دخل أيان وإدغار إلى المقر، حيث كانت الاجتماعات قد بدأت بالفعل، وكان على أيان أن يواجه مجلس إدارة الشركة الذي تم تطهيره حديثًا. كان الجميع ينتظرون كلمة منه، ينتظرون أن يروا وريث ريشيليد القوي، الرجل الذي سيعيد بناء مجد عائلته ويحكم العالمين.
وفي الاجتماع، وقف أيان في المنتصف، عينيه تلمعان بالقوة والثقة. “لقد حان الوقت لكي تستعيد عائلة ريشيليد مكانتها الحقيقية،” قال بصوت قوي وثابت. “لن يكون هناك مكان للخيانة، ولا مجال للفشل. سنحكم بكل قوة، ولن يجرؤ أحد على الوقوف في طريقنا.”
كان الجميع ينصتون بصمت، والإعجاب واضح في عيونهم. أدركوا أن عودة أيان تعني عودة عصر جديد من السيطرة والقوة.
ولكن في الخارج، في أماكن لا يعرفها البشر، كانت المؤامرات تُحاك. كانت هناك ممالك أخرى، ممالك من المستذئبين والسحرة، تراقب وتخطط، وتستعد لتحدي وريث ريشيليد الذي عاد بقوة غير مسبوقة.
بعد الاجتماع، انضم إدغار إلى أيان في غرفة خاصة، حيث بدآ في مناقشة التحركات القادمة. “الأعداء لن ينتظروا طويلاً،” قال إدغار وهو يفتح خريطة كبيرة تضم مناطق النفوذ المختلفة في العالمين. “لدينا تقارير عن تحركات مشبوهة من جانب مملكة المستذئبين. ويبدو أن هناك تحالفات جديدة تُشكل في الظل.”
نظر أيان إلى الخريطة بعناية، ثم قال بهدوء: “دعهم يحاولون. هذه المرة، نحن من سنتحرك أولاً.”
استمرت الاستعدادات في الخفاء، وأخذ أيان وإدغار يجمعان القوات الحليفة ويخططان لحملة قوية. كانا يعلمان أن التحديات القادمة ستكون أكبر بكثير مما واجهاه سابقًا. لقد بدأت حرب جديدة في العالمين، وكان أيان مصممًا على الفوز بها، مهما كان الثمن.
هكذا، بدأت رحلة أيان في استعادة إرث عائلته والوقوف في وجه القوى المتآمرة.
بعد أسابيع من الاستعدادات الدقيقة والتخطيط المحكم، كان أيان وإدغار على أتم استعداد للتحرك. الممالك المنافسة كانت تتحرك في الظل، خاصة مملكة المستذئبين التي كانت تحشد قواها. علم أيان أن المواجهة مع المستذئبين ستكون حتمية، لكن قبل ذلك، كان عليه تطهير الأرض من الأعداء الأصغر والذين قد يشكلون عقبات غير متوقعة في مسيرته.
بدأت الحملة بحذر، لكن أيان كان واضحًا في هدفه: القضاء على كل من تآمر ضد عائلة ريشيليد. كانت قواته المكونة من مصاصي الدماء المخلصين وأصدقاء العائلة تتحرك في صمت، تضرب أهدافًا محددة وتدمر الخونة بسرعة وفعالية. لم يكن هناك مجال للخطأ، وكل خطوة كانت مدروسة بعناية.
إدغار، الخادم الوفي، كان يقود العمليات من الأرض بينما أيان يراقب عن كثب التطورات من مقره في لندن. في غضون أيام، تم القضاء على كل من تعاون مع الخونة داخل الشركة. تم استئصال شبكاتهم بالكامل، ولم يعد لهم وجود.
لكن أيان كان يعلم أن هؤلاء لم يكونوا سوى دمى صغيرة في لعبة أكبر. العدو الحقيقي كان يقترب، وكان من نوع مختلف. المستذئبون، بقيادة ملكهم الشرس، كانوا يتحركون بخبث. وقد علم أيان من خلال شبكاته السرية أن ملك المستذئبين ليس فقط قوياً بحد ذاته، بل إنه تحالف مع قوى غامضة، بينها سحرة يملكون قوى مظلمة.
في إحدى الليالي الباردة، جلس أيان في قصره، يفكر في الخطوة التالية. كان يعلم أن المواجهة المباشرة مع المستذئبين ستكون محفوفة بالمخاطر. ولكن قبل أن يتخذ أي خطوة، كان يحتاج إلى معلومات دقيقة. طلب من إدغار التحرك لجمع كل ما يمكن من المعلومات عن تحالف المستذئبين والسحرة.
بعد أيام قليلة، عاد إدغار بمعلومات مهمة. “سيدي،” قال وهو يدخل الغرفة حيث كان أيان ينتظره. “لدينا تأكيدات بأن ملك المستذئبين قد حصل على دعم من ساحر قوي يُدعى إيثان. هذا الساحر يمتلك قدرات تمكنه من التلاعب بالزمن والعناصر، ويقال إنه يستخدم طقوسًا قديمة لتعزيز قوة المستذئبين.”
أيان نظر إلى إدغار بتمعن. “إيثان، إذن. هذا ما يجعلهم يزدادون جرأة. لن ننتظر حتى ينقضوا علينا.”
أيان لم يكن مجرد وريث لمملكة مصاصي الدماء، بل كان يمتلك قوى قديمة تم تمريرها عبر الأجيال. بدأ يركز طاقاته ويستعد لمواجهة التحدي الأكبر في حياته. كان يعرف أن عليه مواجهة إيثان أولاً قبل أن يتمكن من الإطاحة بملك المستذئبين.
بدأ أيان بتدريب نفسه بشكل مكثف، مستعينًا بأعوانه الأكثر ولاءً، بما فيهم ليليان التي كانت تسهر على حمايته ليلاً ونهارًا. كانت تعلم أن هذه المعركة ستكون مصيرية ليس فقط لأيان، بل لمملكة مصاصي الدماء بأسرها.
مرت الأيام، ووصلت التحضيرات إلى ذروتها. كانت لحظة المواجهة قريبة. في الليلة التي تسبق الهجوم، وقف أيان وإدغار وليليان على شرفة القصر، ينظرون إلى الأفق حيث تجمعت قواتهم. كان الصمت يسيطر على الأجواء، لكن داخله كان هناك توتر لا يمكن إنكاره.
“سيدي،” قال إدغار وهو ينظر إلى أيان. “اللحظة اقتربت. المستذئبون بدأوا بالتحرك نحو حدودنا. علينا أن نكون مستعدين لمواجهتهم.”
أيان لم يكن يهاب القتال، لكنه كان يعرف أن هذا التحدي سيكون مختلفًا عن كل ما واجهه من قبل. مع وجود قوى السحر القديمة في اللعب، قد يكون أي خطأ مكلفًا للغاية. لكنه كان مصممًا على النجاح.
في الليلة التالية، بدأ الهجوم. كان جيش مصاصي الدماء يضرب بقوة، بينما كانت قوات المستذئبين تحاول اقتحام حدود المملكة. قاد أيان الهجوم بنفسه، متسلحًا بقواه التي ازدادت بشكل ملحوظ بفضل تدريبه المكثف. في معركة ملحمية امتدت لليالٍ طويلة، تمكن أيان من اختراق دفاعات المستذئبين والوصول إلى قلب قواتهم.
لكن إيثان، الساحر القوي، كان ينتظره. عند المواجهة، أدرك أيان أن إيثان لم يكن خصمًا عاديًا. كانت قوته السحرية هائلة، وكان قادرًا على التلاعب بالزمن والعناصر، مما جعله عدوًا خطيرًا.
في معركة سريعة ومكثفة، حاول إيثان استخدام سحره لإيقاف أيان، لكن الأخير استخدم قوته كأحد ورثة مملكة مصاصي الدماء لتفادي الهجمات. بدعم من ليليان التي كانت تقاتل إلى جانبه، تمكن أيان من مقاومة إيثان حتى اللحظة المناسبة.
بضربة قوية وموفقة، تمكن أيان من شل حركة الساحر وإبطال سحره، قبل أن يسقطه أرضًا ويقضي عليه. ومع سقوط إيثان، بدأت قوة المستذئبين تنهار. كانت قوتهم معتمدة على سحر إيثان، ومع زواله، أصبحت الأمور في صالح مصاصي الدماء.
بقيادة أيان، تمكنوا من هزيمة ملك المستذئبين في معركة أخيرة حاسمة. استعاد أيان سيطرته الكاملة على المملكة والعالمين، مؤكدًا مكانته كأقوى حاكم في التاريخ الحديث لمصاصي الدماء
**********
كانت السماء ملبدة بالغيوم، والهواء مشحون بالتوتر في الليلة التي انطلقت فيها المعركة بين قوات مصاصي الدماء بقيادة أيان وقوات المستذئبين تحت قيادة ملكهم القوي، رايدر. الأرض تهتز تحت وقع أقدام الجيوش، وصوت عواء المستذئبين كان يتردد في الأفق، بينما كان مصاصو الدماء يملؤون الظلام بصمت قاتل، مستعدين للقتال.
في ساحة المعركة، كان رايدر، ملك المستذئبين، يقف شامخًا وسط جيشه. كان رجلاً ضخم البنية، يمتلك هيبة لا يمكن تجاهلها، وأعينه كانت تلمع ببريق لا يوحي فقط بالقوة الجسدية، بل بالحكمة العميقة. كان رايدر زعيمًا قديمًا، قد خاض حروبًا لا تحصى ضد قوى مختلفة عبر التاريخ، لكنه في هذه اللحظة كان مستعدًا لتلك المواجهة النهائية مع مصاصي الدماء.
أيان، من جانبه، كان يعلم أن القوة الجسدية وحدها لن تكون كافية لهزيمة رايدر. كان يدرك أن قوة رايدر تكمن في حكمته ورؤيته الطويلة الأمد، وفي تحالفه مع السحر القديم الذي منحه إياه الساحر إيثان قبل موته. ومع أن أيان قد قضى على إيثان، إلا أن تأثير سحره لا يزال يتدفق عبر عروق رايدر، مما جعله أكثر خطورة.
عندما تقابل أيان ورايدر وجهًا لوجه، كان المشهد مذهلاً. وقفت الجيوش خلف قادتها، تنتظر إشارة البدء في القتال. نظرات كلا الزعيمين كانت مليئة بالعزم، وأعينهما تلتقي في تحدٍ صامت. كل منهما يعرف أن هذه المعركة ستقرر مصير مملكتيهما إلى الأبد.
“أيان ريشيليد،” قال رايدر بصوت جهوري. “أنت وريث مملكة مصاصي الدماء، وأنا ملك المستذئبين. لم يكن مقدرًا لنا أن نكون أعداء. لقد اعتقدت أن تحالفًا بيننا كان ممكنًا.”
أيان رفع حاجبه بشيء من الدهشة. “كنت مستعدًا للتحالف معنا؟ لماذا تغير رأيك إذن؟”
ابتسم رايدر، لكن الابتسامة كانت مليئة بالمرارة. “كنت مستعدًا للتعاون، لأنني أعرف أن كلا منا يحتاج الآخر في مواجهة قوى أكبر. هناك تهديدات في العالمين لا يمكن لأي منا التصدي لها بمفرده. لكنك قتلت إيثان، الساحر الذي كان جزءًا من تحالفنا. وهذا جعلني أشك في نواياك.”
أيان لم يظهر أي تردد في صوته وهو يرد: “إيثان كان خطرًا على الجميع، بما في ذلك أنت. كان يسعى وراء قوته الخاصة على حساب كل من حوله. لقد قضيت عليه لحماية كلا العالمين.”
رايدر نظر في عيني أيان بتمعن، وكأن شيئًا ما داخله تردد للحظة. “قد يكون كلامك صحيحًا، لكن الآن، الأمور خرجت عن السيطرة. جيشي يريد الانتقام، ولا يمكنني أن أوقفهم.”
وهنا، بدأت المعركة. كانت الاشتباكات عنيفة ودموية. المستذئبون، بقوتهم الجسدية الهائلة وسرعتهم الفائقة، هاجموا قوات مصاصي الدماء بلا رحمة. بالمقابل، مصاصو الدماء استخدموا سرعتهم وقدرتهم على التلاشي في الظلام، مما جعل من الصعب على المستذئبين توقع تحركاتهم.
في وسط هذه الفوضى، انطلق أيان نحو رايدر، وهو يعلم أن هزيمة الملك ستعني انهيار معنويات المستذئبين. لكن رايدر لم يكن خصمًا سهلًا. بقوته الجسدية الهائلة وسرعته المذهلة، تمكن من صد هجمات أيان في البداية. تبادل الاثنان الضربات، وكل ضربة كانت تحمل معها قوة هائلة. كانت المعركة بينهما أشبه برقصة موت، حيث كانت كل حركة محسوبة بدقة، وكل خطأ قد يعني النهاية.