فقط للتذكير:

الدرع: هو الدرع الذي يرتدى.

الترس: هو الدرع الذي يتم حمله.

-------------------------------------------

مئات بل آلاف الوحوش كانت تندفع في حشد قادم من الشمال.

كانت أشكالها متنوعة، هناك من يشبه الأبقار، ثيران، قردة، ذئاب، نمور، وحيد القرن، أحصنة، غزلان و غيرها هناك حتى حشرات ضخمة كالخنافس و العناكب؛ و جميعهم يندفعون معا.

كان منضرا غريبا أن ترى وحوشا تفترس بعضها في العادة و هي تجري جنبا لجنب. و الأكثر غرابة، رغم أن شكلها و عددها مختلف من واحد لآخر إلا أنهم جميعا يمتلكون قرونا.

هذا هو حشد الشياطين!!

على بعد مئات الأمتار في قمة صور حجري، بإرتفاع ستة أمتار، يسد الوادي كان جيرو واقفا ينضر بعيونه الدموية نحو الحشد المندفع نحوهم.

كان الحشد لا يزال بعيدا بمئات الأمتار شمالا عن مركز التقاطع + و الصور الذي يوجد جيرو فوقه موجود في الجزء الجنوبي من التقاطع على بعد أكثر من 100 متر من المركز.

كان هذا الوادي ضيقا نوعا ما بعرض 50 مترا فقط لذا كانت الشياطين محشورة مع بعضها البعض بينما تتقدم للأمام، حتى أن البعض صغيري الحجم كانوا يسحقون أحيائا من طرف البقية.

أقرب و أقرب إستمر الحشد في الإندفاع حتى وصل أخيرا إلى مركز التقاطع، لم يغير الحشد من إتجاهه أبدا. لم يهتموا بالطريق على يمينهم و يسارهم بل إستمروا فقط بالإندفاع للأمام نحو الجنوب. نحو ممالك البشر!

10 أمتار,9 ,8 ...0

"هجوم!!!" صرخ جيرو مباشرة عندما أصبح الحشد على بعد 100 متر من الصور.

فوق الصور على كل جانب من جيرو كان هناك 30 من مستخدمي الهالة، قوبلن و كوبولد، يحملون أقواسهم و يستعدون للهجوم، جيرو أيضا أخرج قوس ريا.

بسماع أمر جيرو تحرك ال60 شخصا دفعت واحدة و بدؤوا الإطلاق رفقته على الشياطين. إصابة هدف على بعد 100 متر لم يكن شيئا بالنسبة لهم!

عندما أصبح الحشد على بعد 100 متر بدأ البعض بالتعثر و السقوط فجأة، كان ذلك بسبب رؤوس الرماح المخفية بالأرض و التي تم تجهيزها سابقا.

و فوق هذا مع السهام الساقطة من السماء بدأ الشياطين في مقدمة الحشد في السقوط واحدا تلو الآخر.

كانت دقتهم مخيفة! كل سهم يطلق من القوس يقتل أحد الشياطين، كان ذلك نتاجا للتدريب لمدة شهر على إستخدام القوس رفقة الهالة، و بما أن الهدف على بعد 100 متر فقط من الصعب أن يخفقوه!

مع سقوط الشياطين في المقدمة واحدا تلو الآخر بدأت الجثث في التجمع و عرقلت الحشد خلفها مما جعل زخمه ينخفض قليلا. كما بدأ بعض الشياطين بجوانب الحشد بتركه و الإتجاه لغرب و شرق التقاطع +، مع ذلك كان عددهم قليلا جدا مقارنة بالحشد كانوا قطرة من محيط.

لم تكن الشياطين تملك أي ذكاء أو وعي بالذات لذا ما لم يواجهوا خطرا كبيرا جدا فهم لن يخافوا من أي شيء، لذا إستمروا في الخطو على الذين سقطوا و الإندفاع للأمام بدون توقف متجاهلين السهام التي تسقط عليهم.

بعد بضعة أمتار أخرى وقع حادث آخر، هذه المرة بدأ العديد منهم في السقوط بحفر بعرض المترين و عمق العشر أمتار.

كانت الحفر مليئة بمسامير صخرية و قد تم إفراغ الكثير من سم الثعابين الضخمة بها. كانت الحفر من صنع كلايم الذي رحل قبل فترة من الآن.

برأيته للشياطين تسقط في الحفر الواحد تلو الآخر كان جيرو في داخله شاكرا لكلايم، لولا مساعدته لم يكونوا ليجهزوا هذه الفخاخ أو يبنون الصور في الوقت المناسب.

إمتلئت الحفر بعشرات الشياطين التي إما ماتت بسبب المسامير و السم أو بسبب سحقهم أحياء من طرف الحشد الذي لا زال يندفع بقوة من فوقهم.

للأسف لم تتمكن الحفر أيضا من إيقاف تقدم الحشد، مع ذلك كان الهدف منها مجرد كسب الوقت و تقليل عددهم قدر الإمكان.

"تراجعوا!" عندما بدأ الشياطين بالسقوط في الحفر أعطى جيرو أمرا و قفز ال60 غوبلن-كوبولد من فوق الصور بإستخدام الحبال، ثم تبعهم جيرو و قفز أيضا.

كان قد إختار أسرع الغوبلن و الكوبولد لإستخدامهم كرماة لذا كان بإمكانهم التراجع بسرعة.

بعد التراجع لمئة متر أخرى وجد جيرو أمامه جدارا مكونا من العديد من الترول.

حوالي 60 ترول بقيادة جوبورو كانوا يسدون الوادي كليا حتى أن العديد منهن لم يجدوا مساحة للإصطفاف مع البقية لذا شكلوا صفا آخر خلفهم.

كان العشرة الذين في المنتصف يحملون تروسا ضخمة من الفولاذ، بينما البقية كانوا يحملون تروسا من الخشب مدعمة بقشرة صلبة تعود لوحش يدعى وحيد القرن المدرع رغم أنها أقل شأنا من تروس الفولاذ إلا أنهم لن يتعرضوا لضغط شديد مثل الترول بالمنتصف.

و أيضا حتى لو كانت التروس مصنوعة من الورق فإن على الشياطين مواجهة الترول! و ليسوا أي ترول كانوا جميعا مسلحين بفؤوس بيدهم اليمنى، تلويحة واحدة منهم كافية لقسم شيطان لنصفين!

فتح الترول تشكيلتهم و سمحوا لجيرو و من معه بالمرور.

خلف صف الترول كان هناك جيش مكون من الكوبولد و الغوبلن. سواءا كانوا يستخدمون السحر أو الهالة أو لا يستخدمون أيا منهما كانوا جميعا مجتمعين في تشكيلة واحدة، كان عددهم حوالي 500 شخص.

كانت معدات أغلبهم سيئة نوعا ما خصوصا الغوبلن العاديون كل ما كانوا يحملونه هي الرماح التي حصلوا عليها من المعبد و سيف قصير.

و كان هناك أيضا 26 خطافا نخبة يطيرون فوق المجموعة.

"إذا جاء وقت سحق الشياطين أخيرا!" تحدث رايزر بإثارة بينما يمسك بسيف كبير بطول متر و نصف و عرض ثلاث أصابع تقريبا، كان السيف حادا من جهة واحدة فقط.

كان رايزر عالقا في مستوى المتدرب لسنتين حتى الآن و مع شدة الأحداث الأخيرة تمكن من الإختراق لمستوى متمرس هالة لذا كان متحمسا لإختبار قوته الجديدة بسرعة. خضع جسده إلى بعض التغييرات و أصبح يبدو أكثر شبها بالبشر و خصوصا وجهه أصبح الآن تماما كوجه الإنسان.

"رغم ذلك لن يكون الأمر سهلا." قال فيدو بهدوء.

كان يرتدي دروعا خفيفة حوله و يحمل سيف كاتانا حول خصره. رغم أنه يبدو هادئا إلا أنه كان قلقا من سير الأمور في منحى سيء.

"لا تقلقوا كل ما سنفعله هو قطع رأس الأفعى و تركها تتلوى، ما إن نصد المقدمة ستتفرق الشياطين بالخلف نحو جانبي التقاطع حينها سنستطيع توجيههم بعيدا عنا." قال جيرو.

كانت فرق الذئاب منتشرة بالفعل في كل مكان للحرس على قيادة الشياطين التي تنشق عن القطيع إلى أبعد مسافة ممكنة عن المعبد الذي يعتبر مركز مستوطنتهم -سيرا-.

حول جيرو نظره إلى خطاف نخبة يطير بالقرب منه.

"ديانا! كيف تسير الأمور مع مجموعات الذئاب."

"لقد بدؤوا بالفعل في إغلاق الطرق التي أشرت لها و أيضا حسب الخطة تموقعوا في أماكنهم لقتل أي شيطان يخرج عن الطريق الذي جهزناه." قال الخطاف النخبة بينما يقترب إلى جيرو.

سابقا، كان بإمكان ديانا أن تتحكم بأبنائها و توجيههم. أما الآن بعد أكلها لنواة ثلاث ملكات أخريات أصبحت سيطرتها أقوى و أصبح الآن بإمكانها نقل وعيها إلى جسد أبنائها و يمكنها فعل ذلك حتى من مسافة بعيدة.

إستفاد جيرو من هذه القدرة جيدا و أضاف خطافا عاديا أو إثنين لكل واحدة من مجموعات الذئاب المتفرقة لربط الإتصال بهم تفاديا لحصول أي خطأ ممكن.

و في هذه الأثناء كانت ديانا تختبئ بالطابق الثاني من المعبد و تركز على نقل وعيها بين أبنائها.

و أيضا كان على جيرو ترك أحدهم لحماية نساء و أطفال و عجزة الكوبولد و أيضا الجراء و الذئاب الذين لم يتحولوا بعد من قطيع أشريل. و بما أن ديانا أصبحت أقوى منذ أكلها لنواة الملكات الأخريات و أصبحت أقوى شخص بعد جيرو، و ربما حتى جيرو أضعف منها بمقارنة المانا، لذا إئتمنها جيرو لحماية المعبد في حالة وقوع أي مشكلة.

"حسنا كل شيء في موقعه، إسمعوا يا رفاق قاتلوا لأجل حياتكم و ساعدوا رفاقكم إن إستطعتم. لن أقول كلاما معسولا مثل 'إن موتكم سيكون لهدف نبيل' إن متم فتلك هي النهاية لذا إفعلوا أي شيء للحفاظ على حياتكم. اليوم إما أن نموت جميعا أو نحيا جميعا، سوف نوقف هته الشياطين عديمة العقل هنا و نذبحها، سنريهم أن هته الأرض هي لنا و لنا لوحدنا!!"

"أوووووووه!!!" صرخ الحشد بصوت واحد و إستعدوا جميعا للقتال.

اليوم و هنا فقط واحدة من المجموعتين ستحقق هدفها.

------------------------------------

Khalid123

2019/03/01 · 1,444 مشاهدة · 1228 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024