*هدير*

هدر غوريلا، بطول مترين و نصف و بفرو أسود كسواد الليل، قبل أن يوجه لكمة نحو جيرو.

رفع جيرو سيفيه و قاطعهما لصد اللكمة لكن تم دفعه مع إرتفاع صوت *كلانغ*

تراجع جيرو عدة أمتار قبل أن يصرخ "ألم تنتهي بعد يا كالا؟"

في الخلف كان كالا واقفا يجمع المانا، أمام رأسه كان هناك كرة بحجم القبضة بلون أسود و بنفسجي مختلط تبدو كما لو أنها مصنوعة من نيران تلتف حولها صواعق برقية.

"ليس بعد!" إكتفى كالا بقول كلمتين كي لا يتشتت تركيزه.

إستمرت الكرة في التوسع شيئا فشيئا.

شعر غوريلا الليل بسحر كالا و حاول الإندفاع نحوه لكن جيرو ظل يعترض طريقه.

بعد ثواني طويلة إنتهى كالا من تجهيز السحر كليا و أصبحت الكرة بحجم رأس بشري بالغ، ثم صرخ "إبتعد!"

في تلك اللحظة وجه غوريلا الليل لكمة أخرى نحو جيرو. قفز جيرو فوق دراع الغوريلا و إستخدمها كموطئ قدم للقفز مجددا عاليا بحوالي خمس أمتار.

*وووووووووووووش*

إنفجرت الطاقة السوداء من الكرة في خط مستقيم نحو رأس الغوريلا لكنها إنحرفت في منتصف الطريق و إتجهت نحو مكان إرتباط رجله اليسرى مع خصره.

مع صوت إنفجار تم محو الفخظ الأيسر للغوريلا مع جزء كبير من جانبه الأيسر

*هدير*

هدر غوريلا الليل بقوة قبل أن يفقد توازنه و يسقط أرضا.

حاول الغوريلا الزحف و النهوظ بإستخدام يديه إلا أن جيرو قد سقط فوقه و غرس سيفيه في مأخرة عنق الغوريلا.

سعل الغوريلا بعض الدماء قبل أن يتحول لجثة هامدة.

"بطيء! هجومك بطيء جدا، إن إحتجت كل هذا الوقت للإستعداد للهجوم فسوف تموت عدة مرات حتى قبل أن تنتهي. و أيضا ما الفائدة من الهجوم إن لم تستطيع حتى توجيهه جيدا!" إستدار جيرو و تحدث لكالا.

"ماذا تريد مني أن أفعل؟ لا تنسى أنني تدربت على سحر الهاوية لعشر أيام فقط حتى الآن." تذمر كالا.

كان السحر الذي إستخدمه قبل قليل هو سحر الهاوية و أقوى سحر هجومي ثانوي لعنصر الظلام.

سابقا بعد أن إستسلم الكوبولد كان جيرو قد شرح طريقة إستخدام سحر الهاوية لكالا و تركه ليتدرب عليه قبل أن يحبس نفسه بالطابق الثالث لقرائة الكتب.

في نظام السحر هناك ستة عناصر أساسية تتفرع منها البقية و هي: الأرض، الهواء، الماء، النار، الضوء، الظلام.

بالنسبة لكل من الماء و الأرض و الرياح فهي تمثل على التوالي الحالات السائل و الصلب و الغازي و هي حالات وجود المادة في هذا العالم.

بينما كل من النار و الضوء عبارة عن طاقة، رغم أنها لا تملك شكلا ماديا محددا إلا أنها قادرة على التأثير على العالم المادي.

لكن الظلام مختلف فهو مجرد نتاج لظواهر مختلفة و لا يملك أي شكل مادي بالمعنى الحرفي لهذا السبب لا يمكن إستخدام الظلام للتأثير على العالم المادي، و بعبارة أخرى لا يمكن إستخدامه للدفاع أو الهجوم.

و لهذا السبب يعتبر الظلام أضعف عنصر بين العناصر الستة، رغم أنه يملك إستخدامات عديدة أخرى.

و من أجل تجاوز هذا العيب القاتل قام أحد السحرة العظماء منذ زمن طويل بإختراع سحر الهاوية. و فكرة هذا السحر بسيطة "إن لم يكن الظلام يملك خصائص مادية تجعله قابلا للإستخدام في الهجوم، إذا كل ما علينا فعله هو منحه هذه الخصائص."

و مع ذلك، رغم أن الفكرة خلف هذا السحر بسيطة إلا أن تطبيقها صعب حيث أن تغيير خصائص الظلام لوحده يتطلب تركيزا كبيرا لهذا السبب يوجد إحتمال كبير في إخطاء الهدف عند إطلاق الهجوم. أظف لذلك أن تجهيز الهجوم يتطلب وقت طويلا مما يجعل الشخص عرضة للهجوم بسهولة.

لحسن الحظ يمكن تجاوز هته المشكلة عبر التدريب المتواصل حتى يستطيع الشخص أن يستخدم سحر الهاوية بشكل تلقائي كما لو أن كل ما يفعله هو التنفس.

في الواقع، بالنظر لأن كالا لم يتدرب على سحر الهاوية سوى لعشر أيام فقط فإن إتقانه له لهذا الحد يعتبر إنجازا مخيفا.

'يبدو أنه يملك موهبة جيدة بعد كل شيء.' فكر جيرو.

"حسنا سنواصل على هذا المنوال حتى تتقنه أكثر." قال جيرو ثم إتجه نحو جثة غوريلا الليل و أخرج منه حجرا أسود بحجم الكف، كان نواة غوريلا الليل.

لم تمضي سوى ساعات على قدومهم للمنطقة الصخرية لكنهم قد واجهوا عدة وحوش سحرية أخرى. و كما فعلوا الآن مع غوريلا الليل كان جيرو يشغل الوحش بينما كالا يجهز سحره.

إعتمد جيرو على قوته الجسدية فقط، دون إستخدام السحر أو الهالة، و ذلك حتى يعتاد أكثر على القتال بجسد المستذئب.

نظر جيرو للنواة بيده قبل أن يتنهد بخيبة. سابقا عندما قتلوا أول وحش سحري منذ قدومهم قام جيرو بأكل نواته على أمل أن يرتفع ميوله كما حصل عند تناول نواة الشياطين المتوسطة، لكن للأسف لم يظهر أي إشعار يدل على إرتفاع ميوله.

حينها خلص إلى إستنتاج أن رفع ميوله يحتاج لنواة وحش سحري قوي.

في النهاية لم يسعه سوى إلقاء النواة في خاتم الفضاء، رغم أنه لا فائدة من أكله إلا أنه يستخدم أيضا في صناعة الأسلحة السحرية أو تحفيز الفخاخ السحرية، لذا قرر الإحتفاظ بها لوقت لاحق.

واصل الإثنان تكرير نفس العملية مرة بعد الأخرى و إستمر كالا في التحسن في كل مرة حتى أنه لم يعد بحاجة لدقيقة كاملة لتجهيز سحر الهاوية و أصبح يحتاج فقط لنصف دقيقة.

إستمر التدريب لمدة ثلاثة أيام بينما يتنقل الإثنان في أرجاء المنطقة الصخرية الفسيحة.

في اليوم الثالث بينما يبحثان عن خصمهم القادم صادف الإثنان مجموعتين من الخطاطيف يتقاتلون فيما بينهم.

نظرا لأن المنطقة الصخرية، كما يشير إسمها، مليئة فقط بالصخور مع أشجار قليلة جدا متناثرة هنا و هناك إختبأ جيرو و كالا خلف بعض الصخور و إقتربوا من الخطاطيف حتى أصبحوا يرونهم عن كثب.

بالنظر لهم من بعيد هم جميعا يبدون متشابهين بجسم بشري و رأس نسر و أرجل ديك و أجنحة ذات ريش أزرق سماوي.

و مع ذلك عبر إستخدام حاسة شمه القوية وجد جيرو أن لكل مجموعة رائحة مختلفة عن الأخرى، و أيضا المانا التي يحس بها من أجسادهم كانت مختلفة.

إحدى المجموعتين كانت مكونة من 20 خطافا عاديا بحجم طفل بشري في ال12 من العمر بينما المجموعة الأخرى مكونة من 5 خطاطيف عادية و خطاف كبير بحجم جيرو تقريبا.

عندما رأى هذا المشهد ظهرت إبتسامة عريضة على وجه جيرو بينما يشاهد قتال المجموعتين.

أخيرا وجد ما قد أتى لأجله!

بعد لحظات من وصول جيرو و كالا للمكان بدأ الجانب المكون من 6 خطاطيف في التراجع نظرا لفارق الأعداد الكبير.

لم تتبعهم المجموعة من 20 خطافا بل قاموا أيضا بالتراجع من جهة أخرى.

"كالا إتبع المجموعة من 20 خطافا إلى أن تجد وكرهم ثم عد إلى هنا." تحدث جيرو قبل الإندفاع بين الصخور خلف مجموعة ال6 خطاطيف.

لم تتح الفرصة لكالا لسؤال جيرو عن سبب رغبته في إيجاد وكرهم لكنه نفد الأمر على أي حال و بدأ بتتبع مجموعة الخطاطيف.

إتبع جيرو مجموعة الخطاطيف ببطئ من الخلف. بما أنهم مصابون فلا شك أنهم سيعودون إلى وكرهم للتعافي.

كان جيرو معتادا على تعقب الفرائس عندما كان ذئبا لكنه الآن ليس في غابة و كل ما يحيط به هو الصخور الصغيرة و هي غير مناسبة تماما للإختباء، لذا إضطر للإنحناء و التحرك ببطئ على أطرافه الأربعة كي لا يتم كشفه.

بينما كان جيرو يطارد الخطاطيف شعر بأن التحرك على أربعة أطراف مريح أكثر من التحرك على إثنين بجسده الحالي.

بعد أن تحول جيرو لمستذئب كان قد بدأ بدون شعور بالتحرك كبشري، لكن بعد التفكير في الأمر قليلا فإن المستذئب هو ذئب قبل أن يكون بشريا لذا من الطبيعي أن يكون التحرك على أربعة كذئب مريح أكثر من التحرك على إثنان.

بدأ جيرو بالتفكير في كيفية مزج طريقة الحركة على أربعة مع أسلوبه في القتال، في النهاية هز رأسه و ترك التفكير في هذا لوقت لاحق و تابع مطاردة الخطاطيف.

بعد إتباع الخطاطيف لمدة وصل جيرو أخيرا لوكرهم. كان موجودا في واد ضيق عرضه حوالي عشر أمتار.

إقترب جيرو من جرف الوادي بحذر و وجد أنه على إرتفاع 15 أو 16 مترا عن قاع الوادي و بالجرف المقابل له كان هناك مدخل كهف إرتفاعه 5 أمتار و عرضه ثلاث أمتار.

ظل جيرو فقط يراقب المكان و قد شاهد العديد من الخطاطيف التي تدخل و تخرج من الكهف و عدد منهم يدخلون معهم أرانب أو راكون أو ما شابه، بينما كان هناك مجموعات تتعاون لحمل مخلوقات كبيرة كفئران الجبل الضخمة و الغزلان و ما شابه.

بعد دقائق من المراقبة قرر جيرو أن هذه المجموعة جيدة.

أطلق جيرو هالته و قفز من الجرف.

*كاااااااا* *كااااااا* *كااااااااا*

في لحظة سقوط جيرو للأرض بدأت الخطاطيف بالصراخ لتحدير البقية.

أخرج جيرو سيفيه.

"أجل واصلوا الصراخ!" صرخ جيرو.

كلما زادت الضجة كلما إنتهى أسرع من فعل ما أتى لأجله.

------------------------------------------

ربما يبدو شرح سحر الهاوية غير مهم لكنه في الواقع الأساس الذي تقوم عليه البصمة السحرية الخاصة لكالا، سحنا ستفهمون ذلك لاحقا.

khalid123

2019/02/10 · 1,587 مشاهدة · 1346 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024