لم يمضي الكثير على بدأ المعركة حتى إنتهت لذلك لم يكن هناك سوى القليل من الوفيات من جانب الكوبولد و لا واحدة من جانب أتباع جيرو بما أنهم كانوا المهيمنين في القتال.

مع ذلك في بداية القتال كان على الغوبلن مواجهة الكوبولد بمفردهم مع الفارق في العدد لذا أصيب العديد منهم.

بينما الذئاب العتيقة كانوا قد تدخلوا في وقت لاحق و أصبح القتال حينها 2 ضد 1 لصالح أتباع جيرو لذا فقط البعض منهم أصيبوا بجروح طفيفة.

أما الترول رغم أنهم تحملوا الكثير إلا أن جراحهم تشفى لوحدها و بسرعة مخيفة لذا لم يكن هناك داع للقلق بشأنهم.

و هكذا بعد نهاية القتال كان على جيرو التكفل بنتائجه و فعل شيء بشأن المصابين.

أعطى جيرو رايزر حقيبة تخزين تحتوي على كل الترياق الأحمر الذي جمعه أثناء قتله للمغامرين، بمجموع أكثر من 90، و أخبره أن يعطيها لأتباعه.

قرورتين لدوي الإصابات البليغة و قرورة لدوي الإصابات العادية أما من أصيبوا بمجرد إصابات بسيطة فمن الأفضل تجاهلهم لأن جعلهم يعتمدون على الترياق لأبسط الأشياء لا يختلف عن إفساد طفل صغير بتدليله، دون ذكر أنها مضيعة لشيء ثمين.

و بعد فعله لذلك أخبر رايزر أن يذهب رفقة جوبورو و يعود لمسكنهم بالدانجون و إحضار ال26 كوبولد الذين أسروهم بالإضافة للكوبولد الذي تعلم السحر بينما يترجم لكلايم.

و بعدها أخبر كالا أن يأخد جثة زعيم الكوبولد إلى بقية الذئاب بالقطيع، الموجودين أيضا بالدانجون. حتى لو أكله جيرو بنفسه غالبا لن يحصل على أي شيء بما أن زعيم الكوبولد لا يملك نواة أو أي مهارات، لذا من الأفضل إستخدام جسده ليساعدهم في الإختراق للعتبة الثانية بما أنه يتمتع بقوة سحرية كبيرة.

بعد أن تكلف بأتباعه القدامى حان دور الكوبولد بما أنهم أصبحوا أتباعه أيضا بعد كل شيء.

لكن بما أن جيرو أعطى لرايزر كل الترياق الذي جمعه من المغامرين لم يكن لديه خيار سوى إخراج الورقة الرابحة التي كان يحفظها لأجل يوم قتال الشياطين.

أخرج جيرو صندوقا خشبيا بإرتفاع نصف المتر و عرض المتر من خاتم الفضاء.

كان هذا الصندوق مليئا بحوالي 400 ترياق.

عندما عاد جيرو لكهفهم السابق قبل أكثر من شهر قابل بالصدفة مجموعة من مهربي البضائع تمر بقربه بينما تتجه لممالك البشر.

كانت المجموعة مكونة من عدة عربات مع العديد من المرتزقة يحرسونها.

مع ذلك كان أغلبهم مستخدمي هالة من مستوى مبتدء و قلة من مستوى المتدرب و بعض الأشخاص من مستخدمي السحر الضعفاء.

عندما توقفوا للإستراحة جذب جيرو بعض الغوبلن لمكان القافلة و تركهم ليتشابكوا بينما إستدار ليهاجمهم من جهة أخرى.

تمكنت القافلة من الهرب بإستثناء عربة واحدة كان بها عدة معدات إضافة لأربع صناديق مثل الصندوق المدكور سابقا، 3 تحتوي على 400 من الترياق الأحمر و الأخير على 400 من الترياق الأزرق.

لم يعرف متى قد يحتاجهم لذا من حينها و هو يحتفض بالصناديق في خاتم الفضاء رغم أنها كانت تشغل مساحة كبيرة من مساحة الخاتم إلا أنها تستحق العناء.

بعد أن أخرج الصندوق بدأ جيرو بتفريق الترياق على الكوبولد.

في البداية كان الكوبولد متشككين من الترياق بما أنه لم يسبق لهم رأيته لكن بعد أن جربوه و إختبروا مفعوله بأنفسهم لم يستطيعوا إلا أن يكونوا شاكرين لجيرو بما أنه أعطى قارورة للجميع بغض النضر عن مدى إصابتهم و أعطى إثنان أو حتى ثلاث لدوي الإصابات البليغة.

فيدو بالذات حصل على ثلاث قوارير من الترياق. رغم أن كلايم حرص ألا يصيبه في أي منطقة حيوية إلا أن جراحه كانت شديدة للغاية.

رغم أن الترياق لن يشفيهم في الحال لكنه سيساعد في تعافيهم بسرعة و بالتالي بتفريقه على الكوبولد فقد كسب جيرو إستحسانهم.

قام فيدو بإحترام بشكر جيرو على عطفه نحو شعبه و سأله إن كانت هناك طريقة لإرجاع هذا الجميل.

لم يكن جيرو مهتما بالحصول على مقابل بما أنه فعل ذلك فقط للحصول على إستحسان الكوبولد. و مع ذلك كان يشعر ببعض الفضول ناحية المعبد الذي يسكنون به لذا سأل إن كان بإمكانه إلقاء نظرت عليه.

لم يمانع فيدو و بما أن جراحه شفية كفاية ليستطيع المشي بشكل عادي فقد قام شخصيا بأخد جيرو للمعبد.

بأحد جوانب الجبل كان يتواجد مدخل المعبد و هو يبدو كمدخل كهف عادي بعرض عشر أمتار و إرتفاع خمس أمتار.

بعد عبور المدخل كان هناك ممر طويل متعرج بعد إستمرارهم بالمشي فيه لمدة أحسوا و كأنهم يتحركون لأسفل شيئا فشيئا. في النهاية وصلوا لأرض بمساحة كيلومتر مربع بداخل الجبل.

كان السقف على بعد 50 متر من الأرض و العديد من الأعمدة تدعمه.

سواءا السقف أو الأرض أو الأعمد كانوا جميعا مصنوعين من صخور متينة فقط بالنضر لها يمكن للشخص الإحساس بأنه حتى الفؤوس لن تخدشها.

و رغم أنه يوجد بداخل الجبل إلا أن المكان لم يفتقر للإنارة بفضل الأدوات السحرية المعلقة على الأعمدة و التي جعلته يبدو و كأن الشمس هي من تنيره.

تفاجئ جيرو و كذلك كلايم، الذي رافقه بدافع الفضول، بعد مشاهدتهم للمكان.

من كان ليتوقع وجود مكان شاسع كهذا بداخل الجبل؟

و ما لفت إنتباه جيرو أكثر هو البيوت التي تبدو كأكواخ من الخشب و القش و التي كانت متناثرة بالمكان.

بالنضر في الأرجاء كان هناك أيضا العديد من الكوبولد المسنين و الأطفال، كما كان لنسائهم أثداء على صدورهم و هيئة أنثوية كانوا حقا أشبه بنساء البشر.

و قد كانوا جميعا يرتدون ثيابا مصنوعة يدويا من القماش أو جلد الوحوش.

على ما يبدو حتى الذكور يرتدون الثياب في العادة لكن بما أنهم يصنعونها بأنفسهم فهي قليلة للغاية، و لهذا السبب يتركونها خلفهم هنا قبل الخروج للصيد أو القتال كي لا يتلفوها.

و بما أنهم يحصلون على الدروع فقط من البشر ولا يمكنهم صناعتها فإن مستخدمي الهالة وحدهم من يحصلون عليها بينما البقية يقاتلون و هم عراة.

لم يتوقع جيرو أنهم طوروا حضارتهم رغم أنهم لا زالوا لا يقارنون بالبشر إلا أنه عمل مبهر.

بعد التجول قليلا بالمكان أخد فيدو كلا من كلايم و جيرو إلا أحد الزوايا و بدأ بإزالة الصخور عن الأرضية و كشف عن ممر.

رغم أنه كان مكشوفا أكثر من اللازم إلا أنه من الواضح أن هذا ممر سري!

كان الممر متعرجا مثل الممر السابق رغم أنه كان أضيق. و مثل السابق كلما تقدموا كلما شعروا بأنهم ينزلون للأسفل.

في النهاية وصلوا مجددا لمكان مساحته كيلومتر مربع، كان مثل الطابق السابق الفرق الوحيد هو أنه كان هناك مخزن مساحته 100 متر مربع تقريبا.

كان المكان هنا خاليا كليا بإستثناء المخزن الذي يوجد به العديد من عصي السحرة و المعدات المختلفة و هي جميعها تنتمي لزعيم الكوبولد الذي قتله جيرو.

حسب ما قاله فيدو فإن هذا المكان في الأصل هو حيث تسكن العائلات بينما الطابق العلوي كان مخصصا للتدريب لكن عندما إعتلى الزعيم الحالي منصب القيادة قام بإرجاع الأهالي للطابق العلوي و إحتكار الطابق الآخر له.

قرر جيرو سماع قصة الزعيم السابق و سأل فيدو بشأنه

على ما يبدو أحيانا يولد بين الكوبولد فرد يملك بنية أقوى من البقية حتى أنه يستطيع سحق عشر كوبولد عاديين بمفرده.

و الزعيم السابق كان واحدا من هؤلاء و قد كان قادرا على هزيمة مبتدء الهالة بينما يستطيع تقريبا القتال ضد متدرب هالة بتساو فقط بإستخدام بنيته الجسدية. لذا كان يكره الهالة للغاية و يعتبرها عديمة الفائدة.

و في أحد الأيام صادف مغامرا يستخدم السحر و أعجب به لذا قام بأسر المغامر و إرغامه بأن يخبره بكل شيء يعرفه بشأن السحر.

كان المغامر مجرد شخص ذو موهبة عادية و إستطاع إيقاظ المانا بصعوبة و كان يعتمد بشدة على إستخدام المهارات و مع ذلك كان يملك بعض المعرفة رغم أنه لا يستطيع تطبيقها.

و هكذا الزعيم الذي كان يملك موهبة كبيرة أيقظ المانا و تعلم بعض الخدع و أصبح أقوى فأقوى حتى إستطاع إسقاط زعيمهم ليصبح هو الزعيم الحالي. و حكم بطريقة ديكتاتورية على المستوطنة.

توقع جيرو شيئا مشابها بما أنه سمع الزعيم و هو ينعت أتباعه بالحمقى لذا لم يتفاجئ بمعرفة أن زعيمهم كان يعاملهم بسوء.

في الواقع حتى أن فيدو كان شاكرا لجيرو أنه خلصهم من هذا الزعيم.

بما أن الطابق كان خاليا توجه جيرو مباشرة للأدوات بالمخزن و بدأ بفحصها بقدرة 'التقييم' و مع ذلك لم يجد أي شيء مهم.

بعد الإنتهاء من رؤية الطابق الثاني تحركت المجموعة للعودة للطابق العلوي.

"مهلا ألن تأخدنا للطابق الثالث؟"

عندما كان الثلاثة على وشك التحرك سأل كلايم.

"طابق ثالث؟ لا يوجد أي شيء كهذا هنا!" أجاب فيدو بحيرة.

"لا أنا واثق من ذلك هناك طابق ثالث أسفلنا."

"هذا مستحيل! لقد عشنا لأكثر من عشر أجيال هنا كنا لنعرف بوجود طابق ثالث بالمكان!" هذه المرة تحدث فيدو بإنفعال.

لقد أمضى حياته بأكملها هنا لو كان يوجد شيء كهذا لعلم بشأنه، أليس كذلك؟

"كلايم هل أنت متأكد؟"

أومئ كلايم على سؤال جيرو "يمكنني الإحساس بفراغ في الأرض أسفلنا رغم أنه أصغر من هنا بقليل إلا أنه و بلا شك طابق ثالث."

لم يكن كلايم من النوع الذي يمزح بشأن شيء كهذا لذا يجب أن يكون هناك طابق ثالث حقا.

التفكير المنطقي هو أنه يوجد ممر مخفي مثل الموجود بالطابق العلوي لكن من الغبي الذي سيفكر في بناء إثنين من الممرات السرية على التوالي؟

و مع ذلك بالتفكير في الأمر أكثر فإنها تبدو فكرة عبقرية و ليست غبية.

أي شخص سيجد الممر الأول لن يفكر في إحتمالية وجود ممر ثاني حتى لو فعل فإنه سيضن أنه سيكون ممرا مكشوفا و يسهل إيجاده كالممر السابق.

لهذا إن كان هناك طابق ثالث فيجب أن يكون الممر إليه مخفيا جيدا و الدليل على ذلك هو أن شعب الكوبولد لم يجدوه رغم مرور كل هذه السنين.

بما أن جيرو كان يثق بكلايم قرر البحث عن الممر لكن رغم البحث لمدة لم يجدوا أي شيء.

عندما لم يجدوا الممر بدأ يشك في صحة كلام كلايم و مع ذلك لم يتراجع هذا الأخير عن كلامه حتى أنه إقترح أن يقوم بحفر الأرض للوصول له.

لكن جيرو رفض الإقتراح بما أن الحفر العشوائي قد يتسبب في هدم المكان.

في النهاية واصلوا البحث لمدة أطول لكن مثل السابق لم يجدوا أي شيء لذا إستسلم كل من جيرو و فيدو عن البحث.

كان بإمكان كلايم الإحساس بفراغ في الأرض أسفلهم بفضل سحر الكشف الأرضي لذا لم يرغب بالإعتراف أنه مخطأ.

على هذا النحو أراد إثبات الأمر للبقية و رفض التوقف عن البحث.

إستخدم كلايم سحر الرياح لإحداث رياح بكل أنحاء المكان ليرى إن كان يوجد أي شقوق في الأرض تمر منها الرياح لكنه لم يجد أي منها لذا أعاد التركيز على سحر الكشف الأرضي.

وضع كل تركيزه على السحر و بدأ بإستشعار بنية المكان.

كان هناك فراغ أسفلهم و من المأكد أنه طابق آخر لذا لابد من وجود ممر يصل بين الطابقين و هو ما ركز كلايم في البحث عنه و وجده بعد لحظات.

غير كلايم مكانه مجددا و توجه للمركز و وضع يده على الأرض و ضخها بالقليل من المانا حينها بدأت الأرض حيث لمس بالإهتزاز بخفة ما جعله يتفاجئ.

"تعالوا هنا للحضة!"

نادى كلايم على الإثنان الذين جلسا في الجانب بعد أن إستسلموا عن البحث.

"ما الخطب؟" سأل جيرو بينما يقترب رفقة فيدو.

"لا شيء فقط قفوا عندكم للحضة." أجاب كلايم عرضا.

فجأة رفع كلايم المانا بجسده و حقنها بالأرض أسفلهم.

*جلجلة* *جلجلة*

دائرة نصف قطرها خمس أمتار بدأت بالإهتزاز و فجأة سقطت الأرض للأسفل في خط مستقيم.

قبل أن يدرك الإثنين ما يحدث كانت الدائرة التي يقفون فوقها تنزل للأسفل بسرعة مرتفة قليلا و في لحظات نزلوا لطابق آخر.

"أخبرتكم أنه يوجد طابق آخر!" تحدث كلايم بفخر.

عندما بحث كلايم عن الممر بسحر الكشف وجد أنه بالضبط في المركز يوجد ممر عمودي للأسفل لذا كان يريد تحطيم الأرض التي تغطي الممر لكنها تفاعلة مع المانا من جسده حينها أدرك أنها ليست مجرد أرضية و إنما عبارة عن أداة سحرية على شكل منصة.

و هكذا عبر إمدادها بالمانا تمكن من تحريكها.

أصبح فيدو ساكنا من شدة الصدمة عندما رأى الطابق الثالث الذي لم يكتشفه أي منهم رغم عيشهم هنا لسنوات!

لم يتغير تعبير جيرو و بدأ على الفور في تفقد الطابق الجديد.

عكس الطوابق الأخرى كان مساحة هذا الطابق حوالي 800 متر مربع. و أيضا كان عبارة عن عدة غرف منفصلة و ليس مجرد مساحة مفتوحة مع أعمدة كالسابق.

بعد أن تفقدها وجد جيرو أن نصف الغرف كانت غرفا لتخزين الطعام و كان بها بعض الطعام الذي قد تعفن بالفعل بسبب مرور العديد من السنوات.

أما النصف الآخر كان مليئا بالأسلحة و بالدقة كان مليئا بالرماح و النشاب و الأقواس و السهام.

لم يكن عدد الأسلحة صغيرا بل وصل لبضعة مئات.

لم تكن هناك أي سيوف أو ما شابه لذا من السهل معرفة أنها مخصصة لحالات الطوارئ في المعبد.

كل من الطابق الأول و الثاني لم يكن بهما أي شيء يدل على أن المكان في الأصل للعبادة إلا أنه يضل معبد، أي أنه في الأصل عبدة ديانة ما هم من كانوا يعيشون هنا.

و بما أن الرمح عبارة عن سلاح طويل يمكن للشخص القتال به بينما يحافظ على مسافة بينه و بين عدوه، لذا فهو سلاح مناسب لمن ليسوا معتادين على القتال مثل هؤلاء الناس حتى الجبناء يمكنهم القتال جيدا بإستخدامه. و نفس الأمر ينطبق على النشاب و الأقواس بما أنها للهجوم من بعيد.

إيجاد أسلحة إضافية غير متوقعة جعل جيرو سعيدا خصوصا أنه سابقا عندما وجد الأسلحة بالدانجون كان يوجد بها فقط عدد قليل للغاية من النشاب و الرماح.

لكن الجائزة الكبرى كانت غرفة منفردة تحتوي على رفوف من الكتب من مختلف الأنواع.

و بالنسبة لجيرو الذي يجهل الكثير عن هذا العالم لم يستطع الإنتضار حتى يبدأ في قرائة كل الكتب بهذه الرفوف.

----------------------------------

آسف لتأخير الفصل طوال هته المدة لكن كان لدي مشاغل كما أنه كنت أنوي إختصار الشهرين قبل إجتياح الشياطين في فصلين لكنني غيرة رأيي.

المهم أرجو أن الفصل أعجبكم و آسف مجددالتأخيره.

2019/01/04 · 2,298 مشاهدة · 2122 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024