أيان، مستعينًا بقواه كحاكم لمصاصي الدماء، حاول السيطرة على رايدر باستخدام طاقاته النفسية، محاولاً إرباكه وزرع الشك في نفسه. لكن رايدر كان يملك قوة ذهنية هائلة، وكان صمودُه أمام تلك الهجمات العقلية مثيرًا للإعجاب.
في لحظة حاسمة، تمكن رايدر من دفع أيان بعيدًا بضربة قوية، وأمسكه من رقبته، بينما كان يتنفس بصعوبة من المعركة. “أنت قوي، أيان، لكن القوة وحدها ليست كافية لهزيمتي.”
ابتسم أيان ببرود، وعيناه تلمعان ببريق الدماء. “القوة وحدها قد لا تكون كافية، لكنني ورثت شيئًا أكثر من مجرد القوة.” فجأة، استخدم أيان إحدى قدراته الموروثة من سلالة ريشيليد، قدرة لم تكن معروفة حتى للمستذئبين. تجمد الزمن من حولهم للحظة، وهو أمر كان يفعله إيثان في السابق، لكن أيان استخدم هذا التلاعب الزمني بطريقة مختلفة.
استغل أيان تلك اللحظة ليحرر نفسه ويضرب رايدر ضربة قوية باستخدام نصل مسحور، تم صنعه خصيصًا لإبطال قوة المستذئبين. غرس النصل في صدر رايدر، وسرعان ما بدأ تأثير السحر يتغلغل في جسد الملك.
لكن، بدلاً من الانهيار على الفور، حدق رايدر في أيان وعيناه تملؤهما الحيرة. “كنت تعلم… أنني لا أسعى إلى تدميرك. لماذا لم تختر التحالف؟”
أيان، وهو يستعد لإنهاء المعركة، نظر إلى رايدر بعينين باردتين وقال: “ربما كان هناك وقت للتحالف، لكن الآن فات الأوان. الدماء بيننا كثيرة، والخيانة لا يمكن إصلاحها.”
ابتسم رايدر ابتسامة هادئة للمرة الأخيرة، قبل أن ينهار على الأرض، وصوت عويل المستذئبين يملأ السماء.
بعد سقوط رايدر، انهارت قوات المستذئبين سريعًا، وأدركوا أن قائدهم قد هُزم. كان سقوط الملك إيذانًا بنهاية الصراع. أيان، رغم انتصاره، شعر بثقل المعركة وبمسؤولية أكبر على عاتقه. فالمعركة القادمة لن تكون فقط على الأرض، بل بين العوالم التي تتحكم فيها القوى التي لم يكن يعلم عنها الكثير بعد
بعد اعتقال داريوس وكشف خيانته، كان القرار الأولي هو إعدامه كما تنص قوانين مملكة مصاصي الدماء. لكن إدغار، بفضل حنكته وخبرته في التجسس والسياسة، اقترح فكرة أكثر ذكاءً على أيان: بدلًا من القضاء على داريوس فورًا، لماذا لا يستخدمونه كجاسوس مزدوج للإيقاع بألكسندر؟
كان أيان مترددًا في البداية. فكرة الوثوق بشخص خان عائلته لم تكن مريحة له. لكن إدغار أشار إلى أن داريوس قد يكون أداة ثمينة، خاصة وأن ألكسندر لم يكن يعلم أن خيانته قد كُشفت. “إذا أبقينا داريوس حيًا وادعينا أننا صدقنا قصته عن تعرضه للتهديد، يمكننا استخدامه لإرسال معلومات مضللة إلى ألكسندر،” قال إدغار.
أيان فكر للحظات، ثم نظر إلى داريوس، الذي كان لا يزال يجلس أمامه في توتر وترقب لمصيره. “إنه خيار محفوف بالمخاطر،” قال أيان بصوت منخفض، لكنه عزم على اتخاذ القرار. “لكن إذا لعبنا أوراقنا بشكل صحيح، قد نتمكن من الإيقاع بألكسندر وإضعاف قواته من الداخل.”
أيان استدعى داريوس مجددًا إلى الغرفة، حيث واجهه بخطته. “داريوس، أنا على علم بالتهديدات التي تعرضت لها من قبل ألكسندر. بدلاً من قتلك، سأعطيك فرصة لتصحيح خطأك. ستصبح جاسوسًا مزدوجًا. ستواصل اتصالك مع ألكسندر وتزوده بالمعلومات التي نختارها. ستظهر له أنك لا تزال تعمل لصالحه، بينما في الواقع ستخدمني.”
داريوس نظر إلى أيان في حالة من الذهول والارتباك. لم يكن يتوقع أن يحصل على فرصة للنجاة. لكن أيان لم يُظهر أي تردد. “لكن تذكر،” تابع أيان بلهجة صارمة، “إذا حاولت أن تخونني مرة أخرى، لن يكون هناك مغفرة. سيكون مصيرك أسوأ بكثير مما قد يتخيله ألكسندر.”
داريوس، وهو يدرك أنه أمام فرصة أخيرة لإنقاذ حياته، وافق على الفور. كان يعلم أنه في موقف صعب، لكنه فضل المخاطرة بهذا الترتيب على مواجهة الموت الفوري.
بإشراف إدغار، تم وضع خطة محكمة لاستخدام داريوس كجاسوس مزدوج. بدأ داريوس بإرسال معلومات مضللة لألكسندر، مثل مواقع زائفة لتحركات قوات أيان أو خطط هجوم غير حقيقية. وفي الوقت نفسه، كان أيان وفريقه يعملون خلف الكواليس لجمع معلومات حقيقية عن تحركات ألكسندر وقواته.
خلال الأسابيع التالية، بدأت نتائج هذا العمل الجاسوسي تظهر بوضوح. تمكنت قوات أيان من نصب عدة كمائن ناجحة لقوات ألكسندر، مستغلين المعلومات المغلوطة التي كانت تصل إليه من خلال داريوس. كان ألكسندر، في البداية، يثق في داريوس ثقة عمياء، معتقدًا أنه يسيطر على كل شيء من خلاله.
لكن مع استمرار تلك الكمائن، بدأت الشكوك تتسلل إلى ذهن ألكسندر. قرر أن يختبر ولاء داريوس عن طريق إرساله في مهمة خاصة أكثر خطورة. طلب منه توفير معلومات حساسة عن تحركات أيان القادمة، ومكان وجوده شخصيًا. كانت هذه خطوة خطيرة، لأن أي خطأ بسيط قد يُكشف داريوس ويؤدي إلى كشف خطتهم بالكامل.
في تلك اللحظة، كان على داريوس أن يختار: إما أن يُنقذ حياته ويستمر في خيانة ألكسندر، أو أن يُظهر ولاءه لأيان بشكل كامل. وبعد تفكير عميق، قرر داريوس البقاء مخلصًا لخطة أيان.
أخبر إدغار بالخطة الجديدة التي أرسلها له ألكسندر، مما سمح لأيان وفريقه بتحضير فخ محكم. نصبوا كمينًا في موقع مختلف تمامًا عن الموقع الذي أرسلوا لألكسندر معلومات عنه، وجعلوا قواتهم على أهبة الاستعداد.
في ليلة المعركة، كان كل شيء جاهزًا. أرسل داريوس لألكسندر تفاصيل دقيقة عن الموقع الخاطئ، وبينما كانت قوات ألكسندر تتجه نحو المكان المحدد، تسللت قوات أيان إلى معسكر ألكسندر الحقيقي. الهجوم كان سريعًا وفعالًا. سقط عدد كبير من رجال ألكسندر في فخ محكم، وتم أسر بعضهم للحصول على معلومات إضافية.
ألكسندر، الذي أدرك في النهاية أن داريوس كان يعبث به طوال الوقت، انفجر غضبًا. لكن أيان لم يمنحه فرصة للهروب. في الوقت الذي كان فيه ألكسندر يخطط للانتقام، كان أيان وقواته يقتربون من معقله.
استعدادًا للمواجهة النهائية، أيان أدرك أن هذه المعركة ستحدد مصير العرش والمملكة. استخدام داريوس كجاسوس مزدوج كان خطوة حاسمة في تقليص قوة ألكسندر، لكن المعركة الحقيقية كانت لا تزال تنتظر.
بينما كان أيان يستعد للمعركة الأخيرة، كان ذهنه مليئًا بالتحديات القادمة، وأعينه كانت تتطلع نحو النصر النهائي، ليس فقط من أجل نفسه، بل من أجل مملكته، وعائلته، ورفيقته المقدرة ليليان
بينما كانت القوات تتجمع استعدادًا للمعركة النهائية، كان الجو مشحونًا بالتوتر. أيان كان يعلم أن هذه المواجهة ستكون حاسمة، فهي لا تحدد فقط مصيره كملك، بل مصير مملكته بأكملها. مع مرور الوقت، أصبح ألكسندر أكثر شراسة وإصرارًا، والوقت قد حان لإنهاء هذا الصراع القديم.
عندما وصلت قوات أيان إلى معقل ألكسندر، كان الجميع مستعدًا للقتال حتى الموت. مع انطلاق الهجوم، كانت الاستراتيجية التي وضعها أيان قائمة على استغلال المعلومات التي جمعوها من خلال داريوس. تم تحديد المواقع الضعيفة في دفاعات ألكسندر، وتم توجيه الضربات الأولى إليها.
المعركة بدأت بتصادم ضخم بين القوات. المستذئبون كانوا شرسين في دفاعهم، لكن مصاصي الدماء الذين يقودهم أيان كانوا أكثر تنظيمًا واستراتيجية. كان القتال عنيفًا، أصوات السيوف والقوى السحرية تملأ الهواء، والأرض كانت تهتز تحت وطأة المعركة.
أيان نفسه قاد الهجوم شخصيًا، يقاتل بكل قوته وراثيًا كملك مصاصي الدماء. كان سريعًا، مدمرًا، وجسده يتوهج بالقوة. كان يتنقل من عدو لآخر بسرعة لا تُصدق، يسقط أعداءه بلا هوادة. كل ضربة كانت موجهة بدقة، وكان من الواضح أن أيان مصمم على إنهاء هذا الصراع بأي ثمن.
على الجانب الآخر من المعركة، كان ألكسندر، يقاتل بجنون. قوته الجسدية كانت هائلة، وكان يقف في قلب المعركة، يطيح بالأعداء حوله. كان مستعدًا للموت إذا لزم الأمر، لكن الخيانة التي شعر بها بسبب داريوس كانت تُشعل غضبه.
في لحظة المواجهة الحاسمة بين أيان وألكسندر، تصادمت قواهما في معركة فردية كانت مصيرية. كانت ضربة واحدة من ألكسندر قادرة على تحطيم صخور ضخمة، لكن أيان كان سريعًا بما يكفي لتفاديها. تبادل الاثنان ضربات عنيفة، وكل ضربة كانت تحمل طاقة هائلة.
“لماذا تقاتل من أجل عائلة محكوم عليها بالسقوط؟” صرخ ألكسندر بغضب وهو يحاول إسقاط أيان بضربة قاتلة.
أيان رد عليه بصوت بارد وواثق: “هذه ليست معركة على العرش فقط. إنها معركة من أجل المستقبل، مستقبل عائلتي، ومستقبل المملكة بأكملها.”
في خضم القتال، تمكن أيان من استغلال نقطة ضعف في هجمات ألكسندر. باستخدام قوته المتفوقة، وجه ضربة حاسمة إلى صدر ألكسندر، مما أسقطه على الأرض. بينما كان ألكسندر يُصارع من أجل النهوض، نظر إلى أيان بعينيه الحمراء الممتلئة بالغضب والإحباط.
لكن بدلاً من أن يقتله على الفور، تراجع أيان قليلاً. “كان يمكن أن تكون الأمور مختلفة، ألكسندر. لقد سعيت وراء الحرب والدمار، بينما كان بإمكانك اختيار طريق آخر.”
ألكسندر، وهو يتنفس بصعوبة، كان على وشك التحدث، لكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء، تدخلت شخصية غير متوقعة: ابن الوزير، الذي كان يتبع ألكسندر في المعركة. ظهر فجأة، محاولًا إنقاذ سيده. ومع ذلك، قبل أن يتمكن من الهجوم، كانت ليليان قد ظهرت من العدم وأوقفته بضربة سريعة.
“لقد انتهى الأمر،” قالت ليليان بصوت حاسم وهي تنظر إلى أيان. “ألكسندر لم يعد يمثل تهديدًا.”
بعد هذه الكلمات، رفع أيان سيفه عاليًا، وأصدر أمرًا بوقف القتال. تم أسر ألكسندر وابن الوزير، وتمت معالجتهما وفقًا لقوانين المملكة. أيان قرر أنه لن يقتلهما على الفور، بل سيستخدمهما لتوحيد المملكة بشكل أكبر. كان يعلم أن هذه اللحظة ليست فقط نهاية ألكسندر، بل بداية عهد جديد من التحالفات والإصلاحات.
عندما هدأت المعركة، وعاد السلام إلى مملكة مصاصي الدماء، استدار أيان نحو ليليان، وابتسم ابتسامة هادئة. “أعتقد أن لدينا الكثير لنفعله بعد،” قال بصوت منخفض.
ليليان، التي كانت تقف بجانبه بعد القتال، نظرت إليه وأومأت بالموافقة. “نعم، لكننا معًا في هذا الأمر.”