مع أول ضوء الشمس ، استيقظت في الغابة ، على الأرض الباردة التي احتضنت نومي الليلة الماضية . كانت الرياح تعصف بين الأشجار ، وأصوات الطيور بدأت تملأ المكان ببطء ، لكن عقلي كان منشغلاً بالتفكير في ما حدث لي .
كنت الآن في عالم غريب ، مع خمسة دولارات وهاتفي المحمول وقلمي البسيط فقط . لم تكل الحياة سهلة هنا ، خاصة بدون مأوى أو أموال كافية ، لكنني لم أكن مستعداً للاستسلام .
تذكرت الرجل الذي قابلته بالأمس ، صاحب العربة ، ووعده بالعمل مقابل عشرة دولارات . كانت لدي فرصة لأثبت نفسي وأبدأ حياة جديدة ، حتى وإن كانت البداية صعبة .
قررت أن أتوجه إلى السوق الرئيسي لأبحث عن الرجل وأبدأ العمل ، لكن الطريق لم يكن سهلاً . كان علي أن أتنقل بحذر ، أراقب تحركات الناس ، وأتفادى أي مشاكل قد تواجهني في هذا العالم الغريب .
بينما كنت أسير ، لاحظت وجوه الناس متباينة بين الغضب والخوف والأمل ، كل شخص لديه قصته الخاصة في هذا العالم ، تماماً مثلي . شعرت بأنني لست وحيداً ، وأنه يمكنني بناء حياة هنا ، مهما كانت الظروف .
بعد رحلة طويلة ، وصلت أخيراً إلى مكان العمل . كانت العربة القديمة متوقفة بجانب الرصيف ، والرجل الذي قابلته ينتظرني هناك بابتسامة بسيطة . كانت هذه هي اللحظة التي يجب أن أبدأ فيها فعلاً إثبات نفسي والاعتماد على قدراتي في هذا العالم الجديد .
اقتربت منه وسألته : " ماذا تريد مني أن أفعل بالضبط ؟"
ابتسم وقال : " سأعطيك بعض الأمتعة التي تحتاج لنقلها من هنا إلى هناك . العمل ليس صعباً ، لكن يجب أن تكون سريعاً وحذراً . هل أنت مستعد ؟ "
أجبت بثقة : " نعم أنا مستعد . "