جميع الكائنات الحية تولد بطاقة في داخل أجسادها مرتبطة مباشرة بأرواحهم و هذه الطاقة تمثل طاقة حياتهم.

بالنسبة للسحرة عندما يوقضون المانا فإنها تندمج مع طاقة حياتهم و تأخد مكانها حيث تصبح المانا هي طاقة حياتهم و طاقة حياتهم هي المانا.

و كذلك بالنسبة لمستخدمي الهالة عندما يوقضون الهالة فإن طاقة حياتهم تخضع إلى بعض التغيير و تصبح وقودا للهالة أو ما يعرف بالحيوية.

من الممكن لمستخدمي السحر أو الهالة إعادة ملئ طاقتهم الضائعة بالراحة و مع ذلك إن حصل و أن إنخفظت طاقتهم للصفر فتلك هي النهاية و بعبارة أخرى سيموتون، و هذا ينطبق على الجميع دون إستثناء.

حسب ما قاله كلايم لجيرو سابقا فإن الهالة عبارة عن طاقة داخلية بينما المانا عبارة عن طاقة خارجية لهذا السبب لا يمكنهم أن يتشاركوا في نفس مصدر الطاقة و إن حاول أحدهم قسرا إيقاظ كلاهما بجسده فإن مصيره هو الفشل ثم الموت.

و مع ذلك إن تمكن أحدهم بطريقة ما من فصل مصدر طاقة كل من الهالة و المانا إلى مصدرين مختلفين فسوف يستطيع التحكم بكلا الطاقتين، و مع ذلك يظل هذا مجرد إفتراض نظري و السبيل الوحيد لتحقيقه هو دمج روحين بجسد واحد حيث تقوم كل روح بالتحكم بأحد الطاقتين و لكن هذا بدوره أمر مستحيل و غير قابل للتحقيق. لذا فإن إستخدام كل من الهالة و السحر معا أمر مستحيل.

مع ذلك جيرو قادر على إستخدام كل من الهالة و السحر!!

أي أنه بطريقة ما تمكن من فصل مصدر طاقة كل من المانا و الهالة. و بما أن جيرو يملك مصدرين مختلفين من الطاقة فحتى لو إنتهى به الأمر بإفراغ أحدهما كليا فإنه لن يموت، و قد سبق لجيرو أن أكد هذا عدة مرات أثناء قتالاته.

و بمعرفته لذلك جاءت فكرة مجنونة لجيرو.

ماذا إن قام بتخزين كل المانا الموجودة بجسده في تعويذة واحدة و إستخدامها لاحقا؟

و مع ذلك فإن التعويذات العادية لا يمكنها تحمل مقدار كبير من المانا لهذا السبب إستخدم مكعب التعويذة، و فوق هذا مكعب التعويذة ليس مثل بقية التعويذات بحيث يمكن تكديس ستة تعويذات مختلفة به.

بالإضافة لتدربه على إستخدام جسده كان جيرو قد أمضى الشهر السابق في التدرب على إنشاء التعويذات و جعلها تتماسك لوقت أطول دون أن تنفجر من تلقاء نفسها، و قد أصبح الآن الحد التقديري لتماسك تعويذاته هو شهر و نصف.

و هكذا قام جيرو بختم كل المانا بجسده في مكعب التعويذة، و قد كرر الأمر ستة مرات في ظرف أيام مختلفة. أي أن إطلاق كل المانا المخزنة بالمكعب الآن ستجعل قوة جيرو ×7 عن المعتاد.

بعد أن فجر جيرو أحد التعاويذ الستة المخزنة بمكعب التعويذة قام بإعادة إمتصاص المانا التي تنتمي له في الأصل ثم أطلقها بأكملها دفعة واحدة.

و بما أن إستخدام السحر العادي يعني إمتصاص المزيد من المانا من محيطه مما قد يتسبب بتجاوز جيرو لحدوده أكثر و تدميره لنفسه، فقد قرر إستخدام أحد المهارات بما أنها تختصر كل من الإمتصاص و الدمج و تنتقل مباشرة للإطلاق من التحويل المادي.

و هته المهارة كانت هي 'الإشتعال' و بما أن جيرو يملك ميولا قويا لعنصر النار فقد كانت قوتها أفضل من المهارة العادية.

*ووووووووووووووووش*

أطلق جيرو كل ما لديه دفعت واحدة و أطلق نفسا ناريا إجتاح أكثر من عشر أمتار للأمام و بدأ بحرق الشياطين أمامه.

عندما أحس جيرو أن المانا بجسده على وشك الإنتهاء فجر جيرو التعويذة الثانية من المكعب و أحاطة المانا بجسده مجددا.

كان جيرو قد جرب هذا مرة من قبل لذا المرة الثانية كانت أسهل و تمكن من إمتصاص المانا أسرع من المرة الأولى و وجهها مجددا لسحره و إستمر بنشر نيرانه أبعد و أبعد.

التعويذة الثالثة، الرابعة، الخامسة، السادسة.

بعد أن فجر جيرو كل ما خزنه بمكعب التعويذة كانت قوته كافية لتغطية كل ال100 متر× ال50 متر من الوادي بنيرانه و وصلت حتى مركز التقاطع +.

عواء، زئير، خوار، ... جميع أنواع أصوات الحيوانات كانت ترتفع و الشياطين تصرخ بألم بينما تحترق أجسادها ببطئ، و في كل مرة يحترق بها شيطان كليا و يموت فإن جيرو يمتص القليل من ماناه بفعل قدرة 'الشراهة'.

أي شخص سيرى المنظر من فوق سيبدوا له كنهر من النيران يمر من الوادي و جيرو هو مصدر تدفق هذا النهر.

بدى كأنه مشهد من الجحيم حيث تتعذب به ألاف الأرواح بينما تستمر بالصراخ من الألم مطالبة بخلاصها.

كان هناك على الأقل ما بين 5000 و 10000 شيطان محاصر بين نيران جيرو، ما دام هذا العدد الكبير من الشياطين يموت على يده فإن جيرو سيعوض ماناه الضائعة و يكون قادرا على الحفاظ على هجومه لمدة أطول.

في مركز التقاطع + حاولت العديد من الشياطين المضي قدما و دخول نهر النيران إلا أن مصيرها كان هو الإحتراق حية مثل رفاقها.

بعد أن حاول بضع عشرات من الشياطين التقدم للأمام و إنتهى بهم الأمر موتى جميعا فهمت الشياطين المتبقية أنه لا يمكنها المضي قدما، قد يكونون عديمي العقل إلا أن غرائزهم تخبرهم بمدى الخطر أمامهم.

في النهاية إنقسم الحشد بمركز التقاطع + إلى حشدين مختلفين و إتجهوا إلى شرق و غرب التقاطع + و قد كان هذا تماما ما يريده جيرو!

بين صفوف الحشد الذي تفرق كان هناك العديد من الشياطين المتوسطة غير الراضية عن إنقسام الحشد لنصفين و تفرقه في إتجاهين مختلفين، و مع ذلك لم يكن بإمكانهم إنكار أن جدار اللهب هذا الذي يسد طريقهم قوي جدا و قادر على إحراقهم هم أيضا حتى الموت. لذا إختاروا الإنسحاب على مضض و قيادة الحشد بعيدا.

خلف جيرو كانت المعركة بين أتباعه و الشياطين الذين تجاوزوا الصور لا تزال محتدمة.

كان كالا قد تقدم في إتقان سحر الهاوية في الآونة الأخيرة، إستمر في رشق الشياطين بقدائف من سحر الهاوية و تفجيرهم واحدا تلو الآخر.

و بالمثل كان كيرو قد تطور في إستخدام سحر الكهرباء و بدأ بإطلاق العديد من السيوف الكهربائية و قتل العدو أمامه دون توقف. حتى بقية الذئاب كانوا يستخدمون سحرهم الخاص لقتل الشياطين من بعيد بينما الخطاطيف تشغل المقدمة و تغطيهم.

أما بالنسبة لأشريل و الذين تحولوا من قطيعه كانوا يعرفون ثلاث هجمات بالأساس و هي التي يستخدمونها و جميعها كانت قوية. إطلاق مدفع من النيران الخضراء الحارقة. رمي كرات نارية مضغوطة تفجر كل شيء تصطدم به. و الهجوم الأخير و الأقوى هو إطلاق معظم المانا بجسدهم دفعت واحدة و التسبب بإنفجار ناري يلتهم محيطهم، بالطبع هذا الهجوم يضل مجرد ملاذ أخير.

و من جهة أخرى كان الترول و مستخدموا الهالة يشقون طريقهم بين الشياطين قاتلين كل ما أمامهم بينما يهاجم السحرة من الخلف بسحرهم بعيد المدى.

كان كل من فيدو و رايزر و جوبورو يقدمون أدائا جيدا و كان هناك أيضا العديد من السحرة الموهوبين بين الكوبولد و الغوبلن ،و خصوصا دوكي الذي كان يقوم بتقليد أسلوب قتال زعيمهم السابق حيث يلف جسده بالصواعق و يستخدمها في القتال الجسدي. و قد كان دوكي يقاتل بشراسة في الخطوط الأمامية رفقة المحاربين.

في البداية كان جيرو يخطط لإستخدام نفسه الناري مباشرة عندما تصل الشياطين إلى الصور لكنه غير رأيه في النهاية.

بتركه للعديد من الشياطين تحطم الصور و تتجاوزه فقد قسم جيرو حشد الشياطين لمجموعتين، من تجاوزوا الصور و من لم يتجاوزوه بعد.

و بينما هو يتكفل بالذين لم يتجاوزوا الصور بعد أتباعه سيتكفلون بالذين تجاوزوه.

و كان سبب فعله لذلك هو من أجل تقليل عدد الشياطين قدر الإمكان و لهذا تركوا فرق 100 متر بين الصور و خط الترول كي يكون عدد الذين تجاوزوا الصور كبيرا و بالفعل كان عددهم يتجاوز ال5 آلاف.

قد يكون أتباع جيرو بالكاد يتجاوز الألف و مع ذلك بسبب طبيعة هذا الوادي الضيق فإنه بإمكان أتباع جيرو مواجهة الشياطين في المقدمة واحدا بواحد دون الخوف من أن يتم محاصرتهم. و بما أن الشياطين يتعرضون لهجوم الكماشة من الجانبين فقد كان سحقهم يسير بسهولة أكثر، العائق الوحيد الذي كان يواجههم هم الشياطين المتوسطة و مع ذلك كانت مجرد مسألة وقت حتى يقضى عليهم أيضا.

كما أنه كان هناك سبب آخر منع جيرو من إستخدام النفس الناري بقوته ×7 منذ البداية و هو حاجته للتأكد من أن مستواه لن يرتفع عنذ قتله لشيطان متوسطة و إزالة إحتمال أن يخترق صدفة للعتبة الرابعة مما يتسبب بتوقف هجومه في منتصفه.

تحولت المعركة إلى معركة إستنزاف و ظلت تشتد بإستمرار و بعد مرور دقائق إضافية إنتهى أتباع جيرو أخيرا من قتل الشياطين و بدؤوا بإخراج نواتهم من جثثهم.

بينما إستغرق جيرو مدة أطول لشوي الشياطين كان لا يزال هناك بعض الشياطين بداخل نهر النيران تستخدم سحرها للبقاء على قيد الحياة لكنهم كانوا يؤخرون مصيرهم و حسب.

و في هذه الأثناء حصل جيرو على إشعار بأن مستواه قد إرتفع بواحد. على ما يبدو كان هناك شيطان متوسط أقوى منه قد شمل في الهجوم و حرق حيا، لحسن الحظ لم يكن هناك المزيد من أمثاله و إلا ربما كان جيرو ليخترق للعتبة الرابعة و يتحول أثناء هجومه مما يأدي إلى مقاطعة الهجوم و إيقافه.

مضت ساعة أخرى حينها لم يعد جيرو يشعر بأنه يمتص المزيد من المانا بقدرة 'الشراهة' و بعد لحظات إضافية نفد جيرو من المانا تماما و توقف عن إطلاق النيران.

شعر جيرو بالضعف و سقط على ركبتيه. كان قد أجهد مركز المانا خاصته كثيرا بمحاولته لإمتصاص الكثير من المانا فوق حدوده.

نظر جيرو للمكعب الذي داب بيده بفعل الحرارة قبل أن يرميه بعيدا، للأسف لم يعد صالحا للإستخدام.

لولا حقيقة أن هذا الهجوم كان يخصه كان جيرو ليدوب أيضا مثل المكعب في الواقع لقد كان حتى يقوم بإستخدام الهالة للدفاع ضد الحرارة الحارقة الناتجة عن النيران.

رفع جيرو عينيه و نظر للمشهد أمامه. كانت الأرض مصبوغة باللون الأحمر الخاص بالنيران و الجثث المتفحمة منتشرة هنا و هناك على طول 100 متر عن أنضاره و خلف ذلك لم يكن هناك أي شيء كان حشد الشياطين قد إختفى، كانوا قد هربوا بالفعل منذ مدة طويلة.

ظهرت إبتسامة عريضة و راضية على وجه جيرو، هذا هو نصرهم!!

---------------------------------

Khalid123

2019/03/01 · 1,306 مشاهدة · 1528 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024