بعد سماعي لحديث الرجل الغريب مع صاحب العمل ، شعرت بتوتر غير مسبوق طوال اليوم . لم أكن أعرف ماذا أفعل إذا طلب مني فجأة أن أذهب للصيد . كل ما تمنيته في تلك اللحظات كان ألا أكون من بين الأشخاص الذين سيختارهم لذلك ، أو على الأقل أن يرفض صاحب العمل فكرة الصيد من الأساس .
كنت سارح الذهن بينما أعمل ، وبدأ أدائي يتدهور بشكل ملحوظ . كل حركة كانت تبدو أثقل من السابقة ، وكل مهمة بسيطة أصبحت تبدو وكأنها تحدٍ كبير . شعرت بأنني أفقد تركيزي بسرعة ، وارتكبت أخطاء لم أكن ارتكبها من قبل .
بينما كنت أعمل متراجعاً في أدائي ، لاحظ صاحب العمل توتري وتشتت انتباهي . توقف عن عمله ونظر إلي بعيون مليئة بالقلق .
" ما الخطب معك " سألني بصوت هادئ ولكنه جاد .
ترددت للحظة ، ثم قلت بهدوء :
" لا شيء ، فقط أشعر ببعض التعب . "
هو لم يقتنع " تعب ؟ من الواضح أن تركيزك ليس كما كان . هل هناك شيء يزعجك ؟ "
ابتسمت ابتسامة خفيفة وحاولت أن أخفف التوتر :
" لا ، فقط أفكارٌ كثيرة تدور في رأسي . "
نظر إلي مجدداً وقال : " حاول أن تركز ، العمل لا ينتظر . "
لم أرد أن أخبره بما يقلقني حقاً ، فقررت أن أحافظ على صمتي .
كان اليوم يمضي ببطء شديد ، وكل صوت صغير في الورشة جعل قلبي يقفز من مكانه . صاحب العمل لم يذكر أي شيء جديد ، وكأن الحديث مع الرجل الغريب كان مجرد مزحة غريبة لم تستحق الاهتمام .
لكن في داخلي ، شعرت بأن شيئاً ما قد تغير . العالم الذي كنت أعتقد أنني بدأت أفهمه ، أصبح أكثر غموضاً وخطورة مما تخيلت .
في نهاية اليوم ، عدت إلى النزل وأنا أشعر بثقل ما حدث . لم أستطع النوم بسهولة ، وكانت أفكاري تدور حول ما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة .
في صباح اليوم التالي ، بينما كنت متوجهاً إلى العمل ، جاء زميلٌ لي مسرعاً وقال :
" سمعت أن صاحب العمل طلب من الجميع أن يجتمعوا بجانب العربة ، لديه شيء مهم ليخبرنا به . "
تملكني الفضول والخوف في آنٍ واحد . ماذا يمكن أن يكون ذلك الخبر ؟ هل يتعلق بالصيد ؟ هل سيغير كل شيء ؟
وقفت متردداً ، وأنا أتجه نحو مكان الاجتماع ، مستعداً لمواجهة ما ينتظرني .