( ملاحظة : كل ما سوف تقرأه بهذه الرواية خيالي ولا يمد بأي صلة من الواقع . )
...
كنت أجلس في غرفتي ، لا شيء يوحي بأن حياتي العادية على وشك أن تتغير إلى الأبد . فجأة ، بدأت الأضواء تخفت تدريجياً ، وتحولت الأصوات من حولي إلى همسات بعيدة ، كأن العالم كله يذوب أمام عيني . شعرت بأنني أُجذَب بقوة غامضة ، كأنني أغوص في بحر من الظلام والضوء في آنٍ واحد . كل شيء حولي تلاشى بسرعة ، حتى أنني فقدت إحساسي بوقتي ومكاني .
استيقظت فجأة .
لا أعلم ما الذي حدث تماماً ، لكن أول ما رأيته كان السماء ... كانت صافية على نحو غريب ، بل حتى لونها بدا مختلفاً . نظرت من حولي ، فوجدت نفسي جالساً على أرضٍ ترابية قرب طريق ضيق تحيط به الأشجار . لا صوت سيارات ، لا ضجيج ، فقط نسيم خفيف وأصوات طيور لم أعتد سماعها .
وضعت يدي في جيبي .
وجدت شيئاً ... أخرجته بسرعة .
عشرة دولارات .
هاتفي المحمول _ بطاريته شبه فارغة ولا توجد أي شبكة . وقلم بسيط ، ذاك الذي كنت أحتفظ به دائماً في جيبي دون سبب واضح .
جلست لبرهة أحاول استيعاب ما يحدث .
" هل أنا ... في حلم ؟ "
قرصت يدي . لا ، لست في حلم ، الهواء بارد ، الأرض خشنة ، وكل شيء يبدو واقعياً .
نظرت حولي ، لا أحد .
بدأت بالمشي ببطء على الطريق ، وبعد عدة دقائق رأيت من بعيد مجموعة من الأشخاص متجمعين قرب مبانٍ خشبية تشبه القرية . شعرت بالتردد ، لكن حاجتي إلى الفهم دفعتني نحوهم .
اقتربت بخطى مترددة ، وعلى وجهي كل علامات القلق والحيرة . قلت لهم :
" عذراً ... هل يمكنكم إخباري أين أنا ؟ وكيف وصلت إلى هذا المكان ؟ "
نظر إلي أحدهم _ رجل في منتصف العمر ، ملامحه هادئة _ ثم قال :
" يبدو أنك وصلت للتو ، أليس كذلك ؟ "
أومأت برأسي دون أن أنطق .
قال بنبرة مطمئنة :
" لا تقلق ، لست وحدك . كثيرون يصلون فجأة إلى هنا . نحن أيضاً كنا مثلك . "
سألته :
" ماذا تقصد ؟ كيف ؟ "
ابتسم ابتسامة صغيرة ، وكأنه اعتاد هذا الحوار :
" المكان الذي تقف فيه يدعى العالم الجديد . لا أحد يعرف كيف أو لماذا ، لكننا جميعاً جئنا من أماكن مختلفة ... من عوالم مختلفة . "
شعرت بالدهشة والقلق : عوالم مختلفة ؟ أتمزح ؟ "
هز رأسه قائلاً :
" ليتني كنت ، لكن هذه هي الحقيقة التي نعيشها . "
شعرت بالتوتر :
" هذا جنون . "
رد الرجل قائلاً :
" هذه هي الحقيقة . "
بقيت صامتاً للحظة . قلبي ينبض بقوة ، وعقلي يرفض تقبل الفكرة . أردت أن أصرخ ، أن أرفض ، لكن لا شيء بدا مألوفاً .
سألتهم :
" هل هناك طريقة للعودة ؟ "
أجاب رجل آخر بصوت خافت :
" لم نسمع عن أحد عاد . إن وُجِدَت طريقة ... فهي مجهولة حتى الآن . "
نظرت إلى الأرض بصمت .
أنا هنا ، لا أدري كيف ، ولا إلى متى .
ومعي فقط عشرة دولارات ، هاتف شبه ميت ، وقلم .
لكنني لم أكن أعلم ما يجب فعله .
وقفت هناك ، لا أتحرك ، أحاول فقط أن ألتقط أنفاسي ، وأفهم ما يجري .
هذا ليس حلماً ... لكنه ليس واقعاً أعرفه أيضاً .
كل ما كنت أفكر فيه هو : " ماذا الآن ؟ "
...
[ المؤلف ]
مرحباً يا رفاق ، أنا لقد غيرت الفصل الأول بتغيير طفيف قليلاً ، لماذا ؟
لأنه الفصل الأول غير المعدل لم يكن واقعياً ، ولكن الفصل المعدل هذا يبدو واقعياً ومنطقياً أكثر .
أتمنى أن يكون قد أعجبكم الفصل وأتمنى أن تقرأوا الفصول الأخرى أيضاً 😁👋