بينما كانوا يستكشفون المكان، ظهرت لهم مجموعة من الكائنات، وكانت تشبه مصاصي الدماء، لكن بملابس فاخرة وزخارف تحمل رموز المملكة. “من أنتم؟” سأل أحدهم بصوت عميق.

“نحن… أنا من سلالة ريشليد،” قال أيان، وهو يحاول أن يكون واثقًا.

“إذا كنت حقًا من سلالة ريشليد، فبإمكانك إظهار علامتك،” قال الشخص، وعينيه تتلألأ.

أحس أيان بشيء غريب يتحرك في داخله. مدّ يده إلى قلبه، وشعر بعلامة غامضة تشع في جسده. كانت تلك العلامة تمثل إرثه كمصاص دماء، وكما اتضح، كانت هناك ملكية ترثه.

“أنت وريث مملكة مصاصي الدماء،” قال الشخص، وعلامة في يده تتوهج. “لقد كنا نبحث عنك.”

“ماذا تعني؟” سأل أيان، بينما كان قلبه يرقص من الإثارة.

“لقد كان هناك انقسام قديم بين مملكتنا وأعدائنا، وألكسندر هو جزء من تلك العداوة. أنت الوريث الوحيد الذي يمكنه استعادة النظام في مملكة مصاصي الدماء. نحتاج إلى مساعدتك.”

بينما كانت الكلمات تتردد في أذنه، استشعر أيان المسؤولية تتزايد في قلبه. كان مصير مملكته الآن بين يديه، وعلينا أن يستعيد ما فقده. “أنا مستعد،” قال أيان. “لكن كيف يمكنني أن أكون قائدًا إذا كنت ما زلت أتعلم؟”

“عليك أن تمر بتجربة الحكم،” قال الشخص. “سنتولى تدريبك، وسنساعدك في تطوير مهاراتك. لكن هناك من يراقب، وسيحاولون إيقافك قبل أن تتمكن من استعادة قوتك.”

مع مرور الأيام، بدأ أيان في تعلم فنون القيادة والتكتيك، والتاريخ الغني لمملكته. زادت معرفته بقواه، وتعلم كيف يتعامل مع المصاعب. اكتسب أصدقاء جدد من مختلف الأجناس، وبدأ في جمع الحلفاء الذين سيقفون بجانبه في المعركة القادمة.

خلال تلك الفترة، استعد أيان للعودة إلى العالم الذي نشأ فيه، محملاً بالقوة والمعرفة. كان يخطط للعودة إلى معركته ضد ألكسندر، لكنه الآن كان يملك القوة اللازمة للقتال.

“العودة ستكون تحديًا،” قال ماثيو. “لكن لديك الآن المعرفة اللازمة لمواجهة أعدائك.”

أجاب أيان بعزم: “لن أتراجع. سأستعيد مملكتي وأستعيد إرث عائلتي. سنقاتل معًا، وسنواجه كل من يعترض طريقنا.”

وبهذه الروح الجديدة، قرروا العودة إلى عالمهم، محملين بالمعرفة والقوة، لاستعادة كل ما فقدوه.

كان أيان الآن مصاص دماء في قلبه، وحاكم في روحه، وعازم على مواجهة الأعداء، مهما كانت التحديات.

بينما كان أيان يتدرب في عالم مملكة مصاصي الدماء، شعر بشيء غريب يزداد بداخله. كانت قوة مصاص الدماء الجديدة في دمه تتضخم، وبدأ يشعر بعطش غريب للدم. في البداية، اعتقد أن ذلك مجرد جزء من التحول الذي يمر به، ولكن سرعان ما أدرك أن هناك شيئًا آخر يحدث.

في إحدى الجولات التدريبية، رأى فتاة تتقدم نحوه بجرأة، وكان وجهها مضيئًا بقوة وثقة. كانت تدعى ليليان، وكانت رئيسة الحرس في المملكة. عُرفت بشجاعتها وولائها للمملكة، وكانت تتمتع بسمعة قوية بين الجنود.

عندما نظر إليها أيان، شعر بشيء لم يختبره من قبل. كان عطشه للدم يتزايد بشكل لا يمكن تجاهله، لكنه كان شيئًا مختلفًا. كان هناك رابط قوي، شيء أشبه بالقدر.

“أنت وريث المملكة،” قالت ليليان بصوت هادئ، وهي تتفحصه بنظرة مدروسة. “لكن عليك أن تتحكم في قواك. لا تدع عطشك يتحكم بك.”

“أحاول،” أجاب أيان بصوت خافت. “لكن هناك شعور يتنامى بداخلي، وأشعر أنني أفقد السيطرة.”

تقدمت ليليان نحو أيان، ووضعت يدها على كتفه. “إذا كنت ترغب في التغلب على هذا، يجب أن تتعلم كيف تستفيد من قوتك بدلًا من أن تكون ضحية لها. عطشك هو جزء من هويتك، لكنه لا يجب أن يتحكم بك.”

في تلك اللحظة، شعر أيان بارتباط قوي مع ليليان. كانا كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد، وكأن الأرواح القديمة قد اجتمعت من جديد. كانت تشع منهما طاقة هائلة، وكأنهما يتشاركان في قدر واحد.

“هل تعلمين لماذا أشعر بهذا؟” سأل أيان، وهو يحاول فهم المشاعر التي تجتاحه.

“لأنني رفيقتك المقدرة،” أجابت ليليان بصوت هادئ، لكن كلماتها كانت تحمل قوة غير عادية. “نحن مرتبطان بشكل عميق، وقد يكون هذا الرابط هو ما يسبب عطشك.”

شعر أيان بصدمة. “رفيقتي المقدرة؟” ترددت الكلمات في ذهنه. لم يكن قد سمع عن هذا المفهوم سوى في الأساطير. كان هناك اعتقاد بأن كل مصاص دماء يملك رفيقًا، شخصًا يتشارك معه القوة والحياة.

“نعم،” أكدت ليليان. “عندما يظهر الربط، تصبح مشاعرك أقوى، وعطشك يتضاعف. لكن عليك أن تتعلم كيف تتحكم فيه، وإلا ستقع في الفوضى.”

تدرب أيان مع ليليان، حيث ساعدته على فهم قواه الجديدة وكيفية التحكم في عطشه. في كل جلسة، كانا يقتربان من بعضهما أكثر. كانت تتدفق الطاقة بينهما، وكأنها حبل سري يربط مصيريهما معًا.

مع مرور الوقت، بدأ أيان يشعر بالتحكم في قواه. لكن كلما اقترب منه، زاد عطشه. كانت ليليان تدرك ذلك، وأحيانًا كانت تتركه يتناول بضع قطرات من دمها الطازج لإشباع شغفه، مما جعل الرابط بينهما أقوى.

“إنه مزيج من الحب والقوة،” قالت ليليان في إحدى الجلسات. “لكن يجب عليك أن تحترم حدودك. نحن لا نريد أن نفقد السيطرة.”

ومع الوقت، بدأت مشاعره تتطور. لم يكن الأمر مجرد عطش للدم، بل كان لديه أيضًا شعور عميق بالانتماء والاتصال. كانا يجمعان بين القوة والشغف، وكانا يواجهان كل التحديات معًا.

أصبح أيان وليليان فريقًا قويًا، يعملان معًا لاستعادة النظام في المملكة ومواجهة أعدائهما. لكن في قلبه، كان أيان يعلم أن معركته لم تكن فقط ضد ألكسندر، بل كانت أيضًا معركة داخلية ضد عطشه المتزايد.

عندما أصبح الوقت مناسبًا، قرر أيان أن يعود إلى العالم الخارجي. كانت لديه مهمة واضحة: استعادة مملكته وحماية رفيقته المقدرة. ومع وجود ليليان بجانبه، شعر بأنه قادر على مواجهة أي تحدٍ قادم.

“ستكون لدينا معركة كبيرة،” قال أيان. “لكنني لن أواجهها وحدي.”

“سنكون معًا،” أكدت ليليان، وعينيها تتلألأ بقوة. “لأننا مصير واحد.”

ومع ذلك، كانت هناك تحديات في الطريق. كانت هناك قوى مظلمة تحاول تفريقهما، لكن أيان كان عازمًا على حماية ليليان وتأكيد حقوقهما كمصاصي دماء ووريثين لمملكة عظيمة.

مع مرور الوقت، تعلما كيف يجمعان بين قوتهما ويستخدمان الرابط الذي يجمعهما، مما جعلهما قوة لا يستهان بها. ومع كل مواجهة، كان الرابط بينهما يتعزز، مما يجعلهما أكثر قدرة على مواجهة أي خطر يواجههما

2024/10/23 · 19 مشاهدة · 898 كلمة
ماريا
نادي الروايات - 2025