منذ اللحظة التي رأيت فيها أيان لأول مرة، شعرت بشيء غريب يتدفق بيننا، شعور كان أعمق من مجرد الانجذاب. كان وريث مملكة مصاصي الدماء، وكان قدره يتجلى في عينيه، لكن كان عليه أن يتعلم كيفية التحكم في قواه. لكن في تلك الأثناء، كنت أشعر بأنني أواجه تحديًا كبيرًا.
كان التدريب معه في البداية محبطًا. كان هناك عنفوان في عطشه، وعندما اقترب مني، كانت قوة رابطة القدر تتضاعف، مما جعلني أشعر بشيء لم أختبره من قبل. “عليك أن تتحكم في قواك،” كنت أقول له. “لا تدع عطشك يتحكم بك.”
لكن كلما رأيته، كلما شعرت برغبة أقوى في مساعدته. كنت رئيسة الحرس، وعلي أن أكون قوية، لكن وجوده كان يثير مشاعر جديدة في داخلي. “إذا كنت ترغب في التغلب على هذا، يجب أن تتعلم كيف تستفيد من قوتك بدلًا من أن تكون ضحية لها.” كانت هذه كلماتي، لكنني كنت أشعر بأنني أحتاج إلى مساعدته أيضًا.
وفي يوم من الأيام، بينما كنا نتمرن، وقفت أمامه ووضعت يدي على كتفه. “إذا كنت حقًا من سلالة ريشليد، فبإمكانك إظهار علامتك.” شعرت بشيء يتدفق بيننا، وكأنني أرى روحه تتألق. كانت علامته تتوهج في قلبه، وكانت تعني الكثير أكثر مما أدرك.
ثم جاء الاعتراف. “لأنني رفيقتك المقدرة.” كانت الكلمات تخرج من فمي وكأنها قد كُتبت في النجوم. كنت أعلم أن هذا الرابط بيننا سيغير كل شيء. كان بالنسبة له صدمة، لكنني شعرت أنه كان يستشعره في عمق قلبه.
مرّت الأيام وبدأنا نتقرب من بعضنا أكثر. في كل جلسة تدريب، كانت الطاقة تتدفق بيننا وكأننا نشارك روحًا واحدة. كنت أعلم أن عطشه المتزايد مرتبط بمشاعرنا، وكان لدي القدرة على مساعدته في التغلب عليه.
“علي أن أتعلم كيف أتحكم في عطشي،” كان يقول، وعينيه تحملان القلق. كنت أريد أن أكون هناك من أجله، لكنني كنت أخشى ما يمكن أن يحدث إذا فقدنا السيطرة.
ثم جاءت اللحظة التي تركته يتناول بضع قطرات من دمي، وكأنني أقدّم له جزءًا مني. لم يكن الأمر مجرد إشباع عطشه، بل كان شيئًا أعمق. كان يعزز الرابط بيننا، ويجعلني أشعر بالقوة والحماية.
مع مرور الوقت، أصبحنا فريقًا قويًا، وبدأت أشعر أننا نستطيع مواجهة أي تحدٍ. لم أعد أرى أيان كأحد مصاصي الدماء العاديين، بل كنت أرى فيه الحاكم الذي يحتاجه مملكته.
“سنكون معًا،” قلت له في إحدى اللحظات، عندما بدأنا في التخطيط لاستعادة النظام في المملكة. كان يبدو عازمًا، وكنت أعرف أنني سأكون بجانبه مهما حدث. “لأننا مصير واحد.”
لكن، مع كل تحدٍ واجهناه، كانت هناك قوى مظلمة تحاول تفريقنا. كنت أرى في عينيه ما كان يشعر به، وقد كان يزداد شغفه كلما اقترب مني. لكنني كنت مصممة على حمايته. كوني رئيسة الحرس يعني أنني أتحمل المسؤولية، وكان عليّ حماية وريث المملكة.
مع كل مواجهة، كان الرابط بيننا يتعزز، وأصبحت القوة التي نشترك بها جزءًا من هويتنا. كنا أكثر من مجرد حلفاء؛ كنا رفقاء في المعركة، ورثاء لسلطتنا.
عندما حان وقت العودة إلى العالم الخارجي، كان أيان محملًا بالقوة والمعرفة. كانت مهمته واضحة: استعادة مملكته وحماية ما أصبح جزءًا من نفسه، وهو أنا.
“لن أواجهها وحدي،” كان يقول. وعندما نظر إلي، شعرت بالثقة التي كانت تتدفق بيننا. كانت لدينا قوة لنواجه أعداءنا معًا.
مع كل خطوة اتخذناها، كنا نتأكد أننا سنقاتل معًا، لأن الرابط الذي جمعنا كان أقوى من أي قوة يمكن أن تهددنا. كنت أعرف أنني لن أدع أي شيء يقف بيننا وبين استعادة المملكة.
وفي النهاية، كان أيان ليس مجرد وريث. كان قائدًا في قلبه، ورجلًا يعرف كيف يتجاوز التحديات، وأنا كنت معه في كل خطوة على الطريق. لقد كتب قدرنا معًا، وسنستعيد كل ما فقدناه
في أحد الأيام المشمسة، بينما كان أيان وليليان يتدربان في ساحة التدريب، جاء خبر غير متوقع: ملك الذئاب، المعروف بقوته وهيبته، قد قرر زيارة مملكة مصاصي الدماء. كانت تلك زيارة نادرة، وعادة ما تكون مليئة بالتوتر والتحالفات السياسية.
عندما وصل الملك، كان برفقته وزيرة ، يحمل بين يديه جدول الأعمال السياسي للزيارة، بالإضافة إلى ابنة الوزير، التي كانت مشهورة بجمالها وشجاعتها. لكن ما جعلني أشعر بالقلق هو الطريقة التي كانت تنظر بها إلى أيان.
“أخبرتني والدتي كثيرًا عنك،” قالت ابنة الوزير بابتسامة ساحرة، وهي تقترب من أيان. “أنا أستطيع أن أشعر بالطاقة بيننا، يا وريث مملكة مصاصي الدماء.”
ليليان، التي كانت تراقب الموقف بعناية، شعرت بوجود شيئ غير مريح في أجواء اللقاء. “ما الذي تعنيه؟” سألت ببرود، محاولة حماية أيان من الارتباك الذي بدأت تثيره الفتاة.
“لقد تلقيت رؤية،” أجابت ابنة الوزير بثقة، وكأنها تتحدث عن شيء مؤكد. “لقد كنت مصيرك، رفيقتك المقدرة. لا يمكنك أن تنكر ذلك، يا أيان.”
شعرت بصدمة تغمرني. كيف يمكنها أن تدعي مثل هذا الشيء؟ كنت أعلم أن الرابط الذي يجمعني بأيان هو شيء فريد وعميق، ولا يمكن لأحد آخر أن يشاركه. كانت هذه الفتاة تتلاعب بكلمات لا تفهمها.
“أيان هو رفيقي،” تدخلت ليليان، وقد كان صوتي يحمل القوة والتأكيد. “لا يمكن لأحد أن يأخذ مكانه.”
ولكن الملك، الذي كان يستمع بهدوء، قطع الحديث: “علينا أن نفهم هذا الوضع جيدًا. لم نأتي إلى هنا لنخلق صراعًا، بل لتوثيق التحالفات. لكن إن كانت ابنة الوزير تشعر بأن هناك رابطًا معك، فعلى الأقل يجب أن نستمع.”
قاطعني أيان برفق. “أنا ممتن لزيارتكم، ولكن لا يمكن أن يكون هناك شيء بيني وبين ابنة الوزير. ليليان هي رفيقتي المقدرة.” كانت كلماته تعكس الثقة، لكنني شعرت برغبة قوية في أن أكون أكثر وضوحًا.
“إنه مصيرنا،” أصرّت ابنة الوزير، وهي تعقد يديها أمام صدرها، وكأنها تحاول إثبات صحة ادعاءاتها. “لماذا لا نستكشف هذا الرابط؟ يمكننا أن نتعاون جميعًا، وبهذا نتحد في قوة أكبر.”
تبادلت نظرات مع أيان، وعرفت أنه يشعر بالارتباك. لم يكن متأكدًا من كيفية التعامل مع هذا الموقف، وأنا أيضًا لم أكن أعرف ماذا أفعل.
“لكن التعاون يجب أن يكون مبنيًا على الثقة،” قلت لأتحكم في الأمور. “ولا يمكن أن يتأسس على كذب. أنا رفيقة أيان، وهذا الرابط لا يمكن أن يتزعزع. إنه يتجاوز الكلمات.”
الملك نظر إليّ بعمق، وكان واضحًا أنه يدرك التوتر بيننا. “إذاً، كيف نضمن ألا يكون هناك صراع؟” سأل بحذر.
“يجب أن نثبت ذلك في ساحة القتال،” أجبت بثقة. “لن نسمح لأحد بأن يزعزع استقرار مملكة مصاصي الدماء.”
وافقت ليليان، وهي تنظر إلى الملك والوزيرة. “فلنضع قواك وقدراتك أمامنا، وليكن كل شيء واضحًا.”
وافق الملك على الاقتراح، وأعلن عن تحدٍ ودي بين أيان وابنة الوزير، مما سيمكنهما من إثبات قوتهما وقدرتهما. كان هذا هو الفرصة المناسبة لتأكيد الروابط الحقيقية.
توجهنا إلى ساحة التدريب، حيث اجتمع الجميع لمشاهدة المواجهة. أيان، وكان يبدو واثقًا، استعد لمواجهة ابنة الوزير. كنت أعلم أنه كان يسعى لتأكيد قدراته، لكن في الوقت نفسه، كان يريد حماية ما بنيناه معًا.
المبارزة بدأت، وكانت التحركات بينهما سريعة ودقيقة. أيان استخدم كل ما تعلمه، بينما كانت ابنة الوزير تبرز قوتها، لكن كانت واضحة للجميع أن قوتها لم تكن كقوة أيان.
بينما كانت المعركة تتقدم، شعرت أن الرابط بين أيان وليليان يزداد قوة. لم تكن ابنة الوزير مجرد منافس، بل كانت تساهم في تعزيز موقفنا. في النهاية، مع كل حركة، أصبحت قلوبنا موحدة أكثر.
وبعد لحظات، انتصر أيان بتفوق. بينما كانت ابنة الوزير تبتسم برضا، أدركت أنها قد تكون مدفوعة بروح التنافس، لكنها كانت تعلم أيضًا متى تتوقف.
“أنت قوي جدًا، أيان،” قالت بخفوت. “وليس لدي أي شك في قدرتك. أعتذر عن ادعائي، أريد فقط حماية مملكتي.”
تلا ذلك حديث بين الملك وأيان، حيث تم الاتفاق على توطيد العلاقات بين مملكة مصاصي الدماء وملك الذئاب. ومع ذلك، كانت هناك حاجة لتوضيح الحدود، وخاصة فيما يتعلق بالروابط الشخصية.
بينما كنا نستعد لمغادرة الساحة، شعرت بارتياح كبير. لم يكن الأمر مجرد انتصار في المعركة، بل كان انتصارًا للثقة التي بنيت بيني وبين أيان. كنت أعلم أن ما بيننا لا يمكن أن يتزعزع، وأننا سنستمر في مواجهة أي تحدٍ معًا
بعد انتهاء المبارزة، شعرت ليليان بشيء غريب يتسرب إلى قلبها. رغم أن أيان كان قد أكد لها ارتباطهما ورابطهما المقدس، إلا أن وجود ابنة الوزير، وتحديدًا طريقة نظرها إلى أيان وكلماتها، جعلها تشعر بنيران الغيرة تتأجج داخلها.
في الطريق إلى القلعة، حاولت التركيز على حديث الملك والمفاوضات القادمة، لكن مشاعرها كانت تأخذها بعيدًا عن تلك الأفكار. “لماذا تشعرين بالقلق؟” سألت نفسها، وهي تنظر إلى أيان الذي كان يتحدث مع الملك بجدية. “هل هو حقًا مندهش من تلك الفتاة؟”