لكن الوقت لم يكن في صالحه، كان عليه أن يتصرف بسرعة. استجمع شجاعته ودخل المبنى. قوبل بنظرات استغراب من الموظفين الذين لم يتوقعوا أن يعود أحد من عائلة ريشليد.

توجه مباشرة إلى مكتب المدير التنفيذي، الذي كان أحد حلفاء ألكسندر. عندما دخل المكتب، كان الرجل جالسًا خلف المكتب، يبدو غير آبه بعودة أيان.

“ماذا تفعل هنا، أيان؟” قال المدير ببرود. “لا مكان لك هنا بعد الآن.”

ابتسم أيان ابتسامة هادئة، لكنه كان يعلم أن في داخله قوة غير مرئية. “أنا هنا لأستعيد ما هو لي.”

استشعر الرجل التوتر في الهواء، وعندما رأى عيني أيان تتلألأ بلون الدم، بدأت ملامحه تتغير. “لا يمكن أن تكون جادًا. لقد انتهى كل شيء. العائلة ليست أكثر من ذكرى.”

تقدّم أيان نحو المكتب، وصوته صارخ. “لا. أنا الآن أقوى مما كنت عليه. لا أحد يمكنه إيقافي.”

في تلك اللحظة، بدأ أيان في استخدام قوته بشكل استراتيجي. استدعى القوة التي اكتسبها خلال تدريباته، ورأى كيف أن الخوف بدأ يظهر في عيون المدير. تلاشت الألوان من وجهه عندما أدرك أنه أمام مصاص دماء قوي.

“ستدفع ثمن ما فعلته بعائلتي”، قال أيان بصوت هادئ، لكنه مليء بالتحدي.

توسل المدير، لكن أيان لم يكن ليقع في فخ العواطف. قام بإطلاق قدراته، وأحدث فوضى في المكتب. شعاع من الطاقة السوداء اجتاز المكان، مما أدى إلى انهيار الوثائق والزجاج حولهم. كان ذلك كفيلًا بجعل أي شخص يواجه مصيره المحتوم.

بعد أن انتهى من المدير، بدأ في إعادة السيطرة على الشركات واحدة تلو الأخرى. استخدم ذكاءه ومهاراته الاستراتيجية لاستعادة الشركات التي تمتلكها عائلته. بدأ يجمع شتات الشركة، وعقد اجتماعات مع الموظفين والمستثمرين لإعادة بناء ما دمر.

ومع مرور الوقت، بدأت شركات ريشليد تعود إلى الواجهة، وأصبح أيان رمزًا للقوة والعزيمة. لكن في أعماقه، كان يعرف أن عليه مواجهة ألكسندر وأعوانه، وأن الانتقام هو ما سيجعله يستعيد سلامه الداخلي.

توالت الأيام، وأصبح أيان شخصية معروفة في المدينة. أخذ على عاتقه مسؤولية حماية المظلومين، ولم يعد مجرد وريث، بل أصبح بطلاً. لكن في قلبه، كان يعرف أنه لا يزال هناك معركة يجب خوضها.

كان يخطط لعملية نهائية لاستعادة ما تبقى من عائلته، والتأكد من أن أعداءه سيتلقون ما يستحقونه. بدأت الحملة ضد ألكسندر في الانتقال إلى مراحلها الأخيرة. قرر أيان أنه حان الوقت ليظهر نفسه، ويحقق انتقامه.

في ليلة مظلمة، جمع أيان فريقًا من المخلصين له، الذين كانوا يعرفون سر هويته الجديدة. كانت تلك هي اللحظة الحاسمة. ستبدأ المعركة الكبرى لاستعادة إرث عائلته

بينما كان أيان يتأهب لاستعادة قوته ومواجهة ألكسندر، جاءته مفاجأة غير متوقعة. بعد فترة طويلة من الغياب، عاد أصدقاؤه، ماثيو وسارة، من خارج البلاد. لقد كانا يعرفان أيان منذ الطفولة، وكانا دائمًا إلى جانبه في الأوقات الصعبة. ولكن بعد مقتل عائلته، اختفوا بشكل غامض، مما ترك في نفسه شعورًا بالقلق وعدم الأمان.

توجه أيان إلى المطار في انتظار وصولهما، وعندما رأى ماثيو وسارة يخرجان من بوابة المغادرة، تجمدت مشاعره. بدت سارة متعبة وشاحبة، بينما كان ماثيو يتظاهر بالهدوء، ولكن عينيه كانتا تحملان قلقًا عميقًا. احتضنهم أيان بحرارة، لكن كان هناك شيء غريب في الهواء.

“لقد افتقدتكم كثيرًا!” قال أيان، بينما كان يراقب تعابير وجهيهما.

“افتقدناك أيضًا، أيان. لكن الأمور كانت معقدة للغاية،” أجابت سارة، وأشارت إلى موقف السيارات. “دعنا نتحدث في مكان أكثر هدوءًا.”

بينما كانوا يقودون إلى قصر ريشليد، حاول أيان أن يستعيد ذكرياتهم السعيدة، لكن الأجواء كانت مشحونة بالقلق. بعد أن وصلوا، جلسوا في غرفة الجلوس، واستعد أيان لسماع قصتهما.

“عندما سمعنا عن الهجوم على عائلتك، قررنا أن نتحقق من الوضع،” بدأ ماثيو. “لكن الأمور كانت أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد. هناك قوة مظلمة تحوم حول المدينة، ولم نكن نعرف كيف نعود بأمان.”

“ماذا تعني بقوة مظلمة؟” سأل أيان بقلق.

سارا تبادلا نظرة عصبية

. “لقد التقينا بأناس غامضين، كانوا يتحدثون عن الأساطير القديمة، وأخبرونا أن هناك شيئًا أكبر من مجرد عائلة ريشليد مستهدفًا. كانت تلك المنظمة تتعقب مصاصي الدماء، وبدأنا نشعر بأننا تحت المراقبة.”

“ولكن لماذا لم تخبروني بذلك؟” ارتفعت نبرة أيان. “كنت بحاجة إليكما في ذلك الوقت!”

“لم نكن نعرف ما إذا كنا سنعود أحياءً،” أجابت سارة بصوت هادئ. “كنا في أماكن غامضة، نبحث عن معلومات. ولكن هناك شيء آخر يجب أن تخبرنا به، أيان. نحن هنا لنساعدك، لكننا أيضاً بحاجة إلى أن نعرف ماذا تعلمت.”

كان أيان متوترًا لكنه أدرك أنه يجب أن يشاركهما. أخبرهما عن تحولاته، وتدريباته، والخطط التي وضعها لاستعادة سلطته، ومواجهته المرتقبة مع ألكسندر.

“إذا كانت تلك المنظمة تتعقب مصاصي الدماء، فربما تكون لديهم معلومات عن ألكسندر وأعوانه. علينا أن نعمل معًا لكشفهم،” قال ماثيو.

“لكن كيف سنفعل ذلك؟” تساءل أيان.

“لدينا أصدقاء في الخارج. بعضهم لديهم نفوذ قوي، ويمكنهم مساعدتنا في الحصول على المعلومات اللازمة،” قالت سارة، وهي تظهر له هاتفها. “لقد قمنا بتجميع قائمة بالأسماء والأماكن التي قد تساعدنا.”

وبدأوا في التخطيط. اجتمع الثلاثة معًا، يتبادلون الأفكار، ويحددون الأهداف. بدأت شعلة الأمل تتجدد في قلب أيان، مع العلم أنه لم يعد وحده في هذه المعركة. كانت قوة صداقتهم تزداد قوة، وشعر بأنهم أصبحوا عائلة جديدة في وسط هذا الظلام.

لكن في تلك اللحظة، كان هناك شعور بالخطر يحيط بهم. تذكر أيان تحذيرات أعدائه، وكان يعلم أن هناك من يراقبهم. “علينا أن نكون حذرين،” قال لهم. “إذا علم ألكسندر بعودتكم، سيحاول القضاء علينا جميعًا.”

“نحن مستعدون لأي شيء،” أكد ماثيو، بينما كانت سارة تتفقد الأسلحة التي أعدوها.

عندما وضعوا خططهم، تزايدت المخاوف. كان يعرف أن رحلتهم لم تكن مجرد رحلة لاستعادة الشركات، بل كانت معركة للنجاة. مع كل خطوة، كانوا يقتربون أكثر من المواجهة النهائية.

بدأ أيان يشعر بشيء جديد في داخله، شعور بالقوة والثقة. مع أصدقائه بجانبه، شعر أنهم قادرون على مواجهة أي تهديد. قرروا البدء في البحث عن المعلومات، وكشف الأسرار التي تحيط بألكسندر ومنظمته.

كانت تلك البداية لمغامرتهم الجديدة، مغامرة مليئة بالمخاطر، لكنهم كانوا عازمين على مواجهة ما ينتظرهم

بينما كان أيان وأصدقاؤه يخططون لاستعادة شركات ريشليد ومواجهة ألكسندر، حدث شيء غير متوقع. بينما كانوا يتفقدون ملفات قديمة في مكتبة العائلة، عثروا على كتاب غامض يحتوي على معلومات حول عالم موازي. كان الكتاب يبدو قديمًا، وقد كانت الصفحات ممزقة قليلاً، لكن الكلمات كانت واضحة.

“هذا مستحيل!” قال ماثيو بدهشة. “يبدو أن هناك عالمًا آخر يتواجد فيه كائنات من كل الأنواع: مصاصي الدماء، والذئاب، والسحرة.”

“هل تعني أن هناك مملكة لمصاصي الدماء في هذا العالم؟” سأل أيان، بينما كان قلبه ينبض بشغف. “إذا كان هذا صحيحًا، فقد يكون هناك إجابات حول إرثي.”

توجهوا إلى غرفة سرية في القصر، حيث كان الكتاب يتحدث عن بوابة تؤدي إلى هذا العالم الموازي. بعد بحث مستمر، وجدوا خريطة تشير إلى موقع البوابة في الغابة المجاورة.

“علينا الذهاب إلى هناك،” قال أيان، وهو يشعر بحماسة تتزايد. “إذا كنت وريث مملكة مصاصي الدماء، فيجب أن أتعلم كل ما يمكنني معرفته عن سلطتي.”

توجه الثلاثة إلى الغابة، وبعد ساعة من البحث، وجدوا البوابة المدفونة بين الأشجار الكثيفة. كانت عبارة عن إطار ضخم من الحجر الأسود، مع نقوش غامضة تغطي سطحه. استشعر أيان قوة خارقة تنبعث منه، وكأنه يستدعيه للعبور.

“هل أنتم مستعدون؟” سأل أيان، متأكدًا من أن ما على وشك القيام به قد يغير مجرى حياتهم.

“نحن معك، مهما كان،” أجابت سارة بثقة.

تقدم أيان نحو البوابة، وفتح الكتاب على الصفحة المناسبة. كانت هناك كلمات محفورة يجب قراءتها لفتح البوابة. ترددت كلماته في الهواء، وشعرت الأرض تهتز تحت أقدامهم.

وفي لحظة، انفتحت البوابة أمامهم، وكشفت عن مشهد مذهل: عالم مليء بالألوان الزاهية والكائنات المختلفة. كان هناك جبال شامخة، ووديان عميقة، والعديد من المخلوقات التي لم يرها أيان من قبل.

عبروا من خلال البوابة، وأحسوا بتغيير في الجو، وكأنهم دخلوا بعدًا آخر. كان كل شيء هنا غريبًا، لكنه أيضًا كان يحمل شعورًا مألوفًا.

2024/10/23 · 19 مشاهدة · 1185 كلمة
ماريا
نادي الروايات - 2025