بينما كان أيان منهمكًا في مسؤولياته كوريث لمملكة مصاصي الدماء، ومحاطًا بالتحديات الجديدة التي تواجهه في المملكة، كانت الأمور على الأرض تسير في اتجاه آخر. فقد أوكل أيان مهمة حساسة إلى خادمه الوفي، إدغار، الذي كان دائم الولاء لعائلة ريشيليد منذ أجيال.

إدغار، الذي كان معروفًا بتفانيه وذكائه الحاد، كان على علم بالتحركات الغامضة التي تحدث داخل شركات عائلة ريشيليد على الأرض. بعد اختفاء عائلة أيان، ظهرت في الشركة مجموعة من الخونة، يستغلون الفوضى في محاولة للسيطرة على الموارد والنفوذ. هؤلاء الخونة سعوا إلى تقويض إرث العائلة والسيطرة على الشركة التي كانت جزءًا لا يتجزأ من قوة آل ريشيليد على الأرض.

إدغار لم يكن مجرد خادم عادي، بل كان يعرف كل أسرار الشركة، ويمتلك شبكة علاقات واسعة داخلها. كان دائمًا يراقب الأوضاع عن كثب، ينتظر اللحظة المناسبة للتحرك. وقد جاءت تلك اللحظة عندما اكتشف أن بعض المدراء في الشركة كانوا يتآمرون لإسقاط السيطرة الحقيقية للعائلة وبيع الأصول لكبار المنافسين.

في تلك الليلة، بينما كان أيان يعيد بناء قوته في المملكة الموازية، كان إدغار يتسلل إلى مكاتب الشركة في الليل، مسلحًا بتفاصيل دقيقة عن الخونة. كان يعلم أنه لا يمكن الاعتماد على القضاء فقط، فهؤلاء الخونة كانوا ماهرين في التلاعب بالقوانين والاختباء وراء السلطة والنفوذ.

أخذ إدغار قراره بالقضاء عليهم واحدًا تلو الآخر، ليس بالعنف الجسدي وحده، بل من خلال تفكيك شبكاتهم المالية والفضائح التي كانوا يتجنبونها لسنوات. استغل معرفته الدقيقة بالنظام الداخلي للشركة لاكتشاف أدلة دامغة تدينهم بالخيانة.

بدأ إدغار بحركة ذكية، قام بتسريب معلومات مالية حساسة لسلطات الرقابة المالية، مما أدى إلى تحقيقات داخلية واسعة. تم استدعاء عدد من كبار الخونة للتحقيق، بينما كان إدغار يعمل خلف الكواليس لضمان تدمير سمعتهم نهائيًا.

لكن لم يتوقف الأمر عند ذلك. لم تكن الخيانة مجرد تصرف مالي غير قانوني، بل كان وراءها مؤامرات أكبر لقتل سمعة وريث ريشيليد، أيان. وقد خططوا لشيء أكبر من مجرد سرقة، كانوا يخططون لتدمير العائلة تمامًا.

عندما وصلت الأمور إلى ذروتها، استدعى إدغار القادة المتورطين في الخيانة لاجتماع سري داخل الشركة. كان الجو متوترًا للغاية، حيث كانوا يظنون أن الأمور ما زالت تحت سيطرتهم، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن إدغار قد نصب لهم فخًا محكمًا.

في منتصف الاجتماع، كشف إدغار عن جميع الأدلة التي جمعها على مر الأسابيع، وواجههم بخيانتهم بشكل مباشر. كانت الوجوه تتغير من الثقة إلى الذعر، وأدركوا حينها أنهم قد تم الإيقاع بهم.

“لقد ظننتم أنكم تستطيعون التلاعب بإرث عائلة ريشيليد والهرب،” قال إدغار بنبرة باردة وثابتة. “لكن لا أحد يعبث بدماء العائلة أو تاريخها دون أن يدفع الثمن.”

بدأ القادة المتورطون بالتوسل والاعتذار، لكن إدغار كان قد اتخذ قراره. لقد قدم كل الأدلة إلى السلطات والجهات القانونية، مما أدى إلى اعتقالهم على الفور بتهم الفساد والخيانة.

لكن بعضهم لم يستسلم بهذه السهولة. كان هناك من حاول الهروب، واستخدام نفوذه لحماية نفسه. إلا أن إدغار كان قد أعد لكل خطوة، وأحبط كل محاولات الهروب والالتفاف. ومع مرور الأيام، تم تطهير الشركة تمامًا من كل أولئك الذين خانوا الأمانة.

في النهاية، وقف إدغار في مكتب أيان الكبير، ينظر إلى صورة العائلة التي زُينت الجدران بها. ابتسم برضا، وعلم أن مهمته لم تنتهِ بعد، لكنه كان يعرف أنه حافظ على شرف العائلة على الأرض، كما تعهد في يوم ولائه الأول لهم.

عندما يعود أيان من المملكة، سيكون كل شيء جاهزًا لاستعادة السيطرة الكاملة، والشركة ستظل تحت حكم وريثها الشرعي، بعد أن تم تنظيفها من الخونة والمجرمين

بعد أن أكمل إدغار مهمته الصعبة في القضاء على الخونة وتطهير شركة ريشيليد من أيادي الفساد، عاد إلى قصر العائلة القديم في لندن. الجو في تلك الليلة كان هادئًا، والظلال التي ألقتها الأنوار الخافتة أعطت المكان هالة من الغموض. كان يعلم أن مهمته التالية ستكون أكثر صعوبة، فالشركة الآن نظيفة، لكن أعداء عائلة ريشيليد كانوا كُثر، ولم يكن هناك مجال للراحة.

عندما وصل إلى مكتبه الخاص داخل القصر، أرسل تقريرًا مفصلًا إلى أيان في المملكة الموازية، يعلمه بتطورات الأحداث على الأرض. أدرك أن الوقت قد حان لعودة أيان لاستعادة كامل إرثه، ليس فقط في المملكة، ولكن في عالم البشر أيضًا. كان إدغار يدرك أن حكم العالمين مرتبط ارتباطًا وثيقًا ببقاء عائلة ريشيليد على قيد الحياة وبقوتها في كلا العالمين.

مرت عدة أيام، وخلالها ازدادت الفوضى بين الشركات المنافسة التي بدأت تشعر بتأثير انهيار التحالفات التي أقامها الخونة. الاقتصاد بدأ بالتأرجح، وأصبح من الواضح للجميع أن أيان وريث ريشيليد عائد لاستعادة مكانته بكل قوة.

في تلك الأثناء، كان إدغار يراقب التطورات بصمت. بفضل ذكائه وتخطيطه المحكم، لم يعد هناك مجال للخونة داخل الشركة أو في أي دائرة قريبة من عائلة ريشيليد. لكنه كان يعلم أن الأعداء الحقيقيين لم يظهروا بعد. كان هناك من كانوا ينتظرون في الظلال، أعداء ليسوا بشرًا، بل من كائنات أخرى تسعى للانتقام من سلالة مصاصي الدماء.

وفي يوم وصول أيان إلى الأرض من جديد، كانت الشمس تغرب على أفق لندن. نزل أيان من العربة السوداء الفاخرة التي توقفت أمام مقر الشركة، حيث كان إدغار واقفًا في استقباله. بدا أيان أكثر قوة وثقة مما كان عليه من قبل، ومظهره كان يليق بحاكم حقيقي، وريث لمملكة مصاصي الدماء على الأرض وفي العالم الموازي.

“أهلاً بعودتك، سيدي،” قال إدغار بصوت عميق بينما انحنى برأسه احترامًا.

“لقد أديت عملك بإتقان، إدغار،” أجاب أيان وهو ينظر نحو المقر الشامخ للشركة. “لكننا لم ننتهِ بعد. هناك الكثير الذي يجب القيام به.”

ابتسم إدغار ابتسامة خفيفة. “هذا صحيح يا سيدي. الأعداء ما زالوا يتربصون. لكننا مستعدون.”

2024/10/23 · 15 مشاهدة · 842 كلمة
ماريا
نادي الروايات - 2025