اجتمع الملك، أيان، وليليان في قاعة العرش، حيث كان الأعيان والنبلاء الحاضرون يتوقعون الحديث عن موقفهم من قضية ليليان. كان هناك توتر في الهواء، حيث كان الجميع يدركون أن قرارهم سيكون له تأثير كبير على مستقبل المملكة.

“كما تعلمون جميعًا،” بدأ الملك بصوت هادئ، “لقد تعرضت إحدى رعايانا لأبشع أنواع الجرائم، وقد حان الوقت لتحقيق العدالة. نحن هنا لننظر في القضية التي تتعلق بشرف مملكة مصاصي الدماء.”

أخذ أيان نفسًا عميقًا، وهو يحاول إخفاء مشاعره المختلطة. كانت عينه على ليليان، التي جلست بجانبه، وعرفت أنه سيكون من المهم بالنسبة له أن يقف بجانبها ويظهر دعمه.

“المدعى عليه هو نجل أحد النبلاء،” قال الملك، مشيرًا إلى الشاب الذي كان يجلس في الزاوية. “وقد تم استدعاؤه ليواجه الاتهامات.”

تدحرجت النظرات نحو الشاب، الذي كان يبدو واثقًا في نفسه، لكن أيان كان يشعر بالاحتقار تجاهه. كيف يمكن لأحد أن يشعر بالثقة بعد ما فعله؟

“لقد تم تقديم الأدلة، والشهادات، بما في ذلك شهادة ليليان،” قال الملك، مشددًا على أهمية موقف الضحية. “وبناءً على ذلك، فإن العقوبات التي تم تحديدها في قوانين المملكة واضحة وصارمة.”

تقدمت ليليان إلى الأمام، وبخطوات مترددة، لكنها مصممة على مواجهة مغتصبها. “أريد أن أقول كلمتي،” قالت، صوتها يرتجف لكنه يحمل الشجاعة. “أريدكم أن تعرفوا كيف أثر عليّ ما حدث. لقد خذلني، وأخذ مني شيئًا لا يمكن استعادته.”

لم يكن من السهل عليها الحديث، لكنها شعرت بقوة الحضور من أيان الذي كان يقف بجانبها. “لقد دمرت حياتي. لقد خفت من الظل الذي تتركه خلفك، لكنني الآن هنا لأقول إنني لن أسمح لك بأن تؤذي أي شخص آخر.”

توجهت الأنظار نحو الشاب، الذي كان يجلس بلا حراك، ولكن بدا أنه غير مكترث لما يحدث. “لقد كنت ضحية للحظة ضعف،” قال بطريقة محايدة، متجاهلًا تمامًا مشاعر ليليان. “لكن ليس من العدل أن يتم الحكم عليّ بسبب خطأ واحد.”

“إنه ليس مجرد خطأ!” صرخ أيان، متفجرًا بغضب. “لقد كنت تتعمد إيذاءها، ولم تفكر في العواقب. كل ما فعلته كان عملاً وحشيًا.”

تقدم الملك، وسلط الضوء على الجوانب القانونية. “وفقا لقوانين مملكة مصاصي الدماء، فإن العقوبة التي تتبع مثل هذا الجرم هي شديدة. يمكن أن تتراوح بين النفي إلى الأراضي المظلمة، أو حتى أشد من ذلك.”

استمرت النقاشات، حيث عرض النبلاء آراءهم. البعض كان يدعو إلى الشفقة، بينما كان الآخرون يؤيدون العقوبات القاسية. لكن صوت ليليان كان هو الذي أثبت أهميته.

“أريد العدالة، لكنني لا أريد أن أرى أحدًا يُعاقب بسبب عائلته أو منصبه،” قالت، صوتها يتدفق من القلب. “أريد أن يُحاكم بناءً على أفعاله فقط.”

تبادل الملك أي نظرة مع ليليان، وأدرك أنها كانت تطلب العدالة الحقيقية، وليس مجرد انتقام. في النهاية، استقر القرار على النفي، لكن مع فرض شروط صارمة للمراقبة.

“أنت محظور من دخول أي جزء من مملكة مصاصي الدماء، وعليك أن تعيش في عزلة عن العالم الخارجي،” أعلن الملك. “إذا تم العثور عليك، ستكون هناك عواقب أكثر خطورة.”

هنا، سُحب الشاب بعيدًا، مع شعور بالهزيمة. كانت ليليان تشعر بالراحة على الرغم من كل الصعوبات، وكانت تعلم أنها قد فعلت شيئًا مهمًا.

“أنا فخور بك،” قال أيان، وهو ينظر إلى ليليان بإعجاب. “لقد واجهت مخاوفك بجرأة.”

ابتسمت ليليان برقة، حيث شعرت بأن عبءًا قد زال عنها. “شكرًا لك على دعمك، أيان. لم أكن لأستطيع فعل ذلك بمفردي.”

“سنواصل النضال معًا،” أضاف أيان، مصممًا على حماية ليليان والعمل على تحسين حياتها. كان لديه إحساس بأنهما، بفضل قوتهما ورابطتهما، يمكنهما التغلب على كل الصعوبات وبناء حياة جديدة خالية من الألم.

مع تلك الكلمات، بدأ كل منهما مرحلة جديدة في حياتهما، حيث كانا ملتزمين بحماية بعضهما البعض وبناء مستقبل مشرق في مملكة مصاصي الدماء

بعد أن استقرت الأمور في المملكة، وبدأت ليليان تتعافى من جراح الماضي، شعرت بأنها أخيرًا قادرة على فتح قلبها بالكامل أمام أيان. لقد قضيا أشهرًا في بناء ثقتهما ببعضهما البعض، والتغلب على مخاوفهما، واليوم بدا وكأن الوقت قد حان لبدء فصل جديد في علاقتهما.

في تلك الليلة، كان القمر يتلألأ في السماء، وأضواء النجوم الخافتة تلقي بظلال ناعمة على القلعة. أيان وليليان كانا جالسين معًا في غرفة خاصة تطل على حدائق القصر. الجو كان هادئًا بشكل مريح، وصوت الرياح التي تحرك الأشجار كان يضفي شعورًا بالسكون.

“أنت تبدين جميلة الليلة،” همس أيان، وهو ينظر إلى ليليان بعينين ممتلئتين بالدفء والإعجاب. لم يكن حديثه يتعلق بمظهرها الخارجي فقط، بل بإشعاعها الداخلي الذي زاد بعد كل ما مرّت به.

ابتسمت ليليان بخجل، وهي تشعر بالتوتر اللطيف الذي يرافق تلك اللحظات الأولى. “وأنت،” قالت بلطف، “أنت دائماً ما تجعلني أشعر بالأمان.”

مد أيان يده وأخذ يدها بين كفيه، وكانت لمسته دافئة ومليئة بالحنان. كان يعلمان أن هذه اللحظة تمثل بداية جديدة، حيث يتخلى كلاهما عن الخوف والألم، ويتركزا على ما يجمعهما: الحب والاحترام.

“لا أريد أن أكون في أي مكان آخر غير هنا، معك،” قال أيان بصدق، وهو يقربها إليه.

شعرت ليليان بأن قلبها ينبض بسرعة، لكن هذه المرة لم يكن خوفًا أو ذعرًا كما كان في الماضي. بل كان شعورًا مليئًا بالتوقع والسعادة، وكأنها أخيرًا وجدت المنزل الذي طالما بحثت عنه.

“وأنا أيضاً،” همست، بينما تمسكت بيده بلطف. كانت الكلمات بينهما قليلة، لكن التواصل بين روحيهما كان عميقًا. لقد مرت لحظات كثيرة من الألم والخوف، ولكن في تلك اللحظة، كان كل شيء يتعلق بالحب والراحة.

جلسا معًا، يتحدثان بهدوء عن المستقبل، عن أحلامهما، وعن كل ما يودان تحقيقه معًا. كانت الليلة تعبيرًا عن الروابط التي بنيت على مدار الوقت، والتحديات التي تغلبا عليها معًا.

بينما كانا يجلسان بجانب بعضهما البعض، شعرت ليليان بأنها مستعدة أخيرًا لترك الماضي خلفها. “أيان،” بدأت قائلة، وهي تنظر في عينيه العميقتين. “أريدك أن تعرف أنني لم أكن لأتجاوز كل ما حدث لولاك.”

أيان ابتسم ابتسامة دافئة، ثم قال: “لقد كنتِ دائمًا قوية، ليليان. وأنا هنا فقط لأذكرك بذلك. ما بيننا أقوى من أي شيء.”

في تلك الليلة، لم يكن الأمر يتعلق بالجسد، بل بالروح. لقد قضيا الساعات يتحدثان، يضحكان، ويشاركان لحظات من الصمت الذي كان يحمل كل المعاني. كانا يعلمون أن حبهما هو ما سيحميهما في المستقبل، وسيبني عليهما حياة جديدة مليئة بالتفاهم والشغف.

ومع انتهاء الليلة، استلقيا معًا، قلوبهما مطمئنة ومليئة بالسلام. لم تكن تلك الليلة مجرد بداية لعلاقة جسدية، بل كانت عهدًا جديدًا بأن يكونا بجانب بعضهما دائمًا، مهما كانت التحديات التي تنتظرهما

2024/10/23 · 17 مشاهدة · 968 كلمة
ماريا
نادي الروايات - 2025