بينما انطلقت السيارة في الشوارع المظلمة، كان أيان يواصل التفكير فيما حدث لعائلته. كان الألم يعتصر قلبه، لكن شيئًا آخر كان يتزايد في أعماقه، شعور غريب لم يكن يعرف كيف يفسره. كانت حواسه مشددة، وكان يلاحظ كل حركة، كل صوت، وكأن شيئًا قد استيقظ بداخله.

توقف فجأة عند محطة وقود مهجورة. احتاج إلى وقت للتفكير، ولتجميع أفكاره. نزل من السيارة، وحاول استنشاق الهواء، لكن رائحة الدم المتبقية من الهجوم لا تزال عالقة في أنفه. كان خائفًا، لكنه أيضًا كان يشعر بقوة غامضة تتجلى بوضوح.

وبينما كان يتجول حول المحطة، لاحظ شيئًا عجيبًا. في مرآة صغيرة، رأى انعكاسه، لكن لم يكن يشبه ما يعرفه عن نفسه. كانت عيونه تتألق بلون أحمر عميق، وأنه يظهر كما لو كان يتوهج في الظلام. تراجع بخطوات مرتجفة، قلبه يدق بشدة.

“توقف فجأة عند محطة وقود مهجورة. احتاج إلى وقت للتفكير، ولتجميع أفكاره. نزل من السيارة، وحاول استنشاق الهواء، لكن رائحة الدم المتبقية من الهجوم لا تزال عالقة في أنفه. كان خائفًا، لكنه أيضًا كان يشعر بقوة غامضة تتجلى بوضوح.

وبينما كان يتجول حول المحطة، لاحظ شيئًا عجيبًا. في مرآة صغيرة، رأى انعكاسه، لكن لم يكن يشبه ما يعرفه عن نفسه. كانت عيونه تتألق بلون أحمر عميق، وأنه يظهر كما لو كان يتوهج في الظلام. تراجع بخطوات مرتجفة، قلبه يدق بشدة.

“ماذا يحدث لي؟” تمتم لنفسه.

ثم تذكر شيئًا غريبًا عن عائلته. كانت هناك دائمًا شائعات، عن سلالة قديمة من مصاصي الدماء، أسطورة كانت تُروى حولهم. كان يتذكر كيف كان والده يتحدث عن تاريخهم، وكيف كانت هناك أسرار عميقة لا يمكن الإفصاح عنها. في ذلك الوقت، اعتقد أنها مجرد حكايات، لكن الآن بدأت الأمور تتضح.

بصوت منخفض، قال لنفسه، “لا… لا يمكن أن أكون…”

عندما نظر مرة أخرى في المرآة، لم يستطع إنكار ما كان يراه. دفعه الفضول للبحث في أعماق ذاكرته، وكأن شيئًا بداخله كان يدفعه. وبسرعة، استرجع ذكرى قديمة، مشهد من طفولته. كان هناك عشاء عائلي، وكانت عينيه تلتقط تفاصيل غريبة، مثل أن عائلته كانت تفضل الطعام النيء، وكانت لديهم عادات غريبة في الليل.

تسارعت أفكاره بينما استشعر قوة جديدة تتجلى بداخله. تراجع خطوة للوراء، وفي تلك اللحظة، غمرته رؤية غريبة. الصورة كانت كفيلم يتقلب أمام عينيه: كان يرى نفسه في زمن آخر، في زمن كان فيه محاربًا، يتمتع بقوة غير عادية، ويستخدمها لحماية الآخرين.

“لذا، هذا هو السبب!” صرخ أيان، وعيناه تلمعان. “أنا لست إنسانًا!”

فجأة، أدرك أنه لم يكن مجرد وريث للعرش، بل وريث لقوة عميقة، لإرث من مصاصي الدماء. وبدأت تتجمع في عقله تفاصيل أخرى: كيف أنه كان يتعافى بسرعة، وكيف كانت لديه قدرة على التحمل تفوق الآخرين.

مع تزايد هذه الاكتشافات، اتجه نحو سيارته، عازمًا على فهم ما يعنيه أن يكون مصاص دماء. كان عليه أن يتعلم كيف يستخدم هذه القوة، وكيف يحمي نفسه من التهديدات التي لا تزال تحيط به.

وهو يقود في الليل، بدأ أيان يشعر بشيء مختلف. كانت القوة تتدفق في عروقه، وكان لديه الآن القدرة على مواجهة الظلام الذي يطارده. لكن مع هذه القوة، جاءت مسؤوليات جديدة. كان عليه أن يجد توازنًا بين ما كان عليه أن يكون، وما كان عليه أن يصبح.

انطلقت الأفكار في عقله، وتذكر كلمات والده: “الدم يحمل الأسرار، والقوة تكمن في المعرفة.” كان عليه أن يبحث في تاريخ عائلته، وأن يفهم جذوره، حتى يكون قادرًا على مواجهة العدو الحقيقي الذي يهدد إرثه.

في تلك اللحظة، أدرك أيان أنه لم يعد هاربًا. بل أصبح صيادًا، ولن يتوقف حتى يستعيد ما فقده، وينتقم من أولئك الذين حطموا عائلته. كان مستعدًا لبداية جديدة، لبداية قتال لنفسه، وفي مواجهة مصيره كآخر مصاص دماء من سلالة ريشليد بالطبع، إليك تكملة للنص حيث يواصل أيان رحلته لفهم هويته الجديدة ومواجهة التحديات التي تنتظره:

كانت الأضواء الساطعة في المدينة تمر أمام عيني أيان كشرائط من الذكريات، ولكنه كان يعلم أن لديه مهمة أكبر الآن. كان عليه أن يبحث عن معلومات حول عائلته، ويعرف من هم أعداؤه الحقيقيون. لا بد أنه لم يكن الوحيد الذي تحمل هذا الإرث الثقيل؛ لا بد أن هناك آخرين، سواء كانوا أصدقاء أو أعداء.

بعد أن قاد السيارة لمسافة طويلة، قرر التوجه إلى المكتبة العامة، حيث كان لديه ذكريات عن أوقات قضى فيها وقتًا مع والده في قراءة كتب التاريخ والأساطير. كانت هناك كتب تتحدث عن مصاصي الدماء، وقد تذكر أنه كان لديه اهتمام خاص بمعرفة سلالة ريشليد. عندما وصل إلى المكتبة، دخل على عجل، محاولًا التركيز على الهدف الذي أمامه.

أخذ يستعرض الرفوف، ويبحث في العناوين، حتى عثر على كتاب قديم متسخ الأطراف بعنوان “ أساطير الدم: سلالة ريشليد ”. جلس على إحدى الطاولات، وبدأ يتصفح الصفحات، وهو يشعر بالتوتر يتصاعد داخله.

قرأ عن العائلة التي كانت تحكم في العصور القديمة، وكيف استخدموا قواهم لحماية الأبرياء من الكائنات المظلمة. ولكن الكتاب أيضًا حذر من أن هناك من يحاول القضاء عليهم. كلما كان يستمر في القراءة، كانت المعلومات تتدفق في عقله مثل النهر الجارف، والذكريات القديمة تتجدد في عقله.

ثم فجأة، جلبت له إحدى الصفحات صورة لأسلافه، وكان أحدهم يحمل نفس ملامح وجهه، ولكنه كان أكثر رعبًا وقوة. في الأسفل، كانت هناك ملاحظة: “عندما تأتي اللحظة، سيكون هناك اختيار بين النور والظلام .”

تجمد أيان في مكانه، وأحس ببرودة تسري في عروقه. ماذا يعني هذا؟ هل كان هناك خيار يتعين عليه اتخاذه في المستقبل؟

بينما كان مشغولًا في أفكاره، انطلقت جرس الباب. دخل رجل غريب يرتدي معطفًا طويلاً، وعيناه تلمعان بحذر. كان لديه هالة من الغموض. اقترب منه.

“أيان ريشليد، أليس كذلك؟” سأل الرجل بصوت هادئ.

“ماذا تريد؟” رد أيان، مضغوطًا على كتابه، محاولًا إخفاء توتره.

“أنا هنا لأساعدك، لكن عليك أن تكون مستعدًا لاستقبال الحقائق. عائلتك ليست كما كنت تظن. هناك من يلاحقك، ومن يدعو نفسه حامي الظلام. لقد أغتالوا عائلتك لأنهم يخافون من عودتك.”

تجمد أيان. “كيف تعرف كل هذا؟”

“لأنني جزء من مجموعة من الأفراد الذين يدركون الوجود الحقيقي لمصاصي الدماء. نحن نحمي ما تبقى من سلالة ريشليد. هناك من يريد تدمير كل ما تمثله، وأنت وريث تلك القوة.”

كان قلب أيان ينبض بسرعة. لم يكن لديه خيار سوى الوثوق بهذا الغريب. “ماذا يجب أن أفعل؟”

“أولاً، عليك أن تتعلم كيفية السيطرة على قوتك. ستحتاج إلى التدريب، وستواجه تحديات صعبة. لكن هناك من يمكنه مساعدتك. تابعني.”

رفض أيان فكرة الذهاب مع هذا الغريب في البداية، لكن سرعان ما أدرك أنه لا يملك خيارًا. لقد فقد كل شيء، وكان مستعدًا لمحاربة أي شيء يعترض طريقه. قام بجمع أغراضه، وقرر اتباع الرجل.

خلال الأسابيع التالية، خضع أيان لتدريبات صارمة في مكان سري بعيد عن الأنظار. كانت هذه المرحلة هي الأكثر تحديًا في حياته. تعلم كيفية التحكم في قواه، وكيف يستغلها لحماية نفسه ومن يحبهم.

كان هناك الكثير من المعارك، واللحظات التي اختبر فيها شجاعته. في كل معركة، كان يسترجع ذكريات عائلته، ويرى في عينيه قلق والدته، وابتسامة والده. كانوا يعيشون في داخله، وكان يجب عليه أن يستعيد ما فقده.

أصبح أيان أكثر قوة مع مرور الوقت، واكتسب مهارات جديدة. كما عرف أيضًا عن أعدائه الذين يقفون وراء اغتيال عائلته. كان هناك شخصية رئيسية تدعى “ألكسندر”، زعيم مجموعة مصاصي الدماء الذين قرروا أنه يجب إنهاء سلالة ريشليد إلى الأبد.

وضع أيان خطة للإيقاع بألكسندر، واستعادة العرش الذي ولد فيه. لم يكن الأمر سهلاً، لكن عزيمته كانت قوية. في قلبه، كان يعلم أن عائلته ستظل حاضرة في كل معركة، في كل خطوة يخطيها.

وفي النهاية، كانت المعركة قد حانت. أيان، الآن مصاص دماء مؤهل، مستعد لمواجهة ألكسندر وكل من يقف معه. أطلق صرخته، عازمًا على تحقيق العدالة لعائلته، وأن يثبت للعالم أنه ليس مجرد وريث، بل هو أيضًا محارب.

بعد فترة من التدريب المكثف، شعر أيان بأنه أصبح مستعدًا لمواجهة العالم الخارجي مرة أخرى. كان عازمًا على استعادة ما فقده، وبناء ما دمرته الأيدي الخفية. بفضل القيم التي غرستها فيه عائلته، أعد نفسه ليكون أكثر من مجرد مصاص دماء؛ أراد أن يكون قائدًا يستعيد إرثه.

بعد مغادرة المكان السري، بدأ أيان رحلته إلى المدينة، حيث كانت شركات عائلته تحت السيطرة الفعلية لأعدائه. استقل سيارة سوداء جديدة، وبدأ في قيادة سيارته نحو المقر الرئيسي لشركة ريشليد. كان قلبه مليئًا بالحنين إلى ماضيه، لكنه أيضًا كان مدفوعًا بشغف الانتقام.

عندما وصل، كان المشهد مؤلمًا. كانت نوافذ المكتب مغلقة، والأضواء تبدو باهتة، كما لو كانت حياة الشركة قد ماتت. وقف أمام المدخل، واسترجع ذكرياته عن الأيام التي قضاها هنا مع والده، وكيف كان كل شيء نابضًا بالحياة.

2024/10/23 · 22 مشاهدة · 1299 كلمة
ماريا
نادي الروايات - 2025