بعد البحث قليلا جيرو وجد كلايم، لم يكن يفعل أي شيء لذا طلب منه المساعدة في وضع الإستعدادات بتقاطع الواديين.

كان كلايم قد إنتهى بالفعل من تعليم أتباع جيرو السحر.

كل ما كان عليه تعليمهم إياه هو أساسيات السحر، طبيعة المانا، كيفية إيقاظها، خطوات التحويل المادي، و غيرها.

أما البقية فعليهم تعلمه بمفردهم و هنا حيث يتمثل جوهر السحر.

الهالة هي قوة تكون متشابهة لدى جميع الأفراد، الشيء الوحيد الذي يكون مختلفا فيها هو عندما يصبح الشخص خبير هالة و يوقض قدرة هالته.

لكن السحر هو قضية أخرى. مستخدمي السحر يكونون مختلفين منذ البداية، سواءا كان ذلك حول موهبتهم في التعامل مع المانا أو العنصر الذي يميلون له فكل شخص يختلف عن الآخر.

و مع ذلك جوهر السحر الحقيقي يكمن في مدى فهم الشخص. إن أخبرت شخصين نفس النكتة فإن كل واحد منهم سيفهمها بطريقته، و بالمثل فإن كل ساحر يفهم ظاهرة أو سحرا معينا بطريقته الخاصة.

على سبيل المثال حتى لو علمت شخصين بنفس الميول و نفس الموهبة سحرا ما فإن مدى فهمهم لطبيعة هذا السحر ستكون مختلفة بدون شك، مما يجعل صاحب الفهم الأعلى يتفوق على الآخر.

و أيضا فإن لكل شخص تفضيلات مختلفة عن غيره. هناك من يفضل الدفاع و هناك من يفضل الهجوم، هناك من يحب القتال من مسافة آمنة من بعيد و هناك من يعجبه القتالات الحماسية القريبة.

لكل شخص تفضيلات مختلفة عن غيره و هته التفضيلات تنعكس بشكل مباشر على سحرهم.

لهذا السبب على كل ساحر أن يعتمد على نفسه لإيجاد مساره الخاص الذي يجب عليه إتخاده و أن يستمر في محاولة خلق سحره الخاص مرارا و تكرارا إلى أن ينجح، حينها سيكون لديه سحر خاص به لا أحد غيره قادر على إستخدامه و هذا ما يسمى بالبصمة السحرية.

يمكن للساحر التعلم من الآخرين بل يجب عليه فعل ذلك لتنمية نفسه، لكن عندما يصل الأمر إلى البصمة السحرية فعليه الإعتماد على نفسه و بنائها لوحده من الصفر.

نفس الأمر ينطبق على جيرو، كل ما كان قد تعلمه من كلايم هو الأساسيات و تعلم البقية من تلقاء نفسه، رغم أنه لا زال بعيدا عن إيجاد بصمته الخاصة إلا أنه لا زال يجرب كل ما يمكنه تجريبه.

لهذا كل ما قام به كلايم هو تعليمهم الأساسيات و ترك البقية ليقوموا به بأنفسهم. كانت هذه طريقة تعليم كلايم، و كان متأكدا من فعاليتها لأنه هو شخصيا قد تعلم السحر من الصفر بمفرده دون مساعدة أي شخص.

▪▪▪▪▪▪

في مكان آخر أخد جوبورو بضعة أفراد من الترول معه و إتجه نحو مجموعة الترول المكونة من 10 أفراد.

بالنسبة للترول القوة تمثل كل شيء لهذا فإنه طوال الوقت تنشب قتالات بين زعيم المجموعة و أفراد آخرين حول الزعامة.

حتى لو كان المتحدي هو ترول قادم من خارج المجموعة فإن الزعيم ملزم بقبول التحدي. إن إنتصر المتحدي سيحصل على منصب الزعيم أما إذا إنتصر الزعيم فإن المتحدي عليه الخضوع له طوال حياته.

جوبورو هو ترول فريد من نوعه، هو أذكى و أقوى من بقية الترول حتى أن طوله يصل إلى 3,2 متر بينها طول الترول الإعتيادي يتراوح بين 2,5 و 3 متر. و مع ذلك يظل في النهاية واحدا من الترول و مثلهم هو أيضا يضع 'القوة' فوق كل شيء لذا هو يفهم عادات عرقه تمام الفهم.

في السابق كان جوبورو زعيما لمجموعته إلى أن خسر أمام السايكلوبس و أصبحوا أتباعه لسنوات.

و بعدها ظهر جيرو و قتل السايكلوبس، و قد شاهد جوبورو المعركة بين الإثنان من البداية للنهاية.

كان واضحا كوضوح الشمس أن جيرو ليس ندا للسايكلوبس و أن سبب فوزه الوحيد هو إستخدامه لعدة أدوات.

و مع ذلك رأى جوبورو شجاعة جيرو و كيف قاتل خصما أقوى منه دون خوف، في الواقع لولا هته الشجاعة لم تكن خطة جيرو لتنجح و كان ليموت على يد السايكلوبس.

لهذا إعترف جوبورو بقوة جيرو و قدم ولائه له.

و الآن ما دامت رغبة زعيمه هي توحيد المنطقة فهو سيبدل أقوى جهده لتلبيتها.

لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصل جوبورو و رفاقه للمجموعة المكونة من 10 ترول و تحدى زعيمهم مباشرة.

كما هو متوقع قبل الزعيم تحدي جوبورو و نشب قتال واحد ضد واحد بينهما، كان قتالا بدون أسلحة يعتمد فقط على القوة الجسدية المحضة.

في النهاية إنتصر جوبورو بسهولة و إتجه للمجموعة التالية بينما مجموعة ال10 أفراد يتبعونه. و بالمثل لم يمضي الكثير من القوت حتى هزم جوبورو زعيم المجموعة الثانية و أصبح الآن قائدا لمجموعة من 58 ترول.

▪▪▪▪▪▪

مثل جوبورو خرج رايزر رفقة جماعته لمهاجمة مجموعات الغوبلن الثلاثة التي تم إيجادها.

الفرق الوحيد هو أن رايزر أخد معه أتباعه ال 80 كلهم.

في الوقت الحالي أصبح هناك 25 غوبلن ساحر بينما البقية قد أصبحوا جميعا غوبلن محاربين.

جميعهم أصبحوا أطول و أكثر شبها بالبشر بعد تحولهم، أصبحت أجساد الذكور و خاصة المحاربين عضلية أكثر بينما نضجة أجساد الإناث و بدأت صدور بالنمو لديهم.

كانوا جميعا يرتدون ثيابا جديدة حصلوا عليها من إناث الكوبولد، كما كان المحاربون مدججون بالأسلحة و الدروع بينما يحمل السحرة عصيا سحرية حصلوا عليها من كومة الأدوات التي كان يجمعها زعيم الكوبولد السابق من المغامرين.

عكس الترول فإن الغوبلن لا يقبلون قيادة الآخرين بسهولة و ذلك بسبب طبيعتهم الأنانية و رغبتهم في التملك، كما أن رغبتهم هذه في السلطة تصبح أقوى عندما يوقضون الهالة أو السحر و يصبحون أكثر ذكائا و وعيا بالذات.

كان رايزر يعرف ذلك جيدا فبعد كل شيء كان قد عاش في مجتمع مكون من آلاف الغوبلن المحاربين. كان كل ما يهمهم هو أنفسهم كان الغدر و قتل الآخرين لأسباب تافهة شيئا معتادا هناك.

حين كان رايزر لا يزال غوبلن عاديا أو حتى عندما أصبح محاربا يمستوى مبتدأ هالة كان ضعيفا ليتمكن من النجاة في البرية بمفرده لذا لم يفكر يوما في مغادرة موطنه و كان يتملق الآخرين لضمان حياته.

رغم ذلك لم يكن غبيا لتصديق الآخرين بسهولة خصوصا في مثل هذا المجتمع اللعين. و هكذا تمكن من تطوير قدرة على رصد كذب الآخرين عن طريق نبرة صوتهم و تفاعلات جسدهم، كانت هذه قدرة حصل عليها من خبرته في التعامل مع مختلف أنواع المنافقين.

في النهاية عندما وصل لمستوى متدرب هالة قبل حوالي سنتين ترك ذلك المجتمع اللعين و بدأ في التجول بسلسلة الجبال الحامية لوحده حتى وجد مجموعته الحالية، كانوا جميعا مجرد غوبلن عاديين حينها لذا قبلوا بسهولة رايزر كزعيمهم.

لهذا كان رايزر يفهم طبيعة بني جنسه الأنانية أفضل من أي شخص آخر لهذا قرر مهاجمتهم و سحقهم بالقوة الغاشمة و جعلهم يفهمون أنه لا خيار أمامهم سوى الإستسلام و الخضوع لهم.

كانت أول مجموعة مكونة من حوالي 90 فردا كان زعيمها غوبلن محارب بمستوى متدرب و بإستثنائه هو و 3 محاربين آخرين بمستوى مبتدء فإن البقية بأكملهم هم قوبلن عاديين.

لم يكن هناك أي غوبلن ساحر بينهم و هذا طبيعي نضرا لأن إيقاض المانا يحتاج لشروط عكس إيقاظ الهالة.

عندما تواجهة مجموعة رايزر مع هته المجموعة قدم رايزر عرضا لزعيمهم بأن يستسلم إلا أن زعيمهم رفض و بدأ باللعن و إستفزاز رايزر بأن يهاجم إن كان يملك الشجاعة.

بإستماعه لهذا الإستفزاز إشتعل الغضب بسرعة في رايزر و أمر أتباعه بالهجوم.

عندما كان رايزر في موطنه كان دائما ما يكبت غضبه عندما يتعرض للمعاملة السيئة و ذلك للحفاض على حياته لذا و كتأثير عكسي عندما غادر موطنه و لم يعد لديه سبب لكبت غضبه تحطمت مكابح غضبه تماما و أصبح ينفجر غضبا بسرعة و لأتفه الأسباب.

بعد لحظات قتل رايزر بنفسه زعيم المجموعة لتعليمه درسا كما تم قتل المحاربين الثلاثة الآخرين.

أما بالنسبة للغوبلن العاديين أصيب العديد منهم إلا أنهم لم يموتوا نظرا لأن أتباع رايزر حرصوا على عدم قتلهم فبعد كل شيء كانت أوامر جيرو هي ضمهم لنا و ليس قتلهم، و بما أنه من الصعب إخضاع الغوبلن المحاربين و السحرة لأنهم قد أصبحوا أكثر وعيا بداتهم لم يكن لدى رايزر خيار سوى ذبحهم و ترك الغوبلن العاديين فقط.

نفد رايزر نفس الأمر مع المجموعتين الآخرين أولا عرض عليهم الإستسلام و بعد أن رفضوا دبح كل المحاربين الموجودين بينهم، و مثل المجموعة الأولى لم يكن هناك أي سحرة.

رغم أنهم كانوا أكثر عددا في كل مرة إلا أن معضمهم غوبلن عاديين بينما أتباع جيرو جميعهم غوبلن متطورون لهذا كان هزيمتهم سهلا.

بعد هزيمة المجموعة الثالثة كان رايزر قد قبض على 237 غوبلن عاديا و بضم ال80 الذين كانوا يتبعونه منذ البداية أصبح رايزر الآن قائدا ل317 غوبلن.

و الآن مع إنتهاء كل من رايزر و جوبورو من إخضاع بني عرقهم قسم جيرو أتباعه للإهتمام بأربع أشياء أساسية.

أولا، مساعدة كلايم في وضع التجهيزات بتقاطع الواديين.

ثانيا، الإستمرار بمسح ما تبقى من المنطقة.

ثالثا، قتل بعض الأفاعي الضخمة و الحصول على سمها لإستخدامه ضد الشياطين.

و آخر شيئ هو قتل ملكات الخطاطيف، في هته الحالة كل ما فعله جيرو هو أخد أقوى مستخدمي الهالة و السحر و إختراق أوكارهم مباشرة و صنع جلبة لإستدراج الملكة ثم قتلها.

بجمع كل الخطاطيف بالمجموعات الثلاث كان هناك 34 خطافا نخبة و أكثر من 700 خطافا عاديا. من بينهم فقط 20 نخبة و حوالي 500 عادي ضلوا أحيائا، أما بالنسبة للملكات الثلاث و البقية بالطبع ماتوا جميعا.

بعد أكل ديانا لنواة الملكات الثلاثة أصبحت أقوى كما أنها أصبحت قادرة على التحكم بكل هؤلاء الخطاطيف الناجين، و الآن أصبحت تتحكم ب26 خطافا نخبة و حوالي 630 خطافا عاديا.

و الغريب في الأمر أن أكلها لنواة الملكات الثلاث تسبب بتسريع عملية نموها و أصبحت الآن ملكة كاملة، رغم أنها لا تملك الوقت لوضع بيض جديد قبل بداية الإجتياح إلا أن كونها ملكة كاملة مفيد من عدة نواحي أخرى.

أما بالنسبة للخطاطيف الذين ماتوا فإنه من المضيعة رميهم فقط هكذا، و بما أن الطابق الثالث بالمعبد مخصص لتخزين الطعام فقد تم تدعيمه بسحر للحفاظ على الطعام من التعفن لوقت أطول لذا يمكنهم تخزين جثث الخطاطيف هناك حتى يصل قطيع أرشيل للمستوى 10 و يأكلها للإختراق للعتبة الثانية.

و أيضا قام جيرو بتجريب أكل جثث الخطاطيف النخبة و بشكل مفاجئ حصل على مهارة جديدة تدعى 'هالة الرياح'. هذه المهارة تقوم بلف مستخدمها بهالة متشكلة من رياح رقيقة تجعل مستخدمها أخف و أسرع كما يمكن إستخدامها لأغراض دفاعية أو هجومية.

مقارنة بالهالة فإن هالة الرياح تركز على السرعة بينما هي ضعيفة كليا من ناحية القوة و مع ذلك لدى جيرو بعض الأفكار حول كيفية إستخدامها.

بعد الإهتمام بما عليه فعله غادر جيرو مجددا للمنطقة الصخرية، هذه المرة لوحده، كان عليه أن يصبح أقوى مهما كلف الثمن.

بإعتباره القائد فهو يمثل الركيزة ما دام واقفا بقوة فإن معنويات أتباعه ستكون عالية لكن إذا ظهر بمظهر ضعيف فإن معنوياتهم ستهبط لهذا ذهب جيرو للتدريب ليصبح أقوى.

تبق الآن شهر فقط على إجتياح الشياطين في هذا الشهر جميع أتباع جيرو ركزوا على تقوية أنفسهم إستعدادا للأسوء و بالمثل قضى جيرو الشهر بأكمله في التدريب لوحده و قتل الوحوش هنا و هناك.

في النهاية مر الشهر الأخير و وصل اليوم الموعود.

------------------------------------

هذا الفصل يبدو كأنه مجرد حشو للمعلومات لكن للصدق لقد مللت من كثرة التجهيزات لأرك إجتياح الشياطين الذي بدوره أريد فقط تخطيه بسرعة لأن الرواية ستبدأ حقا في الأرك التالي

على أي حال سأكتب أرك إجتياح الشياطين بأكمله ثم أحمله دفعت واحدة و ذلك كي لا أتضايق إذا أردت تغيير شيء ما. و لهذا السبب ربما سأتأخر عن رفع الفصول لمدة.

Khalid123

2019/02/18 · 1,531 مشاهدة · 1750 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024