الفصل الاول : قلب الشرير
قبل ثمانين عامًا…
انتقل إلى هذا العالم بلا مقدمات، بلا تفسير، بلا إجابات.
في لحظة واحدة، اقتُلع من واقعه وأُلقي هنا، ليصبح جزءًا من هذا المكان.
عاش باسم ليوس، الابن “القمامي” لأسرة أركان—عائلة الأشرار.
إحدى الأسر الأربع الكبرى.
أسرة خُلِّد اسمها بالقوة، حُكمت بالحديد والنار، وحملت حكمة نبلاء الشمال بقبضة لا ترحم.
كان يمتلك السلطة.
كان يمتلك الثروة والنفوذ.
ومع ذلك… ضحك بسخرية مريرة.
(أليس الأشرار هم من يخسرون دائمًا في النهاية؟)
تلك الكلمات كانت تطرق عقله بلا توقف، كحقيقة لا تقبل الجدل.
ولهذا… رفض أن يكون مصيره كذلك.
(سأغيّر مستقبلي.)
كلمات بدت شاعرية… وساذجة.
تخلى ليوس عن اسم أسرته، نبذ نبلاء الشمال، وأدار ظهره لماضيه، ثم اندفع نحو المستقبل.
اقترب من الأمير، وقدّم له الأفكار.
متسلحًا بمعرفته القادمة من الأرض، طوّر نظام التعليم، والتجارة، وحتى الصرف الصحي.
بالطبع… نُسب كل ذلك للأمير.
لكن من يهتم؟
ليوس لم يكن يبحث عن المجد، بل عن النجاة.
وللنجاة، تمسّك بالبطل.
ومن غير الأمير هيرالد—ذو الحضور البراق والابتسامة المشرقة—يصلح ليكون بطل الحكاية؟
وحين ثار نبلاء الشمال…
كان ليوس أكبر المساهمين في إسقاطهم.
(بعد دمار أسرة أركان وخضوع الشمال… لم تعد لي فائدة.)
(كانت النهاية واضحة. كان عليّ أن أفتح عينيّ منذ البداية.)
تنهد ليوس.
ضحك بسخرية من نفسه، بينما انسابت الدموع على خده.
لكن نظرته… لم تهتز.
عينا تشعان غضبًا لا يُقاس، تحدقان في اللاشيء، عطشٌ للدماء ينذر بكارثة.
كشيطان يحدّق من قلب الهاوية.
شيطان سيجلب الجحيم إلى هذا العالم.
كان جسده مغطى بالجراح.
وحتى وهو سجين… ما زال الأمير يريد منه المزيد.
أسرار من عالمه.
طرق لتطوير المملكة، للارتقاء بها.
لكن ليوس رفض التحدث.
كانت تلك إرادة أمير الحرب التي لا تتزعزع.
عند انتقاله إلى هذا العالم، ظهرت أمامه نافذة—شاشة شبيهة بألعاب الفيديو—وجملة واحدة، قيلت بصوت ميكانيكي رتيب:
[ هدية المبتدئ: قدرة أمير الحرب ]
هذا كل شيء.
اختفت الشاشة… ولم تظهر مجددًا.
لكن القدرة التي حصل عليها… كانت مرعبة.
كان يستطيع فهم أساسيات استخدام أي سلاح خلال أيام، وإتقانه خلال أشهر.
كل سلاح يلمسه يصبح امتدادًا طبيعيًا لجسده،
كأنه طرف إضافي، يطيعه بإرادة خالصة.
وفي الوقت ذاته…
أصبح قادرًا على تجاهل الألم.
تجاهل الخوف الطبيعي من الموت،
وكأنهما لم يوجدا قط.
ذكريات كثيرة جالت في رأسه—أخطاء ندم عليها طوال حياته.
(لم يكن عليّ التخلي عن عائلة أركان.)
(لم يكن عليّ إلغاء خطبتي من ابنة أسرة ماغيل.)
(لم يكن عليّ رفض السيف الذي انحنى لي.)
(كان عليّ التمسك بالشمال… فسقوطه كان يعني سقوطي.)
صرخ ليوس بكل ما يملك من قوة، بصوت ممزق بالغضب والكراهية:
"إذا حصلتُ على فرصة ثانية… سأقتلك يا صامويل.
لا—سأحوّل حياتك إلى جحيم لا ينتهي.
سأحرق مملكتك اللعينة، وأشوي جثتك المتعفنة على رمادها،
ثم أطعمها للكلاب!"
بدت كلماته غير قابلة للمقاطعة…
لكن صوتًا ميكانيكيًا اخترقها فجأة:
[ نجح المستخدم في إنجاز المهمة الخفية ]
[ اكتسب: قلب الشرير ]
[ تم تفعيل نظام الشرير – الدرجة الثالثة ]
[ اجمع نقاط الشر… وأخضع العالم ]