الخطاطيف هم فصيلة فريدة من نوعها. ليس بسبب شكلهم بل بسبب طبيعة توالدهم و التي تعتمد بالأساس على الملكة.

الملكة هي الوحش السحري الوحيد في فصيلة الخطاطيف حيث أن الخطاطيف النخبة و العاديون لا يولدون بالمانا بل يقومون بإيقاضها لاحقا.

في الواقع بدل القول أنهم يولدون أظن أن إنتاجهم هو الوصف الدقيق في هته الحالة و ذلك لأن الخطاطيف هي فصيلة لا جنسية و لا يتكاثرون بالشكل الطبيعية كبقية الفصائل و إنما الملكة تقوم بصناعة أولادها عن طريق السحر.

الأمر أشبه بأنها تصنع نسخ تقريبية لنفسها. لهذا السبب يكون لدى الأبناء رائحة و مانا مشابهة لوالدتهم كما أن الملكة تستطيع حرفيا التحكم بأبنائها.

مرة كل ثلاث أشهر تقوم الملكة بإنتاج من عشرة إلى عشرين بيضة و بعد ثلاث أشهر أخرى يفقس ذلك البيض، و في نفس وقت فقس الدفعة القديمة تنتج الملكة الدفعة الجديدة من البيض و تستمر هته الدورة كل ثلاث أشهر.

بعد أن يفقس البيض تقوم الملكة بإرضاعهم و الإعتناء بهم لمدة قبل إرسالهم إلى نخب الخطاطيف.

عكس الخطاطيف العادية فإن الخطاطيف النخبة يتمتعون بقدر معين من الذكاء لذا دورهم يتمثل في تعليم الخطاطيف العادية كيفية إيقاض المانا بأجسادهم بالإضافة إلى بعض المهارات. كما أن النخب يقومون من حين لآخر بقيادة الخطاطيف العادية للقتال أو لتعليمهم كيفية الصيد.

أما بالنسبة للخطاطيف العادية فدورهم ببساطة هو الصيد لتوفير الطعام و القتال إلى الموت من أجل حماية الملكة.

ببساطة هته هي دورة حياة الخطاطيف.

الشيء الوحيد الذي يتغير هو عندما تحس الملكة بأن أجلها قد إقترب حينها تتوقف عن وضع البيض و تستعد لوضع بيضة خاصة و هي نسخة طبق الأصل عن نفسها. الملكة الجديدة!

بعد وضع الملكة لبيضة وريثتها تنتظر إلى أن تفقس و تقوم بالعناية بها شخصيا و نقل كل معرفتها إليها، و يستمر الأمر هكذا إلى أن تموت الملكة الأصلية حينها تقوم وريثتها بأكل نواتها و الحصول على حقها في الملك و أخد مكانها كملكة. و مع ذلك فإن الملكة الجديدة تضل غير قادرة على إنتاج أبناء لها إلا بعد أن يكتمل نموها.

'الحق في الملك' هو مصطلح يدل على قدرة الملكة على التحكم بأبنائها، و يمكن للملكة أخد حق الملك من ملكة أخرى عبر قتلها و أكل نواتها. لهذا السبب فإن العلاقة بين ملكات الخطاطيف هي علاقة عداوة لا يمكن إصلاحها.

هته كانت كل المعلومات التي وجدها جيرو عن الخطاطيف عندما كان يقرأ بكومة الكتب.

عندما علم عن هذا، أول ما فكر فيه هو ظم ملكة خطاطيف إلى جانبه و جعلها تحصل على حق الملك من الملكات الموجودين في المنطقة التي يودون توحيدها.

رغم أنه فكر في إقناع أحد الملكات القريبات إلا أنه تنازل عن هذه الفكرة و قرر ظم ملكة بعيدة، كلما زاد عدد الملكات التي يمكنها إلتهامهم كلما أصبحت أكثر قوة.

ما لم يتوقعه جيرو هو أن يلتقي بملكة جديدة. بما أنها لم تكن تستطيع إنتاج أبنائها بعد فإن عرض جيرو كان مغريا لها أكثر من أي ملكة مكتملة.

و مع ذلك لم يكن جيرو أحمق كي يقوم بتقوية شخص قد ينقلب عليه في أي لحظة لذا قام أولا بخداعها و جعلها تقسم بولائها، حتى لو لم تكن تعني ذلك فإن قسمها كاف لتنشيط خاصية السيد و حينها يمكن لجيرو إستخدام 'علامة الطاعة'.

كانت تلك هي الخطة و قد تمكن من تنفيدها بسهولة أكثر مما توقع.

عندما جعل جيرو الملكة تخضع له كانت تنضر له بعداء طوال الوقت و لكن للأسف لم تكن قادرة على مهاجمته. لم يهتم جيرو للأمر يمكن للزمن شفاء كل الجروح حتى العداوة لذا سيعتادون على بعضهم مع الوقت.

قام جيرو بإحصاء سريع لعدد أبناء الملكة.

كان هناك 6 من النخب و 120 من الخطاطيف العادية.

كان عددهم قليلا نوعا ما نظرا لأنهم كانوا يتعرضون للمضايقة طوال الوقت من بقية الملكات، بالإضافة قتل جيرو 20 خطافا فقط قبل قليل.

'هذا غير كاف!'

كان جيرو ينوي مهاجمة أحد الملكات في المنطقة الصخرية قبل أن يذهب لمهاجمة الملكات في المنطقة التي ينوون توحيدها، لذلك جعل كالا يتبع مجموعة الخطاطيف الأخرى لوكرهم. لكن مع هذا العدد لن يكون أمامهم فرصة.

ربما يستطيع جيرو قتل الملكة إن قاتل بكل قوته ضدها لكن هناك مشكلة جوهرية بشأن ذلك و هو أن مستواه سيرتفع عندما يقتلها.

حاليا كان جيرو في المستوى 12 و تبقى له فقط 3 مستويات ليصل للحد الأقصى في العتبة الثالثة و هو المستوى 15.

سابقا عندما كان جيرو بالعتبة الأولى فإن إرتفاع مستواه كان ينعكس مباشرة على إرتفاع قوته الجسدية لكن في العتبة الثانية و الثالثة لم يكن المستوى سوى أرقام لا دور لها و لم تكن تأثر حقا على قوة جيرو. لذا حتى لو رفع من مستواه هذا لا يعني أن قوته سترتفع.

و مع ذلك، المشكلة الحقيقية هي إذا إخترق للعتبة الرابعة. لم يكن جيرو يعرف إن كان هناك شرط للإختراق أم أن كل ما عليه فعله هو الوصول للمستوى 15 لكن إذا إنتهى به الأمر بالإختراق عن طريق الخطأ فربما ينعكس الأمر عليه بطريقة سيئة.

لم يكن هناك ضمان أن تحوله الرابع أقوى من التحول الثالث في الواقع قد يكون تحوله الجديد أضعف من شكله كمستذئب. حتى و إن كان التحول الجديد أقوى فإنه سيحتاج لوقت طويل للإعتياد عليه، حتى أن جيرو لا زال لم يعتد كليا على شكل المستذئب رغم مرور كل هذه المدة.

قد يبدو أن جيرو يكثر في التفكير و حسب لكنه لم يستطع خوض هذه المخاطرة في مثل هذا الوقت الحساس، إن إنتهى به الأمر بأن يصبح أضعف عن طريق الخطأ فلا أمل له أمام إجتياح الشياطين.

لهذا قرر جيرو أن لا يرفع مستواه حاليا و ينتضر مرور الشياطين.

شعر جيرو بالخيبة لأنه لن يستطيع قتل أحد ملكات المنطقة الصخرية، في النهاية قرر نسيان الأمر و إتجه لمكان إنفصاله مع كالا.

بعد أن يحضر كالا سيرحل هو و مجموعة الخطاطيف عائدين إلى سيرا.

▪▪▪▪▪▪

قبل أن يغادر جيرو، رفقت كالا إلى المنطقة الصخرية، كان قد أخبر كيرو على ماذا يركز في بحثه.

أي فصائل ذكية و خصوصا تلك التي سبق أن تحالفوا معها (غوبلن - كوبولد -ترول)، أي تجمعات كبيرة للوحوش السحرية (إن كانت موجودة). ثم أن يبحثوا أيضا عن أوكار الخطاطيف و الأفاعي السامة الضخمة مثل الأفعى البنفسجية.

عندما تلقى كيرو لائحة ما يبحثون عنه من جيرو كان قد جمع ال180 ذئبا عتيقا بالفعل.

كانت أبعاد الخريطة التي عليهم توحيدها كالتالي:

في المركز يوجد المعبد، 6 كيلومتر شرق المعبد، 4 غربا، 3 جنوبا، 7 شمالا، لتشكل خريطة شبه مربعة. في المجموع كانت المساحة تقريبا 100 كيلومتر مربع.

قام كيرو بتقسيم ال180 ذئبا إلى 50 مجموعة من 3-4 ذئاب في كل مجموعة و نشرهم في مساحة 50 كيلومترا مربع.

إختار مسح النصف أولا ثم المرور للنصف الثاني و ذلك لتسريع العملية. و بهذا كل مجموعة مكونة من 3-4 ذئاب تكفلت بمسح كيلومتر مربع. في البداية بدؤوا بالأماكن من شرق و غرب و جنوب المعبد.

كان الغرب أقرب للوكر الأول الذي كان يعيش به جيرو مع قطيعه الأصلي و كان أغلب الأماكن هناك هي أماكن صيدهم في السابق و قد كانوا معتادين عليها لذا تم أرسال مجموعات تتكون من 3 ذئاب من قطيع جيرو الأصلي للتكفل بها.

أما الشرق كان مليئا بالغابات التي تفصل بينهم و بين المنطقة الصرخية و سيكون مسحها صعبا قليلا لذا تم إرسال مجموعة من 4 ذئاب إليه.

و بالنسبة للجنوب كان عبارة عن الضواحي و هي في الغالب سهول و أراضي مسطحة، حتى أن الغابة التي كانت هناك منذ مدة إنتهى بها الأمر محروقة على يد جيرو، لهذا كان من السهل الرؤية فيها لمسافات بعيدة مما جعل أيضا مسألة مسحها أسهل من الجهاة الأخرى.

كانت العملية تمر بسلاسة و أول من إنتهوا هم الجانب الغربي و توجهوا لمساعدة الجوانب الأخرى.

بعد مرور يوم و نصف كانوا قد إنتهوا من مسح ال50 كيلومترا مربعا و قد كانت حصيلة ما وجدوه كالتالي: مجموعة من الترول من 10 أفراد و مجموعتين من الغوبلن عددهم مجهول و مجموعة من الخطاطيف و بعض أوكار الأفاعي السامة. و أصناف أخرى لكنها لم تكن مهمة لهم.

حسب أوامر جيرو لم يقوموا بالتفاعل معهم بل فقط إكتفوا بتحديد موقعهم و إن أمكن حتى عددهم.

الشيء الوحيد الذي لم يسر حسب الخطة هو أن كيرو الذي كان مسؤولا عن أبعد نقطة من الشرق وجد قطيعا من الذئاب إستقر مؤخرا بالمكان.

لم يحصلوا على أي تعليمات حول كيفية التصرف إذا واجهوا قطيعا من الذئاب و مع ذلك لم يتمكن كيرو من تركهم هكذا ببساطة.

كان مكان إستقرار هذا القطيع موجودا في مكان مفتوح في الغابة. إن نجحت خطة جيرو في إستدراج الشياطين بعيدا فإن هذا المكان سيكون ضمن المسار الذي يتم إرسال الشياطين نحوه. بعبارة أخرى فإن هذا القطيع محكوم عليه بالموت!

قد يكون كيرو أصبح أذكى و أقوى منذ تحوله لذئب عتيق إلا أنه يظل في الأصل ذئبا عاديا لذا لم يتمكن من تجاهلهم.

لم يستطع كيرو تخيل نفسه يتعايش مع هذا الذنب لذا تقدم لمركز تجمعهم للحديث مع زعيم هذا القطيع.

في البداية أظهر الذئاب بعض العداوة لكيرو الذي يتقدم نحوهم، كانوا قطيع ذئاب شيباء مجرد ذئاب عادية لذا غريزيا قاموا بالحذر من كيرو الذي من وجهة نظرهم يبدو كوحش سحري.

لم يهتم كيرو للأمر يمكنه ببساطة الإستمرار في إطلاق سحر الكهرباء و صعق القطيع بأكمله بإستثناء الزعيم إن إضطر لفعل ذلك.

*بززززززت* *بززززززت*

رفع كيرو ضغط المانا بجسده و أحاط نفسه بصواعق كهربائية لإخافة الحشد أمامه و تفريقهم.

حينها رأى ذئبا تبدو عليه ملامح الكبر في العمر، بلمحة واحدة يمكن للشخص معرفة أنه الزعيم هنا.

لم يضيع كيرو الوقت و إنتقل مباشرة لصلب الموضوع.

أخبر الزعيم عن إجتياح الشياطين و أن هذا المكان سيكون الأكثر عرضة للخطر. و أعطاهم خيارين، إما أن يغادروا للبحث عن مكان جديد أو يضلوا هنا في إنتضار الموت.

لم يتمكن الزعيم من إستوعاب الأمر كليا. و مع ذلك قبل أن يقرر إن كان يصدق كلام كيرو، قام هذا الأخير بتقديم عرض للزعيم.

{هل تنوي الإنضمام لزعيمنا؟}

كان يعرف كيرو سبب ترددهم حتى لو إختاروا تغيير مكانهم، إلى أين سوف يهربون؟

في هته الجبال لم يكن هناك أي مكان سيسلم من إجتياح الشياطين. لهذا حتى لو قرروا الهرب فسيكون عليهم مغادرة سلسلة الجبال الحامية، و هذا غير ممكن. لهذا السبب عرض عليهم كيرو فرصة للإنضمام إليهم.

شرح لهم كيف أنه هو و بقية رفاقه الذئاب كانوا في الأصل ذئابا عادية و بفضل جيرو تمكنوا من أن يتحولوا و يصبحوا أقوى. ثم بدأ بالحديث عن إنجازات و مآثر جيرو.

كان كيرو يحترم جيرو بشدة لدرجة أنه يمكنك الشعور بالإحترام و التقدير في صوته بينما يصف إنجازات جيرو كما كان يبالغ قليلا، حتى جيرو المعني بالأمر كان ليشعر بالحرج لو سمع الحديث الذي يقال عنه.

كانت أفكار زعيم القطيع متضاربة، لم يتوقع أن يعرض عليه كيرو فجأة الإنضمام لهم.

فقط بالنظر لكيرو كان بإمكانه معرفة أنه يملك القوة لمحو نصف قطيعهم إن لم يقل القطيع بأكمله!

و أيضا كان بإمكان زعيم القطيع الإحساس بمدى إحترام كيرو لزعيمه، لذا قرر تصديق كلامه و وافق على العرض.

إرتاح كيرو عندما قبل زعيم القطيع بعرضه لكنه شعر أيضا ببعض القلق. ما فعله الآن كان تجاوزا لحدوده، لم تكن لديه السلطة في الأساس لتقديم هذا العرض و مع ذلك فقد فعلها.

'أرجوا فقط ألا يغضب هذا جيرو!' فكر كيرو.

لم يسعه سوى التنهد و إنتضار لقاء جيرو، سبق أن فعل ما فعله و لا يمكنه التراجع عن كلامه الآن.

قاد كيرو قطيع الذئاب نحو المعبد و جعلهم يبقون هناك إلى حين وصول جيرو و معرفة قراره.

--------------------------------------

Khalid123

2019/02/10 · 1,588 مشاهدة · 1778 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024