينزلونَ منْ غرفةِ الكلام إلى درجِِ الرخامْ حيثُ يقابلونَ حسانْ يرتبُ الدكانْ .
-جدي ,كنانْ أين كنتما؟ ومن هذه الفتاة الشقراءْ
-حسانْ فلتفتحِ المكانْ و تُدخِلَ الأنامْ و إيّاكَ أن تنامْ أفهمتَ هذا الكلامْ؟
-حاضر
-ينزلونَ إلى قبوِ الدكانْ كلٌّ من حلا وكنانْ و الجدِّ عدنانْ يكملونَ المسيرْ في طريقٍ محيرْ و التحرُّكُ فيهِ عسيرْ يمشونَ مدّةً من الزمانْ دونَ أيِّ كلامْ ليقولَ الجدُّ عدنانْ يبدو أنّكَ قد نسيتَ الكثيرَ يا كنانْ ففي ذاكرتكَ الكثيرُ من الدخانْ لكنّ ستستعيدها الآنْ عندَ وصولنا للمكانْ.
-تقول حلا: كنانْ هل تتذكر شيئاً عن كهفٍ مخيفِ الكيانْ أو قناع أو إثنانْ أحدهما يفتقرُ للحنانْ، شروطٍ تتعبُ الأذهانْ و توقظُ الأجفانْ، ألمٌ إستمرَّ مدّةً من الزمانْ أو ربما ا.....
-حلا من المؤكد أن كنانْ قد قابلَ HC فقد ذكرهُ في الأحلامْ ومن المستحيلْ أن يكونَ ذاكَ الكلامْ الذي ذُكرَ في المنامْ من تأثيرِ بعضِ الزكامْ لابدَّ أنهُ قد علقَ في الظلامْ وأصابهُ السقامْ .
-لا تقلقانْ أنا بخيرٍ الآنْ لا أعرفُ عما تتحدثانْ أظنُّ أنها بعضُ الأوهامْ لذا لا تأخذاها....
-قد وصلنا للمكانْ يقولُ الجدُّ عدنانْ
-ينظرُ كنانْ ليجد باباً قد وضعتْ عليهِ مثلُ تلكَ الأقفالْ ليخرجَ الجدُّ عدنانْ ذاكَ الوسامْ لينيرَ كالسهامْ بسرعةِ الخيالْ فترتخي الحبالْ و تَفتَحُ الختامْ البابَ إلى ساحةٍ سوداءْ تتوسطها بوابةٌ تنير كالمشعالْ .
-جدي ما هذا المكانْ؟
-إنَّهُ موطنُ الذكريات الضائعة وهذه هي البوابةُ الطائعةْ.
-عن ماذا تتحدث يا جدي أيُّ ذكرياتٍ ضائعة؟
-ذكرياتٌ من سرابْ سببتْ الحيرةَ و الخرابْ زرعتِ الرهابْ وقامتْ بالذهابْ دونَ أيِّ أسبابْ.
-معلمي أمنَ الصوابْ أن تريهِ هذا السردابْ.
-حلا سنجد الجواب الآنْ تعلمينَ أنَّ HC لم يظهرْ منذُ ذاكَ الزمانْ من ذكرياتِ من قبلكِ من الأنامْ.
-و ما دخلني أنا يا جديْ عدنانْ بهذانْ الحرفانْ HC؟
-أتمنى ألا تكونَ أنتَ يا كنانْ و لكنْ إن كنتَ أنتَ فعلينا معرفةُ شروطِ هذا المحتالْ.
-معلمي ما الذي طلبهُ في آخرِ مرّة قبلَ رحيلهِ؟
*كرش
-قوتهُ الكاملةْ التي يأخذُها بحيلةِ الشروطِ الحاتمةْ *كرش كرش نمنمنمنم
-حلا بإستغراب: كنان ما الذي تفعله، لماذا تجلسُ على الغبارْ و من أينَ لكَ هذا الفشارْ أتظنُّ أنهُ وقتُ الهزار؟
*كرش
-بفمٍ ملئٍ بالطعامْ: رأيتكما تتحدثانْ لم أفهم أيَّ كلمةْ فجلستُ آكلُ هذا الطعامْ الذي أعطاني إيّاه حسّانْ محاولاً فهمَ الكلامْ.
-توقفْ عن إخراجِ الطعامْ في كلِّ مكانْ.
-كنانْ هذا ليسَ وقتَ الطعامْ إذهبْ إلى البوابة و إنظرْ من خلالها.
-أنا (بلع)، ربما إن ذهبتْ حلا أو .....
- يصرخُ الجد عدنانْ بسرعةْ.
-يقفُ كنانْ على قدميه و يكملُ سيرهُ في الساحةِ السوداءْ، حيثُ تزدادُ ظلمة الأجواءْ بإستثاء البوابةْ التي تبعثُ الكثيرَ من الضياءْ.
-أنظرْ من البقعةِ الطائعةْ فلديكَ بعضُ الذكرياتِ الضائعةْ
-ينظرُ من خلالِ البوابةْ برحابةْ فيجدُ نفسهُ يستلقيْ على أرضٍ سوداءْ لتسقطَ على وجههِ قطرةُ ماءْ.