لم يمض وقت طويل قبل أن يصل جيرو إلى مكان الوكر.

{أوه! مرحبا يا زعيم أرى أنك أحضرت صيدا ضخما.}

أول من حياه كالعادة كان كالا.

لكن جيرو لم يجبه بما أن فمه كان مشغولا على أي حال.

إستمر فقط بالمشي و كالا من خلفه إلا أن وصل لمنتصف المساحة الفارغة أمام الوكر و ألقى بالجثة من على فمه.

{كم عدد الموجودين خارجا حاليا؟} جيرو سأل كالا.

{الوقت لازال مبكرا نوعا ما لذلك لم تخرج أي مجموعات للصيد بعد ... بإستثناء مجموعة من أربع.}

{فهمت.}

صمت جيرو قليلا قبل أن يبدأ بالحديث مجددا و بقوة كي يسمعه الجميع.

{لدي أخبار لكم لقد سبق و إن إستكشفت مناطق الصيد القديمة بإتجاه وكرنا السابق و يبدو أنه لا توجد أي مشكلة في الذهاب لها مجددا..}

{هذا رائع!}

{أجل الآن يمكننا الصيد بأريحية أكثر}

إهتاجت الذئاب على الفور من الفرح بسبب كلامه.

الصيد بمناطق إعتادوا عليها مسبقا أفضل و أكثر أمانا من الصيد بمناطق جديدة لذلك لم يستطيعوا إخفاء فرحهم.

رغم أن ذلك ينطبق فقط على أفراد قطيع جيرو القديم و لا يشمل قطيع كيرو إلا أنها لا تزال أخبارا جيدة.

لكن جيرو لم ينهي كلامه و سرعان ما تغير الجو المحيط مجددا.

{هذا ليس كل شيء، آخر مرة رحلة فيها غيرة إتجاهي لمناطق الصيد الجديدة و قد صادفة عددا من الكوبولد رغم أنني تفادية الإحتكاك معهم إلا أنه من الواضح أنها منطقتهم.}

{أليس المكان واسعا للغاية ليكون منطقتهم لوحدهم؟ يمكننا الصيد هناك بشكل عادي إذا حافضنا على حذرنا، صحيح؟ كما أنك هزمت أحدهم بالفعل.}

كيرو الذي كان يستمع بهدوء من جانب جيرو تكلم أخيرا بينما كان ينضر لجثة الكوبولد التي أحضرها جيرو.

هز جيرو رأسه على سؤاله قبل أن يجيبه.

{عندما كنت عائدا وجدت 3 كوبولد و 4 ذئاب مقتولة . لو لم أجدهم بالصدفة كان الكوبولد ليعرفوا بشأن إستقرارنا بقربهم و ربما كانوا ليخططوا لمهاجمتنا أيضا. لحسن الحظ قتلتهم قبل أن يخبروا رفاقهم.}

{إن كانوا يريدون القتال فيجب أن نهجم عليهم أيضا}

{نحن لن نجلس هنا كفرائس مطيعة و ننتضرهم أن يهاجمونا}

{هذا المكان بيتنا لقد عانينا لإيجاده و سنحميه لآخر نفس}

بدأ الذئاب بالصراخ بإستهجان. لم يكونوا راضين عن فكرة تغيير مسكنهم و الهرب مجددا بسبب الخوف من هجوم خارجي.

سبق و أن عانوا من هجوم و هربوا كما أن فخرهم قد جرح بالفعل دون ذكر الصعوبة التي واجهوها لإيجاد وكر جديد لذلك هته المرة سيقاومون لآخر نفس.

{يمكنكم الهجوم عليهم إن أردتم كما يمكنني إخباركم بمكان تواجدهم لكن إن فعلتم ذلك أنا لن أهاجم معكم.}

{ماذا!؟}

أليس جيرو هو الأقوى بالقطيع؟ما هي فرستهم إذا قاتلوا من دونه؟

صمت الحشد الغاضب من الحيرة بعد سماعهم لذلك لكن جيرو لم يهتم و واصل كلامه.

{فكروا بالذين ماتوا في هجوم البشر مؤخرا. في نضركم هل كانوا ليرغبوا منكم أن تلقوا بحياتكم في صراع لا طائل منه صراع يمكنكم تجنبه بسهولة؟ في ذلك الهجوم الكثيرون ماتوا و هم يقاتلون، هل قاتلوا لأنهم كان يريدون البقاء على قيد الحياة؟لا، لو كان الأمر كذلك كانوا ليفضلوا الهرب لكنهم إختاروا القتال. لماذا؟ لقد قاتلوا لحماية القطيع. قاتلوا للحفاض على إستمرارية القطيع و أنتم عليكم أن ترثوا رغبتهم هته و أن تستمروا بالعيش. لذلك لديكم خيارين فقط تجنبهم أو مهاجمتهم. إذا إخترتم الأول حينها يمكنكم العيش و أن تصبحوا أقوى ليوم آخر. لكن إذا إخترتم الثاني سوف تموتون جميعا حتى لو ساعدتكم}

{......!}

لم يجرأ أي منهم على الإستمرار بالحديث. لم يبدوا جيرو و كأنه يكذب في كلامه تلك كانت مجرد حقيقة خالصة.

هو لم يصدق كليا كلام الكوبولد بشأن قوة زعيمهم لكن بالنظر لقوة الكوبولد ذو السيف الذي واجهه قبلا كان بإمكانه التكهن بقوة زعيمهم.

الفصائل التي تعتمد على الصيد دائما ما يكون بها مجموعة مهيمنة و هي لا تخرج للصيد أبدا بل يكتفون فقط بإرسال أتباعهم ليصطادوا بدلا عنهم و هذا ينطبق أيضا على الزعيم.

و بما أن الكوبولد ذو السيف خرج للصيد كأقل تقدير سيكون هناك عشر أشخاص أقوى منه بمجموعة الكوبولد بينما سيكون هناك كثيرون بنفس قوته.

و بالنضر لحقيقة أن كوبولد عادي قادر على هزيمة ذئبين أو ثلاث بمفرده هذا يعني أنه لا أمل لهم أمام خصم كهذا.

عندما رأى رد فعلهم الصامت فهم جيرو أنهم إختاروا الخيار الأول.

حينها تحدث مجددا على هذا الأساس.

{حسنا إذا من الآن و صاعدا ممنوع الذهاب للصيد بالجهة الشرقية و يمكنكم الصيد بحرية في الإتجاه المعاكس و بالطبع هذا الوضع مؤقت إلى أن أجد طريقة للتعامل مع الكوبولد. أنا لا أخبركم هنا أن تتقبلوا الهزيمة بل أخبركم أن تتقبلوا الواقع.}

لم يتحدث أحد كالسابق لكن عكس نضرات الهزيمة السابقة كان هناك نضرات متقدة بعيونهم.

'إذا أصبحنا أقوى سنستطيع مهاجمتهم.'

أتت هته الفكرة لرؤوسهم جميعا.

كما قال جيرو إذا عاشوا و أصبحوا أقوى سيكون هناك يوم آخر للرد.

لم يبقوا واقفين مكتوفي الأيدي فقط و إتجهوا مباشرة للصيد في جماعات و هم متحمسون.

و أكثرهم تحمسا كانوا أفراد قطيع جيرو القديم بسبب ذهابهم أخيرا لمكان معتادين عليه.

{هل أنت متأكد من ذلك؟}

سأله كالا بينما كان كيرو ينضر إليه بعيون تبدوا و كأنها تطرح نفس السؤال.

بما أن القطيع حاليا بدون أي جراء فالإناث و الذكور خرجوا للصيد على حد سواء. و كل من ظل بالمكان هم كالا و كيرو و بعض الذئاب المكلفين بحراسة الوكر.

{أجل مهاجمتهم الآن مجرد إنتحار. هذا هو الخيار الأفضل.}

{إذا سنذهب نحن أيضا.}

{لا مهلا...}

كان كل من كالا و ميرو على وشك المغادرة قبل أن يوقفهم جيرو.

{أحتاجكم في شيء ما ... أولا أريد منكم أكل هذا الجسد.}

نضر الإثنان بحيرة لجسد الكوبولد الملقي بالأرض لمدة من الوقت قبل أن يبدآ بالأكل كما طلب منهم.

▪▪▪▪▪▪

بركة الإله الذئب.

بسبب هته البركة أصبحت سرعة نمو الذئاب تحت سيادة جيرو أكبر.

ولكن كان عليه معرفة كيف سيكون هذا التطور لهذا أخد كلا من كالا و كيرو للصيد معا.

سلسلة الجبال التي يعيشون على ضواحيها شاسعة المساحة لذلك لم يكن من الصعب إيجاد العديد من الفرائس أو تغيير مكان الصيد من حين لآخر خصوصا و أن جيرو معهم كضمان.

مر اليوم الأول من الصيد معا و لم يحدث شيء غير عادي.

اليوم الثاني كان مشابها و لم يحدث شيء.

أما اليوم الثالث كان مختلفا.

[إرتفع مستواك]

[وصلت للمستوى 5]

تفاجئ جيرو عندما أخبره كيرو أن هته الإشعارات ظهرت أمامه.

'هذا مختلف لما حصل معي!'

بدون شك جيرو كان لديه نضام الإرتقاء في المستوى إلا أنه لم يظهر أمامه إشعار في كل مرة يرتفع بالمستوى.

و ليس هذا كل شيء منذ البداية وصل للمستوى 5!

لم يتمكن من فهم السبب أو إن كان بقية القطيع سيحصل معهم نفس الشيء لذلك قرر تجاهل الأسئلة التي برأسه و الإنتظار و في اليوم الخامس.

[إرتفع مستواك]

[وصلت للمستوى 7]

ظهرت هته الرسالة أمام كالا.

'فهمت الأمر الآن.'

على ما يبدوا جميعهم ستضهر لهم هته الإشعارات عندما يرتفع مستواهم و أيضا هم لا يملكون 'قائمة الحالة'.

و أيضا حتى كالا إرتفع مستواه إلى 7! و هناك تفسير واحد لذلك.

'مستواهم في الأصل كان يرتفع بشكل طبيعي!'

بركة الإله الذئب فقط رفعت من سرعة تطورهم. أي أنهم كانوا يتطورون مسبقا من دونها.

و سبب تأخر إرتفاع مستوى كالا أكثر من كيرو هو أنه كان أعلى منه في المستوى.

غالبا السبب هو أن كيرو كان زعيم قطيعه لذا نادرا ما خرج للصيد أو ربما فقط أن كالا يقوم بالصيد أكثر.

في كلتا الحالتين يبدو أن لكل ذئب مستوى مختلف عن غيره.

و المفاجئ أكثر هو عند رجوعه للوكر أخبره عدد من أتباعه أن مستواهم إرتفع.

'يبدو أن مستواهم سيرتفع لوحده حتى مع غيابي.'

هذا جيد. في البداية ظن أن عليه المساعدة في رفع مستوى كل فرد على حدة و الآن لم يعد بحاجة لفعل ذلك.

كل شيئ كان يسير في منحى جيد بإستثناء وجود مشكلة واحدة.

'إنهم بحاجة لتفسير.'

إرتفاع المستوى!؟

لو ضهرت كلمات كهته أمام أحدهم فجأة من الطبيعي ألا يتقبل الأمر ببساطة و أن يرغب بتفسير.

لذا قرر جيرو أن يشرح لهم الوضع.

أولا أخبرهم أن القطيع مبارك من طرف إله ما يدعى بالإله الذئب و أن الإرتفاع في المستوى يعني أنهم سيصبحون أقوى.

كما شرح لهم أن سبب تحوله و إستطاعته إستعمال كل من السحر و الهالة هو الإله الذئب.

بالطبع لم يخبرهم أنه كان بشريا كما لم يتطرق إلى أي تفاصيل أخرى.

لم يتوقع أن يتقبلوا ذلك فجأة ولكن--

{هذا يعني أننا حقا نستطيع أن نصبح أقوى!}

{رائع نحن يمكننا حتى أن نصبح بمثل قوة الزعيم}

{أوه! زعيمنا مبارك من طرف الآلهة! زعيمنا هو مبعوث من السماوات!}

بعد كل شيء يبدو أنه لن يندم على إخبارهم بل بالعكس كان فرحا بعد رأيت كيف أصبحوا يصطادون بقوة أكبر من أجل رفع مستواهم.

'على هذا الحال ربما يتحول القطيع بأكمله لذئاب عتيقة!'

إن حصل شيء كهذا حقا حينها لن تظل هزيمة الكوبولد مجرد حلم.

لكن أماله لم تتحقق.

حاول في البداية جعل كالا يوقض قوته السحرية قبل أن يصل للمستوى 10 لذلك ساعده في صيد مجموعة من الخطاطيف على أمل أن تستيقظ قوته بعد أكلهم تماما كما حصل له مع الساحر.

رغم ذلك لم توقض القوة بجسده ربما لأن جسده لا زال غير قوي لتحمل ذلك.

و الطريقة الوحيدة لتقويته هي الإرتفاع بالمستوى لذا لم يكن أمامه خيار سوى أن ينتضر وصوله للمستوى 10.

مرة الأسابيع و القطيع مستمر بالصيد كالمجانين بينما جيرو كان يخفي مكان الوكر عن أعين الكوبولد و قتل أي واحد يقترب كثيرا منه.

حتى أنه قد إكتسب مهارة 'الصرخة المشوشة' و هي نفس المهارة التي إستخدمها الكوبولد ضده سابقا.

|الصرخة المشوشة (توضيح)|

[الحبال الصوتية الخاصة بالكوبولد قوية بسبب إعتيادهم على العواء. الصرخة المشوشة هي مهارة طورها الكوبولد و تعتمد على تقوية الحبال الصوتية بالهالة و التسبب بأمواج صوتية.]

_التشويش على حركة من يعتبرهم المستخدم أعداء.

_المهارة إيجابية.

الحصول على مهارة جديدة دائما ما يكون شيء رائعا و يستحق حتى الإحتفال لكن أهم شيء حاليا كان هو وصول كالا للمستوى 10.

و كما يقولون الأخبار الجيدة تليها دائما أخبار سيئة.

و في حالتهم كانت الأخبار السيئة هي الإشعار الذي ظهر هته المرة أمام جيرو و ليس كالا.

[لا يمكن لأتباعك تجاوز العتبة الأولى حاليا.]

كانت أخبارا كافية لتحطيم أمالهم لقطع.

لكن جيرو ركز على كلمة 'حاليا' و قرر ترك الأمور تمضي و تحل مع الوقت.

و من حينها إستمر القطيع بالصيد كالمجانين.

----------------------------------

لدي ملاحضة لأتحدث عنها و هي بشأن 'الدروع' عندما أكون أقرأ رواية ما أجد صعوبة في معرفة هل الدرع الذي يتحدث عنه هو درع محمول باليد أم أنه درع يرتديه.

و لكي لا أكثر من الوصف الذي لا داعي له سوف أفرق بينهما كالتالي:

الدروع أو درع = هي التي يتم إرتداءها.

الترس = هو الدرع المحمول.

مع العلم أنهما مرادفان و أرجوا أن الفصل أعجبكم :)

Khalid123

2018/10/18 · 2,782 مشاهدة · 1668 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024