4 - صعوبات البداية وأمل اللقاء

بدأت العمل على حمل المعدات والصناديق الثقيلة ، ولكن مع أنني متفائل ، لم أكن قوي البنية كما يتطلب هذا العمل . كانت كل حركة تعباً كبيراً ، والوزن يقاومني في كل خطوة .

حملت صندوقاً كبيراً ، وشعرت بثقل لا يُحتَمل يضغط على ظهري وذراعي . كان التنفس يزداد صعوبة مع كل خطوة ، وعضلاتي تصرخ من الجهد . حاولت أن أتجنب السقوط أو الإسراع ، لكن الوقت يداهمني ، وصاحب العمل ينتظرني لأكمل المهمة بسرعة .

بينما كنت أتحرك بين الناس ، ذهبت أفكاري بعيداً إلى عائلتي في عالمي السابق . شعرت بحزن عميق وقلق لا ينقطع . هل هم أيضاً نُقِلوا إلى هذا العالم الجديد فجأة كما حدث لي ؟ أم أنهم مازالوا هناك ، في ذلك العالم الذي اعتدت عليه ؟

كيف حالهم الآن ؟ هل هم بخير ؟ هل يشعرون بالضياع كما أشعر الآن ؟ كل هذه الأسئلة كانت تقضم قلبي ، لكنني حاولت أن أُشَجِعَ نفسي ، متذكراً أن الأمل هو ما يبقيني واقفاً .

قلت في نفسي : " سوف يكونون بخير . سأجدهم في يومٍ من الأيام . مهما كانت الصعوبات ، لن أستسلم . "

حين اقتربت الشمس من الغروب ، عدت إلى مكان العمل حيث كان الرجل ينتظرني .

نظر إلي بنظرة نقد وقال : " لم تكن سريعاً كما توقعت ، وحملك للأمتعة لم يكن مُتقَناً كما ينبغي . "

تنهدت وأجبت : " أنا أعلم ، لم أكن قوياً بما فيه الكفاية . لكنني سأتحسن مع الوقت . "

ابتسم الرجل قليلاً وقال : " هذا ما أريد سماعه . الاستمرارية هي مفتاح النجاح . عملك اليوم لم يكن سيئاً ، ولكنك بحاجة للعمل على قوتك وسرعتك . "

أخرج من جيبه مبلغاً من المال ووضعه في يدي ، " هذا راتبك عن اليوم . استرح الليلة ، واستعد للغد . "

وقفت للحظة ، وأنا أتأمل الأموال في يدي . كان ذلك المبلغ الصغير يمثل أكثر من مجرد راتب _ كان نقطة انطلاقي نحو حياة جديدة ، دليلاً على أنني قادر على مواجهة الصعاب وتحقيق النجاح .

شعرت بفخرٍ لا يوصف يملأ صدري ، وكأن كل تعب اليوم تحول إلى أمل وإصرار . هذه الخطوة الأولى كانت بداية رحلة طويلة ، لكنني كنت مستعداً لأخطوها .

2025/06/03 · 10 مشاهدة · 359 كلمة
Toleen Jaber
نادي الروايات - 2025