فجر الأحد - بريطانيا - لندن
6 أكتوبر
بعد يوم عمل طويل و مرهق جدا مليء بألم الرأس يعود إلى المنزل لكن هناك شيء غير صحيح يحدث ، مع شعور بعدم الراحة يعجل ابن ريشليد رجوعه للمنزل شيئا فشيئا تتأكد خاوفه لا وجود لحراس السور المحيط بالقصر داس على دواسة الوقود بقوة ليصل للأبواب الرئيسية بأقل من دقيقتين
توقفت السيارة أمام الأبواب الموصدة، وخرج بسرعة. قلبه ينبض في صدره كأنه يهمس له بأن هناك شيئًا خاطئًا. دفع الباب واندفع إلى الداخل، متجاهلًا البرودة التي تسللت إلى عظامه.
كان القصر مظلمًا، لكن أضواء القمر كانت تتسلل من النوافذ الكبيرة، ترسم ظلالًا غريبة على الأرض. “أين الجميع؟” تمتم لنفسه، وهو يسرع نحو غرفة الجلوس. هناك، في زاوية الغرفة، لاحظ شيئًا غير عادي. الكراسي المخصصة للمستشارين فارغة، وطاولة الاجتماعات تبدو كأنها لم تُستخدم منذ فترة.
تقدم بحذر، عينيه تفتشان عن أي علامة تدل على وجود شخص آخر. وفجأة، سمع صوتًا خافتًا يأتي من الطابق العلوي. استدار ببطء، وحواسه في حالة تأهب.
تسلق الدرج بصمت، كل خطوة تزيد من توتره. عندما وصل إلى الطابق العلوي، رآى باب غرفة المكتبة مواربًا. دفع الباب برفق، وكاد قلبه أن يتوقف عندما وجد نفسه أمام منظر لم يكن يتوقعه.
كانت هناك مجموعة من الأشخاص، يتحدثون في همس، وعندما انتبهوا لوصوله، تشتتت نظراتهم. كان من بينهم أحد أصدقاء عائلته، لكن وجهه كان مشحونًا بالقلق.
“أنت هنا!” قال الرجل بصوت منخفض، كأنه خائف من أن يسمعه أحد. “لقد كنا نبحث عنك.”
“ماذا يحدث؟” سأل ابن ريشليد، وقد غلب عليه الشعور بالخوف والريبة.
“الوضع خطير. هناك من يحاول السيطرة على السلطة بعد وفاة والدك. نحن هنا لنخطط للخطوات التالية، لكن يجب أن تكون حذرًا. لا يمكنك الوثوق بأحد.”
تجمد ابن ريشليد في مكانه. كانت هذه اللحظة الفاصلة التي قرر فيها أن لا يُظهر ضعفه. لقد حان الوقت ليظهر أنه مستعد لتحمل المسؤولية، وأنه لن يسمح لأحد بتقويض إرث عائلته.
“إذاً، لنبدأ”، قال بصوت حازم. “لن أسمح لأحد أن يأخذ ما هو لي.”
تردد في أعماقه شعور بالخوف، لكنه كان يعلم أن عليه أن يكون قويًا. الصراع من أجل العرش قد بدأ للتو، وهو لن يتراجع.
بدأت الخطط تتشكل في ذهن أيان، لكن في أعماقه، كان هناك شعور متزايد بالخطر. تبادل النظرات مع المجموعة، وكل واحد منهم يشعر بحجم المأزق الذي يواجهونه. كان عليهم أن يتحركوا بسرعة قبل أن ينقض عليهم الخطر المجهول.
لكن الأمور لم تسر كما توقعوا. في تلك الليلة، وبينما كانوا يناقشون الخطط، وقع ما لم يكن في الحسبان. صرخ أحد الحراس فجأة، “هجوم! هجوم!”
فجأة، انطلقت طلقات نارية في أرجاء القصر، وصوت الزجاج المحطم كان يملأ الأجواء. كانت الفوضى تعم المكان. هرع أيان نحو الباب، لكن شظايا الزجاج كانت تتطاير في كل الاتجاهات.
“ابقوا معًا!” صرخ، لكنه كان يعلم أن أصوات الرصاص تقترب منهم بشكل متزايد. في خضم الفوضى، سمع صرخات أفراد عائلته. قلبه انقبض، لكن عليه أن يبقى قويًا.
نجح أيان في الخروج من الغرفة، لكن صدى الطلقات كان يدوي في أذنه. عندما وصل إلى الدرج، رأى أحد أفراد عائلته، عمه، يترنح متأثرًا بإصابة بالغة. كانت نظرات عمه ملؤها الرعب والضعف.
“أيان، اذهب! لا تنظر إلى الوراء!” صرخ عمه، لكن أيان كان مترددًا. “لا يمكنني تركك!” لكن عمه أشار إلى الباب، ثم أسقط رأسه. كانت تلك اللحظة لحظة فاصلة في حياته، حيث أدرك أنه إذا لم يهرب، فإن مصيره سيكون مثل مصير عائلته.
ركض أيان بأقصى سرعته نحو الخارج. كان قلبه يخفق بشدة، وخطواته تتعثر على السلم المليء بالشظايا. عندما وصل إلى الأبواب، وجد نفسه في الهواء الطلق. كانت رائحة الدخان والبارود تطغى على المكان.
نظر حوله، ورأى أفرادًا ملثمين يقتحمون القصر، يطلقون النار بلا رحمة. كان الموت يحيط به من كل جانب. لكن لحظة واحدة، في زحمة الفوضى، لمحت عيناه ما بدا كظل واحد من أفراد عائلته يختفي في عمق القصر.
“لا!” صرخ، لكن لم يكن لديه الوقت للتفكير. اتجه نحو سيارة كانت متوقفة بالقرب من البوابة. لم يكن لديه خيار سوى القفز داخلها. وعندما انطلقت السيارة بسرعة، نظر إلى الوراء ورأى النار تلتهم القصر، وآخر لمحات أفراد عائلته تتلاشى أمام عينيه.
كان كل شيء يتحطم، لكن أيان كان ما زال على قيد الحياة. ومع ذلك، كان قلبه مليئًا بالأسئلة والندم. من الذي يقف وراء هذا الهجوم؟ ومن سيقف إلى جانبه في هذا الظلام الذي يحيط به؟
عقد العزم على الانتقام. لن ينسى ما حدث، ولن يسمح بأن تُمحى عائلته من الذاكرة. سيكون وراث العرش، وسيسعى لإعادة بناء ما دُمّر.
كان لديه وقت للانتقام، لكنه كان بحاجة أولاً إلى معرفة كل التفاصيل، كل الأسرار المدفونة. ومع ذلك، كان يعلم أنه في هذه اللعبة القاتلة، عليه أن يكون أكثر حذرًا.
بدأت رحلة أيان نحو الحقيقة، ومعها بداية جديدة لمواجهته مع قوى الظلام