عندما انتهيت من قراءة نافذة الحالة، كانت الأسئلة تتزاحم في رأسي كأمواج لا تهدأ. ما هو "مقدار الوعي" هذا؟ هل هو مرتبط بقدرتي على التفكير، على التحكم، على الفهم؟ وهل حقًا... لدي قدرة فريدة؟ قدرة لم أتخيلها قط؟ تسارعت دقات قلبي. إن كان ذلك صحيحًا، فهل يعني أنني سأحصل على قدرة خارقة؟ ومتى؟ هل يأتي ذلك تلقائيًا في يوم محدد؟ أم أنني من أختار الموعد؟ أم أنها تظهر بشكل عشوائي؟
شعرت بأن عقلي يغلي بأسئلة لا إجابات لها، لكنني سرعان ما التقطت أنفاسي وجمعت شتات أفكاري. نظرت مجددًا إلى نافذة الحالة، أبحث فيها عن أي تفاصيل إضافية، أي إشارات قد تكون غابت عني... لكنها كانت صامتة تمامًا. مجرد سطور ثابتة، كما لو أنها انتهت من قول ما لديها.
فقلت، مترددًا لكن بفضول كبير:
"مرحبًا... نافذة الحالة، أتسمعينني؟"
وفجأة، شعّ خلفي نور أزرق ناعم. التفت بسرعة، وإذا بسطر جديد يظهر أمامي، متوهجًا بلون السماء الصافية:
[ نعم، أسمعك وبوضوح. ]
تجمدت للحظة. لم أكن أتوقع ردًا على الإطلاق. كنت قد ألقيت كلماتي تلك وكأنني أصرخ في الفراغ. لكن الآن، ذلك الفراغ قد أجابني.
"هل... هل حقًا سأحصل على قدرة جديدة كل أسبوع؟"
سألتُها بلهفة، ونبرة صوتي تجمع بين الشك والأمل.
[ نعم، أيها المستخدم. أنت ستحصل على قدرة جديدة كل أسبوع. ]
"وهل أستطيع أن أختار الآن؟ أقصد... هل يمكنني أن أقرر متى أحصل عليها؟"
[ نعم، تستطيع. لديك الحق في اختيار اليوم الذي تحصل فيه على القدرة الجديدة، وذلك مرة واحدة في كل أسبوع. ]
صمتُّ قليلًا. شعور غامر بالحماسة تسلل إلى داخلي، كما لو أن شيئًا ما في حياتي كان نائمًا واستيقظ للتو. تخيلت نفسي أحصل على قدرات خارقة، أتلاعب بالزمن، أطير، أتحكم بالعناصر... الاحتمالات لا نهائية.
لكن، ما لبث أن قُطع ذلك التيار الحماسي برسالة جديدة ظهرت فجأة:
[ ولكن، أيها المستخدم، هناك شيء يجب عليك معرفته. ]
شعرتُ بالتوجس. كل شيء جميل يحمل في طياته وجهًا آخر، غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا. سألتها، محاولًا الحفاظ على هدوئي:
"وما هو هذا الشيء؟"
[ القدرات الخارقة التي ستحصل عليها ليست متساوية. لكل قدرة فئة ورتبة خاصة، وهناك تسع فئات معتمدة. ]
وما إن أنهيت قراءة ذلك السطر، حتى بدأت الكلمات تتتابع واحدة تلو الأخرى أمامي، كل فئة تتوهج لحظة قبل أن تظهر التي تليها:
[ الفئة F ]
[ الفئة D ]
[ الفئة C ]
[ الفئة B ]
[ الفئة A ]
[ الفئة S ]
[ الفئة SS ]
[ الفئة SSS ]
[ الفئة L ]
حدّقت فيها طويلًا، وعيناي تتنقلان من حرف إلى آخر، من مستوى إلى الذي يليه. همست لنفسي بدهشة:
"أليست هذه الفئات تُستخدم عادة في الأنميات والألعاب؟"
فجاء الرد سريعًا، وكأن النافذة كانت تستمع لكل تفصيلة في أفكاري:
[ شيءٌ كهذا... لكنها مختلفة. ]
حدّقت في التصنيفات التي ظهرت أمامي تباعًا. الفئات من F إلى SSS، ثم فئة أخيرة غريبة... "الفئة L". كانت الأحرف مألوفة لي، فقد اعتدت رؤيتها في الأنميات والألعاب؛ تصنيفات تُستخدم لتمييز القوة، الندرة، والتميز. شعرت أن هناك بصيص أمل... ربما سأكون أحد أولئك الأبطال الذين يحصلون على قدرة فئة "S" أو أعلى، وربما سأغير هذا العالم بيدي!
تملكني الفضول أكثر، فقلت:
"وما المختلف؟"
ظهرت نافذة جديدة، وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال.
[ الفئة F هي عبارة عن قدرات عادية، يمكن لأي بشري أن يحصل عليها، حتى طفل. مثال: مثل قدرة العد من واحد إلى مئة. نسبة الحصول على تلك الفئة هي 80%. ]
تجمدت مكاني، وارتجفت شفتاي من الصدمة. تمتمت بذهول:
"ماذااا؟ أليست قدرات الفئة F غالبًا ما تكون أقوى من ذلك؟"
ردّت النافذة بهدوء وكأنها تتحدث عن أمرٍ بديهي:
[ الأمر مختلف في الواقع. ]
ذلك الرد القصير حطم ما تبقّى من أوهامي. كانت كلماتها مثل مطرقة تسحق طموحي الذي بدأ للتو في النمو. ومع ذلك، واصلت النافذة حديثها دون أن تمنحني فرصة لالتقاط أنفاسي.
[ أما الفئة D، فهي فئة أعلى بقليل من العادية، حيث يمكن لأي شخص أن يحصل عليها ولكن بالتدريب. مثال: مثل قدرة اللعب بكرة القدم باحترافية. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 60%. ]
عبستُ بوجه مشوّه بالاستغراب، وقلت:
"وماذا سأستفيد من ذلك؟!"
لكنها تجاهلتني تمامًا، وكأنها لم تسمعني، وأكملت بلا رحمة:
[ أما الفئة C، فهي الحصول على قدرات ضعيفة، ولكن لا يمكن اكتسابها بالتدريب. مثال: مثل قدرة تناول الطعام دون الشعور بالشبع. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 40%. ]
عقدت حاجبي وقلت بسخرية لاذعة:
"وبأي شكل سأستفيد من تلك القدرة؟ أن أتحول إلى ثلاجة بشرية؟"
وكأنها مصممة على هدم كل ما بنيته في خيالي، تابعت:
[ أما الفئة B، فهي الحصول على قدرة متوسطة. مثال: مثل قدرة تعزيز قوة الآخرين بنقطتين. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 20%. ]
"ولماذا أريد أن أزيد من قوة الآخرين؟!"
صرخت :
"أنا من يحتاج إلى القوة الآن، لا غيري!"
لكنها لم ترد، بل قفز السطر التالي فورًا على الشاشة:
[ أما الفئة A، فهي الحصول على قدرة قوية. مثال: مثل التلاعب بالنيران والتحكم بها. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 10%. ]
هنا فقط، بدأت ملامحي تتغير :
"حسنًا... هذه قدرة تستحق."
قلت ذلك وأنا أحاول استجماع بعض الأمل، لكنني سرعان ما أضفت بسخرية مريرة:
"ولكن نسبة الحصول عليها تكاد تكون مستحيلة... خاصة بالنسبة لي ومع حظي السيئ!"
لم تهتم بمشاعري، بل استمرت:
[ أما الفئة S، فهي الحصول على قدرات فريدة. مثال: مثل القدرة على التكلم مع الحيوانات وترويضهم. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 5%. ]
"قدرة رائعة، لا أنكر... لكن عليّ أن أحاول مئات السنين لأحصل عليها. وبحلول ذلك الوقت، سأكون جثة تحت التراب!"
قلتها وأنا أشعر بثقل السخرية المرّ الذي يغطي لساني.
ثم جاء الدور على فئة جديدة:
[ أما الفئة SS، فهي الحصول على قدرة أفضل من الفئة الفريدة بقليل. مثال: مثل قدرة التنفس تحت الماء. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 3%. ]
لم أقل شيئًا. لم أستطع أن أقول شيئًا. شعرت أنني أتلقى صفعة بعد صفعة، وليس في يدي حيلة.
تابعت النافذة الباردة بلا شفقة:
[ أما الفئة SSS، فهي الحصول على قدرة خرافية. مثال: مثل قدرة الشفاء السريع. نسبة الحصول على هذه الفئة هي 2%. ]
بقيتُ صامتًا. كانت عينيّ تراقبان السطر دون تركيز. عقلي كان يحاول استيعاب هذه النسب، وهذه الاحتمالات الضئيلة، وهذه القدرات التي أصبحت فجأة... بعيدة جدًا عن متناول يدي.
ثم جاءت الفئة الأخيرة.
[ أما الفئة L، فهي الحصول على قدرة أسطورية. مثال: مثل قدرة الرجوع بالزمن. ]
هنا... لم أنبس ببنت شفة. لم أصرخ، لم أحتج، لم أعلق. كنت مجرد شخص واقف أمام شاشة زرقاء، يحمل في داخله بقايا أمل مهترئ، ويتأمل قدرًا يكاد يسخر منه.
لقد كانت نافذة الحالة هذه نافذة للأسرار... لكنها كانت أيضًا نافذة لتحطيم الأحلام.